المزيدي: 47% من الطلبة لا يرغبون في العمل بالهندسة

أعلن الدكتور موسى المزيدي من قسم الهندسة الكهربائية في كلية الهندسة جامعة الكويت ان %13 من الافراد يكرهون المهندس و%47 لا يرغبون في الانخراط في الحقل الهندسي.

جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر المهندسين الشباب «قادة المسقبل» الذي يقيمه الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية ومنظمة اليونسكو بالتعاون مع جمعية المهندسين الكويتية برعاية سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح.

استهلت الجلسة بورقة عمل لمدير الجمعية الأمريكية للهندسة الميكانيكية مايكل ميشاد استعرض خلالها احدث ما توصل اليه العلم في مجال الصناعات التكنولوجية القادرة على حل العديد من المشاكل البيئية، منوها بالتطور الرهيب الذي شهدته وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية وأثر ذلك في سرعة التواصل والحصول على المعلومات بسهولة ويسر، لافتا الى ان نحو %90 من الوسائل والمنتجات التكنولوجية يستخدم لدى القلة من الناس والـ%10 فقط للعموم.

وتناول ميشاد تاريخ تطور الأجهزة والماكينات، منوها بأهمية دور المهندسين الشباب في ايجاد الحلول والأفكار الابداعية لايجاد أجهزة بديلة لتلك التي تحتاج الى ميزانيات ضخمة لاتاحة الفرصة لما نسبته %90 من فقراء العالم لاستخدام تلك الأجهزة.

واختتم محاضرته باستعراض الخطوات الأربع لبناء الشبكات وتشمل تطوير القدرات والتجديد والابداع وتطوير البنية التحتية، لافتا الى ان التزايد الرهيب في اعداد البشر حول العالم يشكل تحدياً كبيراً أمام المهندسين الميكانيكيين تحديدا.

الأسقف الخضراء

الورقة الثانية قدمها عضو الجمعية الأمريكية لبرنامج الهندسة المدنية كايل تويتشل تناول خلالها الدور الذي تقوم به الهندسة لتحسين البيئة من خلال عمليات تكنولوجيا الزراعة، متسائلا كيف يمكن للهندسة المدنية عمل التربة فوق الأسطح العالية «السقف الأخضر»، منوها بإعصار ساندي الذي ادى حدوثه الى نفاد الغذاء، الأمر الذي يتطلب ايجاد طرق بديلة للزراعة لتوفير الغذاء في الازمات.

ولفت الى انه من هنا تولدت فكرة الأسقف الخضراء من خلال استغلال الأسقف الخرسانية والمسطحات العليا للبنايات في المدن في مجالات الزراعة الانتاجية.

وأوضح ان تحويل الاماكن غير المأهوله الى مناطق سكنية يحتاج الى كوادر شبابية حيث عمدت الحكومة الى تدريب الشباب على المشاركة الفعالة وبطرق هندسية علمية حديثة فضلا عن شغل الاماكن التي تحتاج الى تطوير بما في ذلك الزراعة في اسطح المنازل وكيفية تهئية التربة.

قتل المواهب

من جهته قال مشرف عام جمعية مهندسي البترول المهندس عبدالله السيد ان المطلوب ايجاد اليات جديدة للنهوض بالمهندس الكويتي وجعله الأفضل في العالم وهذا يأتي من خلال دعم ورعاية الدولة لفئة الشباب من خلال خلق بيئة مناسبة تدفع نحو وجود كوادر هندسية ووطنية.

وأكد السيد ان التحديات التي تواجه بعض الدول قد تختلف عن التحديات التي تواجهنا في الكويت، منها عزوف الطلبة الشباب عن دراسة الهندسة، ولكن هذا لا ينطبق علينا في الكويت، فهناك اقبال شديد للانضمام للكليات الهندسية ومن اسباب ذلك، الرواتب العالية، المكانة الاجتماعية، الارتقاء بمستوى المعيشة في البلاد، الارتقاء بمكانة الكويت اقليميا وعالميا، ولكن يجب علينا الاخذ في الاعتبار، الاستقلالية، والاكتفاء الذاتي، والاعتماد على النفس، وهذه الدوافع كفيلة ان تجعل الطالب يتخصص بالهندسة ويستمر بها على الرغم من الصعوبة.

