تقرير صحفي: الكويت تستعيد قوتها الناعمة

يعرّف الخبراء القوة الناعمة بأنها قوة روحية ومعنوية، من خلال ما تجسّده من مبادئ وأخلاق، من خلال الدعم في مجالات البنى التحتية والثقافة والفنون ومجالات الإعلام والعمل السياسي المتعدد وتعتبر القوة الناعمة أفضل من الأسلحة العسكرية، فهي تجعل الجميع يتناغمون مع موقف الدولة.

والقوة الناعمة إحدى وسائل الانطلاق إلى مستويات علاقات متميزة بين الدول، وتلجأ الدول إلى القوة الناعمة بديلاً عن القوة الصلبة في تحسين العلاقات والانطلاق في تقديرها بما يخدم شعوبها.

مدرسة الدبلوماسية

والكويت منذ الاستقلال، وتحديداً مع تأسيس مدرسة «صباح الأحمد» الدبلوماسية عندما كان سموه وزيراً للخارجية وأصبح عميد وزراء الخارجية في العالم، تأسست قوتها الناعمة في مجالات كثيرة، منها:

– الكويت كانت محوراً في المصالحات العربية الكثيرة أو مصالحات بين دول عربية ودول الجوار.

– قامت الكويت بأدوار كثيرة في إزالة الاحتقان الداخلي في أكثر من دولة عربية، واليمن ولبنان إحدى هذه النماذج.

– لعب الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية دوراً محورياً في محاولة تحسين جودة الحياة في أكثر من بلد عربي وخليجي وأفريقي، من خلال دعم مشروعات التنمية وإقامة شبكات الطرق وإقامة المصانع ومحطات الكهرباء وبناء المدارس والجامعات والمستشفيات.

– لعبت الجهود التطوعية الشعبية أدواراً كبيرة في إغاثة المناطق المنكوبة وتقديم الدعم والقيام بعمليات المساعدة في كل بقاع العالم، بصرف النظر عن الدين واللغة والجنس، ولعل رسالة الهلال الأحمر الكويتي خير شاهد على عمق هذه الرسالة التي امتدت من أميركا إلى الصين، مروراً بأندونيسيا والمناطق العربية المحتلة.

– قامت الجمعيات الأهلية الكويتية ذات الطابع الإسلامي بجهود كبيرة، امتدت إلى مختلف مناطق العالم للمساهمة في تنمية المناطق الأكثر فقراً.

– خلال القرن الماضي، في مؤتمر الريو في البرازيل، أعلن سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله عن اسقاط الديون عن الدول الفقيرة في لمحة إنسانية استحقت اعجاب دول العالم.

– لعبت الكويت في محيطها العربي دورا متميزا في المجال الثقافي فاستحقت أن يطلق عليها العاصمة الثقافية الدائمة، وأطلق عليها مثقف عربي كبير «الكويت بقعة استنارة في رأس الخليج».

سفيرة الكويت

وكانت مجلة العربي «سفيرة الكويت» الثقافية إلى محيطها العربي، وركنا اساسيا في بناء الشخصية الثقافية العربية، ولعبت المطبوعات الثقافية الكويتية خاصة «عالم المعرفة» والتي تعتبر قاطرة الإصدارات العربية قاطبة، وحرصت الكويت على استمرار رصانة مطبوعاتها ووصولها الى القارئ العربي في كل مكان، وساهمت في اقامة عدد من المؤسسات الثقافية العربية، كما لعبت المؤسسات والشخصيات الكويتية أدوارا متميزة في دعم التنمية الثقافية العربية، مثل مؤسسة جائزة البابطين، وجائزة سعاد الصباح، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

– قدمت الكويت لمحيطها العربي والاقليمي تجربة ديموقراطية متميزة، اعتمدت على الشفافية والوضوح رغم ما أحاط بها من عثرات، وقدمت نماذج متقدمة في الرقابة الشعبية، والأداء البرلماني المتميز.

عثرات

وتستمر المسيرة ورغم العثرات التي وقفت امام انطلاق قوة الكويت الناعمة، إلا أن التطورات الاخيرة أكدت بما لا يدع مجالا للشك انها تستعيد بكفاءة كبيرة قوتها الفاعلة والأمثلة واضحة ومنها:

– في عام 2009 استضافت الكويت الدورة الاولى للقمة الاقتصادية والتنموية العربية، وقدمت الكويت مقترح انشاء صندوق دعم الصناعات الصغيرة لتمكين الشباب.

– فاز ممثل الكويت د. عبد الله المحارب بمنصب مدير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (إلكسو)، في بداية هذا العام.

– فوز الكويت من خلال الزميل فيصل القناعي بمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، كما ان الكويت مقر للاتحاد الأولمبي الآسيوي.

– فوز الكويت برئاسة إقليمي آسيا والباسفيك للحرف التقليدية لمدة أربع سنوات، بدأت من أول يناير، واستقال سكرتارية الاتحاد للكويت من خلال د. غادة حجاوي.

– دعوة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لاستضافة قمة الدول المانحة للشعب السوري في الكويت يومي 30، 31 الجاري تأكيد على دور الكويت القومي والإنساني في الوقوف مع الشعب العربي في كل مكان، والحرص على رفع المعاناة عن الشعب السوري حتى انتهاء الأزمة مع النظام الذي استباح دماء شعبه.

– تستضيف الكويت في نوفمبر المقبل القمة العربية الافريقية، وكانت القمة الافريقية الأخيرة في أديس أبابا قد وجهت الدعوة لصاحب السمو لحضور القمة، تأكيداً على الاعتراف بدور الكويت المحوري في افريقيا.

بعد اعتذار سلطنة عمان عن استضافة القمة الخليجية، رحبت الكويت باستضافتها، رغم أنها لم تكن الدولة التالية في الترتيب، لكن الكويت تضع القضايا الخليجية والعربية على قمة اهتماماتها، وتسعى الى تأكيد الحوار للبحث عن مصالح شعوب المنطقة.

هذا، غير سلاسل المؤتمرات المقترحة في مختلف المجالات على مدار العام.

لعل الأمثلة السابقة تعطي معياراً واضحاً على ان ا لكويت كدولة ومؤسسات وشخصيات عامة قد بدأت تستعيد قوتها الناعمة، من أجل أن تكون في الوضع اللائق بدورها بين دول العالم.

المصدر “القبس”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.