قال النائب السابق الدكتور جمعان الحربش ان الحركة الدستورية جناح سياسي لتيار يتبنى فكر «الاخوان المسلمين» لكن اجندته السياسية وطنية»، مشددا على ان الحركة لم تقدم اي دعم لثورات الربيع العربي باستثناء سورية لان شعبها يتعرض لحرب ابادة طائفية.
ورأى الحربش أن «اتهامنا بالتدخل في الشأن الإماراتي ودول الخليج غير صحيح. فنحن عملنا محلي والشعوب الخليجية قريبة منا وانظمتها حليفة لبلدنا. ومن لديه علينا دليل فليقدمه. ويبدو ان لدى من يثير الاتهامات رعبا من الربيع العربي». وأعلن الحربش عن رفعه دعوى قضائية «على من ادعى ارتباطنا بالخلية الارهابية في الامارات.
واعتقادي عدم وجود هذه الخلية اصلاً. ولدي معلومات ارجو ألا تكون صحيحة عن اتصال كويتي – اماراتي حول الخلية المزعومة، واتمنى ألا تصل الامور حد تزوير الادلة لأننا سنقابل ذلك بتدويل القضية.
وأشار الحربش الى ان «الحكومة دخلت في صراع مع المعارضة ونحن جزء منها، لذلك هناك اليوم من يستخدم فزاعة (الاخوان). استخدموا هذه الفزاعة لإخافتنا بهدف الارتماء بجلباب الحكومة كما حدث لبعض ابناء الطائفة الشيعية وهذا لن يحدث».
ووجه الحربش رسالة الى سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك «اقول لجابر المبارك لماذا لا تعلن معلوماتك عن ارتباط كويتيين بالخلية الاماراتية او تنفي ذلك؟ مستطردا ان رئيس الوزراء «اوصل رسالة للأخ مبارك الدويلة مفادها ان الرسالة المنقولة عنه في الجلسة الامنية غير دقيقة»، متسائلا في الوقت نفسه «كيف يقبل رئيس الوزراء ان يتحدث البعض عن وجود أموال قطرية لإسقاط النظام الكويتي دون ان يتخذ اجراء؟».
وصنّف الحربش الثورة السورية على انها «اعظم الثورات وأكثرها نزفاً للدماء، وواضح ان هناك قرارا دوليا بعدم انجاحها بشكل سريع والعلة أمن اسرائيل».
وأوضح ان «كل مؤشرات الغرب وحلفائهم تدل على وصول الاسلاميين للحكم في سورية، لذلك يريدون استنزاف الثوار لطلب تدخلهم ليفرضوا شكل النظام المقبل».
واعتبر ان «نجاح الثورة السورية سيكون انتصارا استراتيجيا لكسر الكماشة الايرانية في المنطقة». وتساءل الحربش عن الجدوى من «الحديث مع مفتي سورية الذي هو كجدوى الحديث مع الاسد فكلاهما وجهان لعملة واحدة».
واعرب الحربش عن ثقته بان «الشعب السوري سيختار من وقف مع ثورته وهم في الغالب اهل السنة» مشيرا الى أن «(الاخوان) حصدوا نتائج الثورات في مصر وتونس لأنهم من تحمل الكلفة الاعظم في مواجهة الانظمة السابقة. اتوقع ان يصل الاسلاميون المعتدلون للحكم في سورية ولا احصر الامر بجماعة (الاخوان).»
وفي مقاطعة الانتخابات رأى الحربش أن «المقاطعة افضل قرار اتخذناه ولولاه لأضفينا المشروعية على مرسوم تعديل القانون الانتخابي. الصوت الواحد مشروع لفتنة المجتمع والازمة الان ليست لدينا وانما لدى الحكومة».
وأشار الى أن «المجلس الحالي يعيش على اجهزة تنفس اصطناعي، وقريباً ستنتزع عنه اما بحكم المحكمة الدستورية او بحراك الشارع»، ذاهبا الى قناعة أن «الحكومة لجأت الى الورقة الأمنية بعد ان فشل الاعلام الفاسد والهبات المالية في استمالة الناس».
وشدد الحربش على انه «لا يخشى على البلد من الحراك والشباب، وانما من الحكومة الغبية التي تستخدم الفتنة والعنف والامن للتنكيل بالشعب الكويتي».
وفي نص حديثه مع صحيفة الراي:
• في البداية وكمدخل لهذا اللقاء عادة ما يثار جدل حول انتماء الحركة الدستورية الإسلامية في الكويت لجماعة «الاخوان المسلمين» الدولية، فهل انتم تنتمون لجماعة «الاخوان المسلمين» ام لا وما هي حدود ارتباطكم بهم؟
– الحركة الدستورية هي الجناح السياسي لتيار دعوي موجود في الكويت منذ الخمسينيات، ابتدأ في جمعية الارشاد الاسلامي ثم تطور لجمعية الاصلاح الاجتماعي، وهي كانت ومازالت تتبنى فكر «الاخوان المسلمين» في العالمين العربي والاسلامي، لكن اجندته السياسية وطنية وتم فك الارتباط التنظيمي والتنسيقي والاداري محلياً بها نتيجة للخلافات التي شهدتها حول الغزو العراقي عام 1990.
• اليوم تعد جماعة «الاخوان المسلمين» عنوانا عريضاً في العالم العربي، خصوصا بعد ان وصلت الى الحكم في بعض البلدان على متن موسم الربيع العربي فأين انتم من هذه المنظومة في هذا التوقيت وفي هذا الموسم؟
– لاشك ان جميع الشعوب تعاطفت مع الثورات العربية التي شهدها ويشهدها موسم الربيع العربي، وانطلق من تونس واسقط نظاما بوليسيا وقمعيا واحاديا فيها، ثم انتقل الى ليبيا واسقط نظاما خصما للكويت وعدوا لشعبه وهو القذافي، ثم بعد ذلك انتقل لنظام حسني مبارك في جمهورية مصر العربية، وهذا النظام كان يتمتع بمزية وحيدة ازاء الشعوب الخليجية وهي انه كان حليفاً لها ولأنظمتها، وهو موقف لم يكن ذاتياً او بفضل منه وانما مرد ذلك معلوم لأن جمهورية مصر ودول الخليج يقعان تحت المظلة الاميركية، ونتيجة لكثير من الهبات الخليجية التي منحت له التي ثبت الآن وباعتراف رئيس ديوانه زكريا عزمي بان المساعدات التي تقدم من الدول العربية لجمهورية مصر كان الرئيس السابق يضعها في حساباته الخاصة، لذلك نحن فرحنا بسقوط هذه الانظمة التي سقطت بالربيع العربي وأوصلت «الاخوان المسلمين» للحكم، كما هو الحال في جمهورية مصر العربية، او اوصلت غيرهم، كما هو الحال بتونس وليبيا.
والجيد والملفت للنظر وما ادعو لتعزيزه ان حتى الرئاسة في مصر بعد ان انتقلت لجماعة «الاخوان المسلمين» ابدت دعما واضحا لامن الخليج تجاه المشروع الايراني، وما زلت اذكر ما قاله الرئيس محمد مرسي في مؤتمر مكة حينما قال «السعودية ومصر هما الدولتان اللتان تحميان المذهب السني وتدافعان عنه»، لذلك اعتقد ان هذا الربيع كله خير بإذن الله على الشعوب وعلينا، وان شاء الله يتوج بسقوط نظام بشار الاسد.
• اليوم توجه اصابع الاتهامات لكم كجماعة «اخوان مسلمين» بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ودعمكم للثورات في بلدان الربيع العربي. فما هو ردكم على هذه الاتهامات؟
– نحن لم نقدم أي دعم للثورات العربية اذا كان المقصود بالدعم هو الدعم المادي، فنحن جزء من الشعوب العربية والاسلامية وتعاطفنا كما تعاطفت الشعوب العربية والاسلامية مع الشعوب المطالبة بالربيع العربي، ثم ان هذه الثورات وصلت للحكم بالطرق الديموقراطية في مصر وتونس وعبر صناديق الاقتراع ولم تصلها عن طريق الانقلاب او على ظهر الدبابة، فكيف نتهم بدعمها؟
كما انني اؤكد اننا نحن كحركة دستورية اسلامية في الكويت لم نوجه أي دعم لاي ثورة من ثورات الربيع العربي في مصر وتونس لانهما لم يخوضا حروبا، وليبيا التي دخلت في حرب تدخلت الدول الغربية دعما للثورة، وكذلك الدول الخليجية تدخلت فيها، ففي الكويت على سبيل المثال سمو الامير تبرع بخمسين مليون دينار نيابة عن الكويت لدعم الثورة الليبية والمجلس الوطني الانتقالي، وبالتالي ان كان هذا الدعم والتدخل تهمة، وانا لا اراه كذلك، فالاولى ان توجه للنظام في الكويت والخليج اللذين دعما الثورة في ليبيا، اما بالنسبة لدعمنا فنحن الدعم الوحيد الذي تقدمنا به في بلدان الربيع العربي هو دعم الثورة في سورية التي تواجه حرب ابادة طائفية وسط تخاذل عالمي، ومع ذلك هناك مؤتمر في الكويت للمانحين خلال هذا الشهر لدعم الثورة السورية.
• في نطاق اتهام جماعة «الاخوان المسلمين» نلحظ هجمة شرسة من قبل بعض المسؤولين في دولة الامارات عليكم، وتحديداً من قبل قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان. فما هو تفسيرك لهذه الحملة وهذه الهجمة، وكذلك ردكم على الاتهام بالتدخل بالشأن الداخلي لبلدهم؟
– اتهامنا بالتدخل بالشأن الاماراتي او غيرها من الدول الخليجية اتهام غير دقيق وغير صحيح، ونحن عملنا محلي ولا نتدخل بالشؤون الداخلية لدول الخليج كون شعوبها قريبة منا وحكوماتها جزء من نسيج المجتمعات الخليجية، ونتمنى لها مزيدا من الازدهار والتطور الديموقراطي والحريات، وهي امنية يشترك بها الجميع تجاه دول الخليج، لاننا نعتقد ان بقاء الدول اليوم مرهون بمدى تحقيقها لمساحات الحريات وإقامة المؤسسات فيها، وهذا لا يعني تدخلنا بشؤونها الداخلية، وهذه الاتهامات يسأل عنها من اطلقها، ومع ذلك نحن لا تعنينا هذه الاتهامات، ويبدو ان لدى مطلقيها مخاوف ورعبا من الربيع العربي حتى يثيروا ويخيفوا الناس من مروره.
وفي النهاية انا اؤكد ان كل من لديه دليل على ان الحركة الدستورية الاسلامية تتدخل بالشؤون الداخلية للدول الخليجية عليه ان يقدم هذا الدليل. وبالمناسبة انا رفعت قضية على احد الاشخاص في الكويت ممن اتهمنا بالارتباط بالخلية التي القي القبض عليها مؤخراً في دولة الإمارات، وادعوه ومن وراءه الى تقديم ما لديه من ادلة، وأتحداه ومن وراءه ان يثبت ما يقوله عن دعمنا لهذه الخلايا الارهابية المزعومة أساسا لاعتقادي بعدم وجودها اصلاً.
وانا لدي معلومات ارجو ان لا تكون صحيحة عن اتصالات بين اطراف إماراتية وكويتية حول هذه القضية ولم تستطع الاولى الى الان تقديم أي دليل على اتهاماتهم، وهذا ما تسبب لهم بورطة، واتمنى ان لا يتطور هذا الامر الى حد تزوير بعض الادلة وصناعتها لاننا سنقابل ذلك بتدويل القضية سياسيا واعلاميا وجنائيا، وسنلاحق كل من يصطنع ادلة مزورة ايا كان.
• هل تعتقد في خضم هذه «الحملة والهجمة والاتهامات» اياً كانت تسميتها الموجهة للحركة الدستورية الاسلامية في الكويت ان هناك من يسعى لتشويه سمعة الحركة والاساءه لها؟
– للنظام في الكويت علاقات تاريخية جيدة بجميع القوى السياسية وخصوصا الحركة الدستورية الإسلامية، وسمو الأمير حسب ما نقله الاخ مبارك الدويلة عن لقائه الاخير قال انه لوكان يشك بالحركة الدستورية الاسلامية للحظة لما استقبل كوادرها. هذا من جهة ومن جهة اخرى فللأسف الحكومة في الكويت اليوم دخلت في صراع مع المعارضة، ونحن جزء من المعارضة، ولحشد الناس وتأليبهم على المعارضة استخدمت عدة اوراق.
في السابق استخدمت ملف التدخل الخليجي بالشأن الكويتي، وهذه الورقة لم تعد تنطلي على الشعب الكويتي، وزاد الاصطفاف الوطني مع المعارضة، والان تم استبدال فزاعة التدخل الخليجي بخطر «الاخوان المسلمين» في الكويت وهذه الورقة ترمي لعدة امور، الاول تخويف الشارع الكويتي من الحراك واستجلاب الدعم الخليجي واستدراجه للتدخل بالشأن الكويتي، وهذا منحى خطير، ونحن نسأل الحكومة التي اعلنت في اكثر من مناسبة ان دول الخليج تدعم النظام في الكويت، من الذي يشكل خطرا على النظام؟ ولماذا لا تقدمونه للمحاكمة؟ ولماذا لا تذكرون ما فعله من جرائم؟ ولماذا لم نسمع هذه اللهجة مع من استهدف امير البلاد في تفجيرات الثمانينات والمقاهي الشعبية الكويتية، او عند تورط بعض الكويتيين للأسف في تفجيرات مكة؟ بل ما لمسناه ان الحكومة في الكويت توسطت لإخراج هذه العناصر من السجون.
ومن اسباب الهجوم على «الاخوان المسلمين» في الكويت هو ان الحكومة تريد اعادة نفس السيناريو الذي تم استخدامه مع بعض اطراف الطائفه الشيعية في البلاد اثناء حادثة التأبين، والتي على اثرها ونتيجة لضربهم سياسياً لجأوا لحماية الحكومة ودخلوا في عباءتها. واليوم ضرب «الاخوان المسلمين» في الكويت يرمي الى طلبهم الحماية من الحكومة ومن ثم ادخالهم في جلبابها وهذا لن يحدث، ولن نطلب الحماية من احد ومن لديه شيء ضدنا ليكشفه، ونحن لن ننعزل عن الشارع وبلدنا وليس لدينا خيار آخر، وبالتالي فإن فزاعة «الاخوان المسلمين» ورقة فاشلة لانه ثبت ان مكونات الحراك الشعبي عريضة، و«الاخوان» جزء من هذه المكونات العريضة.
• نقل عن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك في الجلسة الامنية السرية لمجلس الامة التي انعقدت أخيرا لمناقشة الوضع الأمني، ان هناك ارتباطا بين الخلية الإماراتية وبعض الأطراف الكويتية. كيف تقيم مثل هذه المعلومة، وما المطلوب من رئيس الحكومة من وجهة نظركم ازاء ما نقل عنه؟
– الشيخ جابر المبارك بعد ما نقل عنه من معلومة ارتباط الخلية الإماراتية بأطراف كويتية، أوصل رسالة للأخ مبارك الدويلة يؤكد فيها ثقته بالحركة الدستورية الإسلامية، وان الرسالة المنقولة عنه غير دقيقة.
