اليوم الذكرى السابعة لرحيل أمير القلوب

رحل أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه بعد ان حفر ذكراه في قلوب أبنائه شبابا وشيابا والذين لا يسعهم الا ان يلهجوا له بالدعاء بالمغفرة والرضوان في الذكرى السابعة لوفاته التي تصادف اليوم.

والامير الراحل المغفور له بإذن الله تعالى أسر القلوب بعطفه وعطائه فكان لها أميرا وقائدا وابا واخا عزيزا على قلوب الجميع وعني بأبنائه وخطا في سبيل ذلك خطوات ثابتة تعدت حدود وطنه الحبيب الكويت لتصل الى العالمية.

وفي عهده رحمه الله تطورت الكويت في مختلف المجالات وشتى مناحي الحياة واصبح لها ثقلها الدولي سياسيا واقتصاديا رغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها حيث وصلت مشروعاتها التنموية ومساعداتها الانسانية الى مختلف قارات العالم.

وترك الراحل بصمات واضحة في عمله الوطني على الاصعدة كافة خصوصا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وسجل مجموعة كبيرة من المبادرات التي تخدم الكويت ودول المنطقة العربية والخليجية.

ولا تزال كلمات الأمير الراحل تشكل نبراسا يسير بهديه أبناء الكويت، للحفاظ على الوطن والاعتزاز به وبديموقراطيته، ومن كلمات سموه الخالدة قوله «إن كرامة الكويت ليست سلعة في سوق السياسة، وإن مبادئ الكويت ليست أوراقا على موائد المفاوضات» و«إن أقصى ما تصاب به أمة أن يكون بأسها بينها وأن يكون أعداؤها من نفسها» و«ان نعمة الحرية التي نتمتع بها جميعا هي وسيلة لصدق التعبير، وأمانة المكاشفة، ونور الصراحة، بهدف الارتقاء بمجتمعنا، وعلاج مشكلاته على أسس سليمة وموضوعية» و«إن الوصول إلى مجلس الأمة ليس غاية، بل هو وسيلة لخدمة الكويت، والمحافظة عليها، وتحقيق مصالح الوطن والمواطنين وهذه هي غايتنا جميعا».

وسيذكر التاريخ أن عهد الشيخ جابر الاحمد شهد أصعب وأدق مرحلة من مراحل تاريخ الكويت منذ بزوغ فجر كيانها قبل حوالي ثلاثة قرون لكن حكمة الشيخ جابر وحنكته السياسية وقيادته الرشيدة وسلامة تخطيطه ورؤيته الثاقبة مكنت الكويت من تجاوز المحن وتخطى الازمات بل وتحجيم وتقزيم المصائب والمصاعب والمتاعب.

ولا شك أن كارثة الغزو العراقي كادت أن تطمس هوية الكويت وتدمر الكيان الكويتي شر تدمير لولا عناية الله سبحانه وتعالى والتفاف الشعب الكويتي حول قيادته الشرعية.

وكما قاد الراحل الكويت في السلم فقد دافع عنها في الحرب موقنا بأن الكويت سترجع الى اهلها واستطاع بفضل من الله ثم بحنكته وتعاون ومساعدة رفيق دربه الامير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله طيب الله ثراه وسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد ثم الاشقاء والاصدقاء تحرير الكويت من الاحتلال. وبفضل سياسة الراحل طيب الله ثراه عادت الكويت الى اهلها لتنهض وتواصل مسيرة الخير والعطاء من جديد وتبني وتعمر ما دمره العدوان الصدامي الآثم في الثاني من اغسطس عام 1990.

ومن المبادرات التي قام بها الراحل على سبيل المثال مبادرته وفكرته بانشاء مجلس التعاون الخليجي وصندوق الكويت للتنمية وصندوق احتياطي الاجيال القادمة ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي وغيرها من المبادرات.

وكان الراحل طيب الله ثراه حريصا على رعاية ابناء الشهداء من خلال انشاء وتأسيس مكتب الشهيد فكان يتواصل معهم باستمرار ويقوم بالاشراف المباشر عليهم فكان المكتب حلقة وصل تربطه مع ابناء الشهداء ومن قدموا ارواحهم فداء للوطن كما أنشأ مكتب الانماء الاجتماعي لمعالجة الاثار التربوية والنفسية والاجتماعية للغزو العراقي على الكويت.

