أكدت عضو مجلس الأمة الدكتورة معصومة المبارك أن صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد استوعب المطبات التي واجهت القمة الخليجية الاخيرة ولا نملك الا ان ننحني امام قامته.
واعتبرت د. معصومة ان تدني مستوى التمثيل في هذه القمة امر غير جيد وان اعتذار دولتين عن استضافة القمة المقبلة مؤشر خطير كونه امرا غير مسبوق لكنها اكدت ان مجرد انعقاد القمة الخليجية بشكل دوري امر ايجابي خصوصا في ظل ما تشهده الساحة العربية من خلافات.
وقالت الدكتورة المبارك خلال حوار لها مع جريدة الوطن أن الفكر الاخواني انفضح مدللة بعدم قدرة اصحابه في مصر على قيادة وبناء الدولة وابدت تخوفا لافتا من تحركات الجماعة التي تستهدف خلخلة الانظمة الخليجية وطالبت بدراسة تعدها الهيئة الاستشارية لمجلس التعاون الخليجي عن اكاديمية التغيير في قطر قبل ان تصبح نموذجا في بلدان الخليج، ووجهت نقدا الى فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي فقالت إنه عمل على اختطاف ثورة مصر من صانعيها رغم انه مفت لقطر.
وعن التكتل الشعبي قالت الدكتورة معصومة: أنهم اصبحوا في خبر كان خلاص فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وعن الاخوان المسلمين حدس قالت: اللهم كافينا شرهم.
وعلى صعيد العلاقات مع العراق قالت إن الكويت مستعدة لدفع الاثمان لكنها تريد ثمارا من اية تسويات تتم وفي الشأن الايراني قالت إن بعض المسؤولين الايرانيين يعبثون بالجمر باطلاقهم تصريحات استفزازية تجاه بلدان الخليج.
الحديث مع الدكتورة معصومة طال ايضا الشأن الداخلي فالى تفاصيله:
< لنبدأ من القمة الخليجية الاخيرة باعتبارها الحدث الابرز «ما كلمتك في شأنها وماذا عن نتائجها؟
– لقد وصلنا على صعيد العقالات العربية العربية منذ فترة ليست بالقصيرة تجعلنا نحمد الله تعالى ونشكره على استمرارية انعقاد القمم الخليجية فذلك في حد ذاته مبعث فرح وسعادة ايا كانت النتائج فهذا يعني ان بلدان الخليج تسير خلاف البحر المتلاطم الذي تعيش فيه الامة العربية بخلافاتها المتكررة والدائمة ومجرد التفاف القادة الخليجيين حول مائدة الحوار شيء ايجابي، اما عن نتائج القمة الاخيرة فقد كانت هناك – شأن كل قمة – قضايا خليجية وعربية واقليمية واسلامية ودولية وقد كان هناك ملف الهاجس الامني الملازم لمجلس التعاون منذ انشائه في عام 1981 بدءاً بالحرب العراقية الايرانية والتأزيم الذي حدث على خلفيتها، وشهدنا في عام 1982 اول محاولة لايجاد اتفاقية خليجية امنية ولكن الكويت رفضتها لعدم اتساقها مع بعض النصوص الدستورية وخصوصا فيما يتعلق بالحرية والسيادة الاقليمية وغيرهما وفي عام 1994 وخلال القمة الخليجية الرابعة عشرة في الرياض طرح الموضوع مرة اخرى وايضا تحفظت الكويت على بعض بنود الاتفاقية والتي وصل عددها الى 18 مادة من اصل 45 مادة ولكن وقع على الاتفاقية أربع دول بشكل اولي وتبعتها فيما بعد دولة خامسة وفي القمة الاخيرة عرض الموضوع مجددا بتعديلات حقيقية على الاتفاقية استهدفت مراعاة الملاحظات الكويتية وأصدقك القول إنني لم اطلع على الاتفاقية بشكلها المعدل والنهائي والذي عرض على القادة اخيرا وقد طلبنا في لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية من وزارة الخارجية تزويدنا بالنسخة الرسمية من هذه الاتفاقية لهدف مناقشتها بشكل رسمي.
