أكد مدير ادارة الثقافة الاسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بدر السنين ان للادارة دوراً أصيلاً وبارزاً في نشر ثقافة الوسطية والاعتدال بين فئات المجتمع وأضاف السنين ان الادارة تسعى الى ترسيخ القيم والمفاهيم الاسلامية الأصيلة وتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ الغلو والتعصب والتشدد، كما تسعى الى تنمية التواصل الاجتماعي ومعالجة الانحرافات الفكرية والسلوكية وتنفيذ البرامج العلمية والإعلامية، علاوة على توجيه الخطاب الديني المعتدل والمتوازن عن طريق الاستعانة بدعاة متميزين من داخل الكويت وخارجها.
ولفت في حوار مع صحيفة النهارى ان للادارة العديد من الأنشطة والمشاريع منها مشروع البرنامج الوطني لرعاية الشباب علاوة على تنظيم المسابقات الالكترونية الدولية على مدار العام، اضافة الى مشروع «روافد» الثقافي الذي يستقطب أصحاب الأقلام المبدعة في العالم الاسلامي.. وتفاصيل أخرى كثيرة في سياق السطور التالية:
نود منكم تعريفا موجزا عن إدارة الثقافة الإسلامية، مع ذكر غايتها وأهم أهدافها والاعتبارات الحاكمة لطبيعة العمل بها؟
في الحقيقة الإدارة تعتبر من المنابر الثقافية والفكرية العاملة داخل وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية والتي تعنى بالثقافة الجماهيرية وفق أطر التنمية المجتمعية، وقد تم إنشاء الإدارة في السابع من يناير عام 1979م، لتصبح الإدارة ومنذ ذلك التاريخ متكفلة بأدوارها في نشر الوسطية والاعتدال بين فئات المجتمع، وفق غايات معتبرة أبرزها: التوعية بالقيم والمفاهيم الإسلامية الأصيلة، والتأكيد على الوحدة الوطنية ونبذ التعصب والغلو، وعلاوة على تنمية التواصل الاجتماعي وإثراء المناسبات الاجتماعية ثقافياً وتوعوياً.
والإدارة في الأساس كان من أهم أهدافها معالجة الانحرافات الفكرية والسلوكية، بالاضافة الى إثراء التواصل الاجتماعي مع تأكيد أدوار الوزارة في ذلك، والمساهمة في إعداد وتنفيذ البرامج العلمية والإعلامية الجادة وفق شراكة فاعلة، علاوة على المساهمة في تحقيق التواصل الاجتماعي الجاد من خلال إثراء المناسبات المختلفة على مدار العام.
أما بخصوص الاعتبارات الحاكمة فبرزت على رأسها الأمانة العلمية والوسطية والاعتدال في الطرح الفكري والثقافي
الشق الدعوي
عرف عن الإدارة تميزها في الشق الدعوي من خلال برامجها الدعوية المختلفة نود إلقاء الضوء على ذلك الملمح؟
في الحقيقة الإدارة سباقة ومنذ نشأتها في توجيه الخطاب الديني المعتدل والمتوازن، ومحاولة استحداث الوسائل الدعوية المعتبرة لأجل النهوض بالمخزون القيمي داخل المجتمع، وتتنوع ملامح الخطاب الديني والوعظي ووسائل تسييره من خلال شقين هما:
الأول: ملمح الوعظ والارشاد عن طريق الاستعانة بالوجوه الدعوية من العلماء والمشايخ من داخل دولة الكويت أصحاب الفكر الوسطي المعتدل من خلال تنظيم بعض الدروس والندوات التوعوية بالتعاون مع جميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ( مؤسسات المجتمع المدني مثل دور الرعاية والمبرات الخيرية – ومصلحة السجون- ووزارة التربية وغيرها ).
