الكويت هي صاحب فكرة كأس الخليج

فجر سكرتير تحرير القسم الرياضي بجريدة النهار الصحفي  مرزوق العجمي قنبلة من العيار الثقيل حينما قال ان الكويت هي صاحبة فكرة كأس الخليج وعاد واكد على ما ذكرة فى عدد  سابق من الجريدة  النهار فى برنامج رياضي ان فكرة تنظيم كأس الخليج هي كويتية 100{c457ccac1452d3818271ab2011cbb9d08c0f4c36d5279f7e8d0cd5e61c92f6ca}

هذا وقد أكد رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم د. الشيخ طلال الفهد ان الاتحاد سيدافع عن حق الكويت بشأن فكرة بطولة الخليج اذا ثبت ان الاعلامي الكويتي الراحل عبدالله العوضي هو صاحب هذه الفكرة.

واضاف الفهد في حال التحقق من الوثائق ومدى صحتها فمن الطبيعي ان يقوم الاتحاد بالدفاع عن حق الكويت خصوصا وان هذا الموضوع شائك وقديم حول الحق التاريخي لصاحب الفكرة سواء السعودية او البحرين». وتابع: «في جميع الاحوال لن يقلل هذا الموضوع من شان ودور الامير خالد الفيصل والشيخ محمد بن خليفة اللذين قدموا الشيء الكثير لانجاح البطولة واستمراريتها منذ نشأتها

وكان التقرير الاعلامي الذي تناولته “النهار”ونشر في 3 صفحات الخميس الماضي لاقى تفاعلا واسعا ومتنوعا من قبل الجمهور الرياضي في دول الخليج وخصوصا الكويت على مواقع التواصل الاجتماعي واكثرها انتشارا “تويتر”

rotatorNew

نص  التقرير الاعلامي

اقولها وبثقة: «لا البحرين ولا السعودية، أول من طالب ببطولة كأس الخليج» فبعد بحث استقصائي عميق على مدار الشهرين الماضيين، تبين بما لا يدع مجالاً للشك ان لا الشيخ محمد بن خليفة ال خليفة ولا الامير خالد الفيصل هو صاحب الفكرة بل هو الكويتي عبدالله العوضي.

فالملف الاكثر سخونة في البطولة (فكرة البطولة) تلقفه السياسيون وتجاهله الرياضيون وغيبه اعلام مريض باللاموضوعية والحسد، فضاع حق الرجل الذي رحل عن عالمنا قبل 7 سنوات دون ذكره ولو بحرف حتى اليوم.

21                     22

 

ولا ادل على خطورة واهمية الامر (فكرة البطولة) من الاحداث التي صاحبت النسخة الخامسة عشرة في السعودية العام 2002، عندما كرمت اللجنة المنظمة الامير خالد الفيصل في حفل الافتتاح، انبرى للمشهد رئيس المؤسسة العامة لرعاية الشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم في البحرين حينها الشيخ فواز بن محمد، دفاعاً عما اعتقده وقتئذٍ بأنه حق فكري وحصري لوالده الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة.

كان رد الفعل سريعاً، ففي اقل من 48 ساعة وصلت مئات النسخ من الكتاب الاحمر «خليجي 1 … الفكرة والتأسيس» الذي اصدره الاتحاد البحريني لكرة القدم ووزع على وسائل الاعلام، تضمن العديد من الوثائق والمراسلات التي تقول ان والده هو صاحب الفكرة، وقال في مؤتمر صحافي (بحسب صحيفة «الرياض» السعودية، في عددها الصادر يوم الاثنين 23 يناير 2002): «أنا مستعد لتعديل أي من البنود في حال الحصول على وثائق أخرى تزيد في معرفة تاريخ دورات الخليج التي لابد أن نوثقها بطريقة علمية صحيحة» ثم قال: «موجودة (يقصد الوثائق) في الاتحاد البحريني وفي مكتبة الوالد، والكتاب تأخر 32 سنة عن الاصدار»، وبدبلوماسية راقية لم ينف وجود علاقة تربط الامير خالد الفيصل مع الرئاسة العامة والاتحاد البحريني ولكن تلك العلاقة «لا تشمل دورة الخليج» على حد وصفه.