< الاتفاقية تم توقيعها فعلا و«قضي الأمر الذي فيه تستفتيان»؟
– الدستور الكويتي في المادة 70 منه ينص على ان كل الاتفاقيات المتعلقة بالصلح او بحريات المواطنين أو اراضي وثروات الدولة وغير ذلك من الاتفاقيات التي تمثل مبالغ اضافية غير واردة في الميزانية يجب عرضها ومناقشتها في مجلس الامة واصدارها بقانون وهناك 90 اتفاقية سيتم عرضها على المجلس ومعظمها اتفاقيات ثنائية سيتم الموافقة عليها أو رفضها الا انها لا تصدر بقانون لكن بالنسبة للاتفاقية الامنية لا وعليه لابد من تقدم الحكومة ممثلة في وزارة الخارجية بمشروع قانون الاتفاقية الى مجلس الامة لدراسته اولا في لجنة الشؤون الخارجية وترفعه الى المجلس مشفوعا بتقرير لمناقشته وابداء ملاحظاته ومن ثم التصويت عليه.
< ابداء مجلس الامة لأية ملاحظات الآن وبعد توقيع الكويت عليه الا يوقع الدولة في حرج؟
– على الاطلاق ولو كان ذلك صحيحا لما نص عليه الدستور.
حكمة القائد
< سبق السيف العذل كما يقال يا دكتورة؟
– دعنا لا نستبق الاحداث فقد تحدثت عن النص الدستوري والموجبات الدستورية ولكننا بكل تأكيد نثق في حكمة صاحب السمو وحرصه على الدستور فان جاءت الاتفاقية متسقة مع الدستور فمن دون ادنى شك سوف نبارك هذه الاتفاقية اما اذا جاءت غير متسقة مع الدستور بعد مناقشتها فسيتم التصويت عليها.
< هناك من يعتقدون بأن القمة باتت تفقد بريقها ويدللون على ذلك بانخفاض مستوى التمثيل فيها بشكل غير مسبوق فهل هذا صحيح برأيك؟
– نعم صحيح وبالطبع لكل دولة ظروفها وهناك ما يعتري علاقات ثنائية بين بعض الدول وينعكس سلبا او ايجابا على العلاقات الخليجية وشخصيا أرى أن حضور القادة في أي مؤتمر قمة أمر ضروري وعندما ينخفض التمثيل الى ما دون ذلك فمن دون شك سيعطي هذا انطباعا بأن هناك اولويات لدى بعض الدول تفوق اولوية الحضور للمشاركة في القمة ولعل السؤال الأول الذي يثار عند الترتيب لأية قمة: من هم الحضور؟ وعندما ينخفض التمثيل يكون ذلك مؤشرا سلبيا ولذلك نأمل من قادتنا الخليجيين ان يحرصوا على المشاركة كما كان الحال من قبل كونهم من يملكون زمام المبادرة والقادرون على اتخاذ القرار وهم حول طاولة الحوار بخلاف غيرهم الذين ان شاركوا يرجعوا اليهم قبل القرار.
تحت الرماد
< مشاركة القادة في القمة الا تعطي ثقة كذلك لشعوبهم في جدية حوارهم؟
– من دون شك يعطي ثقة وجدية فالاجتماع ليس بروتوكوليا والشعوب تعول عليه بان ينقل منظومة «الخليجي» من وضع ليس بالايجابي المطلق الى ما هو افضل ولذلك فعدم وجود القادة في القمة يعطي مؤشرا غير ايجابي للشعوب خصوصا وليس هناك من تبريرات.
< بم تفسرين اعتذار سلطنة عُمان وقطر عن استضافة القمة الخليجية المقبلة وهو كذلك أمر غير مسبوق مما حدا بالكويت ان تتقدم لاستضافتها؟
– هذا مؤشر خطير ودعني هنا أحيي حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد – حفظه الله – ليس لكونه أميرا للكويت والذي أفخر به وانما لانه دوما صدرا يستوعب ويطوق الخلافات الخليجية غير المعلنة وذلك ترسيخا للنهج الذي سلكته الكويت خليجيا وعربيا واقليميا ودوليا وقد شهدنا مشاركاته في الفترة الاخيرة في العديد من المؤتمرات ولذلك لا نملك الا ان ننحني امام هذه القامة العالية وتلك الدبلوماسية الراقية لسموه لتقدمه لاستضافة القمة الخليجية المقبلة في الكويت التي ستبقى بيت الخليج وندعو الله ان يبقى سموه الجامع للاخوة الصادقة والمذلل لاية خلافات قد تحدث وتكون تحت الرماد.
