ما احوجنا الى البهجة هذه الايام ونحن نعيش بين اللونين الرمادي والاسود لفظا وسلوكا ونترنم بالتهديد والوعيد ونجلس قسراً في مقاعد الحكام والقضاة، نمارس ذلك في عالمنا الديموقراطي الذي حلمنا به وعملنا على تشييده وفرحنا به لكنه ما كان معجبا بهوانا… وهذا ما خلق المسافة بيننا وبينه نسأل الله ان يرد أيّاً منا للآخر.
1 : رغم ذلك كان اصرارنا على ابهاج النفس وما كانت تلبيتي لدعوة (مدرسة فاطمة الهاشمية) في منطقة العدان والتابعة لادارة منطقة مبارك الكبير الا تحقيقا لذلك، وعليه حظيت بصحبة جميلة وبصحبة الوزير والنائب السابق الصديقة د.معصومة المبارك وسط ثلة من المعلمات والاداريات من المدرسة ذاتها والمنطقة.
المناسبة كانت احتفاليتهم بمرور مائة عام على تأسيس التعليم النظامي في الكويت، لذلك ازدانت الاحتفالية بأجوائها التراثية والتي كانت من صنع الفتيات فكرا وتنفيذا بعرض لطيف لمسار تعليم الفتاة في الكويت آنذاك حيث بدأ بالمطوعة لتلاوة القرآن وحفظه حتى دخول المدرسة النظامية 1937 وما نسينا المنظمات الناشطات ذاك المرور العجيب والمختلف بين الازياء المدرسية حتى الوصول الى اول بعثة دراسية الى المحروسة مصر ثم الاطلالة الاروع على الحداثة بجهد رائع ما بين المعلمات والطالبات وتكنولوجيا العصر الحديث لهم كل الشكر والثناء.
٭٭٭
2 : قراءة المقال الرائع علميا وعمليا للدكتور بدر الديحاني والموضوع كان كالخنجر في قلب الكويت في محاولة جادة لايقاظ النيام (جامعة جابر بين الشكل والمضمون) الجريدة 2012/4/18 مما جعلني ابارك لنفسي وللكويت بأبنائها الحريصين على مصلحتها وهم في صحافتنا والحمد لله كثر، هم دائمو البحث عن من يقرأ ويفهم ويناقش ويتبادل الرأي مع الآخرين بتواضع نما فيهم بعيدا عن العنجهية الذاتية وبالتالي اتخاذ القرار بتأن، فالوطن يستحق منا اكثر من ذلك، اولها تقديم مصلحته على ما عداها من مكاسب تتأرجح ما بين الولاءات والماديات والنجومية المؤقتة وهو آخرها كذلك.
٭٭٭
3 : الغالية على النفس وعلى الوطن الدكتورة سعاد الصباح تكتب سيرتها الذاتية.. هذا الكتيب الجديد ورغم كونه كما تقول صحيفة النهار 2012/4/19 (يرصد كماً من الانجازات التي تذهب الى ضفاف بلا حدود والى بصمات ستظل خالدة في جبين الثقافة العربية والعالمية) الا ان الاربعين صفحة لا يمكن ان تروي عطشا مرّ عليه زمن محسوب بالامل والالم والانتظار.
ما عهدتك يا أم مبارك بخيلة الى هذا الحد.. اعرف عشقك للايجاز الذي كثيرا ما يأتي (كالحكمة) التي تأتينا بثوان لتشمل الحياة كلها تحت عباءتها. لكننا طماعون نحب سماءنا ونحب اقمارنا والنجوم ولا نتصور الحياة بدونهم فهل من مستجيب؟؟!
٭٭٭
4 : كنت اظن حتى وقت قصير بأن اخوتنا المصريين فقط هم من يملكون ما يسمى بالذاكرة الارشيفية منهم مثلا كان المرحوم احمد بهاء الدين الذي كان يمكن ان يحدثك عن أي موضوع ويغوص في اعماقه الزمنية بالاسماء وكأنه يتحدث عن البارحة وقد وجدت في مقالات الدكتور يعقوب الغنيم (الامكنة والازمنة) في صحيفة «الوطن» قربا من ذلك مؤسسا على اهتمامه الشخصي وحبه للتوثيق…
ولكنني ابقى معجبة بالجار (فرحان عبدالله الفرحان) الذي يكتب صفحة (تراث) – القبس – انطلاقا من تجربته الذاتية ومساره الحياتي بكل الشخوص والحوادث التي تدور حوله وبتفاصيل دقيقة في غاية الجاذبية وكأنه يتحدث عن اليوم – اللهم لا حسد – فالحكايات حلوة رغم دورانها حوله ذاتيا لكنها مفعمة بالدروس الادارية عبر اسلوب التعامل الحضاري يجعل القارئ يكاد لا يصدّق بأننا كنا كذلك واصبحنا كما اصبحنا اليوم نردد دوما مقولة «لا حياة لمن تنادي»!!!!
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق