
رغم انه اعتبر ان مسيحيي الكويت يمارسون شعائرهم في هذا البلد المنفتح، الا ان النائب البطريركي العام في لبنان المطران بولس صياح استدرك بالقول «اننا نتوق الى حرية اوسع»، معلقا على بعض الدعوات السابقة لهدم الكنائس في بالقول ان «الهدم ليس من شيم الكويت التي تبني، واذا كانت هنالك اقلية تقول بذلك فهذا ليس رأي الكويتيين بشكل عام، وكما نحترم رأي الناس نرجو ان يحترموا اراءنا».
وجدد المطران صياح في حوار مع صحيفة «الراي» على هامش الزيارة التي قام بها الى البلاد للمشاركة في احتفالات القديس مارون، جدد تأكيده «اننا نحترم ارادة الكويتيين الذين يقررون كيف يريدون ادارة بلدهم وما الذي يرونه موافقا لهم».
وبالحديث عن الديموقراطية التي اعتبرها «ككل شيء نسبية»، لفت المطران صياح الى انه لا يمكن الكلام عن ديموقراطية مطلقة في اي مكان من العالم.
• بداية لا بد لنا من السؤال عن سبب الزيارة التي تقومون بها للكويت؟
– الزيارة هي مناسبة سنوية يحتفل فيها المسيحيون العرب في هذه البلاد بعيد القديس مارون، الذي هو شفيع ومؤسس الكنيسة المارونية، ويعتبر القديس مارون قديس الكنيسة الجامع كونه قديسا من القرن الخامس، اي قبل الانقسامات، فهو ليس للموارنة فقط بل يحتفل بذكراه المسيحيون المشرقيون كافة.
ونحن هنا للاحتفال مع المسيحيين العرب بهذه المناسبة، ويسعدني ان اشعر بهذا الانفتاح في الكويت، واثمن غاليا الموقف الكويتي الذي ينم عن الكبر الذي نعرفه في الكويت واهلها.
• هل ستكون لكم اي لقاءات مع مسؤولين كويتيين على هامش الزيارة؟
– رغم انني نائب البطريرك الماروني الا انني لست هنا بهذه الصفة بل كرجل دين لاحتفل بعيد القديس مارون، كما انه لم يتم طلب اي مواعيد للقاء مسؤولين في الكويت.
• بالحديث عن الانفتاح الذي تشهده الكويت، كيف ترون الحرية الدينية في الكويت، خصوصا من ناحية ممارسة الشعائر الدينية للطائفة المسيحية؟
– اولا لدينا كنيسة في الكويت، واذا كان هناك كنيسة فبالامكان ان يكون هناك كنائس، الموقف هو المهم وهذا جيد.
نحن نطمح دائما الى انفتاح اكبر وتبادل اكبر للعمل معا والتعاون في سبيل تمكين الجميع من الممارسات التي يريدون القيام بها.
في الكويت نشعر بان المسيحيين يمارسون شعائرهم، ولكن هنالك بعض المعترضين وهذا حق، فنحن نؤمن بالديموقراطية وبحرية الكلام، ولكن دائما نتوق الى حرية اوسع من خلال تمكين كافة الاديان والجماعات من اخذ اكبر قسط من الحرية التي يريدون ممارسة شعائرهم من خلالها.
نحن في بلد نحترمه ونحترم قوانينه وارادة المسؤولين عنه، ولسنا هنا لنقول للمسؤولين كيف يجب ان يديروا بلدهم، بل نشكرهم على حفاوتهم ونتمنى أن تكون العلاقات ليس فقط بين الكنيسة والكويت على احسن ما يرام، ولكن نحن في الدول العربية كافة نحترم الكويت وبصفتي لبنانيا اثمن العلاقة بين بيروت والكويت، وهناك تعاون وتعاضد في نواح عديدة اقتصادية وسياحية وثقافية وهو امر نثمنه.
• هناك من نظر الى انتقال الكرسي الرسولي من الكويت الى البحرين بعين الشك حيال الديموقراطية في الكويت وحرية ممارسة الشعائر الدينية، ما رأيكم بالامر؟
– لست على بينة كاملة من هذا الواقع، فكنت بعيدا عن الدول العربية لفترة طويلة، والامر يعود الى المطران بالين.
ليست لدي التفاصيل الكاملة، واعتقد انه كما اعطت الكويت ارضا للكنيسة هنا كان يمكنها اعطاء ارض اخرى.
• تصفون الكويت ببلد الانفتاح، ولكن رغم ذلك خرجت في الكويت سابقا اصوات تنادي بهدم الكنائس، كيف رأيتم الامر؟
– في الدول العربية هناك اقليات لها رأيها ونحن لا نشاطرهم به، وعلى البشر ان يتحابوا ويتساعدوا وان يبنوا معا وليس ان يهدموا، لاننا نعلم ان الهدم ليس من شيم الكويت التي تبني كما نعلم جميعا، انما اذا كان هنالك اقليات فنحن نعلم ان هذا ليس رأي الكويتيين بشكل عام، وكما نحترم رأي الناس نرجو ان يحترموا اراءنا.
• هل هذا يعني انكم راضون عن التعايش المسيحي – الاسلامي في الكويت؟
– نشكر الله على ما نعرفه، وطبعا نتوق الى اكثر من ذلك، والكثيرون من الكويتيين يتوقون كذلك لاكثر مما هي عليه الامور، ولكن مرة اخرى نحترم ارادة الكويتيين الذين يقررون كيف يريدون ادارة بلدهم وما الذي يرونه موافقا لهم.
نحن نطالب الجميع باحترام حقوق الانسان وضمان الحريات، ولكن في هذا الامر كل بلد يحدد مستوى الحرية التي يريد ان يمنحها لشعبه وللشعوب التي تتواجد على ارضه.
• تحتضن الكويت مركز الوسطية العالمي، ما ابرز الخطوات التي يجب اتباعها للتقريب بين المذاهب، لاسيما في ظل دعوات متبادلة سواء لهدم الكنائس او لحرق المصحف الشريف؟
– اعتقد بان غالبا ما يكون الجهل من الاسباب الاساسية للتباعد بين الناس، فعلى الناس ان يتجالسوا ويتحاوروا ويصغوا لبعضهم البعض، وانذاك سيكتشف كل الاخر ويرى ان الانسان اولا انسان والدين من الامور التي لكل شخص ممارستها على طريقته الخاصة، ولا اكراه في الدين.
اعتقد ان المعرفة من حيث التعرف للاخر والاصغاء له واعطائه الحرية ليكون ما يريد، فلا يمكن ان نفرض على اخر ما اريده ان يكون بل يجب تمكينه من ممارسة ما يراه، اضافة الى الاحترام المتبادل، خصوصا في ظل الفروقات التي ليست بالضرورة سلبية.
فالتعارف يغني الطرفين لان لدى كل انسان وفي كل دين امورا سامية جدا، ولاجل هذا ننادي بالحوار الذي يبرز الامور التي يمكن معها لكل دين ان يغني الطرف الاخر.
قم بكتابة اول تعليق