
أكد الفنان داود حسين أنه يفضّل عدم الظهور درامياً على تقديم مسلسل دون المستوى الذي يطمح اليه، مشيراً الى أنه يتمنى الظهور الى جانب الفنان عبد الحسين عبد الرضا في مسلسله الجديد ويتشرف بالظهور معه ولو من خلال حلقة واحدة.
وكشف حسين – في حوار مع صحيفة «الراي» – أن احدى القنوات عرضت عليه تقليد 30 شخصية من رؤساء ومسؤولين وسياسيين عرب لكنه رفض، وأشار الى أن هناك مفاوضات مع تلفزيون «دبي» لتنفيذ الموسم الثالث من برنامج «فاصل ونعود مع داود».
حسين الذي ابتعد عن الأضواء ووسائل الاعلام مع انتهاء عروض مسرحيته «وبعدين» خلال عيد الأضحى الماضي، وذلك لأسباب خاصة به، يعيش في الفترة الحالية حالة من الانسجام الفنّي مع ذاته لاختيار نص درامي يناسب ظهوره على احدى الشاشات خلال الموسم الرمضاني المقبل.
كما تحدث عن عودة الفنانتين سعاد عبدالله وحياة الفهد الى العمل معاً من خلال مسلسل «بيت أبونا» الذي سيعرض على تلفزيون «الراي» في شهر رمضان المقبل… واليكم التفاصيل:
• ما سبب غيابك عن وسائل الاعلام منذ عيد الأضحى الماضي؟
– ليس غياباً بمعناه الحقيقي، لكنني منشغل قليلاً بأمور عائلية أهمها متابعة دراسة أولادي. اضافة الى ذلك، لم يوجد ما أتكلم عنه ويضطرني للظهور في وسائل الاعلام.
• وما الذي تحضّر له؟
– ما زلت أقرأ عدداً من النصوص الدرامية، منها الكوميدية وأخرى درامية بحيث أكون مستعداً ومتواجداً خلال الموسم الرمضاني، وهناك مفاوضات حالياً مع تلفزيون دبي لتنفيذ الموسم الثالث من برنامج «فاصل ونعود مع داود»، لكن عندما أختار واحداً بعد عناية ودقّة، سأخص «الراي» بالخبر الحصري.
• ألا ترى أنك متأخر كثيراً في اللحاق بالموسم الرمضاني؟
– سأحاول قدر المستطاع أن أتواجد خلال الموسم الرمضاني، لكن لا يصحّ أن أتواجد في أي عمل ان لم أكن متأكداً من جودة النص، لأن لديّ قناعة وهي أن أغيب أفضل من تقديم عمل دون المستوى ثم «أتحسف» على تقديمه، فأنا فنان وكل ما أقدمه محسوب عليّ. لذلك، أفضّل أن آخذ وقتي في فترة البحث لأمنح الجمهور ما يستحق أن يشاهده.
• هل ستدخل الموسم الرمضاني كممثل أم كمنتج منفذ؟
– لن أختلف على هذا الموضوع، فان وجدت الدور المناسب سأكون ممثلاً، وان وجدت النص المناسب مع الجهة المنتجة التي ستموّل المسلسل بما يستحقه سأكون منتجاً منفّذاً، وهناك العديد ممن يظنون أنني أعمل فقط في الانتاج، وهذا أمر خاطئ، لأني ان وجدت الدور والمكان المناسبين فلن أتردد في أي لحظة.
• لماذا تفكر بخوض تجربة المنتج المنفذ؟
– هناك الكــــــثير من الفنـــــانين – وأنا أحدهم – كانت تنقصنا الكثير من الأشياء عند القيام بأي عمل جديد مع غالبية المنتجين، لذا أسعى جاهداً الى تنفيذها من خلال تجاربي الانتاجية المقبلة، ولا شك في أن هناك فرقاً بين المنتج التاجر وبين المنتج الفنان. فالمنتج التاجر أهم ما يبحث عنه هو المردود المـــــادي، أما المنتج الفنان فيــــسعى الى تحقيق حلمه بالاضافة الى راحة الفنان الذي يتعامل معه وكسب ثقة كل من حوله.