ثانياً: الاعتماد على الاستضافات الدعوية الخارجية وهذا الشق يعتبر رأس أولويات العمل الدعوي بالإدارة حيث تقوم الإدارة باستضافة أعلام الدعوة والإرشاد من العلماء والدعاة من مختلف دول العالم الإسلامي، وتقوم بتنظيم جدول محاضرات ودورات شرعية تشمل مختلف مساجد الكويت إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني والإدارة حالياً تضع اللمسات الأخيرة لاستضافة كوكبة من مشاهير العمل الدعوي من خارج دولة الكويت ويأتي على رأسهم الشيخ د. حسن بخاري، من المملكة العربية السعودية، والدكتور عمر عبد الكافي من جمهورية مصر العربية، والشيخ الدكتور محمد الشنقيطي من موريتانيا.، وسوف تكون تلك الاستضافات خلال يناير الجاري، والإدارة تعنى في الاساس باستقطاب الوجوه الدعوية القادرة على بلورة رؤية وسطية معتدلة تغرس في المسلم حب الخير وتحري صحيح الشرع.
رعاية الشباب
سمعنا كثيراً خلال الآونة الأخيرة عن البرنامج الوطني لرعاية الشباب وبمسميات مختلفة نود التعريف بالمشروع وأهم اهدافه؟
البرنامج الوطني لرعاية الشباب من صور الدعوة والوعظ المباشر والذي تتبناه الإدارة، وهو أساساً يوجه إلى شريحة الشباب من خلال لقاء دعوي حر ومفتوح، حيث تنطلق الفعاليات داخل خيمة وتحديداً ما تقام الفعاليات عند الكيلو (13) بطريق الوفرة، وتسهم عدة جهات في إخراج هذا الحدث ويأتي على رأس تلك الجهات وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور، ووزارة الصحة متمثلة في الإدارة العامة للرعاية الطبية والبرنامج وصلة من وصلات الثقافة الشبابية التي تعنى في الأساس بإعادة النظر في تقويم بعض السلوكيات والأفعال الشاذة وغير السوية داخل المجتمع، وتقديم العلاجات التربوية والإرشادية التي يحتاج إليها شبابنا مع تحصينه من أن يكون عرضة لبعض السلوكيات الضارة ومن أولويات المشروع إعادة الشباب إلى هويته الإسلامية، وايجاد الشباب المسلم السوي القادر على أن يكون قرة عين لمجتمعاته، وقد كان من أهم الموضوعات المطروحة في البرنامج تقويم سلوكيات الشارع والتصدي عن طريق الوعظ والإرشاد لظاهرة الرعونة والاستهتار في القيادة، واحترام آداب وقواعد السير مع بعض الآداب الأخرى مثل كبر الوالدين واحترام حقوق الجار وغيرها، وكان ضيف الفعاليات ومنذ انطلاقها الشيخ سلطان الدغيلبي من المملكة العربية السعودية، والذي استطاع أن يسجل بصمة في هذا المشروع الوطني المتميز وسط حضور شبابي كبير يفوق الـ (5) الآف مشارك وسط أجواء من الوعظ والتوجيه بأسلوب مبسط يفهمه الجميع، والإدارة حريصة كل الحرص على أن يكون المشروع على رأس أجنداتها الدعوية.
المسابقات الثقافية
هل تستطيع توضح للقراء طبيعة الدور الذي تلعبه المسابقات الثقافية للإدارة، واهم تلك المسابقات خاصة وأن للإدارة باعاً طويلاً في هذا الامر؟
نستطيع أن نؤكد وبكل فخر ولله الحمد على أن الإدارة قد خطت خطوات واثقة في هذا المضمار، والذي جعل كثيراً من الجهات تحذو حذوها، والمسابقات الثقافية في الواقع أحد المخارج الثقافية الهامة نظراً للأبعاد الجماهيرية والثقافية، وما تلعبه المعلومة الشرعية الصحيحة في غرس للقيم وإعادة بناء المسلم البناء السلوكي والقيمي والفكري، مع ما يضاف إليها من تعريف الجمهور بالموقع الإلكتروني للإدارة كاحدى قنوات التواصل الإلكتروني الفاعلة، وتقوم الإدارة بتنظيم مجموعة من المسابقات الثقافية الإلكترونية الدولية تتخذ طابع الاستمرار تبلغ خمس مسابقات خاصة بالمناسبات الدينية ( الهجرة المولد النبوي – الاسراء والمعراج رمضان الحج ) وهذه المسابقات يبلغ عدد الفائزين فيها (200) فائز لكل مسابقة فيما عدا المسابقة الرمضانية يكون مجموع الفائزين فيها (300) فائز وهذه المسابقات دولية إلكترونية تكون المشاركة بها عن طريق الدخول إلى المواقع الإلكتروني للإدارة والإجابة على الأسئلة ثم يعد نهايتها تقام القرعة الإلكترونية واختيار الفائزين من داخل الكويت وخارجها، ثم ان الإدارة تقيم سنوياً وبالتعاون مع جامعات الكويت المختلفة المسابقة الثقافية الإلكترونية الجامعية وهي الآن بفضل الله وصلت إلى ست نسخ ناجحة توجه الى الطلاب وفي أغلبها تتخذ الطابع الوطني المحبب أو الجانب التوعوي المعني بإشباع الطالب بالثقافة والفكر وتعريفة بتراث أمته وتقريب الهوة المصطنعة مع صبغه بالقيم والفضائل.
