عودة الفنانتين سعاد عبدالله وحياة الفهد إلى العمل سويا، من خلال مسلسل «عساكم من عواده» تأليف الكاتبة القطرية وداد الكواري وإخراج الفنان السعودي عبدالخالق الغانم، بعد قرابة عشرين عاما من الانفصال تشكل حالة فنية كان الجمهور المحلي والخليجي ينتظرها منذ سنوات طويلة.
وقد دحضت هذه العودة ومن خلال التصريحات التي أدلت بها كلتا الفنانتين أنه لا خلاف على الإطلاق بينهما، عكس ما كانت تروجه بعض وسائل الإعلام بين فترة وأخرى، وعلى رغم أن سعاد عبدالله وحياة الفهد كانتا على الدوام تؤكدان ان لا خلاف بينهما البتة، وتظهران معا في الملتقيات الفنية والمناسبات حيث تتبادلان الحديث معا والابتسامة لا تفارق محياهما، إلا ان البعض كان يصر على وجود خلاف بينهما، وينشر أخبارا مختلقة عن هذا الخلاف، وينقل أحاديث ملفقة عنهما تؤكد أفكاره المريضة وأوهامه التي لا تعيش إلا في مخيلته.
سعاد وعبدالحسين
عودة الثنائي سعاد عبدالله وحياة الفهد إلى العمل من جديد في مسلسل سيعرض خلال شهر رمضان المقبل تطرح تساؤلا حول عودة العديد من الثنائات الفنية التي شهدتها الساحة الفنية في فترات مختلفة، وساهمت بتقديم أعمال فنية رائعة على صعيد المسرح والتلفزيون أبرزها الثنائي عبدالحسين عبدالرضا وسعاد عبدالله.
فقد خطف هذا الثنائي الأضواء على صعيد المسرح والتلفزيون عبر العديد من الأعمال، وكثيرون يطمحون الى مشاهدته ثانية عبر عمل جديد يذكرهم بأوبريتات «مداعبات قبل الزواج، وشهر العسل» وغيرهما من أعمال درامية ومسرحية لا تزال خالدة في ذاكرة الفن الكويتي مثل «درس خصوصي، على هامان يا فرعون، عزوبي السالمية، زمن الإسكافي»، وأعمال صورت بالأبيض والأسود ولاقت الكثير من النجاح.
ونعتقد أن العلاقة الطيبة والاحترام المتبادل بين الطرفين إلى جانب نجومية كل منهما تسهل مهمة العودة إذا وجدا النص الذي يقدمهما معا بشكل يليق بتاريخ كل منهما، ومن خلال مسلسل يعتمد على قصة تبرزهما بشكل متوازن، وهو امر يحتاج الى كاتب درامي قادر على إيجاد الفكرة ومن ثم تقديمها دراميا.
سعد وعبدالحسين
من منا لا يتذكر الثنائي الرائع سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا في مسلسلات «الأقدار، درب الزلق، سوق المقاقيص» ومسرحيات «ضحية بيت العز، على هامان يا فرعون، بني صامت، هذا سيفوه» والعديد من الأعمال التي شارك في بطولتها النجمان الكبيران سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا.
لقد حقق الفنان سعد الفرج في السنوات الأخيرة حضورا مميزا على صعيد التلفزيون والسينما توّجه بحصوله على جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة عن دوره الرائع في فيلم «تورا بورا» للمخرج وليد العوضي.
متابعة جماهيرية
قدم عبدالحسين عبدالرضا في السنوات الأخيرة عددا من الأعمال الدرامية التي قوبلت بمتابعة جماهيرية واضحة، وهذا أمر يدل على رغبة كلا الفنانين بتقديم ما يرضي جمهوره العريض في كل مكان.
ولا شك أن عودة الثنائي سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا ستكون حدثا فريدا من نوعه، وتشكل انعطافة كبيرة في مسيرة الدراما المحلية والخليجية.
أعتقد أن هذا الثنائي يحتاج إلى نص يقدمهما بشكل جميل كما حدث مع سعاد عبدالله وحياة الفهد اللتين اقتنعتا بنص «عساكم من عواده»، نحن بحاجة إلى كاتب درامي قادر من خلال نصه ورؤيته ولمساته على اقناع الفرج وعبدالرضا إلى العودة معا من جديد.
إنها دعوة مفتوحة لكبار المؤلفين في الكويت والخليج لشحذ هممهم وتقديم نص يقنع الطرفين بالعمل معا من جديد.
نتمنى من المسؤولين في تلفزيون الكويت العمل على توفير أرضية مناسبة لهذه العودة، وتبني مشروع النص وتقديم التسهيلات كافة له.
دراما محلية
لا شك أن الدراما المحلية قادرة على العودة من جديد أكثر بريقا ولمعانا من خلال الأسماء البارزة على الساحة مثل عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وسعاد عبدالله وحياة الفهد، والأسماء الأخرى التي حققت لها مكانة مرموقة في السنوات الأخيرة من خلال أعمالها.
الدراما الكويتية هي «ملح» الدراما الخليجية ونجومها البارزون هم الأكثر شعبية خليجيا، وعودة الأسماء الكبيرة تعيد الزمن الجميل الذي حققته الدراما المحلية في الماضي، ولعل إعادة عرض أكثر من مسلسل سبق تقديمه في السبعينات والثمانينات خير دليل على تعطش الجمهور المحلي والخليجي إلى تلك الأعمال وإلى النجوم البارزين الذين قدموا هذه الأعمال.
نعتقد أن المشكلة الرئيسية تكمن في النص الذي يقنع أي ثنائي بالعودة من جديد، وهي مهمة فيها بعض الصعوبة لكنها ليست مستحيلة.
المصدر “القبس”
قم بكتابة اول تعليق