تراكم الفوضى في بلد ما يؤدي بالتأكيد الى تفكيك مفاصل الدولة، وهو الأمر الذي ينذر بالخطر ويهدد شعبها ويقلل من إنتاجيتها ويؤثر على نمو التنمية فيها.
وهي كما نرى أمور سلبية لا يسعى إليها عاقل ولا واع ولا محب، ولكن يسعى إليها الأحمق والمغفل والحاقد الحاسد ومن يريد أن تشيع الفاحشة، وهل من فاحشة أكبر من تهديد مصالح البلاد والناس؟!
لذلك فإني أصنف محاولات البعض في تسيير الفوضى وإشاعتها في البلاد من خلال ما يسمى بالمسيرات على أنه نوع من إشاعة الفاحشة بين الناس وتهديم مصالحهم وصرفهم عن واجباتهم الإنسانية والوطنية، وأنه عمل كيدي وعمل ثأري شخصي فقد فيه شخص أو مجموعة أشخاص بعض مصالحهم، فلجأوا إلى الثأر الجماعي وضم المجاميع إليهم لمجرد التنفيس عما يعتمل في صدورهم جراء ما خسروا وليس من أجل مصلحة وطنية او مصلحة عامة، ولكنهم يغلفونها بالعمومية والوطنية لتحشيد المجاميع من حولهم والإيحاء لهذه المجاميع بأن الخسارة عامة وليست فردية.
هذا عمل ليس إنسانيا وليس أيضا وطنيا، لأن الإنسانية ترفض الكذب والاستغلال، كما أن الوطنية تحتم على الفرد ان يكون في خدمة وطنه حتى ان الشهداء يموتون من اجل أوطانهم وليس العكس. أما ما يجري تحت عنوان الحراك فهو عمل جعل الوطن في خدمة الفرد، بحيث أن يدفع الوطن الثمن حتى يعود فلان وعلان إلى مقاعدهم النيابية وإلا الفوضى والخراب وتشويه سمعة الديموقراطية الكويتية أمام العالم.
ولم يتحرج أحد أفراد هذا الفريق من القول في إحدى الفضائيات العربية كلاما مسيئا للواقع الكويتي ومخالفا للحقائق وتصوير الكويت وكأنها بلد ديكتاتوري تسلطي تأتي للآمن في فراشه لتسحبه وتلقي به في الجب العميق!
يقول هذا وهو أعلم الناس بعدم صحة ما يقول، فلم اللجوء إلى مثل هذه الأساليب في تشويه سمعتنا وسمعة بلادنا أمام الكافة ونحن آمنون في ديارنا مطمئنون في بيوتنا ولا يقلقنا ولا يخيفنا سوى عودة هؤلاء إلى الساحة السياسية من جديد بعدما تحررنا منهم ومن عنترياتهم الجوفاء؟!
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق