تقرير: ماذا تفعل السفن الإيرانية في موانئ الكويت

يتفاعل في الأروقة الديبلوماسية ملف استخدام الموانئ الكويتية من قبل السفن الإيرانية الخاضعة للحظر الدولي، في ظل اهتمام أميركي بمعرفة ماهية الإجراءات المتخذة من وزارة الخارجية الكويتية تجاه الأمر. وعلمت «الراي» أن اجتماعا عقد أخيراً بين أعضاء بالسفارة الأميركية في الكويت ومسؤولين في الخارجية الكويتية، لبحث مسألة خرق السفن الإيرانية الحظر الدولي عبر مرورها في المياه الإقليمية الكويتية.

وقالت المصادر إن النقاش بين الجانبين الأميركي والكويتي تطرق إلى عدد من القضايا بينها ملف شركة «والفجر 8» الإيرانية (المدرجة على لائحة العقوبات الدولية)، واستثمارها بالتأسيس في إحدى شركات الملاحة المحلية بحصة ناهزت 49 في المئة، الخطوة التي تعد دليلاً جديداً على المحاولات الإيرانية لاستخدام الموانئ الكويتية كحلقة وسيطة تتيح لها التمويه على مصدر بضائعها المصدّرة، أو وجهة البضائع المستوردة.

وأشارت المصادر إلى أن الجانب الاميركي عبر عن مخاوفه من أن تقوم إيران بتشغيل أذرعها البحرية المحظورة من خلال شراكتها في السوق الكويتي، وتسيير تجارتها بسفن تحمل اسم شركة كويتية وترفع العلم الكويتي، لافتاً إلى أن هذا الأمر «يثير المخاوف من قيام «والفجر 8» بالتمويه على الأنشطة التجارية الإيرانية الخاضعة للعقوبات الدولية، والأنشطة الأكثر حساسية التي تتعلق بالتسليح والبرنامج النووي الايراني، من خلال استغلال هذه الشراكة المشرعة من وزارة التجارة والصناعة الكويتية». وأوضحت المصادر أن الجانب الأميركي رأى أن هذه العلاقة أو «الشراكة» الكويتية – الإيرانية تتيح للسفن التابعة للشركة العبور بين دول الخليج العربي من دون أن تجد من يوقفها ما دام العلم الكويتي يرفرف على ساريتها، لتتحمل الكويت تبعات ذلك، خصوصا أن الشخص المفوض بالتوقيع عن الجانب الإيراني في الشركة الكويتية المشتركة بين المجموعة اللوجستية الكويتية والجانب الإيراني هو محمد مقدّمي فرد (المدرج ضمن قائمة سوداء دولية تتضمن 225 شخصاً لهم علاقة بالملف النووي الإيراني).

في المقابل، رأت الخارجية الكويتية أن اسم «والفجر 8» غير مدرج ضمن قائمة الشركات المحظورة، رغم أنها تابعة للشركة الأم («ارسيل» إحدى الشركات الإيرانية المحظورة)! ومن ثم لا تستطيع منع سفنها من المرور في المياه الإقليمية الكويتية أو اتخاذ إجراءات بحق شراكتها في شركة الملاحة الكويتية، لكن ما لم تنتبه إليه أن الخطوط الملاحية لجمهورية إيران الاسلامية تعيد تسمية شركاتها ومكاتبها لإزالة أي إشارة الى إيران أو الخطوط الملاحية التابعة للجمهورية الإسلامية.

تجدر الإشارة إلى أن الخطوط الملاحية الإيرانية قامت بتغيير الاسم العام لحاويات خدمات الشحن التابعة لها إلى الخطوط الملاحية حافظ الدراية (الخطوط الملاحية اتش دي اس)، والخطوط الملاحية اتش دي اس («كود» المكتب الدولي للحاويات: «اتش دي اكس يو»، والرقم لدى المنظمة البحرية الدولية هو 5478431) ومقرها في طهران، وهي حاليا شركة الشحن الرئيسية الخاضعة لسيطرة الدولة والتابعة للحكومة الإيرانية.

وفيما تشجع الولايات المتحدة الحكومات على اتخاذ اجراء مناسب لتنفيذ أحكام النقل الخاصة لقرار ملجس الأمن الدولي رقم 1929 بما في ذلك القيام باتخاذ اجراءات ضد الكيانات، والأفراد الإضافيين المتورطين، يلحظ أن هناك كيانات إيرانية تدخل وتخرج من الكويت دون ان تعترضها اي جهة، وفي مقدمتها «والفجر8».

وما لا يخفى على الخارجية الكويتية أو السفارة الأميركية في الكويت أن الخطوط الملاحية الإيرانية قامت أيضا بإعادة هيكلة نفسها الى اربع شركات مستقلة تم تقسيمها حسب مهام العمل، وتخضع الخطوط للجمهورية الإسلامية «اتش دي اس» حاليا لسيطرة خدمات حاويات الحمولات التابعة للخطوط الملاحية الإيرانية، وشركة «سابيد» للشحن تسيطر حاليا على خدمة الحمولات السائبة والعامة للخطوط الملاحية لجمهورية ايران الاسلامية، بينما تسيطر شركة «كشتيراني ماسفر داريا» (كيه ام دي) على خدمات الحمولات العامة وذلك على الرحلات المنتظمة للخطوط الملاحية الإيرانية، وتسيطر شركة ادارة سفن «سوراش سارزامان استار» (اس اس ايه) حاليا على خدمات ادارة سفن الخطوط الملاحية لجمهورية إيران الاسلامية.

ومن أجل الالتفاف على قانون العقوبات الدولية غيرت الخطوط الملاحية الإيرانية أيضا، أسماء مكاتبها وخطوط خدماتها التابعة في جميع أنحاء العالم أو بتأسيس شركات جديدة لبعض من وكلائها مع الاحتفاظ بالموظفين أنفسهم لتفادي التدقيق من قبل الحكومات الأجنبية، وعلى سبيل المثال:

1 – قام المكتب الإقليمي للخطوط الملاحية الإيرانية الموجود في الصين بتغيير اسمه إلى «سانتكسلاينز»

2 – قام المكتب الإقليمي للخطوط الملاحية الإيرانية الموجود في سنغافورة، واسمه «ايشيا مارين نتورك برايفت ليمتد» بتغيير اسمه الى «ليدنج ماري تايم برايفت ليمتد»

3 – قام وكيل الخطوط الملاحية الإيرانية في دبي بالإمارات العربية المتحدة واسمه وكالة الواحة للشحن بتغيير اسمه الى شركة «باسيفيكي للشحن».

4 – وفي الماضي استخدمت وكالة الواحة للشحن شركة «ازورس» للشحن ومقرها الامارات العربية المتحدة كشركة غطاء لتسهيل المعاملات المالية.

5 – يتم تشغيل خطوط الحاويات الفارسية حالياً بواسطة الخطوط الملاحية «اتش دي اس واعيدت تسميتها باسم خط الحاويات لآسيا والشرق الاوسط (ايه ام سي ال).

6 – يتم تشغيل خط الحاويات الأوروبي (اي سي ال) حالياً بواسطة الخطوط الملاحية «اتش دي اس» واعيد تسميتها باسم خط الحاويات لأوروبا والشرق الاوسط (ايه ام اي ال).

7 – يتم تشغيل شركة «ايشيا اوروبا اكسبريس» (ايه اي اكس) حالياً بواسطة الخطوط الملاحية «اتش دي اس» واعيد تسميتها باسم «يوربيان لاين واحد» (اف اي اس).

8 – يعرف المكتب الأوروبي للخطوط الملاحية الإيرانية والموجود حالياً في هامبورغ، ألمانيا باسم «هانستك تريد اند تراست شيبنج جي ام بي اتش» (اتش تي تي اس).

9 – وكيل الشحن البلجيكي التابع للخطوط الملاحية الإيرانية (بنيلوكس ان في) أعيدت تسميته ليصبح «انتراس للشحن ان في».

10 – قام المكتب الإقليمي ووكيل الشحن التابع إلى الخطوط الملاحية لجمهورية إيران الإسلامية في سول، كوريا الجنوبية واسمه شركة سول الدولية للشحن (اس اي اس سي اوه) بتغيير اسمه الى شركة كومباس البحرية.

