أشاد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بمساهمة دولة الكويت في مؤتمر المانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا بمبلغ 300 مليون دولار أمريكي مؤكدا انها “مساهمة سخية تبرز حسها الانساني”.
وقال بان كي مون في كلمته أمام المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا ان حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أعلن عن مساهمة سخية جدا معربا عن تقديره البالغ لهذه المساهمة التي تبرز الحس الانساني لدولة الكويت.
وأعرب عن الامل “في أن نستمد الالهام جميعا من هذا المثال الرائع في التضامن الدولي وأدعو الحضور الى التصفيق لهذه المساهمة السخية من قبل سمو امير الكويت”.
وتقدم بالشكر الى حضرة صاحب السمو امير البلاد على موافقة دولة الكويت على استضافة هذا المؤتمر مؤكدا ان المشاركة في أعماله تأتي انطلاقا من الحرص المشترك على رجال ونساء وأطفال سوريا ورفع المعاناة عنهم.
كما اعرب عن امتنانه لحكومات وشعوب دول الخليج العربي وللحكومات والمنظمات الإقليمية الأخرى الممثلة في هذا المؤتمر مثنيا على حكومات وشعوب تركيا ولبنان والاردن والعراق على استضافة مئات الالاف من اللاجئين السوريين ورحب في الوقت ذاته بالدور الذي تقوم به المنظمات الانسانية لمساعدة اللاجئين السوريين في سوريا وفي دول الجوار لها.
وقال بان كي مون ان الشعب السوري يعيش أزمة تتفاقم يوما بعد يوم قتل خلالها نحو 60 ألف شخص في الاشهر الماضية مبديا قلقه البالغ لارتفاع عدد الضحايا والمشردين الذين فقدوا بيوتهم وهجروا من بلدهم وسط ظروف مأساوية صعبة ارتفعت خلالها معدلات العنف الجنسي والاعتقال والاحتجاز اضافة الى تدمير المستشفيات والبنى التحتية الكهربائية والمائية.
وذكر ان سوريا في السنوات الماضية كانت توفر المساعدات للشعوب التي تحتاج اليها وكانت في الفترة الاخيرة تستضيف نحو 50 ألف لاجيء فلسطيني اضافة الى 100 ألف لاجىء عراقي والآن بات الشعب السوري وهؤلاء اللاجئون يعانون خطر النزوح من جديد”.
وبين انه زار مخيم (الزعتري) للاجئين السوريين في الاردن أخيرا واجرى لقاءات مع عدد من اللاجئين الذين اكدوا انهم لا يتمنون الا العودة الى منازلهم ومدارسهم في سوريا.
وقال بان كي مون انه جدد لهؤلاء اللاجئين وقوف منظمة الامم المتحدة والاسرة الدولية الى جانبهم مشددا في هذا الصدد على ضرورة الالتزام بتقديم المزيد من المساعدات الانسانية والعمل على حل الازمة السورية.
وأكد ان الازمة السورية لن تنتهي الا بوجود حل سياسي الذي باتت الحاجة اليه أكثر الحاحا اليوم داعيا طرفي النزاع في سوريا وخصوصا الحكومة السورية الى ايقاف سفك الدماء باسم الانسانية.
وقال “اذا أردنا البحث عن حل سلمي في سوريا علينا أن نبذل قصارى جهودنا لمساعدة أخواننا في الانسانية الذين يموتون أمام أعيننا وتخفيف الوطأة عنهم واحياء جذوة الأمل لديهم ومساعدتهم على البقاء في هذه الأيام الحالكة الى ان يتمكنوا من العودة إلى ديارهم وبناء مستقبل أكثر ضياء في سوريا”.
ودعا الحكومة السورية والمعارضة الى إيصال المساعدة إلى أكبر عدد ممكن من السكان في جميع مناطق سوريا على الرغم من أعمال القتال ومن العوائق الكثيرة الأخرى موضحا ان السوريين الذين يفرون من أعمال العنف هم في حاجة ملحة الى الأغذية والأغطية والألبسة والتدفئة والخدمات الطبية للبقاء على قيد الحياة.
وفي هذا الاطار طالب بان كي مون بتوفير 5ر1 مليار دولار امريكي من أجل تمويل عملية مواجهة الازمة الإنسانية في سوريا على مدى الأشهر الستة المقبلة مشيرا الى ان هذا المبلغ يعتبر أكبر مبلغ طلب توفيره حتى الآن لتغطية احتياجات الشعب السوري حتى شهر يونيو المقبل.
وقال “لا يمكن لنا تحقيق الانجازات من دون موارد ومن دون توفير هذه الموارد سيلقى حتما المزيد من الناس حتفهم..وحالة الطوارئ هذه تقتضي منا بذل أقصى الجهود”.
وأكد أن الحكومات والمنظمات غير الحكومية والأفراد والقطاع الخاص لهم جميعا دور يتعين عليهم الاضطلاع به معربا عن ثقته بأنه “بحلول مساء هذا اليوم ستقدم تعهدات بمساعدة السوريين على مواجهة الأسابيع والأشهر العسيرة المقبلة”.
قم بكتابة اول تعليق