الملتقى الإعلامي العربي الشبابي: نقاشات هادفة ومشاحنات فكرية


افتتح صباح اليوم وزير الإعلام الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح فعاليات ملتقى الكويت الإعلامي العربي الثاني للشباب دورة “محمد مساعد الصالح” في فندق شيراتون الكويت منيبا بترحيبه عن سمو أمير البلاد راعي الملتقى بضيوف الملتقى، مقدما لسموه الشكر على رعايته السامية لهذا الحدث الإعلامي المميز الموجه للشباب.

وأفاد وزير الإعلام خلال كلمة الإفتتاح ” بأنه ليس غريبا على أمير البلاد الاهتمام بالشباب ورعايته السامية لهم فهم كما يؤكد سموه دائما أمل الغد ودعائم المستقبل، لافتا إلى ان الاعلام بلا شباب كيان مترهل، ومنظومة تشبه كهلا مستبدا لا يصدق ان التغيير سنة الحياة، فيلزم من حوله بالمعايير البالية ليزيدهم نفورا منها، او تشبه شخصا عاجزا عن اللحاق بقطار التقدم و الفضاء حوله يموج بالحركة في حين ان فضاءه يحتضر بالسكون”.

وقال ايضا أن الاعلام والشباب وجهان لعملة واحدة لا يمكن لأحدهما ان يسبق الآخر لأنهما يتجددان معا، فالشباب العربي زرعوا ربيعا وحصدوا التغيير، وأتقنوا لغة الحوار مع “الآخر”، وكم أخطأت بعض الأنظمة العربية في إبعاد الشباب عن الفضاء الإعلامي، و سجنهم داخل زنازين الفكر الواحد والبيانات الواحدة وافهمتهم ان الاعلام الحقيقي هو اعلام الحزب الواحد، وكم اخطأت اكثر فاكثر عندما اعتبرتهم غير راشدين بما فيه الكفاية للحديث بلغة الاعلام العصري عبر وسائله التكنولوجية الجديدة وحاولت حرمانهم من وسائل التواصل الاجتماعي والتراسل والتغريد.

بدوره بدأ الأمين العام لهيئة الملتقى الإعلامي العربي الإستاذ ماضي الخميس كلمته بتقديم الشكر إلى أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، على رعايته السامية للملتقى وحرص سموه على تمكين الشباب، وفتح أبواب الغد أمامهم، مرحبا بممثل راعي الحفل وزير الإعلام الشيخ محمد العبد الله المبارك الصباح، وضيوف دولة الكويت.

وأضاف الخميس بإن ملتقى الشباب يعقد هذا العام في عهد وزير إعلام كويتي شاب الوزير الشيخ محمد العبد الله المبارك الصباح، والذي لمسنا فيه العزيمة والمثابرة الشديدتين، على متابعة التفاصيل أولا بأول، فكان نموذجا حقيقيا وواقعيا يجسد ما ندعوا إليه الآن خلال هذا الملتقى.

وزاد، إنه ليسعدنا دائما ان ترتبط أعمال ملتقى الكويت الإعلامي العربي للشباب بأسماء صنعت تاريخ الكويت الصحفي والإعلامي كي يتعرف شبابنا على تاريخ إعلامهم ورواده ويشرفنا أن يقترن اسم هذه الدورة باسم الراحل الكبير “محمد مساعد الصالح” الذي كان ولازال علما من أعلام العمل الصحفي الكويتي والعربي وقامة أدبية لها أسلوب فريد ومدرسة خاصة في الكتابة الصحفية ميزتها البسمة التي تحمل الفكرة.

وأوضح الخميس أيضا بأن هيئة الملتقى الإعلامي العربي حرصت في كل دورة على اختيار نماذج عربية تجسد النجاح والتميز وتقدم القدوة الطيبة لشبابنا العربي وهذا العام اخترنا رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في مملكة البحرين سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ليكون فارس الشباب لهذه الدورة لما قدمه سموه من مجهودات حقيقية ملموسة في مجالات مختلفة فسيرته الذاتية تعتبر بحق تجسيدا للعمل والنجاح.

ودعا الخميس الشباب إلى الإعتزاز بعروبتهم التي اختزنت فيهم جينات المروءة، والأخلاق الكريمة السمحة، وحب العلم والمعرفة، وقدرا مهولا من الإبداع والطاقة الخلاقة، فالغد أنتم أصحابه بإذن الله.