< ماذا يعني تكرار مطالبة القمم الخليجية سنويا لايران بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان الخليج والا يكون ان يكون ذلك تعبيرا عن وصول حالة الغضب إلى اقصى مداها؟
– تكرار تصريحات بعض المسؤولين الايرانيين تجاه بلدان الخليج لا تتيح فرصة للنفوس لكي تهدأ فما ان تكون هناك حالة من تناسي استثارة سابقة يخرج علينا مسؤول ايراني بتصريح اشد واعلى ولذا نوجه السؤال للمسؤولين الايرانيين: لقد عانت المنطقة بما فيها بلادكم ما عانت اما آن لهذا القلق والاضطراب على صعيد العلاقات الخليجية الايرانية ان يزول وتطوى الى الابد صفحته وبدء عمل اقليمي يجمع الكل يبني الثقة ويعزز العلاقات اذ لا نريد الوصول الى مرحلة انهيار الثقة ونحن دائما نأمل ونطلق العبارات الايجابية لكننا نخشى ان تصبح هذه العبارات مع مرور الوقت خالية من المعنى وشكلية لا جذور لها على ارض الواقع ولذا فلا معنى للتصريحات غير المبررة التي تثار بين الحين والآخر من بعض القيادات سياسية أو عسكرية لا المؤسسات.
بروح إيجابية
< لكن اطلاق التصريحات تتم وفق قاعدة «تبادل الادوار» التي يجيدها الإيرانيون؟
– قد يكون هذا صحيحاً لكننا لسنا على مسرح تتجاذب فيه الصراعات ومانريده ان تكون القيادة الايرانية مسؤولة عن اطلاق التصريحات او تبرير ما يصدر من تصريحات او رفضها ومن ثم معاقبة من يصرح بمثل تلك التصريحات التي يعبث اصحابها بالجمر كونها لا تعطي فرصة لتهدئة النفوس وازالة القلق المتكرر بموجة تصاعدية.
< لكن ما تفسيرك لدأب طهران على توتير القمم الخليجية قبل بدئها بمثل هذه التصريحات؟
– هذه التصريحات على مدار العام بصراحة لكن بمستويات معنية ويجب ان تعلم القيادات الايرانية اننا قلقون وحتى الشعب الايراني قلقون من استنزف قدراتهم في مثل هذه الصراعات وعليه نحتاج جميعا الى تهدئة وبناء ثقة ومد جسور التعاون في المجالات الاقتصادية لخلق شبكة من المصالح تذلل مثل هذه الزاوبع التي تثار بين الفترة والاخرى كما ولابد من تسوية الملفات العالقة بين ايران وبلدان الخليج بروح ايجابية وتعاونية لا ان يتم تكرار فتحها وغلقها كما يحدث.
< هنا يفرض السؤال نفسه: لماذا دائما تتعثر محاولات الحوار الخليجي الايراني؟
– لاسباب من الطرفين اذ ما ان يبدأ الحوار ونتفاءل خيراً الا انه لا يستمر وكلنا نستذكر بسعادة حضور العاهل السعودي الملك عبدالله عندما كان ولياً للعهد للمناورات الايرانية وقلنا آنذاك انها خطوة جيدة في الاتجاه السليم.
< «لاسباب من الطرفين».. هل من مزيد؟
– نعم كما ان هناك من القيادات الايرانية تصريحات غير مسؤولة فان في الجانب الخليجي ايضا تصريحات غير مسؤولة وعليها علامة استفهام وايضا لا يمكن ان نغفل الدور الامريكي الذي يؤثر بالسلب على اي بناء ايجابي لعلاقات ايرانية خليجية سوية ومع الاسف هناك عدة امور تتدخل وينجم عنها هذا الحال الذي نعيشه فالعملية معقدة ومتشابكة.
< هل هناك من خشية على الكويت من جراء حالة عدم الاستقرار السائدة الآن في العراق؟
– نأمل للعراق ان يستقر في سبيل استقرار المنطقة وخصوصاً الدول الصغيرة كالكويت المجاورة للعراق وذات التاريخ المؤلم معه ونخشى نعم ان حالة عدم الاستقرار في العراق والانفلات الامني هناك ان ينعكس على استقرار المنطقة سلبا واول منطقة احتكاك مباشر هي الكويت.
< استقرار العلاقة الكويتية العراقية هل هو مؤقت ام سيدوم وهل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة ام خضوع للعاصفة حتى تمر؟
– ان شاء الله تعالى ما في عواصف فقد تم استنزافنا في المنطقة وخصوصا الكويت ماديا وسياسيا وامنيا ونفسيا ونأمل ان تثمر الجهود الاخيرة في طي الملفات العالقة وان يكون طي ملف مطالبة الخطوط الجوية الكويتية بديونها مقدمة لذلك وبالطبع لكل تسوية ثمن ونحن مستعدون لدفع الاثمان ولكن نريد ان نجد ثماراً من اية تسويات.
