صلاح الفضلي: خيانة الشيخ أحمد الفهد

أخيراً، خرج الشيخ أحمد الفهد عن صمته، وتحدث في قناة أبوظبي الرياضية بصراحة عن «الخيانة» التي تعرض لها من قبل حكومة الشيخ ناصر المحمد، التي كان عضواً فيها. وكما يقول الشيخ أحمد، فإن هدف «تصعيده للمنصة» كان لإرضاء «الفئة التي أطلقت الرصاصات الخمس» على حكومة ناصر المحمد، وبالتأكيد هو يشير إلى مرزوق الغانم وعادل الصرعاوي وعبدالله الرومي وأسيل العوضي. وهي المجموعة التي تصدت لاستجوابه. الكل كان يعلم ما حدث في كواليس جلسة إحالة استجواب أحمد الفهد إلى اللجنة التشريعية، ولكن هذه المرة جاء التأكيد على لسان أحمد الفهد نفسه.
كلام الشيخ أحمد واضح في أنه في المقابل كان مؤيداً للحراك الشبابي الذي قاد حملة «ارحل»، والتي أدت – وفق كلامه – إلى «خروج» رئيس الحكومة، وسقوط أربعة من ضمن خصومه الخمسة في الانتخابات.
حادثة التخوين بأحمد الفهد، وعلى لسان الشيخ أحمد الفهد مرة أخرى، جاءت بسبب اتهامه بأنه هو من سرَّب المعلومات عن «الإيداعات المليونية» إلى جريدة القبس، وهي القضية التي أدت بالنهاية إلى الإطاحة بحكومة الشيخ ناصر المحمد، وبالتالي، فإن الاتهام بالخيانة متبادل بين «الشيخين». سياسة «الحفر» التي يمارسها الشيوخ في ما بينهم ليست مقتصرة على ناصر المحمد وأحمد الفهد، فالشيخ محمد الصباح وزير الخارجية السابق، متهم هو الآخر بأنه هو من سرَّب المعلومات المتعلقة بـ «التحويلات الخارجية» إلى مسلم البراك، وعلى هذا الأساس عندما سأل أحد النواب الشيخ جابر المبارك عن سر استقالة محمد الصباح، قال عنه إنه «ضرس يرقل وشلعناه». لم يقتصر «مداحر الشيوخ» على خلف الكواليس، بل كان الشيخ فهد السالم أكثر «دفاشة» في معارضة الحكومة السابقة، عندما كان يحضر بنفسه تجمعات «ارحل»، وكانت قناته الإعلامية تنقل بصورة مباشرة شتائم المتظاهرين لابن عمه ناصر المحمد.
وكما هو واضح، فإن الصراع بين شيوخ الصف الثاني على الحكم، وعلى رئاسة الوزراء، كمحطة أولى، فتح شهية بقية الشيوخ الآخرين للدخول إلى حلبة الصراع، فهناك الكثير من الكلام والتسريبات عن علاقة متوترة بين الشيخ جابر المبارك ونائبه وزير الداخلية أحمد الحمود، الذي يبدو أنه يمني النفس هو أيضاً في الوصول إلى كرسي رئاسة الحكومة.. وهكذا، يستمر صراع الشيوخ على الحكم، ولعل هذا الصراع هو الذي دفع بعضهم إلى دعم المعارضة بصورة أو بأخرى في تنظيم التظاهرات ضد الحكومة، بل ضد السلطة نفسها.
صراع الشيوخ على السلطة صراع مدمر، ويجب عليهم أن يعوا جيدا ما يمكن أن يترتب عليه استمرارهم في هذا الصراع.. لذلك، ننصحهم بقراءة تاريخ الأندلس، وأخذ العبرة من أحداثه.
تعليق: كما كان متوقعا، بدت الجلسة «السرية» لمناقشة الانفلات الأمني قمة في المسخرة، ولم يكن فيها من السرية شيء، وبدا فيها وزير الداخلية أحمد الحمود وكأنه يستهزئ بمجلس «علي الراشد»، وفق تعبير النائب فيصل الدويسان، لأن الوزير جاء إلى المجلس – وفق تعبير أحمد المليفي- «جطل»، ولا أجد غرابة في ذلك، «فهيك نواب بدهم هيك وزير»، وكما يقول المثل «وافق شن طبقة».
المصدر جريدة الكويتية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.