وأولى الراحل قضية الاسرى اهمية كبرى حيث حرص رحمه الله على توفير الحياة الكريمة لابناء الاسرى وذويهم من خلال تقديم كل مساعدة مادية لهم وضمان مستقبلهم وكان يؤكد في كثير من المناسبات ان قضية الاسرى تعد قضية الكويت الاولى حيث قام الراحل بطرحها امام العالم كقضية انسانية بالدرجة الاولى.

وللراحل طيب الله ثراه مساهمات عديدة حققت نقلة نوعية في الاقتصاد الكويتي بشكل عام اذ تم انشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والبنك المركزي، كما كان له دور كبير في تأصيل العمل المؤسسي وانشاء العديد من المؤسسات الاقتصادية التي ساهمت في وضع الكويت على خارطة الاقتصاد العالمي اذ تم انشاء الهيئة العامة للاستثمار وصندوق الأجيال القادمة لتوجيه الفوائض المتراكمة في الميزانية العامة للدولة نحو استثمارات استراتيجية متنوعة تمت الاستفادة منها عند انخفاض أسعار النفط وخلال الغزو الصدامي الآثم.

ولم تخل خطابات الراحل واحاديثه من التركيز على الشباب، حيث كان يؤكد رحمه الله أن الكويت بحاجة الى شباب ينشأ على الكفاح والجد بعيدا عن الترف والمظاهر اقتداء بآبائهم واجدادهم كونهم مستقبل الكويت وقال رحمه الله في احدى كلماته «الشباب هم التيار المتجدد في نهر الحياة للكويت ولابد دائما من دعم روافد هذا النهر حتى لا ينقطع نبع القوة ومدد التجديد لجوانب الحياة في انحاء وطننا ولذلك فاننا دائما مع كل الجهود التي من شأنها اعداد الشباب وتنميتهم واشراكهم في نهضة بلدهم والحفاظ عليه».

وأولى الراحل طيب الله ثراه ابناءه من ذوي الاعاقة رعاية كبيرة حتى ذهل العالم من مدى رعاية الكويت وأميرها لهذه الفئة وتأمين مستقبلهم لتشمل الرعاية بذلك مختلف جوانب الحياة المالية والنفسية والتعليمية والاجتماعية حتى دفعت هذه الظاهرة الفريدة حرم رئيس الوزراء البريطاني الاسبق شيري بلير عام 2005 على الاعتراف بأن «ما تقدمه الكويت من خدمات وتسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة يفوق بمراحل ما تقدمه بريطانيا».

ففي عام 2001 تم توقيع اتفاقية اطلاق جائزة سمو امير البلاد آنذاك الشيخ جابر الاحمد الصباح للبحوث الخاصة بالمعاقين وذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للثقافة والفنون و الآداب (يونسكو).

وكان رحمه الله يمد يده الى المحتاج قبل ان تنطق شفة الاخير بمعاناتها و يغدق بالعطاء الجزيل حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ويأبى الا أن ينسب الخير للكويت الغالية.

وللشيخ جابر رحمه الله مواقف رائدة على صعيد السعي لخدمة الانسانية جمعاء من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الذي قدم أرقاما قياسية كهبات أو قروض طويلة الاجل واعفاء الدول الفقيرة من تسديد ديونها ليتاح لها التنفس قبل أن تختنق.

وعلى الصعيد الخليجي كان الشيخ جابر الأحمد هو صاحب فكرة انشاء مجلس التعاون الخليجي عندما طرح الفكرة على الزعماء الخليجيين في قمة عمان 1980 وهو ايضا صاحب فكرة قيام هيئة استشارية لمجلس التعاون الخليجي.

وعلى مدى 28 عاما من عهد الشيخ جابر الأحمد واجهت الكويت الكثير من التحديات الصعبة كان أولها محاولة اغتياله في 25 مايو 1985 لكن العناية الالهية لطفت بالكويت وبقائدها ورمزها. وفي ذلك اليوم قال الامير أن عمر جابر الاحمد مهما طال الزمن هو عمر انسان يطول أو يقصر ولكن الابقى هو عمر الكويت والاعظم هو سلامة الكويت.

الشيخ جابر الاحمد من القادة الذين ستظل أسماؤهم محفورة في الذاكرة جراء الأعمال الجليلة والشواهد العامرة التي عمل على ايجادها وخرجت افكارها النيرة من جعبته الزاهرة بالاحلام العظيمة والتوجهات النبيلة وليس له هاجس فيها سوى ان ينال رضا الله عبر حب الناس وتقديم ما هو خير.

كلمات كأنها… اليوم

• إن كرامة الكويت ليست سلعة في سوق السياسة، وإن مبادئ الكويت ليست أوراقا على موائد المفاوضات.
ابريل 1988

• إننا من الكويت نبدأ، وإلى الكويت ننتهي، وما عدا ذلك فليس من الكويت، وليست الكويت منه.
مارس 1994م

• إن الدروس القريبة والبعيدة قد علمتنا أن حقيقتنا هي الكويت، وأن التفافنا حول هذه الحقيقة هو الذي هيأ لنا بفضل الله انتصارنا المبين.
مارس 1992م

• ان نعمة الحرية التي نتمتع بها جميعا هي وسيلة لصدق التعبير، وأمانة المكاشفة، ونور الصراحة، بهدف الارتقاء بمجتمعنا، وعلاج مشكلاته على أسس سليمة وموضوعية.
مارس 1993

• إن الوصول إلى مجلس الأمة ليس غاية، بل هو وسيلة لخدمة الكويت، والمحافظة عليها، وتحقيق مصالح الوطن والمواطنين وهذه هي غايتنا جميعا.
فبراير 1992

• إن الشباب أبناؤنا، نحوطهم بالرعاية والمودة، وندعوهم إلى العمل، ونشجعهم بالقول الطيب، وننتظر منهم الإنجاز، يدنا في يدهم، ويد الله فوق أيدينا جميعا.
يونيو 1986

• الشباب هم التيار المتجدد في نهر الحياة للكويت، ولا بد دائما من دعم روافد هذا النهر حتى لا ينقطع نبع القوة ومدد التجديد لجوانب الحياة في أنحاء وطننا.
مارس 1993

• إن قوة الوطن تقاس بقدرة أفراده على العمل وتعاونهم على رفع كفاءتهم بالعلم والخبرة والتجربة والإبداع، وبالقدرة على مراجعة النفس للوصول إلى القرار الأفضل.
يوليو 1983

• لا أمل بلا عمل، ولا ثمرة بلا غرس، ولا عز بلا جهاد، ولا رخاء بغير تضحية، لقد نعمنا بالحرية، فلنتحمل المسؤولية، ولقد اخترنا طريق الديموقراطية فلنتحل بالموضوعية.
أكتوبر 1993

• إن أقصى ما تصاب به أمة أن يكون بأسها بينها وأن يكون أعداؤها من نفسها.
أكتوبر 1996

• الديموقراطية في دارنا أن تكون الكويت أولا ونحن جميعا في خدمتها، نحميها بأجسادنا وأرواحنا.
يوليو 1986

• الديموقراطية أن نكون قلب الكويت النابض وعقلها المفكر، ويدها البيضاء، وإرادتها المستقلة.
1986

• رحم الله امرئ عرف قدر نفسه، وأحسن تقدير وزنه الحقيقي وحجمه الطبيعي، لتكون خطواته محسوبة بدقة، فلا يقتحم لجة أقوى من استعداداته، ولا يضع نفسه في تجربة أكبر من طاقاته، لأنه إن فعل فقد أورد نفسه موارد التهلكة.
مارس 1992

• إن الطريق إلى معرفة الحقيقة هي النقاش المتسامح، والحوار المبدع، والكلمة الطيبة التي تترك مساحة واسعة لحسن النوايا ومصالح الوطن العليا، حوار مفعم بالمودة والرحمة والتعاون.
فبراير 1992
المصدر “الراي”

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.