الاحمدي مدينة تاريخية ارتبط اسمها باسم الخير، لأنها مصدر الثروة في الكويت وأول ما ظهر فيها الذهب الاسود في مطلع الثلاثينيات، عشقها الكويتيون وسكنها الاجانب، مدينة جنوبية بنيت منذ الاربعينيات وسميت على اسم المغفور له الشيخ أحمد الجابر الذي تولى مسند الامارة منذ عام 1921 الى 1950.
لاتزال منارة الجنوب، يوجد فيها سوق يطلق عليه سوق الاحمدي بني منذ بداية الاربعينيات وظهور النفط في الجنوب وقدوم عمال شركة النفط من المواطنين والاجانب، كان هذا السوق يخدم المحافظات الجنوبية والقرى مثل قرية الشعيبة القديمة وسكان البادية في منطقة وارة والمقوع ولولا عناية الله ثم تدخل المسؤولين وأهالي منطقة الاحمدي القدامى لكان السوق في القريب العاجل تزيله الجرافات ويكون من الماضي لأنه تم تحديث المدينة وطلبوا ازالته الى الابد، وحاليا نزف بشرى لأهالي المنطقة ومحبي هذه المدينة ان السوق باق بجهود محافظ الاحمدي الشيخ د.ابراهيم الدعيج الرئيس الفني لهذا الجهاز، وبجهود شركة نفط الكويت، واللواء جاسم المنصوري العضو في الفريق المشكل من قبل محافظة الاحمدي وأهالي المنطقة.
وشرح اللواء جاسم المنصوري فكرة إنقاذ السوق من الإزالة وتحويله من أملاك الدولة الى المجلس الوطني للثقافة والفنون، وقال المنصوري: ان مدينة الاحمدي هي مدينة قديمة وتعتبر من أقدم المدن في الكويت ونسعى الى أن نجعلها جميعا مدينة تراثية بالتعاون مع شركة نفط الكويت وأهالي الاحمدي القدماء مما تحتويه مدينة الاحمدي من ذكريات جيلا بعد جيل، وبدأ توافد السكان الى الاحمدي على مراحل: المرحلة الاولى بداية الاربعينيات، وكانت عبارة عن خيام أمام الأمن العام وكانوا جميعا من موظفي الشركة وبعدها بدأ شمال الاحمدي الى منتصف الخمسينيات وتزايد العمال في الشركات النفطية وأصبحت الاحمدي مدينة سكنية نموذجية وأبلغنا شركة نفط الكويت مشكورة وكل من تعاون معنا مشكورا بتحويل هذا المعلم ومعالم مدينة الاحمدي الى مدينة تاريخية يشرف عليها المجلس الوطني للثقافة والفنون وتسجل في اليونسكو، ونظرنا نحن لها نظرة ان هذه المدينة اذا زالت معالمها فلن ترحمنا الاجيال القادمة في هذه المدينة،.
وأضاف: سنقيم معرضا عن الاحمدي منذ عام 1950 وسنقيم منتزهين واحد للرجال والآخر للنساء، ونزيل السلبيات الموجودة في الاحمدي ونستبدلها بأخرى موجودة لدى شركة نفط الكويت بدون أي تكلفة على المواطن وسنجمع معلومات من قدامى موظفي النفط الذين مازالوا على قيد الحياة وسأضعها في كتاب أطلقت عليه اسم «من طفولتي» وهذا الكتاب قمت أنا بعمله من مجهودي الشخصي، حيث انني وعائلتي كنا نسكن الاحمدي منذ عام 1954 وأوجه شكري لمحافظ الاحمدي وشركة نفط الكويت والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والى أهالي المنطقة والى كل من زودنا بمعلومات عن هذه المنطقة، وأزف بشرى مرة أخرى لأهالي المدينة ومحبيها ان مدينتكم ستزول منها السلبيات وستصبح مدينة تراثية يتذكرها الاجيال.
وفي جولة على دواوين المنطقة وبعض موظفي الشركة القدامى الذين أبدوا ارتياحهم للقرار الذي لقي صدى كبيرا في نفوسهم، أبوعبدالله يتجاوز الثمانين عاما قال: خبر سعيد في سنة نرجو أن تكون سعيدة على الكويت، أزالوا في السبعينيات قرية الشعيبة الذي كتب عنها المؤرخون انها موجودة منذ أكثر من 200 سنة وتوزع أهاليها وسكانها على مناطق أخرى، وكادوا يعملون نفس الغلطة التي حصلت في الشعيبة مع سوقها ومعالمها لولا تدخل أهالي المنطقة للحفاظ على معالمها، الاحمدي مدينتنا، صحيح انها فقدت بريقها حيث كانت الاولى بين المحافظات بالمهرجانات الوطنية وتحصد الجوائز.
المصدر “الانباء”
قم بكتابة اول تعليق