نجاة الحشاش: عزيزي وزير التربية … لحظة من فضلك

عزيزي وزير التربية، فليسمح لي بدقائق في صباح ثاني يوم من ايام اجازة منتصف العام الدراسي لمدارس الحكومة في الكويت حيث كان أحد قراراتكم في بداية العام الدراسي الحالي هو( تأجيل إجازة منتصف العام إلى 17 فبراير فتغطي الأعياد الوطنية)، والذي جاء كأحد طرق معالجة غياب الطلبة في شهر فبراير!!
وهذا القرار كنا على يقين من البداية بأنه احد قرارات وتخبطات وزارة التربية ولكن فضلنا عدم التطرق له من البداية وعدم الكتابة والتعليق لحين ملامسة هذا القرار ارض الواقع، وها نحن لامسنا بداية اجازة منتصف العام الدراسي والتي صادفت منتصف شهر فبراير ودخلنا في مناسبة الأعياد الوطنية وها هم طلبتنا نائمون في اسرّتهم ومنهم من سافر الى خارج الكويت لقضاء اجازة نصف السنة،وها هي المدارس مغلقة صباح شهر فبراير شهر الاحتفالات والأعياد الوطنية، ولم نعد نسمع للنشيد الوطني صوتا ولم نرَ طلبتنا في جميع المراحل وهم في لباس الزي الوطني الشعبي والمزين بأعلام الكويت، ولم نرَ فرحة الاعياد في أعين ابنائنا الطلبة في صباح شهر الأعياد الوطنية وهو شهر فبراير حيث كنا نراهم كل صباح ونحن في طريقنا الى دوامنا وأعمالنا وهم يلوحون لنا بابتسامة تجعلنا نقود السيارة ونحن نبتهل الى الله بأن يحفظ ابناءنا ويديم علينا نعمة الأمن والأمان وألا يكدر الله صفو أمن هذا البلد ولا يكدر الله قلوب ابنائنا الطلبة الفرحين والمحتفلين بهذه المناسبة.
كل هذه المشاعر الجميلة كانت تعترينا نحن الآباء والأبناء ونحن في طريقنا الى اعمالنا كل صباح. كما كنا نحن المعلمين والمعلمات نرى الفرحة تكاد تطير من اعين الطلبة وهم يحتفلون في مدارسهم بالأعياد الوطنية والكل يتفنن بإظهار حبه وولائه للكويت بأحلى القصائد والملابس الشعبية، والمدارس تصبح كأنها ساحات علم وإرادة لمن يتفنن بتزيين ممراتها وواجهاتها بأعلام الكويت وصور صاحب السمو وولي عهده حفظهما الله ورعاهما.
عزيزي وزير التربية، والله كم كان دخول شهر فبراير على اجواء المدارس يفرح قلوب الطلبة والمعلمين والإداريين، وكم عشنا نحن المعلمين والمعلمات مع ابنائنا الطلبة جوا عائلياً ووطنياً معبراً ومؤثراً لدرجة تأثرنا جميعا كويتيين وغير كويتيين باختلاف مذاهبنا وعوائلنا وقبائلنا بهذا الجو ونحن نحتضن طالباتنا ونصفق لرقصاتهن وأشعارهن الوطنية، وكم مرة تساقطت دموع الفرح من اعيننا ونحن نستمع الى قصائد الطلبة الوطنية المعبرة عن حب الكويت وعشقها لتراب الوطن وولائها لقائد مسيرتها صاحب السمو الأمير. وكم كانت ضحكاتنا تخرج من القلب وتعلو في طابور الصباح ونحن نرى تسابق الطلبة وتساقطهم على الأرض للوصول الى معلميهم لأخذ الإجابة الصحيحة لكي ينطلق بها الى ميكرفون الإذاعة ويجيب عن سؤال عن تاريخ الكويت. وكم كان رائعا منظر دخول الطلاب والطالبات باب المدرسة وهم مرصعون في باجات وأعلام الكويت ومحملون بإبداعات وأفكار وطنية لعرضها امام اصدقائهم ومعلميهم في ساحة المدرسة. بحق ان هذه المشاعر لا يتلمسها مسؤول في وزارة التربية يأتي زائرا دقائق او يرسل من ينوب عنه، وإنما نحن المعلمين والمعلمات وإداريي المدارس من نتلمسها ونعيشها.
عزيزي وزير التربية، ان شهر فبراير افضل واقوى الشهور لتعميق وتوثيق الروح الوطنية التي تسعى اليها وزارتكم من خلال نشراتها شبه اليومية والتي تحض وتشدد على ادارات المدارس لتفعيل قيمة الولاء الوطني، انه بحق يا معالي الوزير شهر لا ينفع فيه اجازة نصف السنة ولا ينفع ان تكون بدايته فترة اختبارات وتوترا نفسيا وعصبيا للطلبة، فلقد تعودنا على ان يكون فبراير شهر اعياد وأفراح من بدايته الى نهايته. وأيضا أمر أخر قد يكون غائبا عن معاليكم ان اجازة منتصف العام كانت تتزامن مع اجازة اخوتنا وأشقائنا في دول مجلس التعاون، ولأننا في الخليج نرتبط مع بعضنا البعض في صلة القرابة والنسب والدم، فتأخير الإجازة ودخول فترة الامتحانات مع اجازة اخوتنا وأبناء عمومتنا في الخليج صعّب تواصلنا معهم ومنع عنا رؤيتهم خلال فترة اجازتهم نصف السنوية لخوفهم من التسبب في تعطيل دراسة أبنائنا في الكويت، الى جانب امر آخر وهو عدم تناسق وتوافق اجازتنا هذا العام مع طلبة الجامعة وطلبة التعليم الخاص في البيت الواحد مما سبب ربكة في كيفية سفر العائلة الواحدة في اجازة منتصف العام وترك ابنائها في المنزل.
عزيزي وزير التربية، ارجو اعادة النظر بقرارات قياديي وزارتكم الموقرة والتي طالما كتبنا عنها، والتي تعجل صعود معاليكم منصة الاستجواب.
وكل عام والكويت أميرا وحكومة وشعبا بألف خير ودامت الأفراح في ارضك يا كويت.
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.