مؤتمر المهندسون الشباب قادة المستقبل يبحث العلاقة بين الهندسة والتكنولوجيا

واصل مؤتمر (المهندسون الشباب – قادة المستقبل) المقام هنا برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه فعالياته لليوم الثاني على التوالي متناولا محور (الهندسة والتكنولوجيا).

واستهلت جلسات اليوم من المؤتمر الذي ينظمه الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية ومنظمة التربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) بالتعاون مع جمعية المهندسين الكويتية بورقة عمل لمدير الجمعية الأمريكية للهندسة الميكانيكية مايكل ميشاد استعرض فيها أحدث ما توصل اليه العلم في مجال الصناعات التكنولوجية القادرة على حل العديد من المشاكل البيئية والمجتمعية.

ونوه ميشاد بالتطور الكبير الذي شهدته وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية وأثر ذلك في سرعة التواصل والحصول على المعلومات بكل سهولة ويسر وفي علاقة النمو المتزايد في المعلومات وبناء العلاقات عبر شبكة الانترنت وأهمية استخدام الصناعات التكنولوجية في حل المشكلات مستعرضا بعض الأجهزة التكنولوجية الحديثة التي ساعدت الكثير من البشر على استخدامها نظرا الى تكلفتها البسيطة.

ودلل على كلامه بقوله ان حاضنة أطفال تكلف نحو 20 ألف دولار أمريكي وبالتقدم التكنولوجي والأفكار الابداعية للمهندسين حيث تم عمل جهاز مماثل بتكلفة لا تتعدى 20 دولارا.

وأكد أهمية دور المهندسين الشباب في ايجاد حلول وأفكار ابداعية لايجاد أجهزة بديلة لتلك التي تحتاج الى ميزانيات ضخمة بغية اتاحة الفرصة لما نسبته 90 بالمئة من فقراء العالم لاستخدام تلك الأجهزة.

وقال ميشاد ان المهندسين تقع على عاتقهم مسؤولية ايجاد طرق ووسائل تكنولوجية لتخفيف أعباء البشر وحل المشكلات التي يمكن حلها عن طريق المعلومات المتوافرة على شبكة الانترنت مبينا ان تخصص الهندسة الميكانيكية قد يساعد في حل العديد من المشكلات من خلال ايجاد طرق حل المشكلات البيئية والمجتمعية.

من جانبه استعرض عضو الجمعية الأمريكية لبرنامج الهندسة المدنية كايل تويتشل في الورقة الثانية من الجلسة الدور الذي تقوم به الهندسة لتحسين البيئة من خلال عمليات تكنولوجيا الزراعة منوها بدور الحكومة الأمريكية في تشجيع المواطنين على الزراعة المثمرة بالحدائق المنزلية خاصة بعد الحروب حتى تحولت الى ظاهرة عامة في معظم مناطق الولايات المتحدة الأمريكية.

وبين تويتشل ان هناك العديد ممن يعيشون في المناطق الريفية يعملون في الزراعة لاسيما في ظل عدم امكانية الزراعة داخل المدينة مشيرا الى اعصار (ساندي) الذي ادى حدوثه الى نفاد الغذاء ما يتطلب ايجاد طرق بديلة للزراعة لتوفير الغذاء عند حدوث الأزمات.

وأوضح أن فكرة (الأسقف الخضراء) تولدت بعد هذه الأزمات من خلال استغلال الأسقف الخرسانية والمسطحات العليا للبنايات في المدن في مجالات الزراعة الانتاجية مبينا ان الحكومة الأمريكية شجعت الشباب على وضع آليات لتحفيزهم فكان الإعصار الذي اجتاح احدى الولايات عاملا مساعدا في توفير المناخ المناسب لتحفيز الشباب.

من جهته شدد مشرف عام جمعية مهندسي البترول الدكتور المهندس عبدالله السيد على ضرورة ايجاد آليات جديدة للنهوض بالمهندس الكويتي وجعله في مرتبة متميزة في العالم من خلال دعم ورعاية الدولة لفئة الشباب وتوفير بيئة مناسبة تدفع نحو وجود كوادر هندسية ووطنية معتبرا الهندسة رمزا لتقدم الحضارات التي كانت تتباهى وتفتخر بازدهار المعرفة.

وأشار السيد الى البابليين وحدائقهم المعلقة واليونانيين ومعابدهم والمصريين وأهراماتهم وغيرها من الحضارات موضحا ان الحياة أصبحت افضل بفضل التقدم في مجال الهندسة والتكنولوجيا كثورة الاتصالات والكهرباء.

وأوضح أن التحديات التي تواجه بعض الدول “قد تختلف عن التحديات التي تواجهنا في الكويت منها عزوف الطلبة الشباب عن دراسة الهندسة الا ان ذلك لا ينطبق علينا في الكويت فهناك اقبال شديد على انضمام للكليات الهندسية”.

وأرجع ذلك الاقبال الى الرواتب العالية والمكانة الاجتماعية والارتقاء بمستوى المعيشة في البلاد والارتقاء بمكانة الكويت اقليميا وعالميا مع وجوب الاخذ بعين الاعتبار مفاهيم تتعلق بالاستقلالية والاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس “وهذه الدوافع كفيلة بأن تجعل الطالب يتخصص بالهندسة ويستمر بها رغم صعوبتها”.

وأكد وجوب تحسين العملية التعليمية في كلية الهندسة وتقوية أواصر العلاقة بين الصناعة والجامعة عن طريق انتداب أعضاء هيئة التدريس للمشاركة بالمشاريع والابحاث وأيضا عن طريق الاستشارات التقنية لما من شأن ذلك أن يؤدي الى ضمان اعطاء الطلبة التقنيات المتطورة مع وجوب اشراكهم في المشاريع الحكومية لمقرر التصميم (الديزاين).

وذكر الدكتور السيد ان المهندسين في الكويت يعملون تحت وظائف اشرافية لا تنفيذية “وذلك خطأ كبير لانه يضعف من المواهب والطموح ويحقق التكدس الوظيفي بينما نريد للمهندسين أن يكونوا قادة المستقبل ما يؤثر بالتالي على وضع الكويت ومكانتها اقليميا وعالميا”.

ورأى الحل الامثل للخروج من هذه المشكلات التي تقف أمام المهندسين في الكويت متمثلا بالاهتمام بهم وبعملهم في تخصصاتهم واقامة شراكات بين القطاعين الخاص والحكومي والاهم من ذلك الاكتفاء الذاتي والاستقلالية.

من جانبه أشار السكرتير العام للاتحاد الاوروبي للجمعية الوطنية للخدمات الهندسية في بلجيكا ديريك بوتشر الى وجود نقص في الكوادر الهندسية المحترفة حول العالم “ويتطلب هذا العجز تشجيع أولياء الامور والتربويين على توجيه الابناء للالتحاق بهذه المهنة”.

وقال بوتشر ان العالم يواجه العديد من التحديات وهناك حاجة ماسة لمهندسين قادرين على العمل في كل بقاع العالم وعلى حل المشكلات العالمية والتعامل مع مهنة الهندسة في مختلف أنحاء العالم وتكون لديهم مرونة وعقلية قادرة على التعامل مع الآخرين ومساعدتهم.

وأوضح أن أي منظمة تريد المنافسة في السوق العالمية تبحث عن الكفاءات المهنية من المهندسين الأكفاء مشيرا الى الحاجة للمهندس العالمي لفتح آفاق جديدة للمستقبل والحاجة الى قاعدة بيانات للمهندسين المتخصصين على مستوى العالم.

واستعرض مشروع البطاقة الهندسية التي تشبه الهوية الشخصية “الا أنها تحوي معلومات تخصصية عن حاملها بحيث توشح السجل الهندسي للمهندس طبقا للمعايير الدولية” مبينا ان هناك 32 دولة أوروبية تستفيد من تلك البطاقة ولديها قاعدة بيانات عن كل مهندسيها وتخصصاتهم وخبراتهم.

بدوره استعرض الدكتور موسى المزيدي من قسم الهندسة الكهربائية في كلية الهندسة بجامعة الكويت صفات ينبغي ان يتحلى بها المهندس “تشمل التفاؤل الدائم لذا لابد من البحث عن الجوانب المضيئة في أي مشروع هندسي الى جانب تحليه بميزة وضوح الأهداف والابتعاد عن رؤية العقبات”.

وأشار الدكتور المزيدي أيضا الى معدلات النجاح ومدى تمتع الشخص بالصفات التي تمكنه من الفخر بعمله في أي مجال يعمل به بما في ذلك المهندس الذي تواجه تحديات يومية تقف حجر عثرة أمام عمله الهندسي.

ولفت أن طالب الهندسة يواجه تحديا لناحية أسس التعليم بما في ذلك محاولات الاحباط الذي يتعرض لها في المشاريع التي يتقدم بها في فصله الدراسي لذا ينبغي تحقيق الطالب للتوازن بين معادلات النجاح مع ما يتعرض له احيانا من احباطات.

وشدد على ضرورة تحقيق الطالب الهدف الذي ينشده مهما واجهته العراقيل وتطلعه لمزيد من النجاح والعمل على تحقيق المعادلة الخاصة به والسعي نحو التقدم في خطوات النجاح والتميز وفق ما يراه في برنامج عمله ودراسته.

وقدمت الورقة الاخيرة في جلسات اليوم ممثلة دولة سنغافورة في لجنة الشباب العالمية مي لينق فام تحدثت خلالها عن مؤتمر ستستضيفه بلادها في شهر سبتمبر المقبل يعنى بالتحديات التي تواجه المهندسين ومن ذلك التمويل والتحفيز وتغييرات المناخ ودور المهندسين بهذا الصدد.

وقالت فام ان المؤتمر سيتطرق أيضا الى العديد من القضايا الخاصة بالمهندسين بمشاركة مهندسين كبار وخبرات دولية “ما يدل على اهتمام العالم ككل بالمهندسين ومواجهة كل التحديات التي تقف حجر عثرة امامهم”.

يذكر ان موتمر (المهندسون الشباب – قادة المستقبل) انطلق هنا أمس ويناقش فيه ممثلو 105 منظمات هندسية عالمية موضوعات تعنى بمهارات المهندسين وتشجيعهم ورعاية مشاريعهم وتناول في يومه الاول أمس محور (الشباب) على ان يناقش في يومه الثالث غدا محور (العالمية والعلاقات الدولية).

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.