مشكلة تلوث البيئة أصبحت خطراً يهدد الجنس البشري بالزوال، بل يهدد حياة كل الكائنات الحية والنباتات، وبرزت هذه المشكلة نتيجة للتقدم الصناعي والزيادة السكانية على مر السنين، وأصبح الإنسان هو العدو الأول للبيئة بما ينتجه من مواد لها آثارها السلبية عليها.
وقد حلّت الكويت في المراتب الأخيرة عالمياً من حيث نسبة تلوث البيئة، إذ جاءت في المرتبة 126 من أصل 132 دولة مصنّفة على مؤشر الأداء البيئي، الذي تصدره جامعتا يال وكولومبيا في الولايات المتحدة الأميركية، وقد حلّت بعد الكويت 6 دول فقط هي اليمن وجنوب أفريقيا وكازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان والعراق.
وبنى علماء الجامعتين الأميركيتين المؤشر وفق معطيات تاريخية عن التصحر وتلوث الهواء ونسبة الوفيات والخصوبة وحجم المساحات الخضراء والاهتمام بالطبيعة.
وقال التقرير إن الكويت من أسوأ الدول في العالم أداء في حماية البيئة أو تحسين جودة الطبيعة.
المنازل أنقى
ووفقاً لمؤشر عالمي آخر، فإن البيئة في المنزل الكويتي أكثر نقاء من البيئة خارجه، إذ حققت الكويت المركز الأول عالمياً في عدم تلوث الهواء داخل المنازل، وكذلك من حيث الاهتمام بالنظافة والتخلص من النفايات البشرية ومكافحة الحشرات والآفات، ولكن في البيئة الخارجية كانت النتائج على النقيض تماماً من هذا المركز، إذ جاءت الكويت في المركز الثاني والثلاثين والأخير من حيث الحيوية البيئية، كما جاءت في المركز السادس والعشرين بعد المائة عالمياً، والثالث عشر بين 15 دولة عربية، وذلك وقف مؤشر الأداء البيئي لعام 2012، الصادر عن مركز السياسات والقوانين البيئية التابع لجامعة بيل الأميركية ومركز المعلومات الدولية لعلوم الأرض التابع لجامعة كولومبيا بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي في جنيف.
وفي الكويت دمرت البيئة تدميراً غير مسبوق، فالشواطئ الكويتية أصبحت غير آمنة للسباحة، نتيجة لما يلقى فيها من نفايات ومياه المجاري، في ظل عدم وجود قياسات مطمئنة معلنة لمستويات التلوث في المياه من مصادر موثوقة، إضافة إلى حرق الآبار أثناء الغزو العراقي الغاشم للكويت، وإشعال النيران في أكثر من 700 بئر والذي نتجت عنه بحيرات كبيرة جداً من النفط، وكان من المتوقع أن تقوم الحكومة فوراً بإزالة هذه البحيرات لما لها من آثار بيئية مدمرة، بالإضافة إلى أن بيع هذه البحيرات سوف يعطي دخلاً لخزانة الدولة، ولكن ما زالت هذه البحيرات موجودة إلى يومنا هذا، والمشكلة البيئية التي تسببها هذه البحيرات النفطية هي تسرب النفط إلى مستويات المياه الجوفية، واحتمال تلويثه هذه المياه، ما يهدد استعمالها نهائياً، وهذا من شأنه تهديد الزراعة، أيضاً، إضافة إلى الأبخرة التي تصدرها وهي سامة، وتسبب الأمراض التي ازدادت بشكل ملحوظ منذ تحرير الكويت.
ويصل حجم البحيرات النفطية إلى 22 مليون برميل، توزعت على 500 بحيرة نفطية شمال الكويت وجنوبها، وبلغ إجمالي مساحتها ما يقارب 49 كلم، بالإضافة إلى مئات الكيلومترات المربعة من التربة التي تلوثت، ويبلغ حجم التلوث 16 مليون متر مكعب من التربة الملوثة بالنفط بالإضافة إلى 5 ملايين متر مكعب من الحمأة النفطية.
%70 من مساحة البلاد صحراء
من مظاهر تلوث البيئة فى الكويت، تدهور البيئة الصحراوية، والزحف الصحراوي والتصحر الشديد، حيث ان %70 من مساحة الكويت أصبحت صحراء جرداء من دون أي غطاء نباتي واندثار النباتات العشبية المعمرة، وادى اختفاء الغطاء النباتي إلى قلة الطيور المهاجرة.
المصدر “القبس”
قم بكتابة اول تعليق