غضب في تونس من تصريحات نبيل العوضي وتوجه لمقاضاته

فتحت بعض الصحف التونسية النار على الكويت على خلفية زيارة الداعية السلفي الدكتور نبيل العوضي لتونس لالقاء محاضرات دينية واثارت دعوته في برنامج”التاسعة مساء” الذي تبثه احدى قنوات التلفزة التونسية, لتحجيب الفتيات القاصرات, سخط 80 من اصل 218 نائبا يضمهم المجلس الوطني التأسيسي, اي ان نحو 36 في المئة من النواب تقدموا بعريضة الى الرئاسة يطالبون فيها بطرد العوضي من بلادهم, فيما نشرت صحيفة”الشروق” التونسية الواسعة الانتشار رسما كاريكاتيريا تتهكم فيه على الكويت وموقفها من الثورة التونسية, اذ يظهر الرسم العوضي ممثلا رسميا للدولة في هذه الزيارة, وارفق مع نص البيان الذي اصدره النواب التونسيون وقالوا فيه:” نحن نائبات المجلس الوطني التأسيسي ونوابه وبعد استماعنا لما جاء في برنامج” التاسعة مساء” الذي بثته قناة التونسية ليلة 28 (يناير) 2013 حول مشروع الداعية نبيل العوضي المتمثل في تحجيب الفتيات الصغيرات فإننا: نندد بمثل هذه الممارسات المستوردة و ندين أي شكل من أشكال الوصاية التي يمارسها هؤلاء الغرباء على ديننا الإسلامي وعلى شعبنا وعلى بناتنا بصفة خاصة والذي يمس من حقوق الطفل, نسجل رفضنا القاطع لتوظيف الطفل في التجاذبات السياسية والايديولوجية”.

وفي حين نفى العوضي ان يكون دعا الى تحجيب الفتيات القاصرات في تصريح الى صحيفة “ايلاف” فان مواقع الكترونية عدة نشرت صورة للعوضي وخلفه عدد من الفتيات الصغيرات جدا المحجبات, كما نشر على احد المواقع الالكترونية ان” فتاة صغيرة لا يتعدى عمرها خمس سنوات كانت تبكي عندما بدأت امها بوضع الحجاب على رأسها بحضور العوضي”, فيما أثارت صور نشرت عبر “فيس بوك” و”تويتر” للشيخ العوضي مع قاصرات محجبات سخطًا عارمًا لدى قطاعات واسعة من الشعب التونسي, وتصدت جهات علمانية ووسائل اعلام ونشطاء على الشبكات الاجتماعية “بشدة لزيارة الداعية الكويتي المثير للجدل الى تونس”, وفقا لوصف وسائل اعلام تونسية, وأثار مشروع “المحجبات الصغيرات” الذي يدعو له العوضي استياءً عارمًا بلغ حد الدعوة الى طرده ومقاضاته.

واستنكر الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد شكري بلعيد في حوار عبر إحدى القنوات التلفزيونية “دعوة الشيوخ والدعاة القادمين من دول الخليج العربي وقبول الحكومة نشر هؤلاء لدعواتهم التي اعتبرها دعوات ايديولوجية” تمثل خطرًا محدقًا بالمجتمع التونسي مما يفتح أبواب الفتنة”. وطالب بلعيد بضرورة” طرد هؤلاء الدعاة من تونس ومنعهم من إلقاء محاضرات تدعو إلى أفكار دخيلة وخطيرة على المجتمع”.

وفي ما يتعلق بالاتهامات الموجهة الى الداعية نبيل العوضي بتوجيه فتيات قاصرات لاعتمار الحجاب, أكدت الوزيرة التونسية سهام بادي أن” الطفولة التونسية لا تقتصر مشكلاتها على مسألة الحجاب, بل هناك مشكلات أخرى عديدة يجب التطرق إليها من خلال اعتماد ستراتيجية واضحة للنهوض بالطفولة من دون توظيف هذا الموضوع سياسيًا”. ودعت إلى ضرورة “تحصين الشباب التونسي من الأفكار الوافدة عليه”.

في المقابل رد العوضي على ما اثير في وسائل الاعلام التونسية حول دعوته, وقال في تصريح ل¯”ايلاف” انه جاء إلى تونس مقدمًا محاضرات “ذات طابع تربوي”, وداعيًا إلى” الإخاء بين مختلف أطياف المجتمع التونسي الذي يعيش مرحلة انتقال ديمقراطي بعد الثورة التونسية عكس ما أشار اليه البعض من بث للسموم والفتنة بين أفراد الشعب التونسي”.

وفي ما يتعلق بالدعوات الى طرده قال: “يمكن أن نختلف حول عدد من المسائل الدينية, لكن يجب التحاور ومقارعة الحجة بالحجة”. وشدد على أنه لم يطالب بارتداء الفتيات القاصرات للحجاب, مؤكداً ” أنهن غير ملزمات بلبسه قبل بلوغهن سن الرشد”, واوضح أن” الحجاب قناعة شخصية” ولكنه دعا”ً الفتيات المسلمات إلى الالتزام بشرع الله”.

إلى ذلك, أعلن عدد من المحامين التونسيين أنهم سيقاضون الداعية الكويتي نبيل العوضي, وكل من سيكشف عنه البحث, في دعوته الى تونس,” وخصوصاً مدير الديوان الرئاسي عماد الدائمي, الذي استقبله في قاعة التشريفات في مطار تونس قرطاج, ما منح هذه الزيارة طابعاً رسمياً. ورافقت الدراجات النارية التابعة لجهاز الأمن السيارة الفارهة للداعية الكويتي”, وفقا لما نشرته صحف تونسية.
المصدر “السياسة”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.