كتبت صحيفة فايننشال تايمز تقريرا تناولت فيه تحركات المعارضة بالكويت وتساءلت فيه عن مدى استدامة تحالف المعارضة وكيف أنها تكافح من أجل الظهور موحدة للإبقاء على ما تملكه من زخم أخذ يتناقص مع استمرارها بالمسيرات، وفيما يلي نص التقرير:
يكافح تحالف المعارضة الكويتية المكون من أبناء قبائل وشباب وليبراليين وإسلاميين من أجل البقاء متحدا في سعيه للحفاظ على زخم أكبر الاحتجاجات التي تشهدها منطقة الخليج البترولية.
وتشهد الكويت مسيرات مناهضة للحكومة، آخرها عقد يوم الأحد، لكن هناك تضاءل في حجم المشاركة ونسبة الاعتقالات والعنف التي شابت التظاهرات السلمية، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى استدامة تحالف المعارضة المختلفة.
ويقول محمد الدلال عضو المعارضة والعضو في الحركة الدستورية الإسلامية أن “هناك بعض الناس الذين يشعرون بالإحباط، ويجب أن نكون لدينا أكثر من نوع واحد من أنشطة المعارضة وليس فقط في الشوارع، وأن على الجميع إعادة النظر بكيفية التصرف ضد السلطة، لكن ذلك لا يعني أن المعارضة ضعيفة”.
وابتعدت المعارضة عن البرلمان بعد مقاطعتها للانتخابات التي أجريت في ديسمبر، لكن يعززها الآن حركة الشباب البارعين في أمور التكنولوجيا، الذين ساعدوا على تعبئة الاحتجاجات الجماهيرية، وأتت المقاطعة ردا على قرار الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لخفض عدد المرشحين الذين يحق لكل ناخب واختيارهم من أربعة إلى واحد، وهو ما أضر الناخبين القبليين.
وفي حين احتشد عشرات الآلاف وراء المقاطعة، مما أدى إلى أقل نسبة إقبال على الانتخابات في تاريخ الكويت السياسي، استقطبت مؤخرا التحركات في الشوارع مجاميع صغيرة.
ويقول أحد الناشطين الشباب الكويتي: “إن زخم المقاطعة انخفض، والناس في حاجة إلى التركيز على أهداف أكثر وضوحا للفترة المقبلة”.
وقال الناشط الذي حضر مسيرة الأحد: البعض استسلم، وهذا هو الوضع الحالي، وعلينا أن نتعامل معه”.
وكان لحركة المعارضة الكويتية بعض النجاحات بالسابق، منها استبعاد رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد الصباح بعد ادعاءات فساد ضد حكومته ونواب موالين للحكومة، ولكن الحفاظ على المعارضة مسألة مختلفة.
وتقول الأستاذة بكلية الخدمة الدولية في الجامعة الأمريكية بالعاصمة واشنطن كرستين ديوان أن الكويت بلد غني والناس لديهم الكثير ليخسره، ومع ذلك، أنا مقتنعة تماما أنها اللعبة طويلة في الكويت، قد ترى الصعود والهبوط ولكن النشاط السياسي سيستمر”.
وتبحث المعارضة الفضفاضة الخطوة التالية بعد إعتقال نشطاء على الانترنت ومحتجين، حيث ذكرت الصحف الكويتية عام 2012، أن أكثر من 490 شخص مثلوا أمام المحكمة لمشاركتهم في احتجاجات سياسية غير مرخصة.
وعلى الرغم من أن مسيرات المعارضة الأخيرة فقدت بعضا من بريقها، إلا أن هناك بؤر توتر في الأفق يقول المراقبون أنها قد تجذب قواعد المعارضة وتدعم تصعيد التوتر السياسي.
وفي وقت لاحق من هذا الشهر، ومن المتوقع أن يمثل مسلم البراك أمام المحكمة بتهمة انتقاد الأمير، ويقول أنصاره وأفراد أسرته أنه يمكن الحكم عليه بالسجن خمس سنوات، وهي الخطوة التي من المرجح أن تكون حافزا قويا لتوحيد المعارضة.
وقال البراك الذي لا يزال حرا طليقا أن عدم وجود مقاعد في البرلمان لا يضر المعارضة، وأن تكون خارج المؤسسة السياسية يمكن اعتباره ميزة، وقال في مقابلة عبر الهاتف من مدينة الكويت: لكي تكون بين الناس، وتعاني ما يعانون، ودفع نفس الثمن الذي يدفعونه إذا كانوا يتخذون نفس الإجراء.
وهزت أعمال عنف بين قوات الأمن والمحتجين الكويت، التي طالما كانت موطنا للنقاش السياسي الذي لم يكن ممكنا في دول الخليج الأخرى، في حين أن بعض الشباب أدانوا العنف لكنهم يشتكون من هجمات عنيفة من قبل قوات الأمن، بقي الآخرون سعداء لاستفزازهم.
وقال محمد الدلال “هناك بعض الأنشطة التي ليست مقبولة للجميع، ونحن معارضة سلمية ولا نزال ولكن نحن لا نستطيع السيطرة على الناس لأنها ستفلت من أيدينا”.
قم بكتابة اول تعليق