
دأبت “جريدة الكترونية تأزيمية” على وصف مجلس الأمة الحالي بمجلس الصوت الواحد وهذه التسمية المفبركة تعتبر تناقضاً فَجاً مع المبادئ الديمقراطية المعاصرة. فلا يحق لأي جهة إعلامية خاصة لا تملك أصلاً ترخيصاً بمزاولة المهنة الإعلامية تشويه الوقائع المحلية أو محاولة إضعاف مشروعية مؤسسة دستورية أتت عن طريق انتخابات عادلة وديمقراطية وشفافة. فثمة فبركة واضحة وتجاهل صبياني متعمد وتعنت شخصاني في محاولات التقليل من مشروعية مجلس الأمة فقط لأن الأفراد الذين تطبل لهم تلك الجريدة الاكترونية لم يقتنصوا الفرصة الذهبية ويشاركوا بقية مواطنيهم في الانتخابات البرلمانية السابقة. مجلس الأمة يمثلني كمواطن كويتي شارك وصوت في انتخابات برلمانية نزيهة وشفافة بشهادة عديد من المنظمات المحلية والعالمية المعنية بمراقبة الانتخابات, ولا أقبل من أي وسيلة إعلامية, مرخصة أو غير مرخصة, التهكم والتقليل من أهمية ممارستي الديمقراطية كمواطن كويتي حر ومستقل. فمن المفترض أن يدرك بعض دعاة الفوضى ومن تأبطوا مصالحهم السياسية الأنانية أنه لا يحق لهم التلاعب في مصير المواطنين الآخرين. فصوتي الحر في الانتخابات البرلمانية هو ملكي أنا كمواطن ناخب وليس ملك أشخاص بعينهم يتبادلونه فيما بينهم وكأن الأصوات الانتخابية الحرة إرث لهم يتقاسمونه فيما بينهم !
إضافة إلى ذلك, من المفترض أن يدرك أصحاب الأربع أصوات أن إنسان اليوم أكثر وعياً من السابق. فلن يقبل أحد الأفراد المستقلين أن يتم التلاعب بمصيره الانتخابي وصوته الحر بيد أشخاص يبدو أنهم يرغبون فقط في الوصول إلى المجلس الأمة بأي طريقة, ولو تكبدوا عناء تشويه الوقائع المحلية وفبركة المعلومات والإشاعات المغرضة. فماذا يتوقع من هؤلاء المؤزمين ومن بعض أبواقهم الالكترونية سوى التداحم من دون كلل نحو مسيرتهم الفوضوية: وهل يعتقد المؤزمون مثلاً أن الشخص الحر والمستقل لا يدرك ما يهدفون إليه من وراء وصفهم مجلس الأمة بمجلس الصوت الواحد? فأي ديمقراطية يريدها هؤلاء? وأي برلمان يستند فقط إلى الأصوات الأربع ما لم يكن يحقق فقط رغبات مجموعات أيديلوجية بذاتها ويمنحها القدرة على السيطرة على مصائر الناس.
أتمنى شخصياً أن تسرع “وزارة الاعلام” في تقديم مشروع قوانين “النشر الالكتروني” لمجلس الأمة لإقراره وتطبيقه على المؤزمين والمشوهين للوقائع المحلية. فلقد مللنا من طنينهم الالكتروني ومن عجرفتهم ومن ضيق أفقهم ومن محاولاتهم السقيمة السطوة على تفكير الأحرار. فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق