مفرج الدوسري: حراك معارضينا.. وثورة معارضيهم

الثورات التي اجتاحت بعض الاقطار العربية تحت مسمى الربيع العربي كانت مستحقة، فحالة الاحتقان التي وصلت اليها شعوبها قد بلغت الذروة، وشرارة الثورة في كل قطر منها كانت تنتظر الفرصة السانحة، وما ان انطلقت في تونس حتى تبعتها بقية الاقطار كاسرة حاجز الرعب والخوف ومتحدية الظلم والطغيان.
???
ثورات الربيع العربي انطلقت من اجل الحرية والكرامة ولقمة العيش، ومن الظلم مقارنتها بما يجري لدينا من حراك تختلف دوافعه عن مسبباتها، وليست محل اتفاق حتى بين من يتزعمون قيادته، والمتابع لتصريحاتهم يجد الكثير من التناقضات عدا الاجماع على استمراره!! فما يجري لدينا من حراك يشارك فيه من جاء منتصرا لقبيلته التي فقدت مقاعدها، ومن ضاعت فرصته في الوصول الى البرلمان، ومن يسعى الى تحقيق اصلاحات سياسة، ومن فقد الاغلبية التي يبلغ بها كرسي الرئاسة، ومن يسعى لحماية الدستور ومكتسبات الامة، ومن يريد تصفية حسابه مع خصومه، ومن تطوع لحمل اجندة غيره، والباحث عن الشهرة، والطامح الى الزعامة!
???
ذاق معظم المعارضين في الدول العربية أصناف التنكيل والعذاب، وتحملوا سنوات السجن والاعتقال، ومن نفذ منهم بجلده لم يسلم من الملاحقة في بلاد الغربة، اما الشعوب فكانت تقاسي بمرارة وألم، فبالاضافة الى مكابدتها مشاق الحياة اليومية مع اجل توفير رغيف خبز او علبة دواء كانت تتعرض للذل والمهانة على أيد زبانية النظام الذي لا يعرف سوى التنكيل بمن ينتقده بنصف كلمة، فالارهاب والظلم والرعب والشدة وسيلته لاخضاعها، ولم يعد المواطن آمنا على نفسه وعائلته في ظل نظام سلب حريته وامتهن كرامته وصادر حقوقه، فأصبح يعيش بين بطش جلاد وقسوة فقر، في مشهد يومي متكرر لا سبيل إلى تغييره الا بثورة تنهي حكم الطغاة.
???
في الكويت، ذاق جميع معارضي السلطة نعيم الدنيا ونسأل الله ان يذيقهم نعيم الآخرة، بعد ان فتحت لهم ذراعيها لتحتضنهم بحنان ورقة ورفق، وتسكنهم بين الجفن والعين، وترعاهم رعاية المحب الوفي، وتحملهم على كفوف الراحة، فرضاهم غاية، ورغباتهم طلبات، وطلباتهم أوامر، وأوامرهم قرار، وقرارهم نافذ، فانتفحت رؤوسهم وكبرت اجسادهم حتى كادوا يفترسوها!! اما (المضطهدون) الباحثون عن (كرامة وثن) فلا يقل احدهم عن معارضي السلطة نعيما ورفاه، فيذهب للمشاركة في مسيرة النضال راكبا اغلا السيارات وفي يده اخر موديلات التلفونات تعانق سبعته عنان السماء وينعم بشذى عطره الهواء ويخطف بريق ساعته وقلمه الابصار، وبعد ان يؤدي مهمته الشاقة يذهب آمنا مطمئنا حيث شاء، اللهم احفظه من ظلم حكومته واحرسه من بطشها واحمه من طغيانها، وانر بصيرته حتى يدرك ان مرتب النائم عن عمله حرام وسحت لا يستحله سوى الفاسد!!

< نقطة شديدة الوضوح:
المغرد مطلق الفتح (كنا نواجه البصامة بكل ما أوتينا من قوة، وعملنا على اسقاطهم، وعندما اسقطناهم وأتى من ظننا بهم الخير وانتقدناهم اصبحنا من ربع البصامه، يا سلام)؟ (كنت في نظرهم حراً ومجدداً ومن هالكلام اللي تعرفونه ومع اول انتقاد لهم اصبحت في نظرهم من ربع.. ويقولون نتقبل النقد والاختلاف، كذب!).

مفرج البرجس الدوسري
maldosery@alwatan.com.KW
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.