لوحات علي النعمان نقلة نوعية

افتتح معرض الفنان الكويتي علي النعمان في غاليري تلال، بحضور مجموعة من الفنانين، في مقدمتهم الفنان سامي محمد وفاضل العبار وثريا البقصمي ومجموعة من الفنانين الشباب.

قدم النعمان لوحات جديدة تعرض لأول مرة، كما انه قدم أسلوبا حديثا يمثل نقلة نوعية في أسلوبه، وان كان يحمل بعض ملامح أسلوبه القديم مثل تشكيل المرأة وبعض التركيبات اللونية.

ويتناول النعمان بألوانه التأثيرية العديد من القضايا بأسلوب حديث، منها حضور المرأة في العديد من لوحاته، كما انه يمتلك جرأة كبيرة في الألوان وقوتها، الأمر الذي يعكس خبرته وتجربته التي تجاوزت أكثر من أربعة عقود من الزمن، فهو ينتمي إلى الجيل الثاني الذي برز بعد جيل الرواد.

ومن تابع معرض النعمان الأخير يستشف التحول والتطور الفني الكبير في أسلوبه في التعامل مع اللون والفكرة، وفق رؤية فنية ناضجة، هي حصيلة تجارب سنوات من التجارب الفنية.

ان ما قدمه النعمان في معرضه الأخير ينم عن وعي فني كبير لدى الفنان، وهو يمتلك التجربة والثقافة والخبرة والموهبة المصقولة بدراسة الفن التشكيلي، إضافة إلى الممارسة الفنية عبر عقود من الزمن، مما جعله يقدم لنا أسلوبا فنيا مغايرا عما عهدناه منه في السنوات السابقة، فهو يقدم ألوانا تأثيرية جريئة جميلة تمنح المتلقي تفاعلا معها، كما أنها تميل نحو التجريدية البسيطة التي باتت أكثر حداثة، مما جعل معرضه قويا وناجحا فنيا كونه خلاصة تراكم خبرات فنية وأدوات فنان ناضج.

خصوصية ثقافية

وعن تلك التجربة تحدث لـ القبس الفنان علي النعمان، وقال: «أقدم تجربة جديدة، وأحاول أن أقدم تجارب فنية مختلفة على مدى سنوات منذ انطلاقتي في عام 1968، إذ أن كل مرحلة لها ملامحها»، مشيرا إلى انه يؤمن بأن الفن علاقة بصرية من خلال الألوان واللوحات التي قدمها قبل عشر سنوات، وتختلف عما قدمه في معرضه الجديد.

وأكد النعمان أن المرأة موضوع جميل للفنان، ولكن تبقى المسألة كيفية التعامل معها وكيفية تقديمها في اللوحة، إذا أخذنا بعين الاعتبار التجارب الأوروبية في التعامل مع «المرأة والدين»، كوننا نعيش في بلد مسلم ومحافظ ولديه ثقافة تحمل خصوصية.

وأضاف النعمان إلى دوره كفنان في الحركة التشكيلية منذ أن كان مدرسا للتربية الفنية في وزارة التربية، إلى أن تدرج وأصبح موجها أول ثم تقاعد، لينطلق كأستاذ في المعاهد الخاصة للفن التشكيلي إذ انه قام بتقديم خبرته الى المواهب الشابة.

الجائزة لا تصنع الفنان

واعتبر النعمان حصول الفنان التشكيلي على جائزة لا يعني انه أفضل من غيره، مؤكدا انه وان كان يفتخر بحصوله على العديد من الجوائز، فإنه لا يعتبر ذلك انجازا مهما مقارنة بالبصمة الفنية والانجاز الإبداعي الذي يجب أن يكون هدف كل فنان.

وأكد النعمان ان الحركة التشكيلة في الكويت تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة، وباتت أكثر نضجا وتنوعا، لكنه عاب على البعض من الفنانين الذين تنقصهم الثقافة الفنية، وعدم العمل على تطوير أدواته الإبداعية، إلا أن الفنان التشكيلي الكويتي بات أكثر بروزا وتطورا وحقق انجازات محلية وخليجية وعربية.

وأشاد النعمان بدور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والأمين العام المهندس علي اليوحة، ومدير إدارة الفنون محمد العسعوسي، حيث تم فتح المجال لأي فنان كويتي كي يرسم في المرسم الحر، فكانت هناك حركة فنية جميلة من قبل مجموعة من الفنانين الذين ينتمون إلى أجيال مختلفة، الأمر الذي يجعله مفرحا لنا، وهو يعكس صورة ايجابية للحركة التشكيلية في الكويت.

جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.