حسن كرم: العراقية دشنت رحلاتها إلى الكويت فماذا عن الكويتية

من المقرر ان تدشن الخطوط الجوية العراقية اولى رحلاتها الاعتيادية بين بغداد والكويت في سلسلة رحلات اعتيادية مقررة تنظيمها من مدن عراقية الى مطار الكويت..
تسيير الرحلات الجوية بين الكويت والعراق يتم بعد انقطاع على اثر الغزو العراقي المجرم للكويت، ويتم على اثر تصفية الخلافات والمسائل العالقة بين مؤسستي الخطوط الجوية الكويتية ونظيرتها الخطوط العراقية وهي القضية التي انتهت بالتراضي على طريقة لا ضرر ولا ضرار..
انا شخصيا سرني جدا اعلان الخطوط العراقية تسيير رحلاتها المباشرة من مدن عراقية الى الكويت، ويسرني اكثر عندما ارى كل خطوط الطيران من كل البلدان في العالم تحط طائراتها في مطار الكويت، فعندما يتحول مطار الكويت مركزا رئيسا لخطوط الطيران العالمية في المنطقة، فذلك يدل على اهمية موقع الكويت الذي يعد قلب العالم ويدل على اهمية الكويت كمركز تجاري ومحطة ترانزيت من والى مدن العالم، فالكويت كانت قبل ازدهار مدن خليجية لاسيما دبي وقبل نشوب الحروب الخليجية والغزو العراقي كانت المحطة الرئيسة بل الاولى لخطوط الطيران العالمية التي كانت في حينها تجوب العالم فكانت تنزل طائراتها في مطار الكويت اما للتزود بالوقود أو لغرض رحلات الترانزيت، هذه كانت الكويت في حقبة النجاح والعصر الذهبي، ولعل املنا ان تعود الى موقعها الطبيعي والى عصرها الذهبي، غير ان الامور لا تتحقق بالاماني وانما بالجهد والتفاني والاخلاص.
نزول الطائرة العراقية في مطار الكويت مجددا بعد انقطاع يقترب من الربع قرن، يجعلنا ان نتساءل ماذا عن طائرنا الميمون، ماذا عن الخطوط الجوية الكويتية وطائراتها المتهالكة ورحلاتها المتوقفة، وغموض مصيرها المستقبلي وغياب استراتيجيتها في سوق طيران شديد المنافسة وشديد الحركة..؟
كنا نأمل بمجرد تحويل الخطوط الكويتية من الادارة الحكومية الى شركة ستنقضي كل مشاكلها بين ليلة وضحاها، وستعود الى حيث تحتل مكانتها المرموقة وسمعتها المتميزة في عالم الطيران والى محطاتها المتوقفة عنها..
لكن للاسف خاب املنا، والآن تأكد لنا ان العلة ليست بالمؤسسة ان كانت حكومية أو شركة فتدار بعقلية تجارية وانما العلة بالادارة، العلة بالقيادة، العلة بالمسؤولين الذين يديرون تلك المؤسسة وينقلونها من فشل الى فشل اعظم..!!
فماذا يقيد الادارة الجديدة حتى تعجز عن الخروج من المعوقات السابقة..؟!!
وماذا يقيدها حتى تعجز عن تجديد اسطول طائراتها المتهالكة..؟!!
لماذا نسمع من رئيس مجلس ادارة الكويتية جعجعة ولا نرى عجينا أو خبزاً؟ وبصراحة لا نريد من رئيس مجلس الادارة ولا من أي مسؤول في الخطوط الكويتية تصريحات أو اعذارا، فلقد شبعنا تصريحات ومللنا من الاعذار.. بقدر ما نريد ان نرى عملا ينتشل طائرنا الازرق من واقعه المأساوي، نريد ان نرى طائرات كويتية حديثة، نريد ان تنتظم رحلات الكويتية الى مدن العالم، نريد ان نرى على الارض وفي الجو خدمات متميزة.. لا تهمنا نحن المواطنين والمحبين للطائر الازرق المشاكل الداخلية، ولا يهمنا كم عدد الموظفين الذين تقاعدوا أو الذين ما زالوا في الخدمة، فهذه وغيرها مشاكل داخلية يفترض حلها في معزل عن الامور الفنية من سرعة تجديد اسطول الطائرات وتنظيم الرحلات واستعادة المحطات المغلقة..
وللعلم وللتذكير الخطوط الجوية العراقية التي يستقبل مطار الكويت اولى رحلاتها من مطار بغداد كانت في وضع اسوأ من وضع الخطوط الكويتية ماليا وفنيا، وقد تم حل المؤسسة ورحل عنها خيرة موظفيها من الفنيين والاداريين وكانت طائراتها (وهي طائرات قديمة) متوقفة عن الطيران أو مركونة في مطارات الاردن وتونس وغيرهما من المطارات.. والآن في خلال بضعة اسابيع قليلة بعد حل خلافها مع الخطوط الكويتية تعود الخطوط العراقية الى كامل لياقتها وتعود الى التحدي للخطوط الكويتية في عقر دارها.. فأي عذر وأي مبرر بعد ذلك للخطوط الكويتية حتى تقنع به المواطن..
لذلك اعود واقول، فإنه الفشل هو فشل لمجلس ادارة الكويتية، وعليها ان تثبت نجاحها أو لترحل، وذلك اكرم لهم وللمؤسسة..

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.