بسم الله الرحمن الرحيم (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) النحل 90
فوجئت الكويت اليوم بالاحكام الصادرة على الأخوة النواب السابقين فلاح الصواغ و خالد الطاحوس و بدر الداهوم بالسجن لثلاث سنوات بعد ادانتهم بتهمة
الإساءة للذات الأميرية والتطاول على مسند الإمارة ، و هي تهم وجهتها الحكومة لهم بناء على الخصومة السياسية لا تطبيقا للقانون و حماية لمسند الامارة
فبالاضافة الى قسوة العقوبة فان معظم الكويتيين اطلع على الندوة التي وجهت الاتهامات للاخوة بسببها ، و ما من منصف الا يدرك ان ما من أحد منهم وقع فيما
اتهموا من تطاول على سمو الأمير أو مساس بمسند الامارة ، و انما مارسوا حقهم كمواطنين في مخاطبة رئيس الدولة و في توجيه النقد الى ممارسات السلطة و أجهزتها .
اننا نرى هذه الاحكام القاسية و ما سبق من اتخاذه من احكام مماثلة على نشطاء سياسيين بلغت عقوبة السجن لعشر سنوات انما هي ثمرة لتوريط السلطة لمرفق القضاء في المواجهة السياسية بينها من جهة و بين عموم الشعب الكويتي و ممثليه في المعارضة من جهة أخرى ، و لطالما دعا المخلصون الى ابعاد مرفق القضاء
عن هذا المعترك لكن السلطة لا تزال تمعن في ممارسة ضغوطها على السلطة القضائية مما يهدد اركان الاستقرار في الدولة و المجتمع و يدفع بالكويت الى مسار دخلته انظمة حكم كثيرة و لم تخرج منه .
اننا في “نهج” نؤكد تضامننا الكامل مع الاخوة الصواغ و الطاحوس و الداهوم و كافة من اتهم و سجن ظلما في ما تعتبره السلطة “مساسا بالذات الاميرية” في حين انه ممارسة طبيعية للنقد السياسي و النصح و التوجيه ، و قد كان سلف الأمة من الصحابة يخاطبون الخلفاء الراشدين و ينصحون و ينتقدون فيما في الصالح العام ،
و كان رد الخلفاء (لا خير فيكم ان لم تقولوها و لا خير فينا ان لم نسمعها) ، و قد جاء في الحديث قول الرسول صلى الله عليه و سلم : الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ،، رواه البخاري ومسلم .
.
اننا نأمل ان يصحح القضاء موقفه من العقوبات الصادرة على الناشطين السياسين في مراحل الاستئناف و التمييز ، و نرفض ان تتخذ السلطة من هذا الملف ورقة تفاوض مع المعارضة لثنيها عن مسار المطالبة بالاصلاحات و العودة الى تطبيق الدستور ،، اذ لا عودة عن هذا المسار باذن الله .
نهج
5 فبراير 2013
قم بكتابة اول تعليق