لا يزالون
< على صعيد العلاقات الخليجية المصرية سبق وطالبت في حوار مع «الوطن» بالتعامل الرمادي حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود.. الان هلا تبين برأيك هذا الخط من ذاك؟
– لم يتبين بعد والآن نحن جدا قلقون على مصر واقول للبعض: هل هذا هو الربيع الذي اردتموه؟
– هل ترينه وقد بات ربيعا اخوانيا؟
– اذا كان معنى الربيع هو الازدهار للفكر الاخواني فنعم هو ربيع اخواني ولكن في الوقت نفسه هذا «انفضح» هذا الفكر لان اصحابه غير قادرين القيادة وبناء الدولة وانظر إلى مشكلة تراكم القمامة في الشوارع المصرية الآن رغم أنها كانت أولوية من خمسة حددها رئيس الجمهورية لأول مائة يوم من عمله ولم يستطع الاخوان تبني مشروع للدولة، نعم الدول الخليجية لا يمكن أن تنعزل عن مصر أو تعزلها لكن في الوقت نفسه لا نملك إلا أن ندعو الله تعالى لمصر بالأمن والاستقرار.
< ناشدت أيضا اخوان «حدس» أن يتركوا ما لمصر لمصر ولما للكويت للكويت.. هل تم قبول ندائك؟
– لا.. لا.. هم لا يزالون لأن هناك تنظيم دولي هم اعضاء فيه ودعك مما يقولونه بأنهم ليسوا منضمين له أو خرجوا منهم، قلبهم على بعضهم البعض.
الشامي والمغربي
< ما رأيك في نهج التشكيل الوزاري الأخير؟
– على الإطلاق فالنهج في التشكيل لم يتغير عن الماضي وتبقى العبرة في الأداء الذي نأمل أن يكون أفضل لكون الظروف لا تحتمل تضييع المزيد من الوقت ولا تحتمل التجاوزات التي كانت تحدث في السابق ولا تحتمل تضييع المزيد من الوقت ولا تحتمل التجاوزات التي كانت تحدث في السابق ولا تحتمل تجاوز القانون وكسر هيبته وبصرف النظر عن شخوص الوزراء الذين نقدرهم وكذلك عن آلية توزيرهم فالمهم الآن العمل والإنجاز والتمسك بالقانون واحترام الكفاءات وعدم تجاوزها، وليس كما حدث في السابق وان كنت في شك من أن يتحقق هذا.
< ألمس في حديثك نبرة انتقاد بينما هناك من أكدوا أن الآلية اختلفت وخصوصا على صعيد المحاصصة؟
– والله كل يرى الأمور بنظرته الخاصة.
< أين يكمن برأيك سر التحالف القائم حاليا بين التيار الإسلامي وبين التيار الليبرالي والقومي في الكويت؟
– ضحكت وقالت: والله ما ادري ونحن نقول «ايش لم الشامي على المغربي».. قالتها وضحكت ثانية وأردفت: إنها أجندة يتم الاتفاق على بنودها لكن الطلاق قادم فيما بينهما.
< هذه الأجندة التي أشرت إليها داخلية أم خارجية؟
– داخلية وان كان لها بعض المؤشرات الخارجية على الأقل من جانب الاخوان.
غير مقبول
< لكن الاخوان قالوا على لسان السيد مبارك الدويلة انهم سيقبلون بحكم المحكمة الدستورية في شأن مرسوم الصوت الواحد بينما قال التكتل الشعبي انهم مستمرون في المعارضة وان اقرت المحكمة هذا القانون؟
– لا.. لا.. أحد أقطاب الاخوان قال بأن حكم «الدستورية» أيا كان فلن نقبل باستمرار آلية الصوت الواحد، صحيح الدويلة قال بهذا الكلام الايجابي والذي يتفق مع مكانة المحكمة الدستورية ولكن قيادات اخوانية قالت بعكس هذا تماما.
< استمرار تنظيم المسيرات في بعض المناطق السكنية وليلا ماذا تقولين عنه؟
– مرفوض شعبيا وقانونيا وأمنيا وتماما لأنه أمر فوضوي للغاية غير مقبول وقبل أيام نشرت بعض الصحف عريضة موقعة من قرابة ثلاثة آلاف يرفضون هذه الممارسة غير القانونية وغير الدستورية وغير الأمنية، انه عمل يعرض أمن المناطق السكنية للخطر ولا بد وأن تستمر وزارة الداخلية في مواجهتها بحزم وصرامة حتى لا يتم ارباك مصالح المواطنين بالفوضى وتعطيل حركة السير فحرية الرأي والتعبير هي حرية مسؤولة ويجب أن تنضبط بالقانون.
افتتاح مبهر
< هل ترين أن مجلسكم قادر على مواجهة التحدي خصوصاً وهو يتعرض لأشد أنواع الهجوم حتى قبل أن يلتئم وقالوا إنه سيكون اسوأ المجالس ولا يستحق سوى سلة المهملات وأنه مجلس هلافيت وغير ذلك من الأوصاف؟
– من يطلقون مثل هذه الأوصاف على المجلس كان الأولى والأجدر بهم الالتفات إلى آلية الممارسة التي سبق ومارسها المجلس المبطل الذي كان بعضهم نوابا فيه وأرى أن المحكمة الدستورية قد أدت خدمة جليلة للمجتمع الكويتي بإبطالها لهذا المجلس الذي كان في استمراره هدم للديموقراطية وهدم للمجتمع أما الأوصاف فتصدر عن هؤلاء كونهم ليسوا في المجلس ولكونهم معارضين لآلية الصوت الواحد وفي نهاية الامر نحن نحتكم للدستور والقانون ونثق بان المجلس الحالي دستوري ويمثل الارادة الشعبية الحرة وعليه فلا اعتداد لما يطلقه هؤلاء المعارضون من اوصاف فجة يعف اللسان عن ذكرها وتبقى العبرة في ما سوف يقدمه مجلس الامة من انجازات.
< أمتفائلة بقدرته على تحقيق الانجازات؟
– نعم ودعنا نقف عند الافتتاح الذي كان بحق مبهراً بكل معنى الكلمة وللكل ان يقارن بالصوت والصورة هذا الافتتاح بافتتاح المجلس المبطل والمقارنة هي التي سوف تعبر تماما عن الفرق بين المجلسين.
مقارنة وفارق
< حدثيني في ايجاز عن هذه المقارنة التي تصنع الفارق؟
– لننظر الى التحية التي تم تقديمها لصاحب السمو سواء عند مقدمه او لدى مغادرته او عند القاء كلمته كانت تعبيرا شعبيا حقيقيا عن الالتفاف حول القيادة السياسية وكيفية التعامل مع هذا الحدث الديموقراطي الراقي وتبقى الانجازات هي التي ستحدد ان كان المجلس الحالي امتدادا للمجلس المبطل ام انه مجلس ملتزم بالدستور واللائحة والعمل الجاد، كذلك كلمة رئيس السن في الجلسة الافتتاحية غاية في الاتزان وغاية في وضع الكلمات في مكانها الصحيح ولنا ان نقارنها بكلمة رئيس السن في جلسة فبراير 2012 الافتتاحية وايضا المنافسة الشريفة على الرئاسة كانت في منتهى الرقي كذلك لننظر الى تشكيل اللجان الراقي فاللجنة التشريعية كلها محامون وقانونيون من ابدع مايمكن، الخلاصة ان النتيجة لصالح مجلس ديسمبر 2012.
فشل
< ماذا تقولين لمن يروجون بان المجلس الحالي لن يستمر سوى اقل من عام وان على نوابه الا يفرحوا بالعرس ترى الطلاق باكر؟
– انتم مفلسون وقد فشلتم في محاولاتكم الكبيرة الشعبية والاعلامية اولا للحيلولة دون اقدام الكفاءات على الترشح ثم فشلتم في ترهيب الناس من الذهاب الى صناديق الاقتراع والآن تحاولون تخريب الجلسات وفشلتم والترويج لعدم الاهتمام به وها انتم ترفعون عنوان افلاسكم باشاعة ان المجلس مؤقت ولن يكمل مدته والحمد لله فان مجلس الامة مصر على الانجاز واتمنى ان تكون الحكومة كذلك لكي نعمل جميعا وننجح في تلبية رغبة صاحب السمو بضرورة التعاون بين السلطتين.
المرأة والتشريعات
< بعيداً عن قيد سؤالي ما الذي تودين اضافته؟
– امامنا عمل كبير ومضن وشخصياً كرئيس اللجنة التشريعية ارى بضرورة التركيز على الجانب التشريعي وكذلك على الجانب الرقابي للحكومة على صعيد تطبيق التشريعات بامانة وعدالة بالاضافة الى المهمة الاشمل وهي خدمة التشريعات التي تخدم الكويت والآن اركز على تنقيح التشريعات المعنية بالمرأة وقدمت باكورة هذه التشريعات قبل ايام وهو يتعلق بتعديلات على قانون اسكان المرأة كما ان لدي اهتماما خاصا بموضوع توظيف الشباب وتشريع قانون للمشروعات الصغيرة وازالة العراقيل من امام آلية تطبيق القوانين بشكل عام خصوصاً تلك التي تهم الشباب وتشجيعهم على الانخراط الحقيقي في القطاع الخاص بحيث تكون لهم محفزات على ذلك وحماية لهم ولاجل هذا سوف اتقدم باقتراح بقانون سبق وقدمته في مجلس 2009 وهو خاص بالتأمين ضد البطالة اذ لا نريد ان نتحمس ويتحمسوا للذهاب الى القطاع الخاص ونتركهم لقدرهم المر ان واجهوا صعوبة .
