وضحة المضف: التدويل ووجع الوطن

تعاني الكويت منذ عام 2006 من الانقسام السياسي الحاد بالإضافة إلى التخبط الواضح والأداء المتقلب وجمود الرؤية السياسية الذي تعاني منها كتلة المعارضة، فهي لم تبتدع آليات جديدة وتعامت بتعمد عن استخدام العديد من الخيارات المفتوحة التي ينتج عنها مساحة حيوية للتحرك، كأساليب الاعتراض الاجتماعي المتنوعة التي تحدثنا عنها في مقال سابق، بل فضلت ترحيل النزاعات السياسية من محيطنا المحلي إلى النطاق الدولي وسارعت تحث الخطى بإتجاة المنابر الدولية التي تظهر خلاف ما تبطن للكويت، “فالمدولون ” لم يأخذوا في الحسبان الحالة الشرعية الكويتية المحسومة والتوافق الشعبي والإجماع على النظام الديمقراطي المرن وهذا امتياز يؤسفني لم يتم استثماره جيدا، وليت قومي يعلمون أن التدويل لا يغني ولا يسمن من جوع لأن القضايا السياسية المراد تدويلها لا ترقى للطرح الدولي ولم يُعتد بها أصلا إلا بعد استنفاد اختصاص المحاكم المحلية وصدور الحكم النهائي.
ولكي نكون منصفين علينا أن نؤكد هنا .. أن العبء الكبير يقع على المحاكم المحلية في الكويت لمنع الانتهاكات والتصدي لها حال وقوعها بأحكام عادلة وإخراس من يتحدث عن نزاهة القضاء في الغرف المغلقة أو عبر التلميحات في شبكات التواصل الاجتماعي ليبقى مرفق العدالة هو الملاذ الأخير الذي يقدسه الجميع .
مما لا شك فيه فإن قضية التدويل لها انعكاسات سلبية على سيادة الدولة، فالتدويل ينزع عن القضايا السياسية المتنازع عليها البعد المحلي ويصبغها صبغة دولية تسمح بالتدخلات الخارجية في شؤون الدولة الداخلية خاصة بعد أن تم تطويع مفهوم التدويل لخدمة أجندة الدول الكبرى لتحقيق مصالحها داخل بلداننا، وحقيقة لا أعلم هل ضمير من يهدد ويتوعد بالتدويل استراح لهذا القرار؟! وهل كفتا ميزان العدالة تساوتا فتعادلت كفتا الحق والواجب لديه؟! … لا أنتظر إجابة.
باختصار ما أريد أن أقوله .. الحل هو أن يلعب الجميع لعبا نظيفا ويتساموا فوق العناد والغرور السياسي لنخرج من تلك الدوامة المظلمة، فالتوجه للخارج ونحر الكرامة الوطنية فوق المنابر الدولية كمن ينحر راحلته فيقتله العطش في صحراء موحشة، فالتدويل لم تقم به حتى الشعوب المقهورة ومسلوبة الحقوق بل كانت تعتبر مقاومتها لانتزاع حقوقها شأنا داخليا لا تقبل أن يتدخل فيه كائن من كان، وكان توجهها لمصلحة أوطانها فحسب، فالتدويل حطب لنار من يريد بنا وبالوطن شرا، وشتان بين التدويل وبين المشاركة في مجلس حقوق الإنسان والمراجعة الدورية الشاملة لأغلب الدول .. حقيقة أشعر بالألم الشديد والحزن العميق أشعر بشيء يقطع الأنفاس، فوجع الوطن لا يضاهيه وجع، حرام والله العظيم .
walmudhafpen@hotmail.com
@wadhaAalmudhaf
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.