مشروع روافد
برز إلى الساحة وجه ثقافي وفكري جديد وكان له الأثر الطيب في جميع الاوساط في الداخل والخارج وهو مشروع روافد للإصدارات، نود تسليط الضوء عليه في عجالة؟
مشروع روافد يتصدر اهتمامات قيادي الوزارة لمكانته الفكرية وأبعاده الثقافية المختلفة نظراً لما أشاعه من نهضة كانت محل احترام وتقدير الجميع، والمشروع يعنى بإخراج باقة من الاصدارات الفكرية والثقافية والأدبية لتحف من الأقلام، والمشروع بحمد الله يأخذ المسار المرسوم له ويخطو خطواته بكل ثقة ويحقق نجاحات بشكل مبهر، وقد قامت الإدارة بإنتاج حوالي (50) إصداراً حتى الآن، وهناك (20) أخر تحت الطبع وسوف تظهر إلى النور قريباً لتكون على موائد القراء وضمن المكتبة الإسلامية، وتقوم الإدارة بجهود طيبة لتصدير المشروع وتسويق أهدافه من خلال إهداء النسخة إلى كبار المفكرين ووجوه العمل الثقافي والدعوي في العالم الإسلامي، إلى جانب أن إصدارات المشروع ضيف رئيس على جدول أعمال معارض الكتاب التي تقيمها الوازرة، او التي تمثل الوزارة في الخارج والإدارة في صدد زيادة نسبة المطبوع ومحاولة استكتاب كوكبة أخرى من أصحاب الأقلام المبدعة في العالم الإسلامي.
همزة الوصل
تقوم الإدارة بجهود مميزة حقيقة من خلال العناية بالإصدار الثقافي في عجالة ما أهم تلك الإصدارات؟
تعتبر الإصدارات الثقافية والدعوية ( المقروءة والمرئية والمسموعة ) همزة الوصل والرابط الحقيقي ما بين الإدارة وبين الجمهور العريض، إضافة إلى الابعاد الفكرية والقيمية والتوعوية الأخرى وتأتي سلسلة الرسائل التربوية وما تضيفه كإطلالة جديدة على الساحة الثقافية، وهي عبارة عن سلسلة مطبوعات تؤصل لمجموعة من القيم والآداب والقضايا المعرفية من خلال أقلام مبدعه وتقوم الإدارة بتوزيع تلك الإصدارات على الجمهور بغرض خلق مساحات من الشراكة الجادة أيضا هناك الإصدارات المسموعة والمرئية من الفلاش والفيديو كليب والشريط الكاسيت والتي تنتهز الإدارة فرصة وجود بعض الاستضافات الدعوية وتقوم بتسجيل تلك الأعمال وإعادة طباعتها وتوزيعها على الجمهور وهذه الجهود تلقى الصدى الطيب ولله الحمد.
