
تدور مناورات اعلامية في الصحافة والاذاعة والتلفزيون لتخفيف عبارة احتلال العراق للكويت، الواقع التعبيري في التاريخ هكذا: احتل الانجليز الهند والعراق وايران ومصر، واحتل الفرنسيون مصر ولبنان وسورية والمغرب وتونس والجزائر.. فلا ينسب الاحتلال الى شخص كما تردده المناورات الاعلامية عندنا بقولهم «الاحتلال الصدامي»..
لم يكن هناك خلاف بين الكويت والعراق، وفجأة بين يوم وليلة اختلق رئيس النظام العراقي تهمة للكويت والامارات العربية المتحدة بأنهما تتلاعبان بإنتاج النفط واسعاره.. اصطنع صدام حسين هذه التهمة فجأة وامر الجيش بالتوجه نحو حدود الكويت.. ولو كان هناك خلاف للجأ الى التحكيم العربي من خلال الجامعة العربية، والاوابك العربية والاوبك الدولية، وهناك محكمة العدل الدولية.. لقد اعتاد رئيس النظام ان يأمر بالطاعة فتستجيب له دول الخليج العربية صاغرة اثناء حربه مع ايران وقبل ذلك، اراد ان يغطي بعض ما فقده في الحرب بأخذ عشرة مليارات ويستعيد الشعب العراقي من حوله.. فكان ذلك الغزو الذي خدع فيه حتى قادته وجنوده بأنه ذاهب لتحرير فلسطين عن طريق الكويت.. اما الطيارون فاتجهوا نحو حدود الكويت وفي الجو أُمروا بدخول الكويت ثم صدرت لهم اوامر التدمير.. هجوم غادر لم يكسب العراق فيه فخرا بل لحقه العار والخزي.
***
في 31 يوليو 1990 سئل «بيت ويليامز» عن القصة المنشورة في الواشنطن بوست، هل حرك العراق 100.000 من قواته نحو الحدود الكويتية؟ واخذ رجال الامن في الحدود العراقية يضايقون الكويتيين العابرين للحدود حتى مزَّقُوا الجوازات لبعضهم، ولما راجع هؤلاء وزارة الداخلية، قامت الوزارة بوضع الجوازات الممزقة في اغلفة وارسلوها الى الخارجية الكويتية دون اعتراض أو شكوى.
عندما وصل لانج الى مكتبه في الساعة السادسة صباحا من يوم الاربعاء الاول من اغسطس 1990 استقبله بعض موظفيه وكان هناك بعض موظفيه في انتظاره وأطلعوه على الصور الحديثة الاخيرة عن زحف الجيش العراقي نحو الحدود الكويتية.. هناك ثلاث فرق مدرعة تتحرك على بعد ثلاثة اميال، لقد كان شيئا مثيرا للدهشة، أحقاً انها مناورة عسكرية.. المناورات لا تقام بين المدن والقرى وبطريق دولي ولكن هكذا اطمأن اهل الكويت وبعض الرؤساء العسكريين المحنكين مثل الملك حسين والرئيس حسني مبارك.. وقال مسؤولون كويتيون اننا مطمئنون على ما بلغنا من بعض الرؤساء الذين اجتمعوا بصدام ولو دخل الجيش نعرف الى اين سيدخلون عند جزيرتي وربة وبوبيان..
الفرق الزاحفة ثلاث مدرعات تتحرك نحو الحدود الكويتية الاولى فرقة (نؤمن بالله)، الثانية المدينة المنورة، والثالثة فرقة (حمورابي).
واوضحت الصور ان العراق حرك 80 طائرة هليوكوبتر، وكتب لانج نائب مدير المخابرات المركزية ان الوضع خطر ويراه كالبندقية المحشوة والاصبع على الزناد وهو يرى عضلات الاصبع تتحرك إيذانا بالاندفاع نحو الكويت..
عبدالله خلف
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق