
قدمت الكويت خلال العام المنصرم أصغر كاتب في منطقة الخليج، وهو الروائي عبدالعزيز الزيدي الذي لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره ورغم صغر سنه إلا ان تجربته الأولى رواية «وين رايح» كانت علامة بارزة في معرض الكتاب الدولي الذي احتضنته الكويت في نوفمبر الماضي إذ شهد المعرض إقبالا كبيرا على رواية الزيدي لدرجة نفاد جميع نسخ الطبعة الأولى.
رواية الشاب الزيدي حافلة بالتفاصيل، نجح خلالها رغم حداثة سنه ان يقدم تجربة روائية ذات نكهة خاصة بمجتمعه وبواقعه اليومي، واستطاع هذا الشاب المبدع ان يرفع التفاصيل اليومية الى مرتبة الفن وينسج عنها لوحة أدبية حقيقية.
وفي تفاصيل الحوار الذي أجرته صحيفة الانباء مع الزيدي:
ما الذي دفعك للكتابة؟ ولماذا الرواية والكثيرون يحاولون كتابة الشعر او القصص القصيرة قبل ان يتجهوا للرواية؟
٭ الرواية كانت بالنسبة لي حلما تحقق، وقد بدأت منذ ثلاث سنوات اقرأ لكبار الكتاب امثال طه حسين وعبدالوهاب السيد وعبدالله المضف وفيصل الجاسم.
كما قرأت لكتاب عالميين امثال أجاثا كريستي، فوجدت ان هناك مدارس مختلفة وكل له طريقة وخطه بالادب، ولكن لم يستهوني الشعر ولا القصص القصيرة ولم اجد نفسي فيهما، ولا ادري كيف جذبتني الرواية الى رحابها، فبدأت في كتابتها، وقد استغرقت عاما وثلاثة اشهر، وفي البداية حاولت كتابة مسرحيات لأني عاشق للفنان عبدالعزيز المسلم، ومحب للفن والمسرحيات، وخصوصا مسرحيات الرعب.
لكن منذ بدأت اقرأ في الادب، وجدت نفسي فيه اكثر من المسرحيات، ففيه عمق واحاسيس، وعالم آخر وواسع، يختلف عن كتابة المسرحيات، وربما في يوم من الايام ترين لي مسرحية، فالبدايات موجودة وانا في الطريق الى عالم المسرح.
الرواية واليوميات
من يقرأ روايتك يلاحظ اهتمامك بالتفاصيل الصغيرة، هل تسجل عادة في يومياتك التفاصيل اليومية؟
٭ بالطبع، كأي شاب في هذه المرحلة، يلجأ الى الكتابة لتسجيل احداثه اليومية واحاسيسه ومشاهداته وردود افعاله تجاه ما يمر به من مواقف.
كيف بالتحديد بدأت بكتابة الرواية، وهل كنت تكتب يوميات ومذكرات ثم حولتها الى رواية؟
٭ بالطبع، بدأت في كتابة مذكرات يومية، لكن الرواية تختلف في طبيعتها، فهي عميقة وتتفرس في الشخصيات وتعطي كل شخصية عمقها واسلوبها، وحتى الكلمات فهناك شخصيات لديها لزمة معينة، لذلك يجب الفصل بين الشخصيات، فالقارئ يجب ان يشعر بعمق الشخصية، لذلك اعطي كل شخصية حقها من خلال تميزها بطابعها الخاص.
من بداية الرواية، تعتني كثيرا بأسماء الماركات، ماركات الملابس والاجهزة وغيرها، لماذا؟
٭ احببت ان اركز على الطبقية الاجتماعية، فهناك اغنياء وهناك فقراء، ولأعطي كل شخصية عمقها كما ذكرت وماذا تحب وما لا تحب، وطريقتها واتجاهها في الحياة.
تأثير عبدالوهاب السيد
من الادباء والكتاب الذين قرأت لهم وأعجبت بهم؟
٭ قرأت في الادب العالمي لاجاثا كريستي وشكسبير وفي الادب العربي لايهاب توفيق وفي الكويت قرأت لعبدالوهاب السيد وفيصل الجاسم وعبدالله المضف وهيثم بودي، وقد تأثرت كثيرا بكتابات عبدالوهاب السيد على الرغم من ان خطه الادبي يختلف عن خطي، فقد تبناني في دار نوفا بلس للنشر، وهو اول من ساندني ووقف معي، ومع الكتاب الشباب، فأخذ بأيدينا ولم يقصر معنا في الطباعة وغيرها، وقد انزلنا 25 اصدارا في دار نوفا اغلبها لكتاب شباب ولاول مرة يكتبون فاندمجنا نحن الكتاب الشباب مع الكتاب القدامى، وخلال الاشهر القليلة السابقة ذهبنا معا الى البحرين وقطر، وشاركنا معا في معرض الكويت للكتاب السابع والثلاثين الذي عقد في الكويت مؤخرا. وإن شاء الله في شهر مارس المقبل سنشارك معا في معرض «مواهب» وفي معرض «كويتي وأفتخر» وفي شهر أبريل سنتواجد في أبوظبي لتوقيع الكتاب بناء على دعوة، وقد دعيت أيضا الى الرياض للمشاركة في توقيع الكتاب.
تفاعل في تويتر
كان لك تواجد مميز في معرض الكتاب الأخير فهل لك أن تحدثنا عنه؟
٭ بعد التعب والكتابة وظهور الرواية سعدت جدا من ردود الأفعال التي جاءتني من القراء قبل صدورها، فقد كنت أكتبها في تويتر، وهناك 4500 متابع لي، ليس فقط في الكويت والخليج ولكن من خارج الخليج، ومن الرياض يسألونني عن الرواية اذا كانت باللغة العربية، أم باللهجة العامية، وأين ستنزل الرواية؟ وما اصداري الجديد؟ وهكذا لأنه قبل صدور الرواية كنت أدون فيها مقاطع في تويتر لاقت استحسانا كثيرا من القراء ووجدت تشجيعا من الشيخ محمد الصباح والشيخ سلمان الحمود وزير الإعلام الحالي وتشجيعا كذلك من الفنان عبدالله الرويشد والفنان عبدالعزيز المسلم حتى في فترة الكتابة إذا توقفت يتابعونني ويدفعونني للاستمرار بحيث لا أتوانى أو أتهاون الى ان تم صدور الرواية التي نفدت الطبعة الأولى منها وهي ألف نسخة في معرض الكتاب الذي تبوأت روايتي فيه المركز السادس في المبيعات وتبوأت المركز الثالث في مبيعات دار نوفا وهو انجاز كبير جدا والحمد لله.
الرواية القادمة مفاجأة
هل هناك مشروع جديد؟ وهل فكرت في الرواية القادمة؟
٭ بدأت في كتابة رواية جديدة فنجاحي في رواية «وين رايح؟» حثني على المضي في عالم الرواية، ولكن الى الآن لم تتضح ملامحها بعد بينما فكرتها مرسومة في ذهني، وهي أيضا لها علاقة بالفنان عبدالله الرويشد فأنا من عشاقه وصوته يرافقني في كل مراحل كتابتي فهو يوحي بالإبداع ويدفعني للمزيد، وستكون الرواية القادمة مفاجأة للقراء.
ما أكثر تعليق على كتابك ترك أثرا في نفسك ومازلت تذكره؟
٭ كثير من التعليقات التي وصلتني وتركت أثرا في نفسي، فمنها تعليق عبدالعزيز المسلم الذي تمنى لي فيه التوفيق والنجاح والتميز وتعليق عبدالله الرويشد الذي أشار الى انه يسعده ان تضم هذه الرواية احساس الجميع وهناك تعليقات جاءتني من تويتر.
الكتابة في السفر
عن أجواء الكتابة قال الزيدي: قد أكتب في النهار وقد أكتب في الليل وعلى حسب المزاج ولكني أحب الكتابة أثناء السفر، وصوت عبدالله الرويشد لا يفارقني أثناء كتابتي لعنوان روايتي «وين رايح» استمددتها من أغنيته، فهناك مشهد رئيسي في الرواية تقول فيه البطلة للبطل وين رايح؟ فهي تسير مع الحدث الرئيسي للرواية.
وكذلك يصاحبني صوته أثناء كتابة روايتي الجديدة فصوته دائما يساعدني في اختيار عنوانها.
القراءة ثم القراءة
نصح عبدالعزيز الزيدي الشباب الذين يريدون خوض تجربة الرواية بأن يجتهدوا، فالكاتب كلما تعب على الرواية كلما أعطته أكثر وكانت النتيجة أفضل فليجتهد بالفكرة والقصة نفسها والسرد، لأن أكثر ما يتعب هو السرد ويأخذ وقتا أطول، وعليه أن يكتب في المجال الذي يحبه بأسلوبه حتى لو أراد أن يكتب باللهجة العامية لربما تكون اللغة العربية أصعب عليه فالمهم أن تصل فكرته إلى القارئ ومن يحب أن يكتب باللغة العربية فليكتب في المجال الذي يحبه، بالأسلوب الذي يريده، وباللغة التي يرغب بها. وأضاف الزيدي: أذكر أن الكاتب الكبير فؤاد الهاشم، قال لي ذات يوم إن الكتابة كالرصيد في البنك، فكلما كتبنا سحب من رصيدنا والمال هو القراءة وربما يأتي يوم لا نجد لدينا رصيد، فكلما قرأنا نزيد من رصيدنا من المفردات والسرد والطريقة والعمق، وأبدعنا أكثر.
تحية إلى عبدالله رويشد
وجه الزيدي تحية الى عبدالله الرويشد قائلا: الفنان عبدالله الرويشد اول من وقف معي منذ ان كانت الرواية حبرا على ورق، ومجرد فكرة الى ان صدرت وصوته وحده يلهمني اثناء الكتابة لانه يصاحبني مع كل حرف اخطه ولا انسى اهداءه الذي كتبه بيده في اول رواية تصدر لي كما وصلتني عدة اهداءات من كبار الشعراء في الوطن العربي، امثال الكاتب الغنائي الشهير علي مساعد، والشاعر الكويتي ساهر الذي اثرى الساحة الغنائية الكويتية بالعديد من الاغاني الغزلية والوطنية والشاعر الغنائي الكبير سامي العلي الذي قدم العديد من الاشعار لنجوم الغناء العربي، فشعراء بهذا الحجم يهدونني اشعارهم، يشرفني ان تكون روايتي ضمن اهتماماتهم، وهذا يعطيني الضوء الاخضر للمزيد ويمدني بطاقة كبيرة للسير في هذا الطريق والدخول الى عالم الرواية.
قم بكتابة اول تعليق