عناية كبيرة
للثقافة الجماهيرية والأعياد الوطنية نصيب كبير في برنامج الإدارة ما أبرز تلك المظاهر؟
تعنى في حقيقة الامر الإدارة بالثقافة الجماهيرية عناية كبيرة وتسعى إلى دمجها في الإطار التوعوي وتوسيع القاعدة الجماهيرية من خلال النزول إلى شرائح المجتمع والتجاوب معها وللاحتفالات الوطنية نصيب كبير خاصة احتفالات فبراير وأيام التحرير، كذكري عزيزة على قلوب كل المواطنين، وما تحمله من عبق ووهج خاص، وبهذه المناسبة يأتي على رأسها مهرجان فرحة الثقافي الوطني، والذي يعتبر الإطلالة الحقيقية التي تطل من خلال الإدارة على جمهورها، ويتميز المهرجان بالطابع العائلي الأسري حيث تغلب على فقراته سمات الترفيه ووصلات الإنشاد التي تكون بمصاحبة كوكبة متميزة من نجوم الإنشاد والحناجر الذهبية، الى جانب فقرة المسابقات والجوائز التي توجه للصغار والنساء من الحضور مع عدم تغافل الشق الوعظي، وبعض الدروس والمحاضرات التوعوية ونخبة من الدعاة والعلماء بهدف تسليط الضوء على مكانة الوطن وقيمة الوطنية في الإسلام، وإبراز الجانب القيمي القادر على إحياء تلك المكانة، ومحاولة توثيق الصلة ما بين الحضور والكويت الوطن والأرض وبهذه المناسبة ننتهز الفرصة وتوجيه الدعوة لكافة الأسر لحضور فعاليات المهرجان ونسخة جديدة سوف تنال استحسان الجميع والتي ستنطلق في فبراير المقبل إن شاء الله.
التصدي للظواهر السلبية
أكد السنين للإدارة أدوارها المهمة في تصديها للظواهر السلبية بشكل عام داخل المجتمع، مشيراً الى ان هناك العديد من الجهود التي تتشعب ملامحها، والتي تظهر في صورها الدعوية والثقافية والفكرية للتصدي لجميع الظواهر السلوكية السلبية والشاذة داخل المجتمع واستثمار ما لدى الإدارة من خبرات طويلة في هذا المضمار، وكما ذكرت سابقاً يأتي البرنامج الوطني لرعاية الشباب على رأس تلك المخرجات حيث استطاع أن يكون عاملاً مهماً وجوهرياً في معالجة حزمة من السلوكيات الشاذة، وإعادة تقييمها بالطريقة المثلى وذلك بشهادة كثير من رواد البرنامج من شريحة الشباب، من الاقلاع عن التدخين، واحترام الآداب العامة للمرور والانضباط في القيادة، مع بعض السلوكيات الخاصة مثل بر الوالدين واحترام الكبير وآداب التعامل مع الجيران وغيرها، من الناحية الدعوية يضاف إليها بعض الجهود الثقافية مثل نشر الإصدارات الفكرية والثقافية لبعض الفلاشات التربوية والدعوية المعتمدة على تقويم حملة من السلوكيات في قالب ثقافي توعوي متميز تدخل التقنية الحديثة في الارتقاء به. وأضاف السنين تقوم الإدارة أيضاً بعدة جهود أخرى يمكن أن تضاف إلى سجلها الحافل في معالجة مجموعة من السلوكيات الشاذة داخل المجتمع من خلال فعاليات المشروع الدعوي الكبير «مجالس الخير» والذي يعتبر سلسلة دائمة من الوصلات الدعوية والمحاضرات والندوات التي تقيمها الإدارة بالتعاون مع بعض المؤسسات الرسمية وغير الرسمية مثل دور الرعاية ومصلحة السجون، إضافة مدارس الكويت وجامعاتها المختلفة، وجرعات من الوعظ المباشر وجميع الشرائح، ولقاءات مع مشاهير الدعة وأهل التوجيه والتربية ولا شك ان المظاهر الثقافية والدعوية المتنوعة تسهم وبشكل محفز في المعالجة والتصدي لما يتعرض له المجتمع من سلوكيات ضارة، وإيجاد العلاجات الايمانية اللازمة من صدى الكتاب والسنة.
قم بكتابة اول تعليق