11 – قامت الشركات التابعة للخطوط الملاحية الإيرانية واسمها خطوط الشحن الجنوبية وشركة «فالفاجار للشحن» ومقرها ايران بدمج عملياتها في كيان تجاري جديد مقره ايران واسمه شركة وكالة الطريق الجنوبي للشحن المحدودة.

12 – تم استبدال الشركة التابعة للخطوط الملاحية الإيرانية ومقرها مصر واسمها (ايران اوف مصر) إلى «مارترانز».

وقالت مصادر ذات صلة ان تحركات إيران في هذا الخصوص تندرج في خانة ممارسة الملكية الاحتيالية، اذ لم يعد وكلاء الخطوط الملاحية لجمهورية ايران الاسلامية يذكرون اسم الخطوط الملاحية (اتش دي اس) في سندات شحنهم المصاحبة لوكيل الشحن (سلباو لوجستيكس) التابع للخطوط الملاحية لجمهورية إيران الإسلامية ومقره هونغ كونغ.

وتستخدم الخطوط الملاحية الإيرانية (سلباو لوجستيكس) لإخفاء المستخدمين الإيرانيين النهائيين في مستندات الشحن، وهذه محاولة من الخطوط الملاحية (اتش دي اس) لتفادي اي ارتباط مع اي شركة معروفة من شركات الخطوط الملاحية الإيرانية. وفي أواخر 2008 قامت خدمات الشحن البحرية الكبرى ومقرها الامارات العربية المتحدة باستبدال وكالة الواحة للشحن باعتبارها وكيل الشحن المبدئي للخطوط الملاحية لجمهورية ايران الاسلامية في دبي، وعلى كل حال فإن خدمات الشحن البحري الكبرى يعمل فيها بالتأكيد موظفو وكالة الواحة للملاحة وهي مملوكة بالكامل لمجموعة شرف، والتي هي أيضاً مالك جزئي لوكالة الواحة للشحن.

وفي منتصف مارس 2010 تم تسجيل شركة «اي اس اي» البحرية المحدودة وهي شركة تابعة للخطوط الملاحية الإيرانية في مالطا مع ثلاثة مساهمين قانونيين هم شركة «ايران اوه هند» للشحن والخطوط الملاحية لجمهورية ايران الاسلامية ومؤسسة الشحن الهندية. وقد تم ادراج اثنين من اعضاء مجلس ادارة «اي اس اي» ومقرهما طهران باعتبارهما مسؤولين اعتباريين عن إحدى عشرة شركة شحن مالطية أخرى مسجلة.

وقد استمرت الخطوط الملاحية الإيرانية في نمط إعادة تسمية سفنها وإعادة رفع الأعلام عليها لحجب انخراط ايران في عملياتها.

وقد بدأت الخطوط الملاحية الإيرانية أخيرا بإعادة تسمية سفنها وتغيير بلدان تسجيلها في الوقت نفسه لمنع تجميع اسم كل سفينة وتاريخ تسجيل الشحن في سجل اي بلد واحد، وقد تم ادراج قائمة حديثة بالسفن التي تمتلكها أو تسيطر عليها الخطوط الملاحية لجمهورية إيران الاسلامية في هذا العرض.

وفي محاولة مستقبلية لإخفاء نشاطاتها فقد بدأت الخطوط الملاحية لجمهورية إيران الاسلامية في اعادة طلاء سفنها من اللون الازرق والرمادي المألوف إلى اللون الاسود بالكامل، وسابقا ما كان يتم طلاء مداخن هذه السفن باللون الاحمر والابيض واللون الاخضر التي تمثل العلم الإيراني ولكن اعيد طلاؤها الآن بألوان داكنة لازالة اي اشارة إلى انتمائها لايران. كما قامت الخطوط الملاحية لجمهورية ايران الاسلامية أيضاً باعادة طلاء حاويات شحنها مع وضع ملصقات صغيرة فقط على ابوابها لتمييز انتمائها إلى الخطوط الملاحية لجمهورية ايران الاسلامية (إتش دي اس).
المصدر “الراي”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.