أسيل أمين: هلا فبراير

ها هو يقبل كعادته من كل عام لنستقبله نحن بكلمة «هلا»، معبرين عن فرحتنا بهذا الشهر الاستثنائي المفعم بحكايات كفاح الاجداد وآمال الشباب الحالم بغد اجمل.

فهو ليس كأي شهر من شهور السنة، جمع بين «الربيع الكويتي» والاعياد الوطنية، فأصبح ربيعا دائما، ملونا بأبهى الزهور، ومضمخا بأجمل العطور. انه فبراير الخير والمحبة والذكريات وامل المستقبل.

على مر السنوات، كانت لفبراير نكهته الخاصة، ولاتزال، فهو ليس مجرد مناسبات وحفلات ومهرجانات واغان، بل وثيقة وطنية تتجدد في كل عام لتعبر عن «الولاء» لهذه الارض ولشعبها وتاريخها واستقرارها، و«البراء» من كل ما من شأنه ان يمس هذا الوطن او يؤذيه او يخل بأمنه واستقراره او يعرقل مسيرته نحو السمو والارتقاء.

شهر يحمل في طياته معاني ورموزا عدة، فهو نقطة التحول في تاريخ الكويت الحديثة، من التبعية الى الاستقلال، ومن الاحتلال الى التحرير، الى الحرية، لنعيد اكتشاف هذا البلد الصغير بمساحته والكبير بقلبه.

فبراير هو شهر الذكريات الرائعة مع صوت سناء الخراز وشادي الخليج وكلمات الراحل عبدالله العتيبي والموسيقار غنام الديكان، كتبوا كلمات راسخة لا تذروها الرياح، ورسموا لوحات خالدة لا يمحوها النسيان، تراها وتتعلم الاجيال المقبلة منها جيلا بعد جيل، على امل ان يصنعوا مثلما صنع هؤلاء المبدعون.

فعل وصنع الاجداد وكافحوا، ثم جاء الآباء واكملوا المسيرة، وجاء الدور على الابناء ليواصلوا هذا العطاء واضعين نصب اعينهم الامل الجديد والمستقبل المشرق المتفائل. لنصنع من شهر فبراير رؤية وطنية راسخة نحو المستقبل، ودعوة للمصافحة والتعاون، وليكن تأكيدا على ان الوحدة الحقيقية تكمن في التنوع والتعايش والمحبة بين ابناء المجتمع بكل اطيافه الجميلة، لا فرق ولا تمييز بينهم الا بقدر محبتهم لهذا الوطن. ليكن فبراير شهر التنمية، وان ندرك اننا كلنا شركاء فيها، واننا كلنا مسؤولون ايضا عنها، ليكن فبراير بهجة النفوس والقلوب قبل بهجة الاحتفالات، ونظرة الامل والتفاؤل تصاحبها همة العمل، ليكن فبراير شهر مراجعة النفس عما صنعت ايادينا وماذا قدمت لهذا الوطن، وان نتساءل: هل قدمنا له ما يستحق، هل ساهمنا في رفعته وارتقائه، هل عملنا بشكل حقيقي ومنتج وفعال من اجله، واستبدلنا الفعل مكان الهذر و«التحلطم»، وهل يكفي ما قدمناه ام هناك المزيد؟

كان اصل الكويت دعوة حب، وبالامل والعمل هذا الوطن يبقى!

أسيل عبدالحميد أمين
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.