وفي الحقيقة ما كان الامر ليصل الى ذلك الحد لو كان الاعلام مهنياً وموضوعياً، ولما احتاج الامر الى 32 عاماً ليعرف الجميع صدقية مراسلات الاتحاد البحريني مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» السير ستانلي راوس او محاضر اجتماعات الاتحاد الوطنية الاربعة التي شاركت في النسخة الاولى.

وباستثناء كتابين من تأليف مدير تحرير مجلة الرياضي العربي الكويتية الاعلامي السوري غسان غريب صدرا في العامين 1986 و2002 قال فيهما ان البطولة من بنات افكار الامير خالد الفيصل وانه اوكل للاتحاد البحريني مهمة التنفيذ دون ان يذكر تاريخاً محدداً، نجد ان المراجع الاخرى انقسمت في دراسة الفكرة بين روايتين، الاولى: تؤكد بما لايدع مجالاً للشك ان الاتحاد البحريني ورئيسه الشيخ محمد بن خليفة هو صاحب الفكرة والمبادرة والتنفيذ بعد ان طرح الفكرة على رئيس الاتحاد الدولي ستانلي رواس على هامش اولمبياد مكسيكو سيتي 1968، او اثناء احدى زياراته الودية للبحرين في العام ذاته، والثانية تقول ان الفكرة كانت «اولاً» من شركة للسجائر (روثمانز) لم تلق قبولاً في البداية خشية من الاتحاد البحريني في التورط في ترويج منتج ضار بالصحة، ولكن جميع المصادر تجمع على ان الاجتماع الذي عقد في 19 يونيو 1969 بدعوة من الاتحاد البحريني كان الانطلاقة الفعلية للبطولة، بينما المرجع الوحيد الذي يتحدث عن وجهة نظر شركة السجائر يؤكد ان عرضها كان «المنطلق الذي تحرك منه الاتحاد الرياضي البحريني» على حد زعمها.

وفي ديسمبر الماضي تحدث الامير خالد الفيصل في «قناة الرياضية» الرياضية السعودية ما نصه: «… منذ ان تسلمت مهام رعاية الشباب وانا افكر في عمل خليجي يتعدى حدود المملكة، وبمناسبة زيارة منتخب البحرين في ذلك الوقت للملكة العربية السعودية، ارتجلت خطاب ترحيبي بالمنتخب وبالشيخ محمد واطلقت الفكرة. والحقيقة لا اخفي عليك لم اكن اتوقع سرعة الرد الايجابي اولاً من الشيخ محمد وثانياً من الوسط الرياضي السعودي والخليجي في نفس الوقت. بعد الحفل رحت للملك فيصل الله يرحمه وقلت له اني تكلمت مع الشيخ محمد بن خليفة، وان الشيخ محمد رحب بالفكرة… وان شراي سيدي تكون الدورة الاولى في البحرين. فـ«فجأة» تغيرت ملامح الملك فيصل، ونظر الي كذا (رفع رأسه) نظرة… هو ينظر وهو يفكر في نفس الوقت، ولم يأخذ الا ثوان وقال لي بالحرف الواحد موافقه موافقة» (انتهى الاقتباس).

يذكر ان الامير خالد الفيصل كان مديراً لرعاية الشباب التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية (1387-1391 هـ، 1967-1971 م).

اذن نحن امام 3 روايات: «شركة سجائر، خالد الفيصل، محمد بن خليفة» دارت جميع احداثها في العامين 1968 و1969 (وربما 1967) بحسب جميع المراجع المكتوبة ومن مختلف المصادر والانتماءات، متفقة على ان البحرين وراء التنفيذ، ومختلفة في «صاحب الفكرة».

