يقدم المؤلف والمخرج الكويتي العالمي سليمان البسام عمله الجديد «في مقام الغليان: أصوات من ربيع مُختطف» في مدينة سيدني يوم الثلاثاء المقبل في أربعة عروض ضمن فعاليات «مهرجان سيدني» Sydney Festival 2013 في أستراليا.
وقد تم اختيار مسرح يورك York Theatre في مركز سيمور Seymour Centre لاستضافة عمل البسام المسرحي خلال الفترة من 8-11 يناير، والذي تم اختياره كنموذج للأعمال المسرحية العربية لتقديمه للمجتمع العربي في سدني وللجمهور الأسترالي، وكمبادرة للحوار والتفاعل الثقافي بين أستراليا والعالم العربي.
يذكر أن المهرجان يعد أهم مهرجان مسرحي في القارة الاسترالية، ويتضمن حوالي المائة فعالية بمشاركة أكثر من ألف فنان في أكثر من عشرين مقراً، وبمشاركة جمهور يفوق الـ 650 ألف شخص.
قراءات مسرحية
هذا وكان البسام قدم قراءات ممسرحة للعمل في باريس أواخر يونيو الماضي ضمن فعاليات ندوة «العالم العربي في ظل الثورات» التي شهدتها العاصمة الفرنسية، وذلك بدعوة من معهد باريس للعلوم السياسية «Sciences Po» للمؤتمر الذي حضره باحثون دوليون وكتاب وأكاديميون من فرنسا والعالم العربي وأوروبا وأميركا وآسيا.
يذكر أن المعهد، الذي يعد من أبرز المؤسسات الجامعية في فرنسا وأوروبا، قد دعا البسام وفقاً للبرنامج المشترك بينه وبين مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
ويتألف عمل «في مقام الغليان: أصوات من ربيع مُختطف» من ستة مونولوجات تقدم باللغة الإنكليزية تتخللها فقرات بالعربية، وهو ستة مشاهد قصيرة تستكشف قضايا العنف والثورة في العالم العربي في ظل الربيع العربي.
ومدة العمل ساعة واحدة، وهو من تأليف وإخراج سليمان البسام، وتمثيل البريطاني جاك إيليس، واللبناني ريمون حصني، والسورية حلا عمران، واللبنانية ياسمين حمدان التي قامت بتأليف موسيقى العمل أيضاً.
نوع جديد
وعن العمل يقول البسام إن أحداث الربيع العربي التي أوحت له بالعمل «تطرح إمكان تنشيط نوع جديد من المسرح: المأساة العربية المعاصرة»، وحول علاقته بالأحداث العربية الراهنة يقول البسام: «كمسرحي، وفي وجه هذه الأحداث المعقدة والمتغيرة، أجد نفسي ملزماً بخلق مسرح سياسي ملتزم، كما استشعر الحاجة إلى العمل وفقاً لأشكال جديدة»، معتبراً أن «المونولوجات المقدمة هنا هي خطوة في اتجاه من هذه الأشكال الجديدة».
ويضيف البسام أن «موجة الأمل والطاقة التي غذت المراحل الأولى من الربيع العربي لم تفلح في التهيئة لفهم الصعوبات اللاحقة في مسار التغيير الحقيقي»، مضيفاً ان «من الثابت أن الربيع العربي مختطف في حاله الراهنة، وقد نجحت الثورات في شيء حيوي هو استدعاء المواطن العربي إلى المعركة التاريخية بطريقة لم تبدُ ممكنة حتى قبل عامين».
كما وجه البسام الشكر لكل من ساهم في دعم العمل وخص منهم المشرف العام على دار الآثار الإسلامية الشيخة حصة صباح السالم الصباح، ومدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عدنان شهاب الدين، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة.
عام مملوء بالإنجازات
يذكر أن العام 2012 شهد تجوالاً دولياً لمسرحية البسام «ودار الفلك»، حيث شاركت المسرحية في مهرجان هولندا خلال يونيو الماضي عبر أمسيتين في أمستردام، وذلك في أحد أهم المهرجانات التي تقام في هولندا، وحاز اهتماماً وحضوراً من المواطنين الهولنديين ومن الجالية العربية هناك أيضاً.
كما قدم العمل في الكويت بدعم من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في أربعة عروض جماهيرية على مسرح الشامية، وذلك بعد جولة شملت تونس العاصمة وسوسة ضمن مهرجان قرطاج المسرحي في تونس بالتزامن مع الذكرى الاولى لثورة الياسمين فيها، كما تم اختيارها كعرض ختامي لمهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة (دي كاف) في العاصمة المصرية القاهرة في أبريل الماضي.
قم بكتابة اول تعليق