خالد الجنفاوي: “الكويتي” كَريمُ الخُلقْ وَحَسَنُ الِنيَّة


حوارات
أعترف أنه وحتى الآن وبعد كل ذلك الصخب والحنق المفبرك, عادة ما أتفاءل وبخاصة تجاه نوايا الناس الآخرين! أي أنني لا أزال أتفادى محاسبة نوايا عامة الناس وأبتعد قدر ما أستطيع عن التشكيك في خفايا قلوبهم وما تخططه عقولهم ! فبالنسبة لي على الأقل: “محاسبة نوايا أعضاء المجتمع الآخرين عمل يضر ولا ينفع.” فالمسألة هنا تبدو منطقية للغاية: فالتشكيك بسوء نية الفرد الآخر, إضافة إلى كونها سلوكاً سلبياً يضعف التوافق الاجتماعي بين المواطنين, ستعكر صفو العلاقات الاجتماعية, وربما ستؤدي الى تأليب قلوب المواطنين الكويتيين ضد بعضهم وستمنع سبل الخير, بل وستؤدي بشكل مباشر الى تكريس الأضغان وزرع الاحقاد وبث الفتنة في البيئة المحلية.
وبالطبع من يتأمل الخير دائماً ويحسن الظن في نوايا جميع مواطنيه ربما سيصاب بعض الأحيان بخيبة الأمل, وبخاصة عند تعامله مع نوعية معينة من الناس. ولكن رغم ذلك, يظل الاستنتاج المنطقي التالي مشروعاً للغاية: “الفرد الذي يحاول أن يتميز, انسانيا واخلاقيا أو من يريد أن يُظهر وطنيته الكويتية الخالصة, هو من سيبتعد عن قياس شواذ الأمور والأقوال والأفعال بعوامها. أي من يريد أن يتميز, أخلاقياً وإنسانياً ووطنياً, سيتجنب التعميم السلبي وسينأى بنفسه عن السير في طرقات مظلمة (الشك في نوايا عامة الناس).
فمن يواصل محاسبة نوايا الآخرين (حتى قبل أن يقيسها بما يقدمون عليه من أفعال حقيقية) هو مثل ذلك الشخص الذي يتمنى ان يعيش وحيداً وسط غابة مظلمة. فأساس كل علاقة اجتماعية طبيعية ومتوازنة في مجتمع إنساني طبيعي وديمقراطي هي افتراض حسن نية المواطنين الآخرين! فعندما يسعى البعض إلى تكريس مفاهيم سلبية حول نوايا أعضاء المجتمع الآخرين, وكأن لسان حالهم يقول دائماً ” لابد لهؤلاء الناس من أن يُقدموا على كل ما هو أناني وسلبي فهم يمنعون سبل الخير وسيؤلبون قلوب الناس على بعضها بعضاً. المتشائمون والشاكون دائماً بسوء نوايا الآخرين يمنعون سبل التراحم والمودة والقبول المتبادل بين أبناء الوطن الواحد. والتي من المفروض ان تسندها علاقات اجتماعية كويتية تاريخية تنبع من تجارب إنسانية مشتركة. فالاضغان والاحقاد الناتجة عن توقع سوء نية المواطنين الآخرين ستثير مختلف انواع الفتن في المجتمع بل وهي كالطاعون القاتل الذي سيدمر المجتمعات وسينزع منها الأمل وسيلغي كل التمنيات الإيجابية في التطور والتقدم.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.