تقرير صحفي: ماذا في بال سلمان الحمود

وزارة الإعلام تحتاج إلى فدائي أما وزارة الشباب فتحتاج إلى استراتيجي مقدام فإلى الإعلام، يذهب وزير ويأتي آخر.. والقطاع يتدهور، ويبقى المحك الحقيقي لنجاح اي وزير يتولى هذه الحقيبة، قدرته على تطوير الإعلام الرسمي، ليتفاعل مع الحياة أكثر مما يفعل إعلامنا الآن، وعلى تعزيز الحريات الصحفية، وهي أحد المعالم البارزة، التي تفتخر بها الكويت، ورفع المستوى المهني للصحافة والعاملين فيها.

أما وزارة الشباب فجديدة، لكنها تكتسب صفة الريادة والتأسيس، خصوصاً أن قطاع الشباب في الكويت، أي أكثرية السكان، يعاني مشكلة متعددة الأوجه، مع أنهم ثروتنا القومية الحقيقية.
إنها مؤسسة تنشأ لحاجة ماسة إليها. لذا ينبغي أن تكون لها رؤية، كي تتمكن من النهوض بدورها، أي نقل الشباب الكويتي من حال إلى حال.. فتنتقل الكويت إلى مستقبل أفضل.
عبء الوزارتين يقع على كتفي الشيخ سلمان الحمود الصباح. إنه شخصية جادة، يفكر اكثر مما يتكلم، لا عداوات له. يحترمه الجميع. علاقته بالإعلام والإعلاميين والرياضيين قديمة. اكتسب خبرة غنية من خلال العمل في أجهزة متعددة في الدولة.
لكنه اليوم أمام الاختبار.. ونصارحه بأنه اختبار صعب، ومعقّد فماذا في باله؟

تجاه مجلس الأمة

01- سلمان الحمود يتجنب العداوات ويذهب بعيداً إلى الحوار باعتباره الوسيلة لتحقيق الأهداف، وأنه علينا أن نتبادل الرأي.. كيف سيترجم ذلك؟
02- يبدي الوزير حماساً لمبدأ أن سمو الأمير هو حامي الدستور، وهو مقتنع بأن إيمان القيادة السياسية بالدستور وتمسكها به ضمانة الكويت الحقيقية. فكيف يمكن أن يجسد هذه القناعة في وسائل الإعلام الرسمية؟ ماذا في بال الوزير في هذا المجال؟
03- أي موقف سيتخذه من نصيحة البعض بأن يكوّن كتلة برلمانية خفية تحميه من أي ردة فعل داخل المجلس وتدافع عن قراراته؟ وهل يدخل لعبة التنازلات لضمان الموقع؟
04- يرى الوزير أن الحراك الديموقراطي الذي شهدته الكويت قبل انتخابات مجلس الأمة، أثبت للعالم أننا مثال للديموقراطية وحقوق الإنسان، وأن التعبير عن الرأي والفكر ضمن النظم والقوانين.. كيف سيتعامل إعلامياً مع هذا الواقع، لتبقى صورة الديموقراطية وحقوق الإنسان في الكويت بيضاء؟
05- كيف سيتمكن الوزير من التعامل مع النواب الذين يرغبون في تجاوز القوانين وتمرير معاملات الناخبين على حساب الكفاءات؟
06- يؤمن سلمان الصباح بأن النواب في مجلس الأمة يمثلون الشعب أولاً وأخيراً، وبيدهم السلطة التشريعية وسلطة مراقبة الحكومة. لا مشكلة بالنسبة إليه من وجود 17 نائباً شيعياً فالعائلة الكويتية واحدة بمختلف مكوناتها. فأي دور للإعلام في تكريس التسامح ونبذ التفرقة والعنف؟