بدورها ألقت الإعلامية غالية بوعكوك من ليبيا كلمة الشباب المشارك فقالت نجتمع اليوم في وقت يشهد العالم تغيرات كبيرة وسريعة خاصة في وسائل الإعلام، وما يشهده من ثورات تقنية ساهمت التكنولوجيا في تحقيق قفزات هائلة فيها، ونحن شباب الإعلام العربي لابد أن يكون لنا دور في هذا المضمار الذي يشهد منافسة شديدة وسريعة، ونقلات هائلة ومتتالية تحتاج منا الوعي والثقافة والمرونة العالية كي نستطيع أن نجاري قفزاتها.

وأضافت بو عكوك كان الإعلام يشهد في ليبيا ظلاما دامسا ويسخر لخدمة هدف واحد وشخص واحد، وجاءت الثورة لتحرير الإعلام من سلطة الأفراد إلى سلطة الشعب، وهكذا يجب أن يكون الإعلام دائما، ويظل يخدم رسالة عادلة ويعمل لمصلحة الوطن قبل الأفراد.

بدورها دعت ميار الغيطي من جامعة الأهرام الكندية من جمهورية مصر العربية إلى ضرورة الخروج من الملتقى بأهداف استراتيجة لرسالة الأعلام العربي والتأكيد على دور الشباب في التغيير، وعلى حرية التعبير، إضافة إلى التمكين من المعايير المهنية والحيادية للإعلام العربي الشاب وتأكيد دوره وتأثيره في الإعلام العالمي، وذلك لن يتأتى إلا من خلال الوعي بهويتنا ورسالتنا الإعلامية العربية.

الجلسة الأولى
نوقشت الجلسة الأولى لملتقى الكويت الإعلامي الثاني للشباب قضية الشباب والإعلام الحديث وهل أصبحت الكلمة الفصل للشباب، وقد أدارها الإعلامي بركات الوقيان من خلال حواراً مفتوحاً مع الشباب أكدوا خلاله أن مواقع التواصل الاجتماعي كان لها دوراً كبيراً في تحويل المواطن العربي إلى مواطن صحافي.
وأكمل النقاش عبد الوهاب العيسى من تلفزيون الوطن بالتأكيد على أن ما تغيير بين الإعلام في الماضي والحاضر هو حق النشر حيث أصبح النشر مباحا للجميع، فيما أكد الإعلامي الأردني عبد الله المؤمن أن النشر في الماضي كان يتم من خلال قوانين للنشر أما اليوم فأصبحنا نعيش في سياسة القانون المفتوح.
بدوره أكد الصحفي المصري هشام علام أن الجمهور هو من يفرض على الوسيلة الإعلامية المادة التي تنشرها لأننا نعيش في عصر أصبح من حق الجمهور أن يرى ما يهتم به بغض النظر عن سياسة الوسيلة نفسها، فيما أكد الصحفي الكويتي داهم القحطاني أن القانون الكويتي لا يوجد به نص يعاقب بشكل مباشر على النشر في موقع التواصل، وإنما يتم المعاقبة من خلال قانون الجزء باعتبار مواقع التواصل مثل تويتر ميدان عام.
من جانبه قال الصحفي أحمد العنزي من تلفزيون الكويت لابد في نهاية الأمر أن نخضع إلى رأي الشارع، فيما أكد الصحفي الإماراتي حامد بو كرم أن الجمهور ووسائل الإعلام شركاء في صناعة الحدث رافضا الحرية المطلقة غير المسئولة.
الجلسة الثانية

طرحت الجلسة الثانية التي أدارها الإعلامي ومخرج التلفزيون وليد العوضي سؤالاَ حول أهمية تقييد وسائل التواصل الاجتماعي خاصة تويتر بقانون من قبل الدول العربية، إلا أن المشاركين الشباب رفضوا تقييد تلك المواقع بقانون مؤكدين أن مفهوم الإساءة سوف يختلف تعريفه من مكان لآخر الأمر الذي سيقيد تلك الوسائل.

