ثمنت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي ارثرين كازين اليوم مبادرة سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح باستضافة المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا كدليل على “ريادة الكويت في المجال الانساني واغاثة ضحايا الأزمة السورية”.
واعربت كازين في حديث خاص لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) قبيل توجهها الى دولة الكويت للمشاركة في المؤتمر عن تطلعها “لالتزام دولي متناسب مع حجم المأساة” داعية في الوقت ذاته الى هيكلة التعاون مع المنظمات الكويتية وفتح باب المنظمة لتأهيل الشباب الكويتي.
وشددت على الأهمية الخاصة لمؤتمر المانحين “لأنه يأتي بدعوة وقيادة مشتركة بين حكومة الكويت والأمم المتحدة” مؤكدة ضرورة ان “يرى العالم ويعترف بدور الكويت وريادتها في حشد المجتمع الدولي بأسره لدعم الشعب السوري”.
واشارت الى “المساهمات الهامة” من قبل الكويت وتركيا والمملكة العربية السعوية اضافة الى ما قدمته دولة الكويت من مساعدات تقليدية وغير تقليدية لدعم برنامج الاغذية العالمي “الذي يفتقر للتمويل”.
وكشفت عن انها ستطرح خلال لقائها المرتقب مع القيادات التي ستلتقيها امكان خلق شراكة استراتيجية أسوة بكثير من الشراكات الاستراتيجية التي يتمتع بها البرنامج مع الولايات المتحدة واستراليا.
وحول العلاقة الخاصة والمكانة المتميزة التي تحظى بها دولة الكويت مع برنامج الاغذية العالمي قالت كازين ان لديها “الكثير من التصورات والمقترحات الأخرى المحددة التي سوف تبحثها مع القيادة الكويتية لتطوير هذه العلاقة من أجل بناء شراكة حقيقية تتعدى ما نواجهه في حالات الطوارئ والأزمات والتعاون مع الجهات والمؤسسات والجمعيات الانسانية والخيرية والتنموية الكويتية”.
واضافت “نسعى الى الاقرار المشترك بقيمة العمل الانساني ودعم التنمية الذي يضطلع به برنامج الأغذية العالمي والعلاقة التي يتعين أن تقوم بين الكويت والدول العربية وبين البرنامج على أسس دائمة باعتبارنا شركاء حقيقيين في تحقيق برامجنا ومشروعاتنا في مختلف العالم”.
واكدت حرصها على حضور المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا والذي يعقد بدولة الكويت وهي الزيارة الاولى لها بما يتيح الحوار والتواصل مع القيادة الكويتية “ذات الريادة” والالتقاء بحضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت “المشهود له بحساسيته الخاصة ومبادراته الملموسة والسباقة في مجال العمل الانساني والتنموي”.
واعربت عن استعدادها لفتح أبواب برنامج الأغذية العالمي وهي المنظمة الدولية الرئيسية في مجال تخصصها الانساني للخريجات والخريجين الكويتيين الشباب لقضاء فترات تدريب وتأهيل في العمل الدولي “ترفع من حصيلتهم المهنية وتعزز رصيد خبراتهم وفرص النجاح في حياتهم العملية”.
وقالت ان استضافة المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا “تأتي في لحظة حرجة يعيشها الشعب السوري تتطلب دعم الوكالات الانسانية لتتمكن من الاستمرار في تقديم المساعدة اللازمة بشكل عاجل للملايين من الضحايا داخل سوريا وفي الدول المجاورة”.
واعتبرت ان الأزمة السورية “من الناحية الانسانية أزمة عالمية بكل المقاييس” مشيرة الى ان برنامج الأغذية يواجه تحديات جادة تتمثل في تلبية الاحتياجات الانسانية لضحايا الصراع وفي العمل داخل سوريا حيث تلتزم المنظمة الدولية بتوصيل مساعداتها الغذائية الضرورية لجميع محتاجيها في مختلف المناطق.
وحول التوقعات بزيادة اعداد النازحين السوريين المحتاجين لمعونات غذائية عبر البرنامج من 5ر1 مليون نازح في سوريا اضافة لعدد اللاجئين في الدول المجاورة بنحو 368 ألف لاجئ الى نحو 5ر2 مليون نازح داخل سوريا اكدت كازين على الحاجة لتبرعات واستثمارات “عاجلة” لدعم عمل برنامج الأغذية العالمي.
ولفتت الى التزام البرنامج “بتلبية احتياجات الغذاء والتغذية للمنكوبين والمتضررين معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ والمهمشين جراء النزاع في سوريا” مشددة على ضرورة ان “نعمل جميعا للحيلولة دون تعرض سوريا لكارثة الجوع”.
وعلى صعيد متصل اشادت كازين “بالدعم السخي” الذي تلقاه البرنامج لصالح عملياته في سوريا واللاجئين في البلدان المجاورة من الصندوق الدولي الذي ساهم بمبلغ 206 ملايين دولار الى جانب الجهات المانحة التقليدية مثل أستراليا والنمسا وكندا والمفوضية الأوروبية وفنلندا وفرنسا وألمانيا وايطاليا واليابان وغيرها.
كما عبرت عن تقديرها لما حصل عليه البرنامج من مساهمات بمبلغ خمسة ملايين دولار من قبل الجهات المانحة غير التقليدية من الكويت والمجر والهند والسعودية.
واعربت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي عن أملها في أن يتمكن المجتمع الدولي خلال المؤتمر الذي تستضيفه الكويت غدا من جمع 5ر1 مليار دولار لمعالجة ثغرات التمويل التي تواجه وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وتقديم كافة أشكال المساعدة الانسانية بما في ذلك الغذاء لسوريا.
قم بكتابة اول تعليق