هذا من جهة ومن جهة اخرى فإن الطرف الذي نقل عنه هذا التصريح هو طرف خصومة معروفة، والصحيفة التي نقلت هذا التصريح عرف عنها ضرب الوحدة الوطنية. مع ذلك انا اقول للشيخ جابر المبارك عبر صحيفة «الراي» لماذا انت اكثر شخصية يتناقل الآخرون ما تقوله، ولماذا لا تخرج للإعلام وتعلن عما لديك من معلومات واسماء عن ارتباط اطراف كويتية بالخلية الإماراتية وتقدمها للمحاكمة؟ واذا كان ما نقل عنك غير صحيح لماذا لا تنفي؟
من الواضح ان الحكومة في الكويت لا تريد قول الحقيقة، لانها ستنهي استخدام فزاعة خطر «الاخوان المسلمين» في الكويت لانه لا يوجد هذا الخطر وهي ايضاً تخشى اتهام «الاخوان» بشكل مباشر حتى لا تتورط قضائياً، لذلك تفضل الصمت ولا تنفي ولا تؤكد، وما يدلل على ذلك ما تم من اجراءات مع الاخ مبارك الدويلة بعد لقائه سمو الامير هو والاخوان محمد العليم وبدر الناشي، حيث استأذن سمو الامير بالتصريح ثم ادلى بتصريح عن اللقاء، وبعد ان أدلى بهذا التصريح وعاد لمنزله اتصل به الديوان الأميري وطلب اعادة التصريح ومراجعته وتصويره في منزله، وتم ذلك وبث التصريح عبر تلفزيون الكويت الرسمي ثلاث مرات، وبعدها بيومين أحالت وزارة الإعلام التي بثت تصريح الأخ مبارك الدويلة للنيابة العامة.
• ما تفسيرك لمثل هذا الامر؟
– هو التفسير نفسه. الحكومة تعلم بانه لا يوجد شيء ضد الحركة الدستورية الاسلامية ولا تملك ادلة ضدها، وفي الوقت نفسه لا تريد اعلان تبرئتها من الاتهامات حتى تعمل اذنابها وادواتها على «الرغي والمماحكة» وتشويه صورتها في استخدام هذه الفزاعة، كاستخدام فزاعة التمويل القطري.
وانا هنا اريد ان اسأل كيف يقبل رئيس مجلس الوزراء الكويتي ان يتحدث البعض عن وجود اموال تدفع من دولة قطر لإسقاط النظام في الكويت دون ان يتخذ أي إجراء؟
وكيف يقبل ان يردد بعض الاشخاص، وحتى ان كانوا فاقدين للمصداقية مثل هذا الحديث دون ان يتخذ اجراء ضدهم، او مع من اتهموه؟
نحن نعيش زمن المهزلة وفوضى اعلامية، فالبلد من دون قرار ويلاحق فيها المخلصون والاصلاحيون والمعارضون، فهذه هي الحقبة السيئة التي وصلنا بها الى القاع.
• اين انتم من الثورة السورية الان، ولماذا ناصرتموها منذ بدايتها، وما تفسيرك لبقاء الاسد دون حدوث انشقاقات كبرى في صفوف قياداته كما حدث في اليمن وليبيا واستمرار نظامه حتى الان بعد مضي سنتين على الثورة؟
– الثورة السورية هي اعظم الثورات واكثرها نزيفاً للدماء وتقديماً للتضحيات، ومن الواضح ان هناك قرارا دوليا اتخذ بعدم إنجاحها بشكل سريع، والعلة في اسرائيل، لان كل مؤشرات الدول الغربية والعربية المتحالفة معها دلت على ان أي نظام سيأتي بعد سقوط الاسد سيكون نظاما مدنيا ذا مرجعية اسلامية، لذلك تمت اطالة امد هذا الصراع واغلاق منافذ امدادات الثوار بدرجة كبيرة جداً. فالغرب يسعى لإطالة امد الصراع في سورية واستمرار حرب الاستنزاف حتى يصل الثوار الى حالة من التعب وطلب التدخل الغربي، والذي سيضع عندها شروطه حول شكل النظام المقبل، وهذا ما يرفضه الثوار، وما لم يتحقق لهم ذلك فإنهم سيطيلون امد انتصار الثورة وهو آت بإذن الله على حساب تدمير البنية التحتية.
لذلك سورية هي ضحية أعدائها من النظام الحالي والنظام الايراني والنظام العراقي و«حزب الشيطان» في لبنان بالدرجة الاولى وادعياء نصرتها، واقصد هنا الدول الغربية والمتحالفة معها التي تضع قيودا كثيرة على توجيه الدعم للثورة حتى تحافظ على استمرار هذا النزاع والصراع، بما يصب في صالح اسرائيل. لكن في المقابل نجاح الثورة السورية بالنسبة للشعوب العربية والخليجية خصوصا، هو انتصار محوري واستراتيجي ومهم لانها ستكسر الكماشة الايرانية التي اطبقت على دول الخليج والممتدة من ايران الى العراق وسورية ولبنان.
• كيف ترون الشكل المناسب للنظام المقبل في سورية في حال سقوط الاسد، خاصة في ظل التركيبة المذهبية للشعب السوري، وهل هي بحاجة الى نظام حكم معين ام غاية الثورة فقط اسقاط النظام بغض النظر عن شكل النظام بالمستقبل؟
– السوريون هم من يحدد شكل نظام حكمهم المستقبلي، ولا يملك احد ان يحدده،وليس لأحد خارج سورية ان يفرض عليهم النظام المقبل كما تحاول الدول الغربية الان، وهذا لن ينجح معهم لان الشعب السوري يقدم مئات الآلاف من الضحايا ولن يغير طاغية بطاغية، وهم اتخذوا قرارهم وقد رأيت ذلك رؤية العين إما النصر او الشهادة، وهو موقف يسمع هناك من الطفل والمرأة والرجل.
وبالنسبة للتركيبة المذهبية للشعب السوري فتعدد المذاهب والديانات موجود في مختلف بلدان العالم كالهند وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وهذه التركيبة تعد تنوعا للقوى في هذه المجتمعات الا في دولنا اما ان تحكمك الاقلية والا فإن فتنة طائفية ستقع، وهذا الحديث قيل في مصر بعد سقوط مبارك، وهناك من قال انه لايجب ان يصل للحكم رئيس ذو مرجعية اسلامية لان هناك اقباطا عددهم 5 في المئة، وبعد ذلك ثبت عدم صحة هذا الكلام.
• لماذا يعظم البعض من خطورة حكم الاسلاميين للدول العربية ذات التعدد المذهبي من وجهة نظرك؟ – تعظيم خطورة وصول الإسلاميين للحكم في البلدان العربية فزاعة إسرائيلية، وفي سورية حجر الزاوية بالقرار فيها هو امنها.
• كيف ترى «مذهبة» الثورة السورية وانحراف البوصلة فيها، حسب ما تصوره بعض وسائل الاعلام من صراع لإسقاط نظام ديكتاتوري الى صراع مذهبي؟ وكيف يمكن للثورة ان تعيد هذه البوصلة الإعلامية لاتجاهها السليم؟
– القضية في سورية ليست قضية صراع مذهبي، والورقة المذهبية ليست ورقة مزعجة للغرب وانما هي تستخدم لإيقاف تقدم الثورة ودعوتها لترتيب اوراقها وتشكيل حكومة ممثلة لكل الاطراف كشرط لدعم الثوار، وهم في حقيقة الامر لن يقدموا أي دعم.
فعلى سبيل المثال تم الإعلان عن الائتلاف الوطني السوري الاخير في دولة قطر وبرعاية غربية وخليجية، ونتج عنه توليفة كبيرة جداً من كل اطياف المجتمع السوري، ووقتها اعلن عن دعم الثورة. لم يقدم الدعم حتى يومنا هذا، والحقيقة ان هذه التوليفة ونوايا الدعم تمت بعد حصار مطار دمشق، وعندما ظن الغرب بان النظام سيسقط، ولدى تراجع الثوار عن مطار دمشق توقف الدعم وكل شيء، فالسياسة الغربية مصلحية. فرنسا على سبيل المثال تتدخل الان في مالي والاسلاميون لم يسفكوا هناك دم احد ودون ان تنتظر الغطاء الدولي، بينما في سورية استخدمت الورقتين الروسية والصينية في لعبة توزيع الادوار للحيلولة دون تدخل دولي فيها وحتى يستنزف الشعب السوري.
• زرت سورية في السابق وفي اكثر من مناسبة خلال فترة الثورة. كيف رأيت الأوضاع فيها وهل حاولت خلال هذه الزيارات الاتصال ببعض العلماء المسلمين الداعمين للنظام السوري كمفتي سورية للوقوف على موقفهم هذا او العدول عنه؟
– انا حقيقة منذ اسبوع كنت في زيارة لحلب وقبلها ريف ادلب مع الاخ وليد الطبطبائي والريف السوري تقريباً محرر بالكامل، واعتقد ان 70 في المئة من الاراضي السورية تحت سيطرة الجيش الحر وخارج سيطرة النظام، وما يتبقى للنظام هو الشريط الساحلي الذي تتواجد فيه الاقلية العلوية وبعض المدن.
وفي حلب الجيش الحر يسيطر على 65 في المئة من المدينة وهذه الثورة التي قامت في سورية انشأت علماء وأسقطت علماء فهي أسقطت علماء السلطة للنهاية، وما زلت اذكر كلمة لاحد رجال الجيش الحر يقول فيها «علماؤنا نخرجهم في جبهات القتال» بمعنى انهم لن ينتظروا فتوى عالم يعيش في جلباب السلطة لأنه لو كان عالما او داعية حقيقيا لما تحالف مع هذا النظام المستبد سافك دمائنا» لذلك جدوى الحديث مع حسون كما جدوى الحديث مع بشار، فكلاهما وجهان لعملة واحدة.
