حسن كرم: فبراير بلا حفلات غنائية

أحسست من خلال الرد الذي استقيته من زميلنا العزيز نائب رئيس تحرير الوطن ورئيس مجلس إدارة «تلفزيون الوطن» وليد الجاسم حول استعداد «تلفزيون الوطن» لحفلات «ليالي فبراير» عندما لم ينف او يؤكد استعدادات «تلفزيون الوطن» كعادته في كل عام تنظيم حفلات موسم الاعياد الوطنية وشهر التسوق وكان ذلك قبل بضعة اشهر لعله كان ذلك في اكتوبر الماضي احسست حينه ان «تلفزيون الوطن» قد انسحب من الميدان وما تأكد هو التصريح الاخير لمتعهد الحفلات الملحن والفنان عبدالله القعود عندما نفى تكليفه تنظيم الحفلات الغنائية لشهر فبراير.
ما لا يخفى ان الحفلات الغنائية التي يشارك فيها الصف الاول من نجوم الغناء الكويتي والخليجي والعربي مكلفة مادياً ومكلفة معنوياً خصوصاً في اجواء اجتماعية متزمتة وقيود صارمة . وبالتالي فليس متوقعاً ان تمتلئ مقاعد الصالة بالحضور الجماهيري الذي يمكن ان يغطي التكاليف الباهظة على هذه الحفلات. خصوصا للفضائيات التي هي ملكية خاصة ومن حقها بل من المنطقي ان تسعى للربح حتى لو كان ذلك هامشياً.
لقد عودتنا وزارة الاعلام منذ اعلان الاستقلال. اي منذ عقد الستينات من القرن الماضي على اقامة حفلات غنائية سنوية بمناسبة الاعياد الوطنية، وكان يشارك فيها نخبة من نجوم الغناء في الوطن العربي والكويتي، وكانت حفلات ناجحة وجماهيرية وكسبت تلفزيون الكويت رصيداً هائلاً من ارشيف لاساطين الغناء العربي في تلك الحقبة الذهبية والجميلة.
توقف وزارة الاعلام عن تنظيم الحفلات الغنائية الجماهيرية سواء في المناسبات الوطنية او غير ذلك هو احد اسباب تراجع الفنون ولا سيما الفن الغنائي في الكويت، فالكويت كانت رائدة ومركز اشعاع للفنون والثقافة في وقت كانت المنطقة تغط بالظلام الدامس..!!
ان على وزارة الاعلام ان تعيد دورها وان تتذكر مسؤوليتها برعاية وتشجيع الفنون أولاً وباشاعة البهجة والانبساط في نفوس الناس ولعل الاعياد والمناسبات الوطنية هي الوقت الأنسب لاشاعة الغناء والبهجة والطرح بين الناس.
يجدر بوزارة الاعلام ان تخرج من حالة التوقع والانعزال التي تبدو عليها، وان تعود لدورها الحقيقي في خدمة المجتمع ثقافياً وفنياً وترويحياً واعلموا ياسادة ان الارواح تكل كما تكل الابدان..

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.