في بداية الجلسة قال مدير هيئة المعاقين جاسم التمار أن الشارع توجه إلى تلك المواقع بعدما أصبحت وسائل الإعلام غير متاحة بخلاف الوضع في الغرب لذلك لجأ الشارع العربي إلى التعبير عن أرائه السياسية عبر تلك المواقع، فيما أكد الإعلامي عبد الله بوفتين أن الإعلامي يجب أن يفصل بين أرائه الشخصية وبين عمله ولا يعبر عن تلك الآراء من خلال تلك الوسيلة، لافتا إلى أن وسائل الإعلام الاجتماعي مثل تويتر أعطت للجميع التعبير عن أرائهم دون قيد لذلك أرفض تقييدها بأية قوانين، لافتا إلى أن تويتر انتقد العديد من الوزارات والحكومات السابقة في الكويت ولا يمكن أن نبخس حقه في أنه أعطى الحرية لتوجيه ذلك النقد.
و أكد أيضا المخرج التلفزيوني وليد العوضي على أن فيلمه الأخير ” تورا بورا” أعتبره البعض إساءة إليهم لكنه يرى أن مفهوم الحرية لديه غير محدود طالما أن حريته لا تسيء إلى الآخرين، متسائلاً من الذي يحكم المشاركين في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تساءلت الطالبة العمانية أمل السعيد عن الأسباب وراء كون رجال الدين الأكثر متابعة عبر مواقع التواصل؟ لافتة إلى أن طبيعة البلدان العربية الشمولية أدت إلا استغلال تلك البلدان للدين، رافضة كذلك تقييد مواقع التواصل بقانون.

الجلسة الثالثة

اختطفت ثورة الشباب المصري الجلسة الثالثة حيث كان مقررا الحديث بها عن ربيع الشباب العربي إلا أن الثورة المصرية، واستمرارية وجودها ونجاحها كان المحور الرئيسي الذي نوقش خلال الحوار الذي أدارة الإعلامي بسام الجزاف.

بدأت الصحفية أمل صالح من جريدة اليوم السابع المصرية الحديث بالتأكيد على أن حب الوطن لا يحتاج سنا معينا لذلك الشباب المصري قادر على أن يحقق النجاح بثورته على الظلم الذي عاشه عدة عقود متتالية، من خلال وعيه الذي أزداد خلال المرحلة الماضية بفضل وسائل التواصل الاجتماعي.

وبدورها قالت الصحفية المصرية هبة عمر ما أصعب التوازن في كافة الأمور، خاصة في وسائل الإعلام ، لافتة إلى أن التطرف أمر سهل جدا بخلاف التوازن، مؤكدة على أن الثورة المصرية قامت من أجل إزالة نظام قمعي مستبد، فيما أكد بدوره الصحفي الكويتي أحمد العنزي أن من دفع الناس إلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر هو الحكومات العربية نفسها والأقفاص التي صنعتها لتسجن الناس بها.

من جانبها أشارت الإذاعية منار سليم إلى أن الثورة المصرية ينقصها قائد يعبر بها إلى بر الأمان، إضافة إلى أن الثورة المصرية شهدت سعي بعض الإعلاميين الوصوليين للاستيلاء على حصاد تلك الثورة مؤكدة على أن الوضع في مصر أصبح سيئا على كافة المستويات بخلاف ما كان عليه في السابق.

وفي حديث متصل قال الإذاعي هاني حتحوت من مصر الإعلام المصري كان في السابق قبل الثورة إعلاما مختطفا وإلى اليوم حتى بعد الثورة لا يزال مختطفا فإعلامنا ليس إعلاما حرا تستطيع فيه أن تقول ما تشاء ، فيما دعا الإعلامي عادل العيدان إلى إيجاد قانون يحمي الصحفي ، لافتا إلى أن الشعوب العربية في حاجة إلى ثورات من أجل تغيير الفساد القائم في كافة المؤسسات.

وفي مداخلة قال الإعلامي العراقي فايق الشيخ علي أن الشباب المصري بحاجة إلى قيادة وليس قائد، وخلال المرحلة القادمة الابتعاد من عبادة القائد والبحث عن قيادة الشعب وذلك لن يتحقق إلا من خلال تأسيس حزب للشباب صاحب تلك الثورة.

فيما أكد الصحفي هشام علام أن الشعب المصري كله بحاجة اليوم إلى حزب واحد يقود تلك المرحلة للوصول بمصر إلى بر الأمان، فاليوم مصر بحاجة إلى كل مصري من أجل المرور عبر ذلك المضيق الضيق لنتنفس جميعا عبير الحرية.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.