• ما النتائج التي ترتجونها من مؤتمر المانحين المزمع إقامته بالكويت للشعب السوري، وهل هو كاف لدعم الثورة وإنجاحها، وهل تؤيدون التدخل الأجنبي في سورية على غرار ما حدث في ليبيا ام ان لسورية خصوصية تختلف؟
– اولاً اشكر سمو امير البلاد على استضافته مؤتمر المانحين لسورية، لكن للأسف كل مؤتمرات المانحين لم تمنح أي شيء للشعب السوري ولم يوجه إليه شيء على ارض الواقع. وكل المؤتمرات أعلنت عن أموال ولم تقدم لان كلها كانت مشروطة بشروط تشكل النظام القادم في سورية، وهي حتى الان لم تنجح ولن تنجح في سورية، لذلك كل هذه المؤتمرات هي لتجميع صورة العالم امام هذه المجزرة التي تحدث. فمعدل القتل في سورية ابتدأ من 20 إلى 30 ثم ارتفع إلى 80 الى 100 واليوم من 150 إلى 200 شخص. وأما في ما تعلق بالتدخل الغربي فإنني ادعو لان يكون تدخله لتزويد الثورة بالسلاح النوعي فقط. ولكن وحتى الان لا يوجد قرار غربي بالتدخل. لكن تذكر جيداً انه عندما توشك الثورة على إسقاط النظام السوري سيتدخل الغرب ويقصف جميع مواقع الصواريخ في سورية، حتى لا تؤول للثورة.
وفي النهاية انا اؤكد انه لو أدركت دول الخليج اهمية هذه الثورة لقدمت الدعم الذي بإمكانه ان يحسم الأمور خلال اشهر، ولو رصدت ميزانية من دول الخليج لدعم الجيش الحر ميدانياً لانتصرت الثورة خلال شهر واحد، وازعم انه لو قدمت دول الخليج ما قدمته الكويت في اعصار «ساندي» للولايات المتحدة الاميركية بواقع 500 مليون دولار للجيش الحر سيسقط هذا النظام في غضون اسبوعين او ثلاثة.
• كيف تنظر لوثيقة «عهد وميثاق» التي صدرت في سورية خلال الفترة الماضية من بعض الاقليات السورية حول شكل النظام المقبل فيها وضرورة ان يكون مدنيا، وكذلك اعلان المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في سورية بعدم وجود أي تحفظ لدى الجماعة من ان يتولى الحكم فيها مسيحي او امرأة؟
– اعتقد ان الاقليات والديانات والمذهبيات محمية بنص الاسلام وباحكامه، فالدين يستوعب الاخر ولا يستأصله. وانا اتذكر مقولة للخليفة الرابع وامير المؤمنين علي بن ابي طالب حينما قال للخوارج «لكم علينا ثلاث لا نبدأكم بالقتال مالم تبدأونا ولا نمنعكم فيأنا ما دمتم معنا ولا نمنعكم مساجدنا ان تصلوا معنا»، وهذه كانت اخطر فرقة تخرج في تاريخ الإسلام وهم من قتل الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه. فالإسلام وأحكامه يستوعب الآخر ولا يشكل خطرا على الأقليات والخطر عليهم من غياب المنهج الاسلامي والحكم ذي المرجعيات الاسلامية. والان الاغلبية تستأصلها الاقلية في سورية، والعالم يقول نخاف من الاسلاميين اذا حكموا الاقليات! لذلك حفظ حقوق الاقليات امر مشروع وانا على ثقة بان الشعب السوري سيختار لحكمه بعد النظام الحالي من وقف معه في ثورته وهم في الغالب اهل السنة والمسلمين في سورية. وصحيح ان الاخرين موجودون لكن من تحمل الكلفة الاعلى ويتعرض لحرب الابادة هم الاسلاميون. وانا ارى مثلما حدث في مصر وليبيا وتونس بان الشعوب متوجهة للخيار الاسلامي المعتدل.
• كيف تردون على من يتهمكم كـ «اخوان مسلمين» بحصد نتائج ثورات الربيع العربي بالوصول للحكم فيها؟
• هذا الحديث على الاقل في ليبيا غير صحيح، فمن نجح بالوصول للسلطة اطراف كثر و»الاخوان المسلمين» فيهم قلة، وفي تونس ومصر نعم، ويمكنني القول ان «الاخوان المسلمين» حصدوا نتائج الثورة لانهم هم من تحمل الكلفة الاعظم من مواجهة الانظمة السابقة، فحزب النهضة التونسي كان مشردا في الخارج، وقتل منه اناس ولوحقوا، وفي مصر كذلك الرئيس محمد مرسي كان نفسه في سجون مبارك. ومن الطبيعي ان الثورات عندما تنتصر شعوبها توجه الدعم لمن قاوم النظام السابق ولا تختار ازلامه وتبقي بعض التيارات الاخرى ايضاً التي قدمت تضحيات، وهي ايضاً اخذت نصيبها، لكنني ازعم ان الكلفة الاعظم كانت على «الاخوان المسلمين» في مواجهة الاستبداد السابق وهم في النهاية (الاخوان المسلمين) وصلوا للحكم في ثورات الربيع العربي عبر صناديق الاقتراع والشعوب هم من اختارهم.
• هل تتوقع ان يصل تيار وجماعة «الاخوان المسلمين» للحكم في سورية بعد سقوط النظام؟ والا تعتقد ان يحول الموقف الغربي والولايات المتحدة من جبهة النصرة التي وضعت على قائمة الارهاب دون تولي الاسلاميين الحكم فيها؟
– اتوقع ان ينجح الاسلاميون المتعدلون في الوصول للحكم في سورية بعد سقوط الاسد، ولا احصر هذا الوصول بجماعة «الاخوان المسلمين». اما في ما يتعلق بجبهة النصرة فهي فصيل من فصائل كثيرة في الثورة السورية ولا يمثل اغلبية فيها حسب مارأيت وشاهدت.
