
أكد استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري في مستشفى ابن سينا ومستشفى المواساة، د.هشام الخياط، في حوار مع «الكويتية»، أن معدلات الإصابة بأورام المخ ارتفعت لدى الكبار والأطفال، مرجعا ذلك إلى عدم تقنين التعرض للأشعة، مشيرا إلى إجراء 30 عملية لاستئصال أورام مخ للأطفال، و100 جراحة للكبار سنويا، حيث تجرى هذه الجراحات من خلال جهاز الملاح الطبي الذي يحدد مكان الورم، ويخول إجراء الجراحة من دون بنج كلي، ليكون المريض يقظا، للتأكد من عدم المساس بأي جزء آخر من المخ، سوى مكان استئصال الورم.
وأضاف أن هناك 20 بالمئة من الكويتيين يعانون آلام العمود الفقري، لافتا إلى أن الجراحات التداخلية حققت نجاحات هائلة في علاج «الديسك»، وأن أحدث الدراسات أثبتت أن الحركة هي الأفضل للمريض الذي يعاني آلام العمود الفقري، على عكس الراحة.
وأوضح أن أحدث الطرق في علاج آلام الكسور الناتجة عن هشاشة العظام، هي حقن المريض بالإبر الأسمنتية، مشيرا إلى تحقيق نتائج هائلة في علاج الصداع النصفي عن طريق إبر «البوتكس»، والتردد الحراري، وفي ما يلي نص الحوار:
● ما أكثر أمراض المخ والأعصاب والعمود الفقري انتشارا في الكويت؟
– آلام الظهر، هي أكثر أمراض العظام انتشارا في الكويت، ومعظمها تحدث، بسبب الخشونة وتقدم العمر، بالإضافة إلى التدخين والوزن الزائد، حيث تلعب هذه العوامل دورا مهما في إصابة الكثيرين بمشاكل الظهر والعمود الفقري، بالإضافة إلى عدم ممارسة الرياضة أو الحركة التي تساهم أيضا في زيادة الخشونة بالعمود الفقري.
وراثة الخشونة
● وهل تلعب الوراثة دورا في الإصابة بالخشونة؟
– نعم، يمكن أن تلعب الوراثة دورها في تعرض المريض للإصابة بالخشونة، وإن كانت تحدث في بعض الأحيان، إلا أن السمنة والأسباب التي ذكرناها تعد وراء الإصابة بآلام الظهر في الكويت.
● كيف يمكن علاج آلام الظهر أو ما يطلق عليه «الديسك»؟
– يمكن علاج الآلام الناتجة عن الخشونة، من خلال الحفاظ على الوزن وممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين، فقد أثبتت أحدث الدراسات أن الراحة تزيد من آلام الظهر، وأن الحركة ضرورية للعلاج، عكس ما يتبعه بعض المرضى من الراحة التامة، وعدم الحركة في حال شعورهم بآلام في الظهر.
كما أنه يمكن أن نبدأ بالعلاج التحفظي، الذي يتمثل في البدء بممارسة بعض التمرينات الرياضية، وفي حال استمرار الألم مع المريض يأخذ بعض المسكنات، مع الاستمرار في ممارسة بعض التمرينات الرياضية التي يصفها الطبيب.
الشباب أيضا
● هل يتعرض الشباب لهذا النوع من الآلام؟ أم أنها تصيب كبار السن فقط؟
– للأسف، بدأنا نشاهد هذه الآلام تظهر في الفئات العمرية الصغيرة، وبالتحديد الشباب، لعدم ممارستهم الرياضة، بالإضافة إلى انتشار السمنة بينهم بدرجة كبيرة، فضلا عن الجلوس لفترات طويلة أمام «بلاي استيشن»، و»ايفون»، و»اي باد».. وغيرها من الأجهزة التكنولوجية، التي دفعت بكثير من الشباب إلى الجلوس أمامها لساعات طويلة، ما يسبب لهم الكثير من المشاكل في العمود الفقري.
● ماذا عن معدلات الإصابة بآلام العمود الفقري في الكويت؟
– لا بد أن يعرف الجميع حقيقة مهمة، وهي أن كل شخص في الكويت سيصاب بآلام الظهر، إلا أنها ستستمر مع 20 بالمئة منهم، وخصوصا أن هناك عددا كبيرا من الكويتيين الذين يعانون نقص فيتامين «د»، حيث يعاني 90 بالمئة من الكويتيين من نقص في هذا الفيتامين، نتيجة عدم التعرض للشمس التي يحتاجها الجسم.
وكذلك، نحن نفتقد لفيتامين «د» كمكمل غذائي في الأطعمة التي نتناولها، ما يسفر عن انتشار خشونة المفاصل بصفة كبيرة، لذلك ندعو الجميع إلى الاهتمام بفيتامين «د»، لأنه يحمي من الإصابة بالخشونة، كما أنه يقلل من الإصابة بالأورام ويعالج سقوط الشعر.
