افتتح حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه اليوم دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الرابع عشر لمجلس الأمة بالنطق السامي.
وفيما ما يلي نصه..
بسم الله الرحمن الرحيم “واتقو فتنة لا تصيبن الذين ظلمو منكم خاصة واعملو ان الله شديد العقاب ” صدق الله العظيم بسم الله وعلى بركته وهداه وبعونه تعالى نفتتح دور الانعقاد العادي الاول من الفصل التشريعي الرابع عشر لمجلس الامة ملتمسين منه جل وعلا العون والسداد والتوفيق والرشاد انه سميع مجيب.
الاخوة اعضاء مجلس الامة المحترمون.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احييكم اطيب تحية واهنئكم بفوزكم في الانتخابات العامة لعضوية مجلس الامة راجيا لكم التوفيق لما فيه خير الوطن والمواطنين واداء الامانة الجسيمة التي حملكم الشعب اياها كما يطيب لي ان اهنئ الجميع على انجاز عملية الانتخاب في اجواء حرة ديمقراطية نزيهة كانت موضع تقدير واشادة شعبنا الكريم والمراقبين العرب والاجانب وهي شهادة يعتز بها كل الكويتيين.
نحن اليوم ايها الاخوة على مشارف مرحلة جديدة فاصلة في ممارسة الديمقراطية النيابية فليس معقولا ولا مقبولا ونحن نحتفي بمرور خمسين عاما على اصدار دستورنا والعمل به ان نظل نتحدث عن “تجربة” نيابية بل يجب ان نتحدث عن انجاز حضاري مشهود ومسيرة ثابتة راسخة القواعد كاملة الاركان مسيرة لا رجعة فيها تجاوزت مرحلة التجارب الناشئة وصمدت في وجه العواصف والانواء الطارئة وواجبنا جميعا اليوم ان نعمل على انضاجها وترشيدها ونتعاون لتعزيزها وتطوير وتفعيل ادائها نستفيد من دورس الماضي سعيا للارتقاء بها الى الكمال المنشود وتحقيق اهدافها وغاياتها السامية.
الاخوة الاعضاء المحترمون..
تعرض وطننا وامننا في الاونة الاخيرة لأعمال غير مسبوقة ليست من الحرية ولا تمت للديمقراطية بصلة وانما تشكل انتهاكا صارخا للقانون وتنافي قيم الكويت وطبائع اهلها وتنذر بشر كبير وتهدد بإحراق ديرتنا.
اننا نرفض رفضا قاطعا المس بكرامة الناس او تجريحهم او الاساءة اليهم فليس هذا من الحرية او الشجاعة كما نرفض رفضا قاطعا اي خروج على القانون او محاولة لأن ياخذ احد حقه بيده او يضع القانون بين يديه مهما ظن انه صاحب حق او ان قضيته عادلة فالكويت هي وستبقى دائما بعون الله دولة قانون ومؤسسات قضاؤها مشهود له بالنزاهة والعدل وهو الملجأ والملاذ الأول والاخير لكل صاحب حق.
وقد وجهت الحكومة لاتخاذ كافة الاستعدادات والتدابير اللازمة للحفاظ على أمن الوطن وصيانة ثوابته وحماية استقراره.
الاخوة الاعضاء المحترمون..
يواجه اليوم وطننا العزيز جملة من التحديات الداخلية والاخطار الخارجية تعرقل مسيرته على طريق البناء والتقدم وتعيق جهوده لتحقيق التنمية حاضرا وتهدد أجياله القادمة مستقبلا ان لم نحسن التعامل معها وننشط جميعا لمواجهتها متعاونين متكاتفين لدفع شرورها واتقاء عواقبها.
ان التصدي لهذه التحديات والاخطار يجب ان يتصدر اولويات اعمالكم ويأخذ جل اهتمامكم فالوحدة الوطنية وتعزيزها وترسيخ مقوماتها ومحاربة الفتنة والفرقة وتسخير وسائل الاعلام المختلفة للقيام برسالتها السامية بدون انحراف او تأجيج مع الحرص على عدم المساس بالحقوق الاساسية والحريات العامة يجب ان يكون شغلكم الشاغل على الدوام وكذلك تأكيد حرمة المال العام ومبدأ النزاهة والامانة والشفافية ومكافحة الفساد.
كما يجب ان يستحوذ على اهتمامكم اصلاح الخلل في هيكل الاقتصاد الوطني وذلك بتنويع مصادر الدخل وخلق فرص عمل منتجة لأبنائنا.
وأن يكون اهتمامكم كذلك العمل على تحديث مناهج وطرق التربية والتعليم بحيث تواكب ما وصلت اليه الدول المتقدمة.
الاخوة الاعضاء المحترمون..
أدعوكم للتركيز على رعاية الشباب وتوفير فرص العمل واسباب الحياة الكريمة لهم وتفعيل مشاركتهم الايجابية ودورهم البناء في خدمة المجتمع وتنميته فهم مبعث الرجاء ومعقد الامل ولهذا فقد وجهت الديوان الاميري لعقد مؤتمر وطني للشباب يتوج مساعي الشباب وهم يعدون وثيقة وطنية لتمكينهم من تسخير طاقاتهم الخلاقة والاستفادة منها في خدمة وطنهم.
الاخوة الاعضاء المحترمون..
هذه بعض معالم رؤيتنا للمرحلة القادمة ندعوكم أن تقوموا بدور ايجابي فعال لمسؤولية التشريع لها والرقابة الجادة على تنفيذها متعاونين مع اخوانكم في السلطة التنفيذية مخلصين التفكير والعمل لمصلحة الكويت تحترمون الدستور والقانون وتحافظون على المال العام وتقبلون حق الاختلاف وتفضلون قوة الحجة على علو الصوت بعيدين عن الشطط والانفعال.
والتوتر والشخصانية مسترشدين بقوله تعالى “وجادلهم بالتي هي أحسن” تلتزمون الاعتدال والموضوعية وعفة اليد واللسان على ألا يغيب عنكم أبدا أنكم تمثلون الكويت كلها وأن هذا هو مجلس للأمة جميعها وليس مجلس طائفة أو فئة أو قبيلة أو جماعة رائدكم دائما مصلحة الكويت ورفعتها ورفاه شعبها.
واليوم وقد اختاركم الشعب كممثلين له لعضوية مجلس الأمة ومشاركين في مسؤولية قيادة هذه المرحلة من مسيرتنا الديمقراطية فإن الكويت تنتظر منكم أن تكونوا على مستوى المسؤولية وترتفعوا الى مستوى تحديات الاصلاح الداخلي وتحقيق التنمية الشاملة ومواجهة المستجدات والمتغيرات الخطيرة على الساحة الدولية والأحداث والصراعات الدموية التي تجتاح المنطقة واعين لأبعادها مدركين لتأثيرها وأخطارها على بلدنا.
واعلموا أن الشعب الكويتي الذي جاء بكم الى هذه القاعة الموقرة يراقبكم ويحاسبكم كما تفعل ضمائركم وسوف يسجل التاريخ حكمه لكم أو عليكم ان كنتم أو لم تكونوا على مستوى المسئولية وأهلا للثقة وعند حسن الظن وإن شاء الله أنكم كذلك.
والله أسأل أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه ويأخذ بأيدينا جميعا لأن نصون أمن وطننا الغالي ونعمل من أجل رفعته ورخاء شعبنا الوفي وأن يتغمد بواسع رحمته شهداءنا الأبرار ويسكنهم فسيح جناته.
“ربنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير” …صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قم بكتابة اول تعليق