
تواجه الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب مشكلة عجزت عن حلها لسنوات طويلة، نتيجة التهاون في تطبيق القرارات، وعدم الرغبة في محاسبة المتسببين بها، فمشكلة الهيئة التي لا تزال غافلة عن أهميتها، هي كثرة غياب الأساتذة والطلبة في كليات ومعاهد الهيئة، حتى أصبح الغياب عادة اعتاد عليها الهيئة.
وانتقد مراقبون كثرة غياب الأساتذة في الهيئة، مشيرين إلى أن مدة الفصل الدراسي 14 أسبوعا، حيث يخصص الأسبوع الأول بطبيعة الحال للسحب والإضافة، أما الأسبوع الذي يليه فهو مليء بالغيابات، وتأتي الامتحانات في آخر أسبوعين بالفصل الدراسي، متسائلين هل باستطاعة الأستاذ تدريس المقرر خلال عشرة أسابيع؟
ولا يوجد قرار يهتم بضرورة وضع برنامج زمني للأستاذ من أجل الخطة الدراسية في الفصل الدراسي، وفي حال غاب الطالب يوما واحدا فكأنه أهدر أسبوعا بأكمله، والسيئ في الأمر أن الطلبة برفقة الأساتذة يتغيبون في أول أسبوع دراسي، ويكون العذر هو أن الأسبوع الأول مخصص «للسحب والإضافة»، وهو ما أصبح عرفاً في التطبيقي، مع العلم أن إدارة التطبيقي قد حاولت حل هذه المشكلة بأن جعلت السحب والإضافة عن طريق «الأونلاين»، إلا أن الأساتذة والطلبة مصرون على الغياب.
في المقابل، تختلف إدارة جامعة الكويت في سياستها تجاه الأساتذة، حيث تجبر الأستاذ على التواجد في مكتبه قبل بداية الدراسة بأسبوع، وفي أول أسبوع تبدأ الدراسة، وتشدد الجامعة على أهمية تواجد الأستاذ والطلبة وعدم السماح بالغياب.
وأكد عميد كلية التربية الأساسية د.عبدالله المهنا في هذا السياق، أن الأسبوع الأول في الدراسة بالكليات يكون للسحب والإضافة، فلا يتواجد الأستاذ في أول أسبوع بالفصل الدراسي الذي يتغير فيه الجدول، حيث لا يحضر الطلبة، مشيرا إلى أن كثرة الغيابات تؤثر في التحصيل العلمي وفي مستوى الطلبة بالهيئة، مؤكدا أن العمادة تقوم بالإشراف على رؤساء الأقسام في الكلية، الذين يشرفون بدورهم على الأساتذة.
من ناحيته، قال رئيس اتحاد طلبة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب مجرن العفيصان إن غياب الطلبة في الهيئة يأتي بسبب الآلية السيئة المتبعة في الهيئة، حيث يتم السحب والإضافة أثناء بداية الدوام، مشيرا إلى أنه من المفترض أن يفتح باب السحب والإضافة قبل بداية الدراسة بأسبوع.
وعبر العفيصان عن استيائه لضياع أكثر من خمسة أسابيع على الطلبة بسبب السحب والإضافة، وغياب الأساتذة في بداية الفصل الدراسي، وأثناء ذهابهم إلى المؤتمرات خلال الفصل الدراسي.
ومن جانب آخر وقّع المدير العام للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د.عبدالرزاق النفيسي اتفاقية تفاهم وتعاون علمي بين الهيئة وشركة هيونداي للصناعات الصديقة للبيئة، ممثلة برئيسها التنفيذي بارك جونك مون.
وتهدف هذه الاتفاقية وفق بيان صادر عن مكتب العلاقات العامة والإعلام في الهيئة اليوم إلى نقل أحدث التقنيات والخبرات لدى شركة هيونداي العالمية للصناعات الثقيلة إلى الهيئة عبر توطين هذه التقنيات والخبرات من خلال تطوير وتجهيز وتشغيل «المركز التكنولوجي لتطبيقات علوم المواد الصناعية».
وقال البيان إن هذا المركز يهدف الى استخدام أحدث التطبيقات والتقنيات والمنهجيات العلمية والعملية في مجالات علوم المواد الصناعية وتطوير وبناء منظومة متكاملة من الخدمات والمنتجات المتطورة في مجالات نقل التكنولوجيا والتعليم الفني والتدريب بالهيئة بصفة خاصة وللفنيين والمختصين من الجهات الحكومية والخاصة بصفة عامة.
وأوضح أن شركة هيونداي ستقوم بتكليف وحدتها العاملة في الكويت والمسماة «هيونداي للصناعات الصديقة للبيئة» بتمثيلها، مبينا أن الاتفاقية تشمل على الصعيد الفني بعض المجالات، على سبيل المثال لا الحصر، هندسة اللحام واختبارات مواد التصنيع والاعتمادات الفنية للعاملين في هندسة اللحام وميكنة عمليات الإنتاج الصناعي والتحكم الذاتي بمعدات التصنيع وتكنولوجيا إنتاج المواد الأساسية الصناعية وتقييم أمن المواد ونقاط اللحام بالهياكل ومواد الطلاء وتطبيقاتها وتصنيع بعض القطع والمكونات الدقيقة ذات الطبيعة الخاصة على المستوى الصغير في المنشآت الصناعية والروبوت والتحكم الآلي.
وذكر أن الاتفاقية تستند الى أساليب ومنهجيات متبادلة منها تبادل المعلومات العلمية والتكنولوجية ونتائج عمليات الأبحاث والتطوير المتاحة، خاصة من قبل شركة هيونداي وإتاحة المجال لتبادل المدربين والمتخصصين ذوي العلاقة وتسهيل الاتصال والتعاون بين الجهات العلمية والتكنولوجية ومراكز الأبحاث الصناعية.
وأضاف أن الاتفاقية تضمنت سعي الطرفين، وخصوصا شركة هيونداي إلى توفير الموارد والدعم الفني المطلوب للهيئة من خلال معهد التدريب الصناعي، ومراجعة وتحديث جميع مناهج معهد التدريب الصناعي وتزويد وتنفيذ إجراءات الاعتمادات الفنية وفق المعايير العالمية لمدربي ومتدربي المعهد في المجالات ذات العلاقة وتصميم وتمويل وتنفيذ برنامج تدريب ميداني في المصانع والأحواض الجافة التابعة لشركة هيونداي في كوريا الجنوبية.
حضر توقيع الاتفاقية السفير الكوري، ونائب المدير العام للتعليم التطبيقي والبحوث بالإنابة نائب المدير العام للخدمات الأكاديمية المساندة د.عيسى المشيعي ونائب المدير العام لشؤون التدريب م.حجرف الحجرف، ونائب المدير العام للشؤون الإدارية والمالية د.محمود فخرا ونائب المدير العام للتخطيط والتنمية صباح البحر ومدير المعهد الصناعي في صباح السالم م.طارق العميري.
المصدر: الكويتية
قم بكتابة اول تعليق