وزير الداخلية ووكيلها مسؤولان عن شيوع الشائعات ورواج الكذب في المجتمع فيما يخص اتهام رجال الأمن. وذلك بسبب التعاطي الإعلامي المتأرجح بين السيئ والمنعدم.
ففي دول العالم المحترم وفي الظروف الاعتيادية، التي افتقدناها منذ سنتين، اذا ما حدثت جريمة تهز الوجدان كجريمة الافنيوز، أو كانت هناك احداث مقلقة للمجتمع كالتظاهرات والاعتداء على رجال الامن، فإن واجب وزارة الداخلية أن تقيم مؤتمرا صحافيا يشرح للناس تفاصيل الحدث وما تم من اجراءات وما هو متوقع من خطوات.
وزارة الداخلية بقيادة وزيرها ووكيله لا يبدو انهما يريان ان هناك حاجة للناس ان تعرف ماذا يحدث!. ويكتفيان بحصد المديح على سرعة القبض على الجناة التي تميزت بها ادارة المباحث الجنائية الكويتية.
المشكلة الأخرى التي تنفرد بها الكويت ولا نجد لها شبيها في دول العالم ان المعتدي والمخالف للقانون لا يتردد في اطلاق الاكاذيب والشائعات والمعلومات المغلوطة أو المجتزأة عن افعاله واتهام رجال الامن بشتى التهم!. ثم تكتفي وزارة الداخلية بالصمت الضبابي. ساعتها لا يكون امام العامة الا تصديق هذه التلفيقات لان احدا من مسؤولي الداخلية لم يكذبها.
ولنأخذ تصريح النائب المبطل الدكتور حمد المطر ليوم أمس الذي قال فيه «.. تم تحويل قضيتي انا والشباب من جنحة الى جناية في النيابة العامة. كيف يا حكومة تعتدين علينا ثم تلوموننا في التدويل؟!».
ولم نسمع ردا من الداخلية على المطر، الذي كان قد قال انه ذهب الى مخفر السرة لرؤية صديقه اسامة الشاهين فتم القبض عليه واحتجازه!!
اولا. من حوَّل القضية من جنحة الى جناية كان النيابة العامة لان الرقيب اول غانم العنزي من القوات الخاصة كان قد تلقى «طابوقة مسالمة» في وجهه تسببت في كسر انفه!. وهذه جناية لم يكن يعلم بها رجال التحقيق لحظة تسجيلهم جنحة التظاهر على المطر وصحبه.
ثانيا. اذا كان المطر يزور الشاهين فقط فمن التعسف ان يتم حجزه يومين ومنعه من السفر مع توجيه تهمة التظاهر غير المشروع له!.
فيا داخلية لماذا بالعين ألسنتكم؟! هل شارك حمد المطر بالمظاهرة ام انه جاء للمخفر «بحذائه الرياضي» ليزور الشاهين؟! ولماذا منع سفره اذا كان الرجل مجرد زائر لمحتجز؟!
لان الانطباع العام عند الناس هو انكم مخطئون ما دامت هذه رواية حمد المطر هي السائدة ولا رواية اخرى منكم تبين الحقيقة للناس.
ولكننا نشره على المطر في اتهامه لحيادية النيابة التي لا علاقة لها بالحكومة، والنيابة لا تغير التهمة الا لأسباب مقنعة بالنسبة لها، فليتنا نحترم قراراتها لانها جزء من قضائنا الشامخ.
وثالثا. نحن نتمنى على الداخلية والحكومة ألا تلوم المطر أو غيره في ذهابهم لتدويل قضيتهم الفاشلة. وكل ما عليكم يا داخلية هو تطبيق قوانين الدولة التي تتعلق بالاساءة لسمعة البلد في الخارج.
