عياد: احتضان الكويت مؤتمر المانحين يعكس سجلها الإنساني

قال مندوب دولة الكويت الدائم لدى الامم المتحدة السفير منصور عياد العتيبي ان استضافة دولة الكويت للمؤتمر الدولي الاول للمانحين لدعم اللاجئين السوريين دليل على باعها الطويل في العمل الانساني واتزان موقفها ازاء الصراع في سوريا.

واضاف السفير العتيبي في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان مبادرة حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح باستضافة مؤتمر المانحين الدولي ينطلق من واجب اخلاقي وانساني يهدف الى تخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق مؤكدا ان دولة الكويت تعمل ما بوسعها لانجاح أعمال هذا المؤتمر المزمع عقده اواخر الشهر الجاري.

وقال ان الامم المتحدة ترى ان دولة الكويت هي “افضل دولة يمكن ان تستضيف هذا المؤتمر لان لها باعا طويلا في العمل الانساني وفي دعم انشطة الامم المتحدة ولها موقف من الازمة السورية يتسم بالاتزان وهدفها هو وقف اعمال العنف فورا والبدء في عملية سياسية تلبي طموحات الشعب السوري وتحافظ على وحدة وسيادة الاراضي السورية”.

واضاف ان الجمعيات الكويتية الاهلية مثل جمعية الهلال الاحمر الكويتي والهيئة الخيرية العالمية تعمل باستمرار في مخيمات اللاجئين السوريين سواء في تركيا او لبنان او الاردن وانه سبق للكويت ان قدمت مساعدات مالية لعدد من الوكالات الدولية وعلى رأسها مفوضية الآمم المتحدة لشؤون اللاجئين مؤكدا استعدادها “لتقديم مزيد من المساعدات الانسانية وهذا نهج ثابت في سياسة الكويت الخارجية”.

وكان حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح قد اعلن في القمة الخليجية ال33 التي عقدت في المنامة الشهر الماضي استضافة دولة الكويت للمؤتمر الدولي الاول للمانحين لدعم الشعب السوري اواخر الشهر الحالي.

وقال السفير العتيبي انه يجري العمل حاليا على وضع الترتيبات اللازمة لعقد المؤتمر وتم تشكيل لجنة وطنية مؤلفة من عدة جهات مختصة للتنسيق مع مكتب تنسيق الشؤون الانسانية وكذلك مع مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين.

واعرب عن امله في ان تتمكن الامم المتحدة من جمع المبلغ المستهدف وهو مليار ونصف المليار دولار الذي حددته في 19 ديسمبر الماضي في ندائها الذي اطلقته من جنيف ولم يستبعد السفير ان تتجاوز التبرعات في المؤتمر المرتقب ذلك المبلغ.

وتوقع السفير العتيبي مشاركة ما بين 40 و 50 بلدا مانحا في هذا المؤتمر معربا عن امله في ان تعلن تلك البلدان عن تبرعاتها لدعم انشطة الامم المتحدة ووكالاتها وبرامجها وصناديقها العاملة في المجال الانساني لان وضع اللاجئين السوريين “سيىء جدا وان هناك حاجة ماسة بالفعل الى تحرك من جانب المجتمع الدولي”.

واشار الى ان سمو امير البلاد سيفتتح المؤتمر الذي سترعاه الامم المتحدة فيما سيرأسه الامين العام وسيكون مستوى التمثيل رفيعا مؤكدا ان الكويت “ستوفر ما يلزم لضمان نجاحه”.

وقال ان مبادرة سمو امير البلاد باستضافة المؤتمر هي دلالة على حرص الكويت على حشد الجهود لتقديم المساعدات للشعب السوري التي هو في أمس الحاجة لها بسبب أعداد ووضع اللاجئين والمشردين كما انها دعوة لدول مجلس التعاون للمشاركة في أعمال هذا المؤتمر وتقديم المساعدات لدعم جهود الامم المتحدة ووكالاتها وبرامجها”.

ولفت السفير العتيبي الى أن الكويت تبرعت بعشرين مليون دولار بقرار صادر عن مجلس الوزراء وقدم عن طريق جمعية الهلال الاحمر الكويتي والهيئة الخيرية الاسلامية وستخصص عشرة ملايين منها للمنظمات والوكالات الدولية المتخصصة العاملة في الميدان الانساني.

وأضاف ان دولة الكويت سبق وان قدمت العديد من التبرعات ولم تتوان منذ بداية الازمة عن تقديم المساعدات الانسانية اذ تبرعت في السنة الماضية بمبلغ مليون دولار لمفوضية شؤون اللاجئين وتم تنظيم حملة جمع تبرعات في وسائل الاعلام كانت حصيلتها اكثر من 15 مليون دولار.

وقال ان المؤتمر يأتي في وقت تنصب فيه الجهود الدولية على الناحية السياسية للازمة السورية وليس على الازمة الانسانية التي يعاني منها مئات الالاف من السوريين من لاجئين في دول الجوار ومشردين في الداخل “حتى كادت مأساتهم تصبح في طي النسيان”.

واكد ان المؤتمر مهم جدا ويلقي الضوء على البعد الانساني للازمة السورية ويجب على الامم المتحدة ان تضاعف جهودها ولا بد من تحرك دولي سريع لتخفيف معاناة اللاجئين والمشردين السوريين.” وأكد ان الوضع الانساني في سوريا يسير من سيئ الى أسوأ مذكرا بالتقرير الاخير للمفوضة السامية لحقوق الانسان الذي أشار الى ان عدد القتلى تجاوز ال60 ألفا “وهو رقم مخيف ودلالة على أن الوضع خطير جدا”.

كما ذكر بأن عدد المشردين داخل سوريا تجاوز المليونين وعدد اللاجئين وصل الى 600 الف هم موزعون حاليا على البلدان المجاورة (الاردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر) مضيفا ان “كل المؤشرات تشير الى ان عدد اللاجئين في تزايد مع الأسف خصوصا مع أعمال العنف التي بدأت تزداد شدة”.

وأعرب عن أمله في ان تحفز هذه “الارقام المخيفة والمروعة المجتمع الدولي على بذل المزيد من الجهد من اجل وقف أعمال العنف وبدء الحوار للتوصل الى حل سياسي تقبل به كافة الاطراف ويلبي تطلعات وطموحات الشعب السوري”.

وعبر السفير العتيبي عن استياء الكويت من كون مجلس الامن الدولي شبه عاجز على اتخاذ قرار لوضع حد للازمة في سوريا رغم انه الجهة المخولة للحفاظ على الامن والسلم الدوليين مؤكدا دعم المبعوث العربي -الدولي لسوريا الاخضر الابراهيمي الذي “نأمل تكلل جهوده بالنجاح”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.