وشدد على ضرورة تحسين العملية التعليمية في كلية الهنددسة، وتقوية أواصر العلاقة بين الصناعة والجامعة، عن طريق انتداب أعضاء هيئة التدريس للمشاركة بالمشاريع والابحاث، أيضا عن طريق الاستشارات التقنية، ويؤدي ذلك الى ضمان اعطاء الطلبة التقنيات المتطورة، ولابد أيضا من اشراك الطلبة في المشاريع الحكومية لمقرر «الديزاين».

وأكد السيد ان المهندسين في الكويت يعملون تحت وظائف اشرافية وليست تنفيذية، وهذا خطأ كبير لانه يعمل على قتل المواهب، والقضاء على الطموح، والتكدس الوظيفي، وقتل المعنويات، وهذا ما لا نريده في مهندسين سيكونون قادة المستقبل، وهذا يؤثر في وضع الكويت ومكانتها اقليميا وعالميا، ويضعها طوال الوقت كدولة مستهلكة.

ورأى د.عبدالله السيد ان الحل الأمثل للخروج من هذه المشاكل التي تقف امام المهندسين في الكويت، هو الاهتمام بهم، وعملهم في تخصصاتهم، واقامة شراكات بين القطاع الخاص والحكومي، والاهم من ذلك الاكتفاء الذاتي والاستقلالية.

نقص

بدوره اشار السكرتير العام للاتحاد الأوروبي للجمعية الوطنية للخدمات الهندسية في بلجيكا ديريك بوتشر الى وجود نقص قي الكوادر الهندسية المحترفة حول العالم، لافتا ان هذا العجز يتطلب تشجيع أولياء الامور والتربويين على تشجيع الأبناء للالتحاق بهذه المهنة.

ولفت الى ان العالم يواجه العديد من التحديات وان هناك حاجة ماسة لمهندسين قادرين على العمل في كل بقاع العالم، قادرين على حل المشاكل العالمية، لديهم مرونة وعقلية قادرة على التعامل مع الآخرين ومساعدتهم.

ولفت الى ان أي منظمة تريد المنافسة في السوق العالمي تبحث عن الكفاءات المهنية من المهندسين الأكفاء، مشيرا الى الحاجة الى قاعدة بيانات للمهندسين المتخصصين على مستوى العالم.
واستعرض المحاضر مشروع البطاقة الهندسية والتي تشبه الهوية الشخصية الا انها تحوي معلومات تخصصية عن حاملها، مشيرا الى ان هناك 32 دولة اوروبية تستفيد من تلك البطاقة ولديها قاعدة بيانات عن كل مهندسيها وتخصصاتهم وخبراتهم، وأخيرا تم توقيع بروتوكول مع ثماني دول اخرى.

إحباط

من جانبه استعرض الدكتور موسى المزيدي من قسم الهندسة الكهربائية في كلية الهندسة جامعة الكويت، الصفات التي يجب ان يتحلى بها المهندس، مشيرا الى ان الطالب الهندسي يواجه تحدياً في اسس التعليم بما في ذلك محاولات الاحباط الذي يتعرض لها في المشاريع التي يتقدم بها في فصله الدراسي وكثيرا ما يصطدم بواقع مرير في شارعه ودراسته، وبالتالي كيف لك ان تحقق التوازن في معادلات النجاح مع ما تتعرض له احيانا من احباطات.

واكد على ضرورة تحقيق الهدف الذي تنشده مهما واجهت من عراقيل لتشبع رغبتك الجامحة التي تتطلع الى المزيد من النجاح وتعمل على تحقيق المعادلة الخاصة بحياتك والسعي نحو ان تتقدم خطوات النجاح والتميز وفق ما تراه في برنامج العملي والدراسي في حياتك، مشيرا الى ان %13 من الافراد يكرهون المهندس و%47 لا يرغبون الانخراط في الحقل الهندسي، لافتا الى ان من القواعد التي تحفز الطالب هي التشجيع واعطاؤه الثقة بنفسه حتى وان لزم الامر منحه تكريما بسيطا كعامل مساعد لتحفيزه للمزيد من الجد والاجتهاد في دراسته الهندسية.

الورقة الأخيرة قدمتها ممثلة دولة سنغافورة في لجنة الشباب العالمية مي لينق فام، اعلنت خلالها ان العام الحالي سيشهد مؤتمراً في سنغافورة في سبتمبر المقبل حول التحديات التي تواجه المهندسين وسبل التمويل والتحفيز من قبل البنك الدولي في العمليات الانسانية الهندسية ومن ذلك تغيرات المناخ ودور المهندسين في هذا الصدد.
المصدر “الوطن”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.