أما الدكتور حر فإننا نتمنى عليه وهو يبحث عن دور للبطولة والبروز بين شباب الحراك ان يكف عن لعب دور «المعددة» أو «الندابة» المستأجرة التي تصرخ وتندب في جنازات مصر. لان البطولة ليست مجانية وانما لها ثمن يدفع. فتحملوا تبعات بطولاتكم سواءً كانت حجزا أو منعاً من السفر أو حتى تعرضاً للضرب. واحمدوا ربكم انكم في دولة لا تطرد حكومتها مناوئيها من وظائفهم عندها.
من جانب آخر فان تباكي نواب الكوبة على ضرب القوات الخاصة لعبدالسلام الرجيب في تظاهرة قرطبة وسكوت الداخلية عن الافصاح عن خلفية الموضوع، اكسب القصة هالة من التعاطف لا تستحقها.. قطعا.
فعبدالسلام ورهط من المتظاهرين في قرطبة رحبوا برجال القوات الخاصة، اثر نزولهم من الباص، بإطلاق جراغيات «بن لادن» عليهم. ثم عاجلوهم برمي الطابوق والاحجار فأصابوا الرقيب أول غانم العنزي في وجهه وكسروا انفه فسقط مغشيا عليه!. ثم انهالوا بالسباب على رجال الامن!.
ونحن نتمنى ان يقف احد من سفهاء او حكماء نواب الكوبة ليبرر هذا الاعتداء الاحمق على رجال الامن أو ليشجب ما قام به رجال الامن، من ضرب لعبدالسلام.. مع ان اكثره تهويش! وذلك في ظل معرفة الحقيقة التي تعامت عنها وزارة الداخلية ووزيرها ووكيله.
ثم لنسأل وكيل الداخلية قبل وزيرها، لماذا نجد القوات الخاصة مفتقدة لمعدات مكافحة الشغب كخراطيم الماء ومدافع الالوان؟! ولماذا لا نسمع بارسال بعض افرادها للتدريب في فرنسا وامريكا على آخر علوم مكافحة الشغب والمشاغبين؟! خاصة وان حمد المطر وربعه ذاهبون الى فرنسا وامريكا ليشتكوا على الكويت.
ونعود لنسأل وكيل الداخلية ووزيره لماذا لانزال وبعد مرور سنتين بلا مدير عام للمباحث الجنائية؟! علما بان المدير بالانابة يفتقد الكثير من صلاحيات المدير بالاصالة؟! والاخطر من ذلك ان قوام العاملين بالمباحث كان 2300 عنصر واليوم وبعدما تضاعفت الجرائم وتزايدت الاخطار وتوسعت الدولة لا نجد في المباحث سوى 1100 عنصر مع نقص في الآليات والاجهزة التي عفى عليها الزمن!!
هذا مع انعدام الدورات التدريبية المخصصة للبحث الجنائي وانعدام المزايا والحوافز للالتحاق في الادارة او مكافآت نظير الاداء المميز.
< ننصح الدكتور حمد المطر وربعه بعدم الشكوى لدى المنظمات الدولية من تعسف رجال الأمن معهم إثر خروجهم في مظاهرات غير مرخصة. وذلك لأننا نخاف ان تهزئهم هذه المنظمات التي لا تجيز الخروج عن القانون أصلا. وكنا قد حذرناهم من تدويل «الصوت الواحد» للاسباب نفسها فأخذوا برأينا. فليتهم يأخذون به اليوم رحمة بأنفسهم.
أعزاءنا
احد ابطال المظاهرات اثناء التحقيق معه في مخفر السرة وسؤاله ان كان سيشارك في مظاهرة قادمة كان جوابه «توبة»!.
ومع ذلك فقد صرح بعد خروجه من الاحتجاز ومن ديوان العراب الاكبر بانه سيشارك في المظاهرات القادمة!!.
طبعا هو لم يتب لان امره ليس في يده، ولكنه لم يشارك في آخر مظاهرتين. ولا نتمنى ان نراه في أي مظاهرة أخرى لابساً حذاءه الرياضي!.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق