وزير الإعلام: قانون الاعلام الموحد في مراحله النهائية

أعلن وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح ان قانون الاعلام الموحد يمر بمراحلة النهائية، لافتا الى انه كان هناك تعديلات على قانوني المطبوعات والنشر والمرئي والمسموع مع اضافة مشروع قانون للنشر الالكتروني، مشيرا الى ان الوزارة بصدد احالته لمجلس الوزراء، متوقعا ان يأخذ دورته الدستورية في القريب العاجل.

وقال الشيخ سلمان الحمود في تصريحات للصحافيين عقب ندوة ديوان المعلوماتية التي نظمتها جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية تحت عنوان «الاعلام المعتمد على الوسائل التقنية المعاصرة في دولة الكويت» مساء أمس الأول بحضور رئيس مجلس الامناء الشيخة عايدة سالم العلي الصباح، قال: لقد ارتأت الوزارة ان يكون هناك قانون موحد اسهل في التعامل معه والتوعية بمضامينه، لافتا الى ان عملية تطوير التشريعات مهمة لمواكبة المستجدات على مستوى تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والاعلام.

التغريد.. والنشر الالكتروني

وعما يثار من وجود تناقض بين ما تؤكده الحكومة دائما من مساحة الحرية الكبيرة في الكويت والحكم بالسجن على احد المواطنين بسبب تغريدة على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» قال الوزير الحمود: كل شخص مسؤول عن كتاباته واعتقد انه لم يتم التعامل مع الموضوع بقوانين اعلامية ونحن بصدد تنظيم وتشريع قوانين للنشر الالكتروني، داعيا الجميع الى التحلي بروح المسؤولية والتأكد بأن الكلمة مسؤولة.

وحول اسقاط الحكومة عددا من قضايا جنح الصحافة قال الحمود: ما حصل هو مكرمة وعفو من حضرة صاحب السمو الامير لقضايا جنح صحافة واعلام ما قبل شهر فبراير 2011، بمناسبة مرور 20 سنة على التحرير، فيما عدا القضايا التي تتعلق بالمساس بالأديان او الذات الالهية، وهذا يؤكد حرص سمو الامير على الحريات والتعبير عن الرأي فالكويت بلد اثبتت للجميع انها داعمة للحريات ومؤمنة بالديموقراطية قولا وعملا.
وحول ما نشرته بعض المواقع الالكترونية عن توقيع اتفاقية بين الكويت وبريطانيا بشأن مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي بقيمة 250 مليون دولار قال: قرأت الخبر في الصحف ولا توجد لدي معلومة عنه لذا لا استطيع النفي او التأكيد، لكن ما اعرفه هو ان جزءاً من مسؤوليات الدولة ان تكون لديها تشريعاتها وتنظيماتها الفنية لتنظيم النظم المعلوماتية، وهذا معمول به في جميع دول العالم.

مؤتمر المانحين

وحول استضافة الكويت لمؤتمر المانحين لسورية قال: مبادرات الكويت الانسانية ووقوفها دائما مع القضايا العربية بشكل خاص امر ليس بجديد، ومؤتمر المانحين مبادرة من صاحب السمو واستجابة لطلب من الأمين العام بان تستضيف الكويت هذه الفاعلية كونها مؤهلة للدور الانساني على مستوى العالم، لافتا الى ان هناك العديد من الترتيبات والاستعدادات، وهناك 100 اعلامي من مختلف دول العالم سيحضرون لتغطية فعاليات المؤتمر، مشيرا الى ان الوزارة ستوفر كل السبل لانجاح مهمتهم واستثمار وجودهم لابراز دور الكويت في تنمية المجتمع في دعم الجهود والمبادرات الانسانية، مؤكدا ان للكويت سياسة خارجية حكيمة تدعو الى احترام الآخر وعدم التدخل في شؤونه وتدعو الى السلام في العالم.