• هل انتم نادمون على قرار مقاطعة الانتخابات البرلمانية الأخيرة؟
– المقاطعة افضل قرار اتخذناه ولولاه لاضفينا مشروعية على هذا المجلس، لأن مرسوم الصوت الواحد علاوة على عدم دستوريته هو مشروع لفتنة المجتمع.
• كيف يكون تغيير النظام الانتخابي للصوت الواحد مشروعا للفتنة؟
– الصوت الواحد مشروع للفتنة بالمجتمع فمن خلاله القبائل والتيارات السياسية وحتى العوائل يتم داخلياً فيها صراع على من تتم تزكيته لتمثيلها في البرلمان. فعلى سبيل المثال في الدائرة الثانية للحركة الدستورية مرشحان فيتم الصراع على من سيخوض فيها الانتخابات من هذين المرشحين، ثم ينتقل الصراع من على مستوى التيار ذاته الى التيارات المتحالفة معه كالتيار السلفي، ثم يتم ايضاً الصراع مع الاسماء الاصلاحية المستقلة في الدائرة كعبدالرحمن العنجري ورياض العدساني، وبالتالي فلسفة الصوت الواحد فلسفة فتنة داخل التيار الوطني المعارض والحاضن المهم لهذه المعارضة الان وهي القبائل. ونحن كنا امام خيارين اما ان نرتكب مخالفة دستورية ونخوض صراعا مع حلفائنا على هذا الصوت الواحد، وكنا سنصل متشابكين ومتصارعين من المعركة الانتخابية ولن نحوز الاغلبية، كما ان الحكومة ستعيد سيطرتها على مجلس الامة، وعندها لن نستطيع الاعتراض على هذا المجلس لاننا اضفينا عليه المشروعية بالمشاركة، او اننا نكشف الغطاء السياسي عن هذا النظام الانتخابي وهذا المجلس وهذا ما حدث بالفعل، والان الازمة ليست لدينا وانما لدى الحكومة، وكل قانون يقدم من هذا المجلس او تصريح من اعضائه يثير سخط الشارع على الحكومة. ودور هذا البرلمان الساقط شعبياً وسياسياً واخلاقياً ودستورياً هو محاربة نواب الاغلبية وهو بلا رؤية، وعندما وضعوا جدول الاولويات الحكومة قدمت 54 اولوية وهم لم يقدموا اولوياتهم لعدم وجودها اصلاً وهم يعلمون ان وصولهم صنيعة حكومة عبر هذا المرسوم.
• هل تعتقد ان يستمر المجلس الحالي؟
– اعتقد ان المجلس الحالي يعيش على اجهزة التنفس الاصطناعي وستنزع قريباً، اما عن طريق حكم المحكمة الدستورية او من خلال حراك الشارع، فلا يمكن للكويتيين ان تستمر حياتهم بهذا السوء الذي تجاوز سوء فترة غياب البرلمان، بل الوضع الان اسوأ من فترة غياب المجلس، على الاقل في وقتها لم تكن هناك شخصيات استفزازية سيئة السمعة تمثل الامة وتضرب مكونات المجتمع الكويتي.
• الحراك اليوم من مسيرة الى مسيرة اخرى، فإلى متى سيستمر هذا الوضع وماذا بعد طالما لم يتغير شيء؟ والا تخشون من ان يتطور الوضع وينتقل للعنف، خصوصا بعد ما حدث في أعقاب مسيرة «كرامة وطن» السادسة في منطقة صباح الناصر، وبعد مطالبة احد مكونات الغالبية مواجهة العنف بالعنف، كما دعا الدكتور عبيد الوسمي؟
– الحراك استفاد كثيراً من استبداد الحكومة واستخدام الخيار الامني والقمعي والملاحقات القضائية. والحكومة سقطت من يدها اوراق كثيرة نتيجة هذا الصراع مع الشعب الكويتي. واتذكر في نهاية مجلس 2012 قبل حله انني قلت ان مشكلة الحكومة ليست مع نواب الاغلبية وانما مع الشارع الذي اوصل هذه الاغلبية، فهو قادر على ايصالهم مرة اخرى وايصال غيرهم ممن يحملون نفس التوجه. فالحكومة خلال الفترة الماضية نقلت صراعها من النواب الى الحاضنة الاجتماعية لهم فضربت مكونات المجتمع واستفزتها، واستشعر الكثيرون من المواطنين انهم امام حكومة تجاوزت كل الخطوط الحمراء وأدبيات الصراع السياسي، لذلك بعد ما سقطت ورقة الفتنة وتأليب مكون على اخر اصبح اليوم الحضر والبدو يدا واحدة في مواجهة استبداد الحكومة، والمقاطعة وتركيبة نواب الاغلبية تشهد على ذلك ولم تعد تجدي ورقتا الاعلام الفاسد والهبات المالية في استمالة الناس، لذلك لجات الحكومة لورقتها الوحيدة وهي الخيار الامني والملاحقات القانونية، وهي الان لم تعد تجدي، فالناس واعداد الشباب المطلوبين امنياً يزداد يوماً بعد يوم واغلب صقور المقاطعة عليه قضايا، وبالتالي الناس لم تعد تخشى هذه الورقة. والخطير الان هو اسراف الحكومة في استخدام العنف بالشارع، فالمشهد الذي رايناه في برج التحرير والقبض على الشباب والاعتداء عليهم داخل باصات القوات الخاصة، والقبض على الاحداث في صباح الناصر وما حدث في قرطبة ومع سلام الرجيب وعدم خروجه حتى الان، واستخراج قضية سابقة له لكسر إرادته، فهذا العنف المتواصل وعدم وجود عاقل في الحكومة يتساءل اين سيذهبون بعلاقتهم مع الشعب، كل هذا سيؤدي حتما الى ردود افعال، فلا تتوقع انه في كل مظاهرة يتم فيها ضرب الناس انهم سيلتزمون بالسلمية، لذلك من يتحمل تطور هذا الحراك وتبعاته هو الحكومة وليس الشارع، وبالتالي انا لا اخشى على البلد من الحراك الشعبي والشبابي، وانما اخشى عليها من الحكومة الغبية التي تستخدم اوراق الفتنة والامن والعنف والملاحقة للتنكيل بالشعب الكويتي.
