“الفوركس” او سوق العملات الاجنبية, يطاردك اينما حللت على مواقع التواصل الاجتماعي, او حتى حين تفتح اية صفحة على الانترنت بعبارات براقة ووعود بالثراء ليس السريع بل “الفاحش” ونماذج لمعدمين اصبحوا من اصحاب المليارات في “عملية” أو اكثر.
شهية المتداولين كبرت ونمت وسط سوق يبلغ حجم تداولاته اليومي 3 تريليونات دولار يوميا, اي اضعاف حجم ما تتداوله اكبر بورصة في العالم وهي بورصة نيويورك التي لا تزيد عن 300 مليار دولار يوميا.
في الخليج وفي القلب منه الكويت بدأ المتداولون في سوق الفوركس على مضض ,لكن سرعان ما انتشرت التجارة وتخصص فيها البعض ليجذب من حوله لتتسع رقعتها وعدد الاشخاص العاملين والمهتمين, ولاستيعاب تلك الظاهرة فتحت مكاتب وشركات وتخصصت في “الفوركس” وانطلقت المحاضرات وزود “البريد الالكتروني” الخاص بالمتداولين ببعض مؤشرات الاقتصاد العالمي والتي تساهم في رفع العملة او تراجعها.
ولكن هل يتبع المتداولون النهج العلمي في التداول? هل يدركون ماهية بعض المؤشرات المالية والاقتصادية وهم يضغطون بأصابعهم لتنفيذ صفقة عملة مقابل اخرى
اسئلة حائرة ومحيرة جالت بسببها “السياسة” بين الدهاليز, وسألت متعاملين ووقفت مليا امام حالات ارباح وخسارة لتصاب بالدهشة احيانا وبالامتعاض احيانا اخرى.
مصادر غير رسمية اكدت ان هناك نزوحا لمئات الملايين من الدولارات سنويا الى الخارج من الباب الخلفي لتجارة الفوركس, وهو ما كتبه الصحافي المتخصص صلاح صبح في صحيفة “الرؤية الاماراتية”, ويتساءل مقتربا من موضوع الرقابة: من منا لم تطارده هذه الشركات باعلاناتها واغرائها عبر رسائل البريد الالكتروني والهواتف المتحركة واعلانات الصحف, ووصل الامر الى تخصيص محطات فضائية تبث على مدار الساعة لاجتذاب عملاء جدد.
وقال: اذا كان جزء من اللوم يقع على المبتدئين فاللوم الاكبر تتحمله الجهات الرقابية التي تركت الحبل على الغارب لشركات اجنبية تخترق السوق المحلي عبر مواقع على الانترنت, او مكاتب تمثيلية لها مقار محلية, بعضها حاصل على تراخيص بتقديم استشارات مالية, ولكنها تتجاوز الانشطة المسموحة. وتمارس الوساطة في تجارة العملات والسلع والمشتقات والمستقبليات وغيرها من المنتجات المالية المعقدة.
ويتابع: ما من شك ان تجارة الفوركس للمتمرسين والمحترفين – وهؤلاء هم القادرون على الالمام بخفاياها واسرارها – تعد منفذا استثماريا مهما, وبالفعل هناك البعض نجح في تحقيق عوائد جيدة منها.
الموضوع شائك ومغر في آن واحد, شائك لانعدام الرقابة, ومغر في ارباح البعض, ومثير في تدفق ملايين الدولارات من الخليج عبر الباب الخلفي لـ “الفوركس”.
في لقاءات “السياسة” محاولة للاجابة عن هذه الاسئلة الحائرة والمحيرة والتي سعينا لتقديم معلومات وحقائق لكل المتداولين او من يعتزم اللحاق بركبه, والدخول ضمن سوق حجمه 3 تريليونات دولار يوميا
قم بكتابة اول تعليق