أحدث التقنيات
● نود أن نتعرف على أحدث التقنيات في علاج الديسك حاليا؟
– الآن نعتمد على البرنامج الشمولي في العلاج، بحيث يتعرف المريض على أفضل الحلول لعلاجه، من خلال فريق متكامل يضم أطباء متخصصين في علاج الآلام والعمود الفقري، يتولون توعية المريض بالحلول المتاحة له، وليس مثل السابق، حيث كان التدخل الجراحي هو الحل الوحيد.
أما الآن، فنبدأ مع المريض بالعلاج الدوائي الذي حقق تطورا كبيرا، ويتم إعطاء الدواء للمريض، من خلال إبر تصل إلى العصب الملتهب فقط، بحيث لا يصل الدواء إلا للعصب المؤدي للآلام حتى لا ينتشر في الجسم كله، وذلك من خلال الأشعة التداخلية التي توجه العلاج إلى العصب الذي يرغب الطبيب في علاجه فقط.
وفي حال عودة الألم بعد 6 أشهر يتم حقن المريض بالإبرة مرة ثانية، أما إذا تكرر الألم بعد 6 أسابيع، فيتم التدخل من خلال المنظار، والذي يتميز بعلاج المريض، من دون أن يفقد كمية كبيرة من الدم، كما يمكنه أن يعود إلى ممارسة حياته الطبيعية بعد أسبوعين فقط.
● هل هناك فرق بين الخشونة والديسك؟
– تبدأ الإصابة بالخشونة التي تتطور مع مرور الوقت وتصبح «ديسك» يؤثر في حركة المريض، وهو ما يطلق عليه عرق النساء، فتبدأ التدخلات الدوائية أو الجراحية، ولكن 80 بالمئة من المرضى يتحسنون بعد 6 أسابيع. أما إذا لم يتحسن المريض بعد هذه الفترة، فإننا سنضطر إلى إجراء جراحة لاستئصال هذه القطعة، لكن من المهم عدم استمرار الألم المزمن لفترة طويلة، لأنه قد يؤثر في الإشارات العصبية في المخ، وربما يصل إلى مرحلة لا ينفع معها استئصال الديسك.
ومع تقدم العمر قد يحدث ضيق في القناة الشوكية للمرضى الذين يعانون خشونة المفاصل، ومن ثم نجري جراحة اليوم الواحد، بحيث نضع للمريض دعاميات تمكنه من المشي، وتتم تحت بنج خفيف جدا.
المناظير
● حققت المناظير طفرة هائلة في علاج جميع الأمراض، فماذا عن دورها في علاج العمود الفقري؟
– نستخدم المناظير في تثبيت الفقرات، من خلال فتحات بسيطة تصل إلى 5 سم، بالإضافة إلى أن الآثار الجانبية لها تكاد تكون منعدمة، بالمقارنة مع الجراحات التقليدية، حيث يمكن للمريض أن يمارس حياته بصورة طبيعية خلال أسبوعين تقريبا.
● هل تلعب الخلايا الجذعية دورا في علاج خشونة المفاصل؟
– مازال العلاج بالخلايا الجذعية تحت التجربة، وهناك دراسة تجريها وزارة الصحة مع جامعة «جون هو بكنز» الأميركية، حول بعض المواد التي تعيد الليونة للديسك، لكن نتائجها قد تظهر خلال فترة تتراوح بين 6 أشهر وسنة، لكن ليس هناك خلايا جذعية في الكويت، فالعلاج بها يحتاج إلى ملايين الخلايا، في حين يصل ما يعطيه البعض في الكويت لعلاج خشونة الركبة إلى آلاف الخلايا، وهي ليست بالعدد الكافي الذي يعيد المفصل إلى حالته الطبيعية، ومن ثم يمكن القول بأن ما يروج له بالكويت عن العلاج بالخلايا الجذعية مجرد تسويق تجاري، حيث نه ليست هناك دراسات أثبتت أن الخلايا والجمعية تعيد نضارة الغضروف.
خبرات عالمية
● تحرص وزارة الصحة على جلب الخبرات العالمية، فما نصيب «ابن سينا» منها؟
– نناقش أسبوعيا في «ابن سينا» الحالات المعقدة مع «كليفلاند كلينك»، بالإضافة إلى تبادل الخبرات معهم، لكن 90 بالمئة من الجراحات تجرى على أيدي جراحين كويتيين.
● كم عدد المرضى الذين تستقبلهم العيادات الخارجية بالمستشفى؟
– نستقبل من 400 إلى 500 مريض شهريا، ولدينا فريق متكامل متخصص في الآلام والأعصاب والعمود الفقري لتقرير أفضل وأبسط حل لعلاج المريض وعودته إلى ممارسة
حياته بصورة طبيعية في أسرع وقت، كما نجري ما يقارب
من 200 إلى 250 عملية جراحية بالسنة.
تطورات حديثة
● سمعنا عن تطورات حديثة في استخدام المفاصل المتحركة، فهل هذا صحيح؟ وماذا عن أحدث التطورات في هذا المجال؟
– نعم، هناك تطورات كثيرة في المفاصل المتحركة، حيث نستخدمه مكان الغضروف، الذي يخرج من الديسك، ولكن هذه العمليات تجري لمن هم دون سن الأربعين، حتى تنجح العملية، كما أننا نجري أيضا جراحات متلازمة الريست، والتي تنتشر بين النساء أكثر من الرجال، حيث إن 20 بالمئة من الكويتيين مصابون بهذا المرض الذي يمكن علاجه، من خلال تقنية المنظار، في حال لم تستجب الحالة للعلاج الطبيعي، كما يصيب هذا المرض الأطفال أيضا، وتنتشر هذه الأيام آلام الرقبة، والتي تنتج عن استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة.
● في رأيك، هل اللجوء إلى عيادات الألم حل لعلاج بعض الآلام الروماتيزمية؟
– علاج الألم متوافر في الكويت، لكن من الضروري مراجعة الأطباء المختصين في هذا المجال، حتى يتأكد من أن هذا العلاج هو الحل الأمثل له، وأنه لا يحتاج إلى تدخل دوائي أو علاج الطبيعي أو جراحي.
استئصال الأورام
● وماذا عن أحدث التقنيات في استئصال أورام المخ؟
– أجرينا خلال السنوات الثلاث الأخيرة جراحات الدماغ، من دون تخدير كامل للمريض، حيث نقوم باستئصال الأورام والمريض مستيقظ، ويمكن من خلال جهاز «النفيجيتور» تحديد مكان الورم واستئصاله، حيث يتحدث الطبيب مع المريض خلال إجراء العملية ويطلب منه تحريك يديه للتأكد من عدم المساس بأي جزء آخر بالمخ.
● هل لمرض الصرع نصيب من العلاجات الحديثة؟
– 80 بالمئة من حالات الصرع يتم علاجها بالأدوية، لكن هناك 20 بالمئة من الحالات لا تستجيب للأدوية، ومن ثم يتم زرع بطاريات للمرضى للتقليل من احتمالية التشنج أو تحديد مكان بؤرة الصرع بالمخ ويتم علاجها جراحيا.
مرضى الأورام
● كم عدد مرضى الأورام الذين تستقبلونهم في مستشفى ابن سينا؟
– نجري حاليا جراحتين أسبوعيا لاستئصال الأورام بـ «ابن سينا»، ولكن الحمد لله معظمها أورام حميدة، تنتج جراء تعرض المرضى للأشعة، لذلك ننصح المرضى بعدم التعرض بصفة مستمرة للأشعة، لأنها تؤدي إلى الإصابة بالأورام، وهذا ما نراه كثيرا هذه الأيام.
● وهل فعلا هناك علاقة بين استخدام الهواتف المحمولة والإصابة بالأورام؟
– تجرى حاليا العديد من الدراسات للتأكد من ذلك، لكن ليست هناك نتائج تثبت العلاقة بين هذا المرض واستخدام الهواتف المحمولة، في حين تحذر دراسات أخرى من استعمال الأطفال أقل من 6 سنوات لهذه الهواتف. غير أننا نرى حاليا تزايدا في أعداد الأطفال المصابين بأورام المخ، فنحن في مستشفى ابن سينيا نجري 30 حالة استئصال أورام مخ للأطفال و100 حالة للكبار، بالإضافة إلى إجراء ما يقارب من 20 إلى 30 حالة ورم بالعمود الفقري، إلا أنه عادة ما تكون الأورام الموجودة خارج النخاع الشوكي حميدة، ويمكن القول بأن 99 بالمئة منها تكون أوراما حميدة.
أما تلك التي تكون داخل النخاع الشوكي، فلا بد من أخذ عينة وتحليلها للتعرف عما إذا كان الورم حميدا أم خبيثا.
الصداع النصفي
● الصداع النصفي مشكلة تؤرق الكثيرين في الكويت، فهل من جديد في علاجه؟
– نعم، الآن يستخدم البوتكس في علاج الصداع، حيث يؤدي إلى شلل في العضلة التي تسبب الصداع النصفي ويقلل من الآلام، بالإضافة إلى استخدام إبر التردد الحواري لعلاج الآلام الموجودة في مؤخرة الرأس، والإبر الصينية لعلاجه، وذلك كله بعد التأكد من فشل علاجه بجميع الطرق التحفظية.