بعيداً عن الخلع: الشمالي مكسب للحكومة والمعوشرجي وزير منضبط
< أمؤشر الى عودة الحزم في القرار ام رغبة في التحدي.. أتحدث عن إعادة وزير المالية مصطفى الشمالي؟
– ليس تحديا وشخصيا ارى عودة الوزير الشمالي محمودة والرجل مشهود له حتى من خصومه بنظافة اليد والضمير وعودته بمثابة رد اعتبار له اذ سبق وتم استجوابه بطريقة مهنية من نواب في مجلس 2012 المبطل لكنه احترم نفسه وتاريخه ومكانته وقدم استقالته بعد ان فند محاور الاستجواب وتبقى عودته مكسبا لوزارة المالية فهو ابنها ورجل صارم في التعامل مع القانون وعدم الاستجابة لأية ضغوط وان كانت من اقرب المقربين له وباختصار هو وزير يحترم نفسه ويحترم مقعده الوزاري.
< هناك من ينتقدون اعادة وزراء سبق وتقدموا باستقالاتهم ومنهم الكاتب الكبير فؤاد الهاشم الذي في برنامج متلفز من يعود الى الحكومة كالذي خلعته زوجته ومع ذلك يتمسك بها ويجتهد في سبيل اعادتها لعصمته؟
– بعيدا عن موضوع الخلع فان الوزير الشمالي لم يقل او يبعد من منصبه فهو من ابتعد.
– لا اقصد الوزير الشمالي تحديدا بل الوزراء السابقين الذين عادوا.
< اما بالنسبة للوزير انس الصالح الذي تردد انه تقدم باستقالته فلا اعلم ان كان قدم استقالته ام لا ولكن حتى ولو كان قد قدمها فلربما قدمها نتيجة ضغوط مورست عليه وحسب ما فهمت بان القيادة السياسية رفضت هذه الاستقالة ونحن نحترم القيادة السياسية المقدمة على اي امر آخر ولا اعلم المبررات التي كانت دفعته للاستقالة فان كانت ضغطا من الجهة التي كانت تتعرض على المرسوم بقانون الصوت الواحد فان عودته تكون هنا مستنكرة اما اذا كان قد قدمها لأسباب اخرى لا تمت بصلة للحراك الذي شهده الشارع في الفترة الاخيرة فانها مجرد رغبة لم تستجب لها القيادة السياسية التي يبقى رأيها مقدرا؟
< لقد قدمت شخصيا في السابق استقالتي كوزيرة فهل يعني هذا عدم تصريح لي بالعودة للوزارة؟ لا فالوزير يقدم استقالته في ظروف معينة وبالتالي ان كانت الظروف لا تتعارض مع السياسة العامة للدولة وليست انتقادا لقرار القيادة السياسية العليا فان عودته مرة اخرى لا غبار عليها لكن اذا كان قد تم ابعاده او اقالته او طرح الثقة به فهنا لا يجوز عودته.
< الوزير المعوشرجي يعتبره كثيرون مكسبا للحكومة فهل ترين ذلك؟
– بلا ادنى مثل فهو وزير معتدل بفكره وطرحه وايجابي في رؤاه وقد زاملته كوزير ورأيت كم هو قادر على العطاء كما انه منضبط جدا ومحترم جدا واتمنى رؤية نموذجه في وزراء آخرين.
راقب وزراءك يا سمو الرئيس.. ويدنا في أيديك يا علي.. وكم أنت رائع يا العمير
< ماذا تقولين لسمو رئيس مجلس الوزراء
– راقب وزراءك يا سمو الرئيس من حيث الالتزام بتطبيق القانون وعدم محاربة الكفاءات فقد تعبنا بكل أمانة.
< ولرئيس مجلس الامة؟
– وفقك الله تعالى وسدد خطاك فروحك ايجابية ونحن معك ويدنا في يديك.