ومما لا شك فيه ان اكثر ما استنهضنا للبحث في «فكرة البطولة» تلك الافتتاحية التي كتبها الشيخ فواز بن محمد ال خليفة في كتابه الاحمر الشهير «خليجي 1 … الفكرة والتأسيس» التي قال في جزء منها: «… نأمل ان يرى القارئ في هذه الاوراق ما قد يزيد من معلوماته ومعرفته بتاريخ تأسيس دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم، على الا تكون نهاية لاي محاولة اخرى تسعى لتوثيق التاريخ الرياضي لدول مجلس التعاون الخليجي» (انتهى الاقتباس)

فحفزتنا تلك الافتتاحية على نشر تقرير في «الانباء» في 2 يناير 2004 (على هامش خليجي 16) تضمنت عرضاً لمصادر مختلفة في «فكرة البطولة»، وتناول التقرير اسباب ضياع هذا الحق الفكري، وخلص الى نتيجة يائسة: «… بين البحرين والسعودية وشركات السجائر، لا احد يعرف حالياً من هو الاب الشرعي للدورة، لكن وبعد هذا التحليل لن يفك احد هذا الاشتباك في الحقوق الفكرية، الا تحليل الحمض النووي «DNA» او البصمة الوراثية!» (انتهى الاقتباس)

كما دفعتنا تلك الافتتاحية لكتابة خاطرة تلفزيونية «فيلمية» بثتها محطة الجزيرة الرياضية في ديسمبر 2004 (في خليجي 17) خلصت الى نتيجة اكثر يأساً: «… ويبدو أن قدر كأس الخليج أن تبقى بلا هوية، لكن العزاء الوحيد لها، انها ليست الوحيدة في هذه المنطقة المنتمية الى الـ«بدون»، وستقف معهم في طوابير طويلة من المنسيين قد يلف بعضهم التراب قبل أن يحصلوا على ورقة كتب عليها… « ناجح بشهادة الحمض النووي DNA» (انتهى الاقتباس).

وفي اكتوبر الماضي كنت اتحدث مع الاعلامي النشط صادق الشايع (المحرر في الزميلة «الوطن») وذكر لي انه اثناء بحثه في ارشيف الصحف المحلية، ليضع لمساته الاخيرة على مشروع كتاب رياضي موسوعي (هو الاول من نوعه) سيرى النور قريباً، عثر «صدفةً» على مقال لرجل يطالب بتنظيم كأس الخليج، لكنه (الشايع) لم يذكر التاريخ او العدد، واكتفى بان المقال قد يكون في الاشهر الثلاثة الاولى للاعوام 1961 او 1962 او 1963!

تلقفنا المعلومة وبحثنا في الفترة ذاتها، وبعد جهد طويل عثرنا على ما يدل على حصرية الحقوق الفكرية لبطولة كأس الخليج للاعلامي الكويتي الراحل عبدالله العوضي.

فالرجل الذي يعد اول صحافي رياضي كويتي كتب في الصفحة الثالثة من عدد يومية «الرأي العام» الكويتية رقم 66 الصادر يوم الثلاثاء 3 مارس 1962 يقول: «… في كل قارة وفي كل منطقة تقريباً في العالم (كدورة كأس اوروبا ودورة افريقيا ودورة البحر الابيض المتوسط) تقام دورة خاصة بجميع الالعاب الرياضية للتقارب بين هذه الشعوب، ولذلك اوجه اقتراحي هذا الى الاتحادات القائمة في الكويت لدعوة الفرق الموجودة في الخليج مثل: البحرين، قطر، الدمام، دوبي (كما كتبهما)، والبلاد الاخرى الواقعة على الخليج العربي لاقامة دورات رياضية ولنبدأ أولاً بدورة الخليج لكرة القدم حيث انه هذه اللعبة منتشرة في كل البلاد. ودولة الكويت لها امكانات في هذا المضمار فلتبادر اولاً بدعوة الاتحادات الموجودة لكرة القدم في الخليج واقامة دورة رياضية في الكويت لاحراز بطولة الدورة في الخليج لكرة القدم». (انتهى الاقتباس)

