فاطمة حسين: صدى الأيام السبعة

هي سبعة أيام تفصل ما بين آخر حرف خطّه قلمي في مقال الجمعة الماضية وأول حرف في مقال اليوم….
ولأنني اتمتع بالجلوس على مقعد (المواطن) فهذا يؤهلني لتلقي الصدى لأختار الاكثر عذوبة – ان وجدت.
اولها: كانت الذكرى السابعة لفراق (أمير القلوب) – كما اسماه شعبه – المرحوم الشيخ جابر الأحمد الصباح فكانت صفحة (جريدة الراي) مميزة بين اخواتها لانها جمعت اقوال المرحوم التي ستظل تعيش بيننا تخليدا لذكره الطيب ولاستنباط الحكمة من اجل حياة افضل على سبيل المثال لا الحصر اختار الآتي:
< ان كرامة الكويت ليست سلعة في سوق السياسة.
< لا أمل بلا عمل ولا ثمرة بلا غرس ولا عزّ بلا جهاد ولا رخاء بغير تضحية.
< ان الطريق الى معرفة الحقيقة هي النقاش المتسامح والحوار المبدع والكلمة الطيبة التي تترك مساحة واسعة لحسن النوايا.
تلك كانت بعضاً من قوله الطيب اهديه الى الذين يتأبطون ملفات خلافهم مع اخوتهم واهاليهمٍ الى الاجانب خلف البحار ممن لا يشاركونهم لغة او ديناً او تاريخاً ليستجدونهم الحكم على اهلهم بعد ان جفت دماؤهم في عروقهم هربا من المنطق والتسليم للواقع الذي يقول بملء فيه بأن الوطن للجميع لا لفئة مختارة وان اختلاف الرأي والرؤية شأن محمود وهو من مظاهر الصحة.
ثانيها: احساسي بالتعاطف مع وزير التربية الجديد د. نايف الحجرف الذي مازال يحاول التعرف والتعارف مع الارث المتروك له مثقلا على كتفيه يحتاج – في توقعي – لما يزيد على عشر سنين حتى يفك رموزه ليتمكن من اعادة غرسه التربوي النظيف على تربة الوطن الصالحة لكن ما اضحكني حزنا هو اضطراره – كما اظن – لتحويل المعلمين والمعلمات من ذوي الاداء الضعيف الى (الادارة).
أفا.. يا دكتور!! الادارة!! هذه المهمة الصعبة التي تحتاج للموهبة والمقدرة والعلم والاستعداد الذاتي والشخصية القيادية تعطيها اليوم لاناسٍ ما استطاعوا ان يوصلوا معلومة متواضعة؟؟؟!
ثالثها: اعجابي بالنشاط الذي قامت به مدرسة عمير بن سعد الابتدائية بنين تحت راية (بسواعدنا كويتنا رائعة) وكان الغرض هو العمل التطوعي لتنظيف شواطئ الكويت واتمنى ان يكون مثل هذا النشاط فاتحة لاستمراره في جل المواقع في الوطن يتقدم ذلك المدرسة بساحاتها وفصولها حتى نتخلص مما يسمى الفراشين الذي يتابعون ابناءنا لالتقاط ما يحذفونه في الساحات ومن المدرسة نتحرك الى بيوتنا ثم شوارعنا ثم مناطقنا السكنية ثم المواقع العامة مثل المطار والمولات والاسواق فننشئ بذلك جيلا نظيفا يعشق النظافة ويعمل لها يتأثر بهذا السلوك الحضاري ويؤثر بغيره.. الامل كبير بالاستمرارية والحرص والمتابعة حتى تصبح عادة حياتية مثل باقي شعوب الارض المتحضرين.
رابعها: لقد اسعدني كثيرا استنكار الاخوة ممن يسمون انفسهم (المعارضة) وينعتهم الاخرون بـ(المبطلة) استنكارهم ورفضهم بل وتبرئة انفسهم من ذنب القيام باحداث الدائري السادس المحزنة (لكنني – شخصيا – ما لمست اسفا ولا اعتذارا ولا استغرابا رغم وضوح محاولة التقليد او المحاكاة بل ونشوه المبادرة بابداع جديد ذي لون مختلف اسمه (قطع الطريق) واظنهم يعرفون جيدا الاخوة المستنكرين بانهم من اشعل الفتيل ونوى وطبق وهدد بالاستمرار وعليه كانت المسميات تبدأ (كرامة وطن 1) بعد 2 ثم 3 ثم 4 ثم 5 حتى تخلى شاهد المسباح عن موقعه طلبا للراحة والاستجمام فكرّت المسبحة لعل – كما اتمنى – يعمل ذاك الاستنكار بايجابية تجعله يوقف ذاك النزيف بعد ان اتضح ان لا مبرر له.
وخامسها: ما ازعجني بالامس ومازال يزعجني هو تلك الافواج والاكوام من الاسماك واللحوم المنتهية الصلاحية ومن يدري!! لعلها كانت تختفي خلف المئات ان لم تكن آلاف من الامراض الغريبة التي تقتل بالصغار والكبار في بلادي وتملأ بطون مستورديها بالمال الحرام في زمن طالت فيه غفوة البلدية لولا صحوة طيب الذكر (د. صفر) لكن الغياب الحقيقي ليس في التفتيش الآن فهو امر لاحق ولكن بالتدقيق والمتابعة والاشراف وكل مهمة وهن العظم منها عند غرقها بالمال كالرواتب والمكافآت. اسفي على وطني؟؟؟

فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.