وحول جديد جائزة المعلوماتية «ديوان المعلوماتية» قال الشيخ سلمان الحمود: سعيد بالمشاركة في ديوان المعلوماتية ضمن انشطة جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية، تلك الجائزة التي تبادر دائما بالأفكار المبدعة التي ارتقت من خلالها من المعلوماتية وتطوير استخداماتها على المستوى المحلي الى العربي والدولي، ولا شك ان هذه الديوانية تعزز الدور الهادف للالتقاء مع المسؤولين المرتبطين بقضية المعلوماتية.
وأضاف: اللقاء اليوم هادف، وقد استمعنا الى الكثير من الملاحظات من ممثلي المجتمع المدني والأكاديميين والمتخصصين في كيفية تطوير الاعلام في مفهومه الشامل الذي يعتمد على الاعلام الاجتماعي، مثمنا دور رئيس مجلس امناء الجائزة الشيخة عايدة سالم العلي الصباح معربا عن الامل في الارتقاء بالجائزة ومساهماتها المجتمعية في تطوير قطاع المعلوماتية والاعلام في الكويت.

واكد وزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود في كلمته خلال الديوانية ان الاعلام تجاوز في عصرنا هذا مفهومه التقليدي القائم على ايصال معلومة او خبر لجهة ما، حيث تحول الى اعلام حديث تفاعلي ذي سمات مؤثرة جدا نتيجة تطور وسائل المعلوماتية والتكنولوجيا المتوافرة لدى الجميع بشكل يسير دون احتكارها من قبل مؤسسات اعلامية محددة او دول العالم الاول فقط، مشيرا الى ان كل مواطن اليوم يعتبر صحافيا مصغرا يعمل على نشر رأيه على شكل خبر.

واضاف الحمود ان هذا التفاعل الاعلامي الجديد فرض تحدياته على الاعلام التقليدي الذي اصبح يعتمد في بقائه على استخدام تقنيات الاتصال الحديثة، مبينا ان جميع الوسائل الاعلامية تستخدم هذه الايام مميزات التواصل الاجتماعي لتسويق برامجها واخبارها، والاعلام الجديد يحتاج الى مزيد في التنظيم بحيث يحقق الهدف الاساسي منه وهو تطبيق الحرية المسؤولة الهادفة والبناءة، مشيرا الى ان الاعلام الحديث مكن الجميع من نشر الاخبار وقد يكون مستخدم وسائل هذا الاعلام ناشئ لايعلم معنى الحرية المسؤولة، والتي تتوقف حدودها عندما تعترض حرية الاخرين وتتعدى على خصوصياتهم او على اسس المجتمع وثوابته.

تشريعات الإعلام الجديد

واشار الى ان التحديات المفروضة من قبل الاعلام الحديث تتمحور حول امكانية المحافظة على حرية هذا الاعلام دون ان تؤثر على اهدافه، والعالم ككل يدرس الى الآن تشريعات تنظيمية يستطيع من خلالها استثمار تكنولوجيا المعلومات في اعلام هادف مؤثر، وهناك عدد من دول الخليج ومنها الكويت تدرس سن تشريعات لهذا الاعلام الجديد.

وبين الحمود ان التعامل مع الاعلام الحديث سيكون صعبا من دون تشريعات، لذا لم تغفل وزارة الاعلام عن الجانب التوعوي بهذا الشان، من خلال تنسيق مع القائمين جائزة سالم العلي لاعداد برامج توعية للشباب، خاصة وانها تنبع من المسؤولية الذاتية التي تحرص على اتجاهين هما التركيز على الاداب العامة في التعامل مع هذا الاعلام والجانب الاخر هو توعية المتلقي بضرورة التحري من مصداقية الخبر الذي يتلقاه والذي قد يحمل فكرة مضرة بالمجتمع او فكرة ارهابية وغيرها.