• بما أنك ستخوض تجربة المنتج المنفذ، هل من الممكن أن تقدم عملاً سينمــــائياً في الكويت؟
– لنكن صريحين مع أنفسنا، الانتاج السينمائي مغامرة كبيرة. لو أنني بدأت بتنفيذ فيلم سينمائي، فأين سيوزع؟ لذلك تكمن المشكلة الحقيقية في تسويق العمل، ومن الصعب تغطية تلك الأمور، لكن ان وُجِد المموّل والراعي للفيلم فلِمَ لا؟
• هل قررت الابتعاد عن المشاركة في برامج التقليد مثل «قرقيعان» و«داوديات» وغيرهما؟
– لا يمكن القول انني توقــــفت عن تقديمها مطلقاً، لكن في الفترة الماضية أصبحت مثل هذه النوعية من البرامج التي تعتمد على التقليد كثيرة جداً، لذلك لا بد أن نأخذ قسطاً من الراحة الى أن تظهر أفكاراً جديدة، تنعش ما تم استهلاكه تماماً، فالجمهور لن يقبل بكل ما هو مكرر أبداً، لأنه واعٍ ومثقف ويراقب ما يعرض على الشاشات.
• ماذا عن «الثنائيات» في التمثيل؟
– بطبعي أحب دائماً التغيير، ولا أفضّل السير على نمط واحد لفترة طويلة، وقد حققت بالفعل نجاحات كبيرة من خلال ثنائيات مع العديد من زميلاتي زهرة الخرجي، باسمة حمادة وانتصار الشراح، وفي اعتقادي أن الفنان الذكي هو من يملك القدرة على تكوين ثنائيات مع كل الفنانين من خلال وجود التركيبة و«الكيمياء» بينهما، كما أن الطاقات الفنية الايجابية تخلق ثنائيات قوية.
• قمت بتقليد العديد من الشخصيات الفنية والسياسية، هل هناك شخصية كنت تتمنى تقليدها ولم تتمكن من ذلك حتى الآن؟
– توقفت عن فن التقليد لأنني لم أترك أحداً من أهل الفن أو السياسة الا وقمت بتقليده، أما الشخصية التي أتمنى أن أقوم بتقليدها فهي «أنا»، فبدأ تركيزي ينصب حول كيف أمشي وكيف أتحرك وطريقة كلامي وما الى ذلك.
• هل ما زالت تعرض عليك مثل هذه النوعية من الأعمال؟
– عرضت عليّ أخيراً احدى القنوات عملاً كوميدياً من نوعية التقليد. العمل مكوّن من 30 حلقة لـ 30 شخصية من رؤساء ومسؤولين وسياسيين، ولكن كان من الصعب أن أقبل، فرفضت من دون تردد… وقد طلبت من المسؤولين في القناة والقائمين على العمل أن يبحثوا لي عن جزيرة بعيدة أعيش فيها قبل تنفيذ العمل، لأنه سوف يتم منعي من دخول أي بلد عربي بعد تنفيذ هذا العمل.
• توجهت كثيراً في مشاركاتك الى المسلسلات الكوميدية مثل «الفطين» و«كريمو» وابتعدت عن التراجيديا، ما السبب؟
– نعم هذا الأمر صحيح، والسبب أنني لم أجد النص المناسب الذي يضم شخصية تناسبني لأجسدها. وفي مجمل الأحوال، أفضّل دوماً المشاركة في أعمال «الحامض حلو» وهي التي تكون مزيجاً بين التراجيديا والكوميديا، فنحن نقدم أعمالاً لكل أفراد العائلة، والمرأة تحب التراجيديا والرجل يبحث عن الضحك و«الفرفشة»، والأطفال يحبون الأغاني، والبنات يبحثن عن الرومانسية، لذلك لا بد من تقديـــم كل ما تم ذكره، وبالتالي لم شمل الأســــرة أمام شاشـــــة التلفــــزيــــون بحكم أن شهر رمضان يجمع أفراد الأسرة، والفنان «الشـــــاطر» والحقيقي هو من يحقق هذه المعادلة الصعبة من خلال القــــيام بتلـــــك المـــــهمّة.
• كيف ترى مكانة الكوميديا الكويتية في الوطن العربي؟
– أراها في مكانها نفسه على الخط البياني، لا صعود ولا هبوط.
• وما السبب؟
– أصبحت النكتة الآن عملة صعبة ونادرة جداً، ففي ظل وسائل التواصل الاجتماعي من الممكن أن يتلقى كل منا أكثر من 80 نكتة يومياً على هاتفه النقال من دون بذل أي مجهود، فأصبح من الممكن استغناء الجمهور عن مشاهدة مسرحية أو فيلم كوميدي، ومثال على ذلك عندما كان يقال «الايفيه» خلال فترة الستينات في عمل مسرحي كانت الصالة تهتز ولكن أصبح اليوم رسم الضحكة على وجه المشاهد من أصعب ما يكون.
• بعد النجاحات التي حصدها جيلكم من فناني الكوميديا في الوطن العربي، كيف تجد المنافسة والتعاون بينكم؟
– لا يوجد بيننا أي نوع من أنواع المنافسة على الاطلاق، فلكل واحد لونه الذي يقدمه ويتميز فيه، وهناك تعاون متبادل بيننا يسوده الود والمحبة، وعلى سبيل المثال مشاركتي أخي طارق العلي في حلقة من حلقات مسلسل «الفلتة» بعد أن سبق وتعاملنا من قبل في مسرحية «الطرطنجي» وكان تعاوناً جميلاً، يحمل كل معاني المحبة والاحترام، فلذلك قبلت المشاركة من دون تردد.
• يستعد الفنانون لأعمالهم الرمضانية ومن بينهم عبد الحسين عبد الرضا في «العافــــور»، هل ترغب في أن يطرح اسمك ليكون من ضمن طاقم العمل؟
– هذا أمر مؤكد لا نقاش فيه، فظهوري ولو بحلقة واحدة مع الفنان عبد الحسين عبد الرضا شرف كبير لي، فكيف لو كانت المشاركة في حلقات عديدة؟! وأعلنها عبر «الراي» لو طلب مني «بوعدنان» أن أبيع تذاكر في شبّاك التذاكر فلن أرفض، لأنني لن أنكر جميل انسان وقف معي في بداياتي ودعمني بقوّة الى أن وصلت لما أنا عليه.
• ما توقعاتك لمسلسل «بيت أبونا» الذي يجمع سعاد عبد الله وحياة الفهد والذي سيعرض على تلفزيون «الراي» خلال شهر رمضان المقبل؟
– أتمنى لهما النجاح والتوفيق في ما سيقدمانه، ووجودهما ضمن مسلسل واحد هو رد على كل المشككين الذين يتحدثون عن خلاف بينهما، وأتوقع أن يحظى المسلسل بنجاح ونسبة مشاهدة كبيرة، وبالطبع سيزرعون الفرحة في قلوب الأسر الكويتية لحظة اطلالتهما معاً بعد غياب طويل في مسلسل درامي.
• وماذا عن مسرح العيد؟
– لا أريد التسرع في أي قرار أتخذه لمجرد المشاركة والتواجد، فان عرضت عليّ مسرحية تناسبني فلن أرفضها.
• وما مقومات المسرحية التي قد توافق عليها؟
– قبل أن أنظر الى النص ان كان متماسكاً ويضم عوامل البناء الدرامي كافة، سأحرص على المكان الذي سيتم عرض المسرحية فيه، وذلك حرصاً مني على راحة الجمهور الذي دفـــع أجـــــراً لقاء شـــــراء التـــــذكرة وخصص لنا وقتاً من حياته لمشاهدتنا. وذلك يحتم على القائمين والمعنيين من جهة الانتاج أن يوفروا لهم مكاناً يليق بهم يحوي كل سبل الراحة لضمان استمتاعهم خلال العرض المسرحي.
• هل تعتقد أن في الكويت مسارح تكفي جميع العروض في الأعياد؟
– طبعاً، لا نمتلك، فكل ما هو متوافر ثلاثة مسارح حكومية هي الدسمة والشامية وكيفان والتي تعتبر الأفضل لراحة الجمهور، أما ما تبقى فاجتهادات خاصة من الشباب المسرحي الطموح الذي يسعى الى التواجد الدائم مقدماً أفضل ما عنده من امكانات.
• قدمت العديد من الأعمال المسرحية الخاصة بالطفل، أين أنت الآن من مسرح الطفل؟
– بات من الصعب جذب الطفل، لذلك لا بد أن نقدم له قصة قوية ذات ابهار واثارة واضاءة زائدة أيــــــــضاً، ففي ظل ظهور التكنولوجيا الحديثة وامتلاكه لها يمكن للطفل الآن أن يتعرف على كل ما هو جديد في عالــــم السينما والخيال والمسرح من خلال الوسائل الحديثة المتاحة.
• كيف تنظر الى مهرجان مسرح الطفل الذي سيقام في الكويت خلال الفترة المقبلة؟
– من الجميل اقامة مهرجان خاص بمسرح الطفل، وسعيد جداً باختيار الفنانة سعاد عبد الله لرئاسة المهرجان، متمنياً له النجاح.
• لماذا لم نر مسرحاً خاصاً بالفنان داود حسين؟
– كنت أتمنى أن آخـــذ مسرحاً حولي قـــــبل أن تمتلكه جهة حكومية، لكن لم يكن هناك «نصيب»، كما أنني ضد عرض مسرحية على «كراسي بحر» احتراماً للجمهور.
• حدثنا عن مشاركاتك خارج الكويت؟
– استمتعت بكل عمل شاركت به خارج الكويت، وأتمنى أن تكون هناك أعمال فنية من انتاج مشترك وتكون قوية لتمتع المشاهدين في جميع أنحاء الوطن العربي. وتلقيت أخيراً عرضاً للمشاركة في فيلم سينمائي جديد في القاهرة ومن المرشح أن يكون أبطاله أيمن زيدان ورغدة.
• ما رأيك في اعتماد العديد من القنوات على المطربين والفنانين لتقديم البرامج؟
– اعتماد معظم القنوات على النجوم الشباب في تقديم برامجها هدفه الأساسي هو تسويق البرنامج، ما يجعل من العمل أكثر تميزاً بالاضافة الى جذب المشاهدين لمتابعته.
• مَن مِن النجوم الشباب المتواجدين حالياً على الساحة الفنية تتوسم فيهم النجومية والاستمرارية؟
– الممثل الكويتي محمد الرمضان فنان شامل لتميّزه بكل دور يقدمه، والممثل المصري الشاب محمد رمضان يذكرني بأحمد زكي، وأيضاً الفنانة الكويتــــــية ياســــــا الــــــتي تعتبر من الفنانات المميزات في الكوميديا، وهناك الفنانة فاطمة العبد الله التي تميّزت كممثلة وكمذيعة واستطاعت امساك العصا من المنتصف.
• ما رأيك بـ«الغروبات» أو «الشللية» المنتشرة في الوسط الفني؟
– لا أفضّل الشللية في الأعمال الفنية، وأرى أن من واجبي احترام عقلية المشاهد، لذلك لابد من التغيير والتنويع، رغم أن هناك «غروبات» مترابطة وناجحة مثل فريق الفنان طارق العلي مع هيا الشعيبي وهاني الطباخ وغيرهم يقدمون أعمالاً جيدة.
قم بكتابة اول تعليق