الوقيان: الكويت تؤمن بدور “ايفاد” انطلاقا من ريادتها في دعم التنمية

جدد ممثل دولة الكويت بمجلس محافظي الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد) دعم الكويت القوي للصندوق ودوره الفريد في مجال التنمية ومكافحة الفقر بخبراته الطويلة المتراكمة التي تبحث دول الخليج المانحة الاستفادة منها بالتزامن مع اتساع دور الكويت الريادي في مختلف قارات العالم.

وقال نائب المدير العام لصندوق الكويت للتنمية الاقتصادية العربية هشام الوقيان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) خلال مشاركته في الدورة ال36 لمجلس محافظي الصندوق الذي اختتم أعماله أمس إن الكويت صاحبة مبادرة تأسيس الصندوق ملتزمة بدعمها الثابت له إيمانا بدوره الفعال بصفته الوكالة الدولية المخولة بمهمة رفع الفقر عبر التنمية عن الطبقات الريفية الفقيرة.

وأشاد بنتائج اجتماع مجلس المحافظين واعتماده التجديد التاسع لموارد الصندوق بمبلغ 1.5 مليار دولار للفترة بين عامي 2013 و2015 بهدف ضخ استثمارات ميدانية ينتظر أن تنتزع 85 مليون نسمة من براثن الفقر مشيرا إلى أن دولة الكويت أسهمت بحصتها بمبلغ 15 مليون دولار كما تتابع عبر دورها بالمجلس التنفيذي عمل الصندوق مثمنا جهود الشراكة مع باقي المؤسسات التي تمكنت من حشد خمسة مليارات دولار اضافية.

وفي السياق أشار الوقيان إلى أن دولة الكويت التي كانت سباقة في دعم هذا التوجه أيدت إعادة تجديد تزكية رئيس الصندوق كانايو نوانزي لولاية ثانية مدتها أربع سنوات مثنيا على جهوده في تقليص النفقات والإصلاحات الإدارية في الصندوق واستحداث مزيد من المكاتب الإقليمية في الدول المستفيدة الأمر الذي يتجاوب مع توجهات الكويت.

كما لفت إلى اعادة النظر وتغيير معايير الإقراض في الصندوق لتواكب التوجهات والتغيرات التي أجرتها مؤسسات التمويل الدولية الأخرى.

وفي هذا الصدد ذكر أن رئيس الصندوق أجرى اجتماعا خاصا هاما عشية مجلس المحافظين في مبادرة هي الأولى من نوعها مع دول مجلس التعاون الخليجي أكدت فيه دولة الكويت عزمها مواصلة دعم القطاع الزراعي في مواجهة تحديات الفقر والجوع في ظل استمرار معاناة خمس سكان العالم وعدم استطاعتهم الحصول على الغذاء الكافي.

وأشار نائب المدير العام لصندوق الكويت للتنمية الاقتصادية العربية إلى التزام الكويت بدورها الريادي والبارز أمام هذه التحديات خاصة عندما اندلعت أزمة الغذاء العالمية سواء من خلال المؤسسات التمويلية المشتركة ومنها (ايفاد) والبنك الدولي والبنك الأفريقي وكذلك من خلال الصندوق الكويتي الذي لم يتوقف قط عن تمويل الاستثمار الزراعي رغم قيام بعض المؤسسات التمويلية بتجاهله لفترة معينة.

وحول دور الكويت المحفز داخل الصندوق والنشط داخل المجموعة العربية خاصة مجموعة مجلس التعاون ذكر الوقيان أنه مع ممثلي مجلس التعاون ناقشوا في اجتماعهم بالرئيس والمسؤولين في (ايفاد) نوع الشراكة “التي يتطلع اليها الطرفان” خاصة وأن الكويت ودول الخليج هي جهات مانحة خالصة لا تستفيد من قروض الصندوق.

وقال إن الاجتماع طرح عدة قضايا أخرى كان للكويت دور كبير في التعبير من خلالها عما تطمح إليه دول مجلس التعاون في الاستفادة من خبرات (ايفاد) ومنها إمكانية استفادة دول المجلس من التعاون الفني لحل مشكلات منها ما يتعلق بالثروة السمكية والحيوانية وانجراف التربة والرعي الجائر ونقص الموارد واعتمادها على استيراد نحو 90 في المئة من الغذاء.

وأضاف أن دول مجلس التعاون تريد من خلال الصندوق وما لها من خبرات متنوعة كبيرة متراكمة بحث الاستفادة من أجل إمكانية تقليل الاعتماد على استيراد الغذاء وقيام مزيد من المراكز البحثية لرفع وزيادة الإنتاج الزراعي.

ولفت إلى أن اجتماع المجموعة الخليجية مع رئيس (ايفاد) كان بهدف عرض تصورات دول المجلس “وما تطمح فيه كان فرصة أيضا لطرح مشكلة التوظيف داخل الصندوق ليكون التوزيع الجغرافي للموظفين عادلا بالقدر الكافي”.

وأوضح “نرغب في التمثيل من خلال موظفين يعملون داخل المنظمة” بالإضافة إلى حاجة دول مجلس التعاون لتدريب كوادرها بالاستفادة من الخبرات المتراكمة في (ايفاد).

وأضاف أنه جرى أيضا خلال الاجتماع مناقشة فتح مكتب للمنظمة في دول مجلس التعاون مؤكدا تقديره لهذه المبادرة التي ستحظى بالمتابعة اللازمة.

وحول دور الكويت التقليدي والدافع على محوري التعاون والتنمية لفت الوقيان إلى مبادرات الكويت المستمرة في هذا الصدد ومنها استضافتها مؤتمر (لآسيان) للدول الأسيوية في أول اجتماع بين الدول العربية وكثير من الدول الآسيوية ما أثمر عن رصد 300 مليون دولار لمساعدة الدول الآسيوية الفقيرة.

وكشف عن إعداد الكويت أيضا إلى عقد مؤتمر قمة بين الدول العربية والدول الأفريقية بنهاية العام الجاري بهدف تعزيز الشراكة فيما بينها لافتا إلى مبادرة الكويت الدولية الناجحة والعاجلة باستضافة مؤتمر إنساني لمساعدة الشعب السوري تحت رعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه الذي استهلته الكويت بتقديم 300 مليون دولار ما حفز على رصد تبرعات بلغت 1.6 مليار لتتجاوز المبلغ المستهدف.

وأوضح أن مجلس إدارة الصندوق الكويت للتنمية الاقتصادية العربية الذي يعد الأداة الاقتصادية للسياسة الخارجية للكويت تبنى إستراتجية خمسية منذ عامين ترمي إلى تعزيز جسور التعاون مع دول العالم بالتوجه نحو دول أمريكا اللاتينية ودول الاتحاد السوفيتي سابقا وكذلك نحو الجزر الصغيرة سواء في المحيط الأطلسي أو المحيط الهادي “حيث نعتزم التواجد ببناء الشراكات” متوقعا أن يزيد عدد الدول المستفيدة من مشروعات الصندوق الكويتي إلى 104 دول خلال السنوات المقبلة.

وفي هذا الصدد ذكر هشام الوقيان أن إجمالي الأموال التي تستثمر عبر الصندوق الكويتي بلغ قرابة 2ر16 مليار دولار في الوقت الذي تمت زيادة الالتزام السنوي في الصندوق الكويتي من 200 مليون دينار إلى 250 مليونا سنويا بتوجيهات من مجلس الإادارة ودعم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ورئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي لمواكبة زيادة التزام الكويت في مساعدة كثير من الدول التي عانت من الحروب الأهلية أو الصراعات أو الأزمات ومن نقص الموارد أو من الكوارث الطبيعية.

وأوضح أن الكويت تولي بشكل خاص اهتماما لمساعدة الدول التي تعاني من ضعف الأمن الغذائي والأمن المائي بالتركيز عليهما وفق الالتزام الدولي بالأهداف “الإنمائية للألفية” للأمم المتحدة لحل عديد من مشكلات العالم المتأصلة بحلول عام 2015 ومن أبرزها ما يخص قطاعي التعليم والصحة.

وقال إن الكويت التي حققت كثيرا من أهداف الألفية ليس داخلها فقط بل وفى الدول النامية الأخرى أولت تركيزا خاصا نحو هذين القطاعين المهمين مشيرا إلى أنها مولت العديد من المدارس سواء في الدول الأفريقية والآسيوية والعربية كما مول الصندوق الكويتي العديد من مشروعات القطاع الصحي في الصين وأفريقيا والدول العربية.

ولفت إلى أن صندوق الكويت للتنمية الاقتصادية العربية الذي أسس عام 1961 ليكون نموذجا مبتكرا للمساعدة الإنمائية ليس في العالم العربي وحده بل في العالم أجمع في إطار (تعاون جنوب جنوب) لاسيما وأنه يعد مؤسسة عريقة تراكمت لديها الخبرات ولها دور مؤثر كبير ليس من خلال المؤسسات الوطنية كالصندوق الكويتي فحسب وإنما من خلال المؤسسات التمويلية الدولية كالبنك الدولي والبنك الأفريقي.

كما كشف نائب المدير العام لصندوق الكويت للتنمية الاقتصادية العربية ل(كونا) أن دولة الكويت وعقب نجاح المؤتمر العربي الآسيوي الكبير “تتفاوض في الوقت الحالي من أجل الانضمام للبنك الآسيوي للتنمية خلال العام الجاري لتصبح الدولة العربية الوحيدة التي تنضم إلى هذه المؤسسة التمويلية الرئيسية” أسوة بانضمامها للمؤسسات الدولية والإقليمية الأخرى التي تصب في مسار دعم التنمية والتضامن الدوليين.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.