وزارة الإعلام

07- لوزير الإعلام رؤية تختلف عمن سبقوه، بل حتى عن العاملين في الوزارة، بأن إحدى المهام الرئيسية لتلفزيون الكويت ووزارة الإعلام الحث على الديموقراطية والمشاركة الإيجابية.. ما دام هذا هو المنهج الذي سيسير عليه، لأنه يؤمن بالديموقراطية. فما هي خطة الوزارة لرفع المستوى المهني للعاملين فيها؟
08- أمام الوزير بعض الاستحقاقات، فمثلاً كيف سيتعامل مع المناصب القيادية الشاغرة، من وكيل الوزارة إلى الوكلاء المساعدين؟ هل سيرضخ لضغوط النواب والتيارات السياسية والدينية الذين يرغبون في السيطرة على الإعلام؟
09- مقربون من الوزير يرون أن بعض العاملين في الوزارة يجب تغييرهم وضخ دماء جديدة، وأن السياسة الإعلامية يجب أن تتماشى مع المرحلة المقبلة، والسعي إلى ترجمة تطلعات القيادة السياسية.. لكن كيف سيطور الوزارة أولاً؟
10- يحسب للوزير سعيه للتنازل عن القضايا والغرامات المالية التي صدرت بحق بعض الصحف والقنوات الفضائية والكتاب والصحافيين لبدء صفحة جديدة، وهذا ما تم.. ما رؤيته لتعزيز الحريات الصحفية؟
11- ما يشغل الوزير هو الإسراع في إصدار قانون الإعلام الموحد الذي أصبح في مراحله النهائية، وهناك تعديلات على قانوني المطبوعات والنشر والمرئي والمسموع، مع إضافة مشروع قانون للنشر الالكتروني، لتلافي كل الثغرات.. متى سينجز هذا الملف؟
والسؤال الأهم: هل سيكون له دور في تطوير قانون المطبوعات القائم لتخليصه من موانع الحريات التي يتضمنها، وهل سيعمل ليكون قانون الفضائي والمسموع والالكتروني بمستوى ما هو موجود في البلدان المتحضرة؟
12- من التحديات الكبرى أمام الوزير هو كيف سيتعامل مع الإعلام الحديث الذي تجاوز في عصرنا هذا مفهومه التقليدي، حيث تحول كل مواطن إلى صحافي يكتب وينشر رأيه نتيجة التأثير وتطور وسائل المعلوماتية والتكنولوجيا؟
13- ما العمل لإعادة الثقة بالخطاب الحكومي الموجه للمواطنين، وكيف ستجري مخاطبة الجمهور الذي أصبح أسير تكنولوجيا العصر وفاقد الثقة أو يكاد بالإعلام الرسمي والتصريحات الحكومية؟
14- لا يؤمن الوزير بالطريقة التقليدية في التعامل مع الإعلام الخارجي، وأن أسلوب الاحتواء أو الولاء عن طريق «المال الإعلامي» أصبح غير مجد في ظل السماء المفتوحة. كيف سيتعامل إذاً؟ وهل يؤمن أن إنجازات الكويت، في التنمية والديموقراطية والحريات، كفيلة بأن تقدم صورة مشرفة للكويت؟
15- لكن صراحة الوزير والنقد الذاتي لعمل الوزارة في فكرة التسويق للمشاريع التنموية والوطنية والشبابية من خلال الإعلام معدومان.. كيف سيعيد النظر بها، علماً بأن العائد الإعلامي الضعيف يؤدي إلى منفعة أقل؟

الشباب أولا.. ثم الشباب

16- وزارة الإعلام موجودة منذ تأسيس الدولة الدستورية. توالى عليها عشرات الوزراء. للأسف أصبحت هيكلا بيروقراطيا ضخما يعمل فيه 13 ألف موظف.. لا يعمل منهم سوى عدد بسيط جدا. الإصلاح هنا سيكون صعبا. مع ذلك ينبغي على الشيخ سلمان ألا ينتابه اليأس. لكن السؤال المطروح بشدة هل يدرك الوزير ان وزارة الشباب الجديدة، هي التحدي الحقيقي والأكبر منه؟.
17- وزارة الشباب مؤسسة تأسيسية. وإذا كان الشائع الآن أن الشباب لا يعرفون ماذا يريدون، فإن الوزارة الجديدة ينبغي أن تقدم الإجابة عن هذا السؤال!
18- على كل حال، هذا القول لا ينطبق بالكامل على شباب الكويت. فها هم أمامنا نظموا حراكا شكّل نقطة تحول في حياة الكويت السياسية. ماذا في بال الوزير لينخرط شبابنا وشاباتنا في حركة تدفع الكويت الى المستقبل وحتى تدخله من أوسع الأبواب؟
19- في بال الوزير أسئلة كثيرة من هذا النوع، لماذا تحتاج الكويت الى استراتيجية للتعامل مع الشباب.. ولا نقول استراتيجية جديدة، وهذا مهم، لأنه لم تكن هناك استراتيجية أصلا؟.
20- الاستراتيجية يفترض أن تتضمن عناصر عديدة، أولها عن دور الشباب، والى أين نذهب بها حتى يذهبوا بنا وبالبلد الى المكان الصحيح.
21- في بال سلمان الحمود أن يبلور استراتيجية واقعية. تكون بمنزلة مرشد للعمل. تتضمن نظاما تثقيفيا ــ ترفيهيا ــ توعويا ــ رياضيا فعالا. له دور أساسي خارج أسوار المدرسة والجامعة والتعليم التطبيقي ويتكامل معها.
22- يأمل الوزير في أن تساهم الاستراتيجية في تعزيز ثقة الشباب بأنفسهم، وثقتهم بشعبهم ووطنهم، تنمي لديهم احترام قيمة العمل والعلم والانجاز، كما احترام مؤسسات المجتمع الديموقراطي.
23- يتطلع الوزير إلى أن تبادر الجمعيات المهنية والاجتماعية إلى المساهمة في القيام بدورها تجاه المجتمع.. كيف ستساند الوزارة أي خطوات إيجابية تصب في مصلحة الشباب، خاصة ليكون وقت الفراغ لديهم منظماً، ومفيداً؟

آخر ملاحظة

وزارة الشباب ستكون على تماس مباشر مع أدوار عدة وزارات أخرى، خصوصا التربية والتعليم العالي والداخلية. وزيرها أمام حالتين، إما أن يشكو سريعا من التداخل والتشابك، وإما أن يرسم من البداية دورا لوزارة الشباب يكون مكملا.. حيث أن شعار هذه الوزارة ينبغي أن يكون أنها تعمل مع الآخرين، وتبقى تواصل العمل حين يتوقفون.
إذاً كيف سيذهب الوزير الى كل هذا؟. وبأي اسلوب سيقوم بأعباء الحقيبتين؟
المصدر “القبس”

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.