< ولمرشح الرئاسة الذي نافسه الدكتور علي العمير؟
– كم انت انسان رائع اعزك واقدرك واحترمك كإنسان خصوصا وقد تشرفت بالعمل معك في اكثر من لجنة وكلمتك التي دللت على قبولك الخسارة برحابة صدر وروح رياضية تؤكد لنا وللجميع ان هذا هو علي العمير الذي لا يتغير.
أمن الخليج مسؤولية دوله.. قالتها الكويت منذ 1968
< عادت الدكتورة المبارك بالذاكرة الى عام 1968 وقالت: آنذاك اعلنت بريطانيا الانسحاب من منطقة الخليج العربي وكانت بلدان الخليج صغيرة ومنها من لم يكن قد حصلت على استقلالها كقطر والبحرين الامارات ولهذا فان هذه الدول تخوفت من هذا الانسحاب البريطاني من المنطقة ولكن الكويت التي كانت حديثة النشأة ودولة صغيرة كان لها دور ايجابي ولايزال اذ اعلنت بصراحة آنذاك ان امن الخليج مسؤولية دوله اي البلدان المحيطة بالخليج ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن والدوامة الامنية الخليجية تحوم حول استقرار الخليج.
< وهل استطاعت بلدان الخليج تنفيذ مقولة «امن الخليج مسؤولية دوله»؟
– بالتعاون مع بعضها البعض ومن خلال انشاء منظومة مجلس التعاون الخليجي تم الى حد كبير ترتيب الضفة الغربية للخليج وهي العربية اما الضفة الاخرى فقد حدثت فيها قلائل كثيرة كالثورة الايرانية ورغم انه شأن داخلي الا ان الامر انعكس على بلدان الخليج ثم جاءت الحرب الايرانية العراقية المقلقة والتي كانت مدمرة.
ليت استشارية «الخليجي» تدرسها قبل أن تصبح نموذجاً في بلداننا
لا نريد لأكاديمية التغيير في قطر أن تفرخ أكاديميات
القرضاوي عمل على اختطاف ثورة مصر من صانعيها رغم أنه مفتي قطر.. لماذا؟
< على صعيد العلاقات الخليجية مع مصر نجد أن موقف كل من قطر والإمارات متناقض، فالأولى داعمة للنظام الحالي والأخرى محتضنة لرموز من النظام السابق، فما تفسيرك لذلك وهل يمكن القول إن هناك معركة خليجية عنوانها «مصر»؟
– نأمل ألا يكون وندعو الله بالاستقرار لمصر.
< ألا ترينه واقعاً يا سيدتي؟
– بالطبع هو واقع مؤكد فالإمارات لم تقف ضد «الإخوان المسلمون» كمنظومة سياسية أو فكرية لا لأن هذه المنظومة لا تستهويها بل أعلنت مؤخراً اكتشافها لمنظمة إرهابية يتزعمها بعض قيادات خليجية وأعتقد أن في الأمر إشارة إلى الكويت وبالطبع فيها إشارة لمصر التي خوطبت على هذه الخلفية من قبل الامارات وبالطبع فإن الأمن القومي لكل دولة مقدم على الأمن الخليجي ككل.
< وهل من ثمة تداخل بين الأمنين؟
نعم وللأسف فإن منظومة الإخوان العربية أو العالمية حققت نجاحا في مصر وتونس وغيرهما فتح شهيتها لكي تتمدد بنفوذها وتهيمن سياسيا على بقية الأنظمة في المنطقة وخصوصا بعض الأنظمة الخليجية التي تراها من وجهة نظرها هشة وثمرة أينعت وحان وقت قطفها، نعم هناك تخوف من منظومة الإخوان وهناك تعاطف وغزل قطري اخواني.
< هل تتفقين مع البعض في أن الشيخ القرضاوي كان أحد المشجعين على اختطاف الثورة العربية؟
– كان الواجهة.
< الرجل يستند في ذلك إلى جنسيته المصرية التي لم تسقط عنه؟
– اسمح لي، هو مصري ولكنه لم يتخل عن جنسيته لكن جنسيته الرسمية التي يحملها قطرية وهويته التي يحملها تقول إنه مفتي قطر وهنا التداخل.
< هل يمكن لقطر أن تتسبب في أي ضرر لدولة خليجية على خلفية علاقتها بالاخوان كما يعتقد البعض؟
– نتأمل لا.
< هل نفهم من اجابتك هذه أن قطر من تحرك الاخوان؟
– أرجو ألا يفهم كلامي بأنني أُحمِّل قطر أنها من تحرك جماعات الإخوان لإحداث الضرر ببلدان خليجية.