● وماذا عن الجديد في علاج الآلام الشديدة الناتجة عن الكسور بسبب هشاشة العظام؟
– علاج الآلام الناتجة عن الكسور بسبب هشاشة العظام يتم حاليا باستخدام الإبر الأسمنتية التي تضمن لنا سرعة شفاء كبار السن، وعودتهم للحياة الطبيعية، حيث يتم استخدام الأشعة التداخلية وحقن الجزء المصاب بإبر أسمنت طبي، حتى يخف الألم، وتستعيد الفقرة طولها، وحديثا تم استبدال الأسمنت بالسيلكون، للتقليل من الكسور في الفقرات المجاورة.
وفي السنوات الأخيرة، تم استخدام الهندسة الطبية، كعلم النانو أو المحفزات الكيمياوية، لتحسين التحام العظم، وذلك بزيادة السطح المتقابل من الفقرات أو تهييج إنتاج، العظم ما يساعد على سرعة الشفاء.
صداع الأطفال
يعد الصداع لدى الأطفال أحد الأسباب الرئيسة التي تستدعي عرضهم على الطبيب بصفة مستعجلة، لأن أسباب الصداع متعددة، فالأطفال دائما يشكون من الصداع بمعدل حوالي 7 بالمئة منهم و15 بالمئة من اليافعين.
والصداع يمكن أن يؤثر سلبا في أنشطة الطفل. والأطفال الذين يعانون الصداع النصفي لا تشخص حالتهم بدقة، لهذا لا يعالجون. ولا بد من تتبع تاريخ المرض وعدد حالات حدوثه ومدة استمراريته وشدته والأعراض المصاحبة له.
الأطفال الذين يعانون الصداع النصفي لديهم تاريخ مسبق من المعاناة من مرض الحركة والدوار وزغللة بالعين، ويعاني 5 بالمئة من الأطفال و17 بالمئة من اليافعين الصداع النصفي. و60 بالمئة من الأطفال الذين يعانون الصداع النصفي من الذكور، و70 بالمئة منهم لهم تاريخ أسري للصداع النصفي في العائلة. والأطفال غالبية صداعهم النصفي من النوع العادي الذي لا يؤثر في الحركة والرؤي،ة عكس الصداع النصفي التقليدي، الذي يسبب زغللة في العين ووهنا في العضلات، والأطفال الذين يعانون التهاب الجيوب الأنفية 15 بالمئة منهم يعانون الصداع المتردد، الذي يكون سيئا في الصباح، أو الذي يحدث في الوقت نفسه كل يوم. والألم يتغير وفق وضع الرأس، وقد يقع بالعينين، ويستمر الرشح والاحتقان والكحة لأكثر من 10 أيام، وقد تظهر الحمى. ويمكن ظهور الصداع نتيجة التربنة أو خبطة بالرأس، وقد يكون حادا، وقد يستمر لعدة شهور. وقد يكون بسبب الصرع، ولاسيما بعد النوبة أو قبلها.
كيف أصبحت جراحا للدماغ والعمود الفقري؟
بعد التخرج في كلية الطب، ذهبت مباشرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث التطور والبحث الطبي، وقضيت 6 سنوات بجامعة ميامي، وعملت في ثاني أكبر مستشفى جامعي في أميركا، وهو «جاكسون مومريال»، حيث نجري فوق 5000 عملية بالسنة، وحصلت على البورد الاميركي وذهبت لعاصمة كندا، وحصلت منها على البورد الكندي، ثم عملت لسنة في جامعه دلاس في تخصص الأوعية الدموية والعمود الفقري وأجريت فوق 500 عملية.
وبسبب هذه الدراسة والتدريب المكثف، استطيع التعامل مع معظم حالات الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي والحركي بثقة ونسبة نجاح تفوق 95 بالمئة. والخبرة المكتسبة بعد التدريب مهمة، حيث عملت بعدها كاستشاري في المنطقة الشرقية بالمملكة السعودية، ثم فتحت أول وحدة جراحات عصبية وحركية في الكويت في 2007، والآن أعمل في «ابن سينا» و»المواساة» في البرج الثاني.
الوقاية من الصداع
عن كيفية الوقاية من الصداع، أكد د.هشام الخياط أن الوقاية من الصداع يمكن أن تتم عن طريق النوم الكافي والأكل المفيد وممارسة الرياضة بانتظام وفرد الرقبة والجزء العلوي من الجسم، ولاسيما لو كان العمل يتطلب الجلوس طويلا، بالإضافة إلى ترك التدخين، والاسترخاء والتنفس بعمق، والتقليل من الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لفترات طويلة.
قم بكتابة اول تعليق