وفي العدد رقم 195 الصادر في 3 اكتوبر 1962 في الصحيفة ذاتها كرر طلبه مرة اخرى: «… في العام الماضي تقدمت باقتراح الى الاتحادات القائمة في الكويت على صفحات هذه الجريدة لتقوم بدعوة الاتحادات الموجودة في البلاد الواقعة في الخليج العربي لاقامة دورات خاصة تسمى دورة الخليج العربي كالدورات الموجودة في العالم دورة كأس اوروبا، دورة افريقيا، دورة البحر الابيض المتوسط. وحيث ان الكويت لها الامكانات الضخمة في هذا المضمار، فلتبادر اولاً بدعوة الاتحادات الموجودة في الخليج للتباحث في هذه الدورة ووضع النظام الخاص لها، والمباراة في اقامه دورة الخليج لكرة القدم اولا لانها اللعبة الوحيدة المنتشرة في كل البلاد. ولهذا اكرر اقتراحي هذا الى الاتحادات القائمة في الكويت للمبادرة للتباحث في هذا الشأن للفوائد الادبية والمعنوية والاجتماعية. والرياضة التي تجنبها الكويت والبلاد الاخرى الواقعة في الخليج» (انتهى الاقتباس)، ويلاحظ انه أرّخ لمقاله في «العام الماضي»، وهو اما ان يكون قد وقع في خطأ بشري، او انه فعلاً سبق ان كتب في العام 1961 عن الفكرة ذاتها (وهو ما عجزنا عن اثباته بشكل قاطع).

وبهذا يثبت بالدليل الدامغ القاطع الجلي ان العوضي (رحمه الله) هو صاحب فكرة كأس الخليج العربي لكرة القدم، وقبل 5 سنوات من الروايات البحرينية والسعودية ورواية روثمانز!

لكن السؤال الذي يطرح نفسه وبالحاح، لماذا تجاهلته كل المصادر والمراجع؟ والجواب (كما نعتقد) يعود الى الاساب التالية، اولاً: كان العوضي عضواً في الاتحاد الكويتي لكرة القدم في الفترة من 1962 الى 1964، في عهد المجلس الذي كان يترأسه عيسى الحمد، ثم خرج من المجلس وتفرغ للعمل في ناديه الكويت. وبعد الاستقالة الشهيرة لمجلس الحمد ومجيء مجلس جديد في 24 فبراير 1968 برئاسة احمد السعدون (اصبح رئيساً لمجلس الامة لفترات متقطعة آخرها في العام 2012)، كانت الفكرة (فكرة البطولة) قد بدأت «للتو» في اللمعان في مخيلة المسوؤلين في البحرين والسعودية وكذلك شركة السجائر (كما تقول كل الروايات المتوافرة حالياً)، ومن المرجح (دون جزم) ان السعدون لم يشأ ان يتطرق الى اشكالية «فكرة البطولة» ربما لان من طرحها كان في يوم من الايام عضواً في مجلس ادارة كان يرأسه الحمد!

وهذا هو سبب فيه شيء من المنطق، لان السعدون عرف بالنظامية في العمل، وما كان ليغيب عنه «التنويه» في محاضر الاجتماع التأسيسي الاول في 19 يونيو 1969 الذي عقد في البحرين، للحق الادبي الذي فقدته الكويت ممثلة في عبدالله العوضي، لولا انه كان يعي ان مثل هذا التنويه سيغطي على اسبقيته (ومجلسه) في اشكالية «فكرة البطولة»!

وما يعزز هذه النظرية ان السعدون لم يشر الى هذا الامر (فكرة البطولة) ولو من باب المجاملة في اللقاء الصحافي الذي نشرته «الراي العام» الكويتية في عددها رقم 2175 الصادر يوم الاربعاء 25 يونيو 1969 بعد عودته من الاجتماع التأسيسي (وقتها كان العوضي قد ترك العمل في «الراي العام»).

ثانياً: البعد الاخر الذي يمكن ان يفسر «تجاهل» السعدون لـ«الفكرة البطولة»، تلك الازمة الشهيرة التي هزت مجتمع الرياضة في الكويت في اواخر الستينيات، عندما اسقطت اللجنة الاولمبية الكويتية، التي كان يرأسها عيسى الحمد (الرئيس السابق للاتحاد) عضوية الاتحاد الكويتي لكرة القدم في 13 فبراير 1969، الامر الذي يوحي ان بيئة غير صحية جعلت السعدون يتجاوز عن هذه الاشكالية (فكرة البطولة) حتى لا ينسب مثل هذا الانجاز الى سلفه والى من «اسقط» عضويته بطريقة او بأخرى.

ثالثاً: غياب الموضوعية والمنهجية العلمية في شارع الصحافة وهيمنة المنافسة غير الشريفة بين الاعلاميين في تلك الحقبة، وحتى اولئك الذين تبعوهم ولا يزالون معنا حتى اليوم، وهو امر مؤسف ومخجل ان يكون الثمن … ضياع «الحقيقة».

وللاسف الشديد ان مثل هذه «الغيرة» من عبدالله العوضي عند بعض منتسبي ذلك الجيل (الذي بدأ منذ منتصف الستينيات) استمرت حتى بعد وفاته، فقد سئل احد الصحافيين المعروفين قبل ايام عن العوضي وعما اذا كان هو اول صحافي كويتي، فكانت الاجابة مليئة بالحسد والانتقاص بقوله: «ياعمي… هذا واحد كان كله يلبس بِدَلْ (جمع بدله)»! وذهبت الغيرة كذلك بصحافيين كويتيين آخرين اقصى اليمين فاستبعدا (وبالمطلق) في مقدمة كتاب لهما عن كأس الخليج اي احتمال ان تكون «الفكرة» خليجية، حتى لا يفكر احد بالعوضي!

رابعاً: اشكالية «فكرة البطولة» لم تظهر الى السطح الا عندما كرم الامير خالد الفيصل في العام 2002 في افتتاح «خليجي 15»، وتلك المناسبة كانت الشرارة التي اشعلت الموقف، وجعلت البحرين تصدر الكتاب الاحمر الشهير، كما ان وسائل الاعلام الحالية انشغلت بنقل الاحداث التي صاحبت تكريم الفيصل دون ان تكلف نفسها عناء البحث، لعدة اسباب قد يكون من بينها ان أحداً لم يتوقع ان يكون هناك طرف آخر غير البحرين والسعودية، فضلاً عن ان الحساسية السياسية كبّلت اي بحث استقصائي يمكن ان يبذل!

بطولة الأندية العربية

ولو امعنا في قراءة مقال عبدالله العوضي الشهير في 3 مارس 1962 لوجدنا ان الرجل طالب بدورة الالعاب الخليجية قبل ان يتحدث عن فكرتها الشهيد فهد الاحمد بعشرين عاماً، وقبل 49 عاماً من انطلاقة نسختها الاولى في البحرين العام 2011، وعثرنا على اقتراح آخر للعوضي عكس العقلية النيرة المتقدة التي كان يتمتع بها، والتي جعلته اكثر تميزاً (ولسوء حظه جعلته محط غيرة من زملاء المهنة ومن المسؤولية على حد سواء)، حيث قدم في عدد «الرأي العام» الصادر في 23 اكتوبر 1963 اقتراحاً بتنظيم بطولة للاندية العربية ابطال الدوري، اي قبل 11 عاماً من تأسيس الاتحاد العربي لكرة القدم وقبل 19 عاما من فوز الشرطة العراقي بالنسخة الاولى منها! يقول: «… وهذا الاقتراح يقضي بان تكون ابطال الاندية التي تحوز على كأس الدورة التنسيقية (خروج المغلوب) في كل بلد عربي كما هو متبع في اوروبا واميركا الجنوبية» (انتهى الاقتباس)