< عفواً لا أقصد أن قطر تتعمد إحداث الضرر بدول خليجية ولكن بسبب علاقتها بالاخوان يمكن أن «تتضرر» وهذا هو التعبير الذي استخدمته؟
– هي تقول: هذا شأني، والعنوان العام يقول بأن دول الخليج متضامنة في حماية أمنها الداخلي والخارجي لكن بتعبيري أنا فإن قطر ترى أن الاخوان جماعة فكرية لي أن احتضنها في بلدي لكني لا أحركها في دول أخرى وليس هناك اعلان من قطر ولكن هناك توجسات من البعض الذين يرون بأنه اذا كان لقطر هذه العلاقة مع الاخوان فلتكبح جماحهم على صعيد عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وأقول بأن المرحلة خطيرة خصوصا بعد اكتشاف الإمارات وللمرة الثالثة مخططات اخوانية، لذا نأمل أن يكون لقطر موقف معلن وصريحاً في هذا الجانب يقول بأن هذا أمر في كل دولة على حدة وليكن هناك فاصل فيما يحدث على ساحة أية دولة خليجية وبين ما يحدث في دولة أخرى وألا تكون هناك خيوط تحريك خارجية لها.
< هناك من يقولون: لماذا تستكثرون على قطر أن تلعب دوراً عربياً كبيراً والكويت سبق ولعبت هذا الدور؟
– اسمح لي ولكن أضع الأمور في نصابها فأنا ألم أُلبس قطر السلطة اتهاما بأنها من يتبنى تقويض الأنظمة وواضح ما قلته لكن الدور السياسي الذي لعبته الكويت الرسمية لا الشعبية كان معتمداً للجراحات وكان هناك دخول في وساطات ناجحة وكان يقودها سمو الأمير حفظه الله عندما كان وزيرا للخارجية وهذه الوساطات كانت على مستوى بلدان خليجية وعربية وإسلامية ودولية، وكان هذا الدور الرسمي تحت الضوء وكانت الكويت تتحمل الكلفة المادية لردم الفجوات التي كانت تحدثها الصراعات داخل الدولة الواحدة، ومرة ثالثة لكي يكون الأمر شديد الوضوح فإن قطر الدولة والحكم ليست الهادمة ولكن عليها الالتفات لما يدور في دولتهم ونتمنى أن يبقى الدور القطري الرسمي مفرزاً للحمة الخليجية والعربية ويبقى في الوقت نفسه تحفظي على وجود أكاديمية التغيير في قطر ويا ليت يتم تكليف الهيئة الاستشارية لمجلس التعاون الخليجي بدراسة دور هذه الأكاديمية لأننا لا نريدها أن تفرخ أكاديميات في بلدان الخليج وكفانا تمزقا وكفانا تسديد فواتير لمثل تلك الصراعات.
هل ان علاقة واشنطن بطهران وفق نظرية المتروك: «أوريك الصدود في العين وقلبي على الرضا ناوي»
< عندما اشارت د.معصومة الى دور امريكي سلبي يؤثر في أي بناء لعلاقات خليجية ايرانية سوية قلت لها: هل ترين ان هناك تشددا امريكيا حقا على صعيد العلاقات مع ايران ام ان واشنطن تتعامل مع ايران على طريقة ام كلثوم كما قال العم علي المتروك ببلاغته: امريكا تعامل مع ايران وفق اغنية: «اوريك الصدود في العين وقلبي على الرضا ناوي».
قالت بعد ان ضحكت طويلا: لا يمكنني بلوغ بلاغة الاستاذ الفاضل والاديب الرائع علي المتروك ولذلك فانني سأتحدث سياسة وأوكد ان امريكا تخدم مصالحها فلا مثل ولا صديق دائم او عدو دائم انما هي تخلق الاعداء والاصدقاء لأجل مصالحها التي لو استدعت ان تمد يدها لإيران فلن تتردد في ذلك وفي هذه المرحلة هناك ملفات شائكة بين الطرفين تتحكم في مسار العلاقات لكن في الوقت نفسه هناك ربط عضوي بين السلامين الامريكي والاسرائيلي فأي تهديد لاسرائيل من كائن من كان ستواجهه واشنطن لأن امن اسرائيل اولوية اولى بالنسبة لامريكا ثم شريان النفط الذي يأتي اولوية ثانية اذن من قبل والآن ومستقبلا فان امريكا علاقتها مع ايران محكومة بالمصالح الامريكية والامن الاسرائيلي ولا شيء غير ذلك.
قم بكتابة اول تعليق