• اليوم هناك حديث عن اسقاط قضايا عن المغردين والشباب والنواب ومشروع مصالحة، كما انك من اوائل من دعا لطرح فكرة مصالحة وطنية تتمثل بالعودة للنظام الانتخابي السابق وإسقاط جميع القضايا عن الشباب والمغردين والنواب، فهل التمستم أي مؤشرات من الحكومة هذه الفترة عن المصالحة؟
– اولا انا دعوت للمصالحة الوطنية وكانت تقوم على اساس سحب مرسوم تعديل القانون الانتخابي في تلك الفترة واجراء الانتخابات وفق النظام السابق، واسقاط كل القضايا والملاحقات عن الشباب والمغردين والنواب بما في ذلك قضية دخول مجلس الامة لانها مواقف وقضايا سياسية وليست جنائية.
وبالتالي قناعتي ان معالجة الازمة ليست بمعالجة نتائجها دون معالجة اسبابها، لذلك لايمكن ان تتم معالجة الازمة بفكرة اسقاط القضايا او توقف الحكومة عن الملاحقات الامنية وابقاء الوضع على ما هو عليه.
فالازمة ستستمر وهذه الدعوة دعت لها الاغلبية في اكثر من مناسبة. اما في ما يتعلق بالحديث عن اتصالات للمصالحة فانا لا علم لي عن وجود أي اتصالات للمصالحة، وأنا ارى انه لا مخرج من الازمة الا حينما تتصالح الحكومة مع الدستور الكويتي وحقوق المواطنين التي انتهكت، والحراك الشبابي والشعبي جاء نتيجة لانتهاك مواد الدستور وتحويل مجلس الامة لملكية خاصة للحكومة تغلقها وتفتحها متى شاءت، ثم تتحكم في من يدخلها ومن يصل اليها، واستخدمت اوراقا خبيثة لضرب الوحدة الوطنية ويجب ان يحاسب من قام بها.
انا هنا اسأل الحكومة والشعب الكويتي، هل تصريح الشيخة فريحة الاحمد عندما ضربت المجتمع الكويتي ومن يخرج بالمسيرات هو نتاج المجلس السابق والنظام الانتخابي السابق بالخمس دوائر والاربعة اصوات ام انه جاء ضمن حقبة الصوت الواحد؟
• اذ حصنت المحكمة الدستورية مرسوم تعديل القانون الانتخابي بالصوت الواحد، فهل ستخوضون الانتخابات المقبلة؟
– نحن خلافنا مع مرسوم الصوت الواحد خلاف دستوري وسياسي، وخلافنا الدستوري محسوم اياً كان حكم المحكمة الدستورية، لأننا نعتقد ان اطلاق يد الحكومة في تغيير النظام الانتخابي لا معنى لوجود ديموقراطيات لان من يشكل الحياة السياسية والبرلمانية هو النظام الانتخابي وتجربة الصوت الواحد هي ليست تجربة محلية وانما تجربة اردنية ونقلت الى الكويت وتم فرضها على الشعب الكويتي الذي يرفضها ولن يضفي عليها المشروعية، وبالتالي مرسوم الصوت الواحد مرسوم ساقط سياسياً ودستورياً ولن نخوض الانتخابات على اساسه.
واقول للشعب الكويتي ان وضع الحراك خارج مجلس الصوت او السوط الواحد افضل بكثير من التعامل معها كامر واقع، ونحن قبلنا التعامل مع الامر الواقع لخمسين عاما، كلما فرضت الحكومة علينا شيئا تأقلمنا معه، والنتيجة كانت السيطرة على مقدرات البلد، ونحن متخلفون الان مالياً وسياسياً، وبالتالي لن نضفي المشروعية على لعبة الحكومة في البرلمان، وبالتالي علينا عدم الاستعجال على نتائج الحراك، فالاصلاح في حياة الامم لا يقاس بالفترة الزمنية بقدر قياسه بالإصرار، واذا ما استمر هذا الاصرار ستحسم النتائج لصالح الشعوب لأنها اطول عمراً من الافراد مهما كان هؤلاء الافراد، ومجلس الصوت الواحد سيسقط نفسه بنفسه، وانا اعتقد ان الشعب الكويتي بعد هذه التجربة وممارسات الحكومة اثبت انه لا بديل عن الحكومات البرلمانية.
قم بكتابة اول تعليق