ما يحتاجه العوضي اليوم منا معشر الاعلاميين الرياضيين هو اولاً: ان ننهض جميعاً الى الاعتذار منه وثانياً رد اعتباره واعادة تصحيح التاريخ حتى لا نكون شركاء في قضية حقوقية فكرية يفترض ان نكون اول المدافعين عنها، وهو امر يجب ان تقوم به جمعية الصحافيين الكويتية والاتحاد الخليجي للصحافة الرياضية، والاتحاد الكويتي لكرة القدم ونادي الكويت وهذا اقل ما يمكن ان نقدمه لرجل امضى عمره عاجزاً عن الدفاع عن حقه الادبي.

بقي ان نعرف ان الاوروبيين يفاخرون بفضل صحافي في يومية «ليكيب» الفرنسية الشهيرة يدعى غابرييل هانوت في ولادة دوري ابطال اوروبا، بينما تناسى الخليجيون «عمداً وجهلاً» فضل صحافي في يومية «الرأي العام» الكويتية، يدعى عبدالله احمد العوضي في ولادة كأس الخليج.

قد يكون محقاً من قال «بانتقاص» ان العوضي كان مجرد «واحد يلبس بِدَلْ (جمع بدله)»

لان عبدالله بالفعل لم يكن يشبه احد منهم!

… منذ ان تسلمت مهام رعاية الشباب* وانا افكر في عمل خليجي يتعدى حدود المملكة، وبمناسبة زيارة منتخب البحرين في ذلك الوقت للملكة العربية السعودية، ارتجلت خطاب ترحيبي بالمنتخب وبالشيخ محمد واطلقت الفكرة. والحقيقة لا اخفي عليك لم اكن اتوقع سرعة الرد الايجابي اولاً من الشيخ محمد وثانياً من الوسط الرياضي السعودي والخليجي في نفس الوقت. بعد الحفل رحت للملك فيصل الله يرحمه وقلت له اني تكلمت مع الشيخ محمد بن خليفة، وان الشيخ محمد رحب بالفكرة… وان شراي سيدي تكون الدورة الاولى في البحرين. فـ«فجأة» تغيرت ملامح الملك فيصل، ونظر الي كذا (رفع رأسه) نظرة… هو ينظر وهو يفكر في نفس الوقت، ولم يأخذ الا ثوان وقال لي بالحرف الواحد موافقه موافقة.

الأمير خالد الفيصل متحدثاً الى قناة «الرياضية» السعودية، ديسمبر 2012

كان مديراً لرعاية الشباب التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية في الفترة من 1387-1391 هـ (1967-1971 م)

الفكرة والتأسيس» في المراجع المتوافرة

كل شيء عن البطولة، تأليف الاتحاد العراقي لكرة القدم، 1979: «…في عام 1968 طرح مندوب احدى الشركات العالمية للسجائر فكرة تنظيم دورة كروية… ونظراً لتعارض الفكرة التي تشكل دعاية لشركة اجنبية اضافة الى مضار التدخين… فقد صرف النظر عن الاقتراح، وفي العام نفسه طرح وفد البحرين الفكرة على رئيس الاتحاد الدولي الذي ايد الفكرة».

كتاب روثمانز لكرة القدم في الخليج العربي، تأليف فوزي جلال، 1982: «… فعرضت شركة روثمانز على الاتحاد الدولي لكرة القدم فكرة تنظيم دورة رياضية في كرة القدم في منطقة الخليج، وكان هذا هو المنطلق الذي تحرك منه الاتحاد الرياضي البحريني محاولاً جمع خيوط الفكرة وبلورتها، فكانت مبادرة صادقة استهدفت تحويل الفكرة الى واقع ملموس».

كأس الخليج لقاء الاحبة، تأليف نعيم جباره، 1982: «… يدين لاعبو كرة القدم في دول الخليح العربي بالحب الى اولئك الرجال الذين فكروا باقامه دورة كروية، يدينون بالولاء لرجال اتحاد كرة القدم البحرينيين، الذين كانوا اول من فكر في بعث هذه الدورة حتى بلغت مصاف الدورات المعترف بها على كل المستويات».