واضاف بالنسبة للتشريعات الكويتية بهذا الشان فان وزارة الاعلام تعمل على تطوير التشريعات الخاصة بالاعلام من خلال قانوني المرئي والمسموع والمطبوعات والنشر وقانون الاعلام الشامل، لافتا الى ان كل قوانين الكويت لاتعطي وزارة الاعلام الحق بكبت الحريات الاعلامية او تكميم الافواه، مبينا ان الكويت فيها دستور وما تقوم به وزارة الاعلام هو تحريك الدعوى لدى النيابة للتحقيق بشأن مخالفة احدى وسائل الاعلام للقانون.

واشار الى ان البعض يعمل على خلط الاوراق من خلال اتهام وزارة الاعلام بانها تكمم الافواه وهذا خطأ، مشددا على ضرورة تبني حل التثقيف والتوعية بالاعلام الجديد.

وفيما يتعلق بتفكيك وزارة الاعلام قال الحمود اننا اصبحنا بمرحلة نشعر فيها ان اعلامنا في اتجاه واولويات مجتمعنا في اتجاه اخر وهذا اكبر تحد يواجهه اعلامنا اليوم، موضحا ان دور الاعلام هو قراءة وعكس توجهات الدولة من خلال برامجه الهادفة، ووجود وزارة الاعلام كجهة مسؤولة قد تحقق اهداف عديدة في الوقت الحالي لكن عندما يصبح لدينا ثقافة الاعلام الهادف للدور الاعلامي يمكن ان نصل الى تفكيك الوزارة هيئات متخصصة لكل قطاع من قطاعات الاعلام.

واكد الحمود ان فكرة التسويق في الكويت للمشاريع التنموية والوطنية والشبابية من خلال الاعلام معدومة وعلينا ان نعيد النظر بها، لافتا الى ان العائد الاعلامي الضعيف يؤدي الى منفعة اقل، مشيرا الى ان زيادة الوعي بالاعلام كوسيلة اساسية لتحقيق الاهداف التنموية يسهم بشكل كبير في دفع عجلة تلك المشاريع ويسهم في تحقيق دعم المجتمع لها، ونحن نحتاج الى تطوير هذا المفهوم بشكل اكبر.

وعن وزارة الشباب لفت الحمود ان الكويت قدمت ومازالت تقدم مبادرات رائدة في مجال دعم الشباب، لافتا الى وجود لجنة استشارية تدرس حاليا اسساً وقواعد للتعامل مع قضية الشباب، ومن اهم مسؤولياتها تحديد ماهي اختصاصات وزارة الشباب وماهي الاشياء العاجلة لدعم برامج الرعاية الشبابية، مضيفا بالقول: قدري ان اكون وزيرا للاعلام ووزيرا للشباب معا مؤكدا ان الاعلام سيعمل على دعم الشباب.

مستقبل الإعلام

من جانبها قالت رئيس مجلس الامناء في جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية الشيخة عايدة سالم العلي: دعونا وزير الاعلام الى هذه الديوانية لما للاعلام من اهمية في الوقت الراهن، كما انه احد المجالات التي تهتم بها الجائزة فنحن معنيون بالتوعية والقضايا الحيوية والتحاور، وهذه بداية، ونتمني ان نوفق، وستكون هناك ديوانيات اخرى في المستقبل القريب بحضور نخبة متميزة ليكون النقاش ثريا.

وأوضحت الشيخة عايدة ان الندوة ناقشت ثلاثة محاور أساسية شملت واقع استخدام وسائل التقنية المعاصرة في الاعلام الكويتي، وأهمية عمل تشريعات خاصة بالاعلام الجديد المعتمد على الوسائل التقنية في دولة الكويت وأخيرا مستقبل الاعلام الكويتي الذي يتخذ من الوسائط التقنية سبيلا للتواصل مع الناس.

وحول دور الجائزة في توعية المغردين خصوصا بعد ما وجه للكويت من انتقادات في هذا الخصوص قالت الشيخة عايدة سالم العلي ان حوار اليوم اجاب على هذا السؤال حيث نتج عنه 3نقاط رئيسية، اولا وجوب ان يكون هناك تنظيم كما أصر وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود لان الحكومة او غيرها من الجهات لم تعد تستطيع التحكم في وسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي التنظيم هو فعلا المعنى المناسب للاعلام التقني.

وأضافت: النقطة الثانية اتفاق الجميع على اننا في بداية ثورة في الاعلام التقني وفي بداية استيعاب مفهوم المواطن الاعلامي ولم يعد هناك اعلام حكرا على حكومة معينة او جهة خاصة واصبح الاعلام اعلام المواطن ولذا يجب ان يدرس وتوضع له الضوابط بما يلائم التوجه العالمي لأننا مازلنا في مرحلة الروضة والمسار قادم، ونتمنى من جميع المختصين حكومة ومجتمعاً مدنياً ان يكون واعياً لهذا الموضوع.

وعن النقطة الثالثة قالت: لقد أجمع الكل على ان الحل الأمثل هو تضافر الجهود للتوعية الاعلامية والتقنية وخصوصا للجيل المستخدم للتقنيات في المراحل المتوسطة والثانوية والذين يجهلون ان هناك مسؤولية اعلامية وان هناك حقوقاً وواجبات، داعية الى ضرورة تضافر الجهود والبدء في احداث هذا التوجه خصوصا في المدارس.

حرب اعلامية

بدوره اعتبر النائب د.خليل عبدالله ان اهتمام الجائزة بالاعلام يعود لكونها وسيلة من وسائل تنمية المجتمع لافتا الى ان كل ما يحصل حولنا يستخدم الاعلام كوسيلة فاعلة ومؤثرة.
وقال لست متشائما ولكننا نواجه حربا اعلامية في حين يفترض ان ننظر الى الاعلام على انه من اهم واجهات تحصين المجتمع، مشددا على انه لا يجب ان يكون سلوكنا مجرد ردود افعال بل يجب تحكيم العقل لان الاعلام اليوم مخترق.

واعتبر الاعلام الالكتروني مهماً للغاية اذ ان الجائزة بدات تتحدث عنه منذ 6 سنوات، معربا عن تمنياته الخروج بتشريعات تساهم في حماية المجتمع في ظل هذا الاعلام وخصوصا الاعلام التفاعلي على قاعدة تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الاخرين.
واعترف بان هناك قصورا تشريعيا بهذا الشأن مؤكدا ان جميع من في الجائزة وبصفته عضوا في مجلس الامة يمدون ايديهم للتعاون مع وزارة الاعلام للنهوض بالاعلام في البلاد الى اعلى مستوياته.

مداخلات

قدم استاذ الاعلام في جامعة الكويت د.محمود الموسوي مداخلة اعتبر فيها ان المشكلة لا تكمن في التشريعات الاعلامية وانما في اخلاقيات المهنة، وفي عدم الوعي الاعلامي من قبل من يستخدمون وسائل التواصل الحالية لبث الاخبار والمقاطع ما يعرضهم للمساءلة، مطالبا المعنيين بادخال الاعلام في المناهج الدراسية المدرسية والسماح لخريجي الاعلام بتدريس هذه المادة في التربية الاعلامية التي يمكن ان تكون مشابهة للتربية الوطنية.

بدورها تحدثت خريجة الاعلام هند الناهض في مداخلة لها حول صعوبة التوعية الاعلامية وبانها مهمة تعجز عنها الحكومات لان التحديث دائم في الاعلام وبالتالي بحاجة الى توعية وتثقيف مستمر.

وتحدث امين عام رابطة الادباء مطالبا بزيادة الدعم للروابط والهيئات وجمعيات النفع العام وغيرها لكي تستمر بالعمل وحتى تتمكن من نقل ما تقوم به للاخرين عبر استخدام وسائل التواصل الحديثة لايصال افكارها واعمالها.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.