
في اطار الفعاليات والانشطة المتنوعة لاحتفالات “ليالي فبراير” قدمت المسرحية الغنائية “الدنيا أماني” عرضها الاول مساء امس الاول في قاعة 5 بأرض المعارض بمنطقة مشرف ، في اجواء من المتعة والبهجة ” . والمسرحية من تأليف مي الصالح، كلمات النص الغنائي لسامي العلي، ولحنها بشار الشطي الذي يقوم ايضاً بدور البطولة إلى جانب هيا عبد السلام وأسيل عمران وطلال باسم، ومن إخراج علي العلي ومن انتاج المجموعة الفنية للفنان باسم عبدالأمير.
ففي تمام الساعة الخامسة مساء أمس الأول كان الجمهور على موعد مع بداية عروض المسرحية الغنائية “الدنيا أماني” والتي ستستمر لمدة ثلاثة أيام. حيث اكتظت القاعة بالحضور قبل موعد العرض الأول متلهفين رؤية نجومهم المحببون وعلى رأسهم الفراشة هياعبد السلام القريبة إلى قلوب الأطفال وكذلك “بشرنوا” النجم بشار الشطي بصوته العذب والنجمة السعودية أسيل عمران وصديق الأطفال الفنان الصغير طلال باسم عبد الأمير، ليبدأ العرض وسط هتافات الجماهير وتصفيقهم بإطلالة طلال باسم تائه في السوق يبحث عن أخيه الصغير الذي غاب عنه ليقابل بائع الألعاب مفاجأة هذا العمل بشار الشطي وهو يمرح هنا وهناك يحاول اغراء الأطفال بألعابه حتى تأتي هيا تحاول جذب الأطفال نحوها وحثهم على شراء الكتب وقرائتها فضلا عن الألعاب التي لاتغذي العقول بل تضيع وقتهم بلا منفعه ، ويدور الحوار فيما بينهم عن أمنياتهم فهيونه في عمرها التاسع تتمنى أن تصبح كبيرة على عكس بشار الذي يراوده حلم الطفولة للهروب من المسؤوليات الملقاة على عاتقه لينصحهم طلال بالذهاب إلى قصر الأمبراطور الحكيم ليحصل كلاهما على ما يتمناه كونه يستطيع مساعدتهما، وحينها يقرر الشاب والفتاة ان يمضيا قدما في رحلة مليئة بالمغامرات.
وخلال رحلة الثنائي إلى الامبراطور الحكيم يمران بالعديد من المواقف المختلفة فيلتقيان في البداية بصاحبة البيت المصنوع من الحلوى فهيونه تسئ الظن بها وتعتقد بأنها تلك الساحرة الشريرة التي لو اقتربت منها ستأكل في التو واللحظة على عكس بشار الذي اتخذ قرار التقرب من البيت وأكل بعض الحلوى المعلقة على أبوابه لتظهر صاحبة البيت مقدمه لهم الغذاء المفيد الذي من دونه كانوا ماتوا جوعا وهنا قصد الكاتب الاسقاط على مجموعة من العبر كأهمية الغذاء المفيد فضلا عن أكل الحلويات كذلك أن نحسن الظن في الأخرين، ثم يلتقيان بأسيل عمران وهي فتاة في منتصف العمر يساعداها في بيع بعض الورود فتقرر ان ترافقهما في الرحلة وتساعدهما ان تطلب الامر وعند الوصول الى مرحلة ما من الرحلة تتكشف لهما حقائق عدة تدفعهما إلى تغيير موقفيهما والعودة إلى التمسك بعمريهما الطبيعيين بعدما فطنا الى ان لكل مرحلة عمرية ما يميزها ويجب على الانسان ان يستمتع بكل لحظة في حياته، لذا عندما وصلا إلى الامبراطور الحكيم طلبا عدم تحقيق أمنيتيهما لأنهما يريدان الاستفادة من كل مرحلة من مراحل العمر.
تميز هذا العمل المسرحي بمجموعة من الاستعراضات الغنائية ذات النكهة الأوربية فالعمل قدم لنا صورة مصغره لما يقدم على المسارح العالمية إنما وفق رؤية كويتية لمخرج شاب متميز هو علي العلي الذي استطاع توظيف كل شيء في مكانه فعلى الرغم من صغر حجم المسرح إلا أنه تفادى ذلك بوجود شاشة ضخمة في أخر خشبة المسرح اعطت للعمل بعدا جميلا وعمقا للأحداث وهذا الشيء إن دل فيدل على أن الأبداع لا يعيقه شيئا، كذلك برع في تحريك المجاميع على المسرح في كل لوحاته الاستعراضية التي كان بعضها فردي وأغلبها جماعي. ناهيك عن التتوظيف المميز لجميع عناصر السينوغرافيا من ديكور متحرك مبهر وإضاءة وليزر، وموسيقى.
أما بالنسبة للفنانين فكان اختيارهم موفقا جدا لصالح العمل نظرا لخفة حركتهم على المسرح حيث كان أداء النجم بشار الشطي مفاجاة كبيرة لم تكن متوقعه، اذهل الحضور بتجسيده لهذا الدور وخفة حركته على المسرح، جسد دوره بأريحيه تعكس مدى المجهود الذي بذله في البروفات، فهو بالفعل أكل المسرح بحركاته وغنائه واستعراضاته ناهيك عن ألحان الأغنيات التي أضفت على العمل جوا مميزا وبعثت أجواء من المرح في نفوس كل الحضور الأمر الذي يؤهله لتصدر مسرح الطفل خلال الفترة المقبلة، كذلك الفراشة هيا عبد السلام صاحبة الطلة البشوشة والأداء الطبيعي الغير مفتعل الذي اقنع الجميع بأنها فعلا بنت التسع سنوات ولا يختلف الحديث عن موهبة النجمة السعودية أسيل عمران فاكهة العمل التي صدحت بصوتها العذب طوال اللوحات الاستعراضية.
فنحن في النهاية أمام عمل متكامل الأركان تضمن العديد من القيم الاخلاقية والاجتماعية حيث سلط الضوء على بعض السلوكيات الايجابية وتجنب السلبية وذلك في السياق الدرامي للعمل الذي تناول اهمية القراءة والاطلاع بالتوازي مع الترفيه وممارسة الرياضة ومد يد العون للآخرين وادخال الفرح والسرور على من حولنا كذلك حرص الكاتب على تقديم بعض النصائح الغذائية والاخلاقية مع آيات قرآنية ومن يتابع العمل يلمس الجهد المبذول في صياغة النص من الناحية الدرامية وتحويله الى لوحات غنائية استعراضية اتسمت بسرعة الايقاع والدقة في التنفيذ.
قم بكتابة اول تعليق