موسوعة التنظيمات الرياضية والشبابية في دول مجلس التعاون الخليجي واقع وطموح، مؤسسة الرياضي للطباعة العامة، 1985: «… لم يكن للبحرين دور في المشاركة فقط في دورات كأس الخليج لكرة القدم، بل ان البحرين تعتبر الرائدة الاولى في فكرة اقامة هذه الدورة».

دورات كأس الخليج من البحرين واليها، تأليف ناصر محمد، 1986: «… وفي عام 1968 فكر المسؤولون في الاتحاد البحريني لكرة القدم وعلى رأسهم سعادة الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة رئيس الاتحاد آنذاك وزير الداخلية البحريني حالياً باقامة دورة كروية على مستوى دول الخليج العربية المنضمة الى الاتحاد الدولي… فاوفد الاتحاد البحريني وفداً عنه لملاقاة السير ستانلي راوس… فكان ان شجعهم وبارك مسعاهم».

كأس الخليج تاريخ ونجوم، تأليف صلاح جابر وناصر الهاشمي، 1996: «… وكما يذكر المتابعون والمؤرخون للدوره، فأن كأس الخليج نبعت فكرتها من احدى الشركات العاملة في البحرين، والتي عرضت تنظيم دورة رياضية لكرة القدم لدول الخليج تعلن عن سلعتها من خلالها، لكن رجال الاتحاد البحريني كانت نظرتهم ابعد واشمل».

كتاب المبدعون، تأليف غسان غريب، 2002: «… ومن بين هؤلاء الرجال يقف الامير خالد الفيصل الذي شمل اهتمامه بالرياضة معظم جوانبها، فكان ان لمعت في ذهنه النير فكرة مفادها تساؤل جال في خاطره، لماذا لا تقام دورة تضم منتخبات دول الخليج العربية، وتلقى الفكرة الاتحاد البحريني وسعى لتحقيقها».

خليجي 1 الفكرة والتأسيس، تأليف الشيخ فواز بن محمد ال خليفة، 2002: «… بعد ظهر يوم الاثنين الموافق 7 اكتوبر 1968 التقى الشيخ محمد بن خليفة رئيس الاتحاد الرياضي البحريني بالسير ستانلي راوس رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في مدينة غوادالاخارا المكسيكية، كما عرض رئيس الاتحاد الرياضي البحريني على رئيس «فيفا» لأول مرة فكرة اقامة دورة كأس الخليج، وتمت الموافقة على مناقشة الفكرة خلال زيارته للبحرين».

مسيرة دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم، تأليف عدنان السيد وصادق بدر، 2003: «… وكانت الفكرة مستوردة ولم تكن نابعة او وليدة المنطقة الخليجية حيث جاءت الفكرة من اجل المكسب التجاري فقط».

العوضي في سطور

يعتبر اول صحافي رياضي كويتي، عمل محرراً للصفحة الرياضية في «الرأي العام» في الفترة من 1962 الى 1966 كهاو ودون اجر، ثم عمل كاتباً في بعض الصحف والمجلات، كان مسؤولاً عن النشرة الاعلامية الخاصة في 3 بطولات استضافتها الكويت: الدورة العربية للمدارس 1963، تصفيات كأس آسيا 1971 وكأس الخليج الثالثة 1974.

مارس الرياضة منذ نعومة اظفاره عندما كان مع اسرته في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وعندما عاد واسرته الى الكويت انتسب للنادي الاهلي في العام 1952 وتولى رئاسة اللجنة الثقافية في النادي العام 1957، كان من بين المؤسسين لنادي الكويت (الاهلي سابقاً)، وعمل اميناً عاماً له لفترة من الفترات حتى العام 1967، دخل الاتحاد الكويتي لكرة القدم في 22 نوفمبر 1962 عضواً ثم اميناً عاماً واستمر حتى العام 1964، وتوفي قبل ما يقارب 7 اعوام.

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.