صندوق التنمية ينظم زيارة للطلاب المتفوقين إلى اسطنبول

زار وفد من الطلاب المتفوقين الكويتيين الذين أوفدهم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية السبت الماضي الى تركيا ضمن برنامج (كن من المتفوقين) أبرز معالم مدينة اسطنبول القديمة حيث المباني والمساجد والآثار التاريخية ذات الصلة بعهد العثمانيين الذين حكموا الدولة الاسلامية منذ عام 1299 الى حين تفككها في عام 1923.

وضم الجدول في أول يوم من الرحلة زيارة الى المسجد الأزرق (أحد أهم وأضخم المساجد في تركيا) الذي بناه السلطان أحمد في عام 1616 وتعود تسميته بالأزرق نسبة الى الرخام الذي يغطي واجهة المسجد الخارجية المائل لونها الى الأزرق وقد استخدمت لبنائه نحو 21 ألف قطعة رخام فضلا عن زجاج النوافذ والفسيفساء التي تكسو الجدران الداخلية والسقوف المائلة جميعها الى الأزرق.
وما يميز هذا المسجد المآذن الست الشاهقة التي تبرز من على حدود مبنى المسجد حيث قيل أنها ترمز الى أركان الايمان الست وهي الايمان بالله عز وجل وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبخير القدر وشره كما في الحديث النبوي الشريف وقيل غير ذلك.

وتعرف الطلاب خلال هذه الزيارة على آلية بناء هذا الصرح المعماري الذي تعلوه من الوسط قبة ضخمة يحفها أربعة أنصاف من القبب حيث بنيت وفق نظام معماري متطور لم يكن موجودا في ذلك الوقت اضافة الى اطلاعهم على أنظمة التدفئة والتبريد المستخدمة لتهيئة الأجواء الملائمة في قاعة الصلاة صيفا وشتاء.

وأعرب الطالب فيصل الركف من مدرسة عبدالله العتيبي الثانوية لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) خلال الرحلة عن اعجابه بالطراز المعماري الذي بني عليه المسجد ومناظر القباب والمآذن الست الخلابة.
وقال الطالب الركف انه استمتع برؤية المسجد والتجول بداخله والنظر الى المحراب والمنبر والعبارات والشعارات الاسلامية المعلقة في أرجائه.

واضاف ان “هذه الزيارة التي نظمها (صندوق التنمية) تميزت بوجود مرشد سياحي يملك من المعلومات الكثير والذي بدوره لم يبخل في اعطائها لنا عن تاريخ المسجد وكيفية بنائه”.

ومن المعالم التي زارها الطلاب أيضا متحف (آيا.صوفيا) او (الحكمة المقدسة) كما في اللغة اليونانية وهو عبارة عن كنيسة للأرثوذكس شيدت في عام 537 ميلادي في عهد الامبراطور الروماني الشرقي (البيزنطي) جستينيان الأول لتكون صرحا دينيا ضخما ذي ابتكار جديد وكانت الكنيسة أكبر معبد في العالم آنذاك.

وتعكس الكنيسة العمارة البيزنطية والزخرفة العثمانية لتزاوجهما معا بعد أن تحولت الى مسجد في عام 1453 خلال عهد السلطان محمد الفاتح بعد دخول مدينة القسطنطينية (الاسم القديم لاسطنبول) الى الاسلام على يديه.

وشيد حول الكنيسة أربعة مآذن وأقيمت فيها أول صلاة الا انه مع بداية القرن العشرين حول مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك المسجد الى متحف يقصده آلاف الزوار يوميا وحتى الوقت الحاضر.
وعن هذه الزيارة قال الطالب حسين علي من مدرسة فلسطين الثانوية ل(كونا) أثناء الرحلة “ان رؤية الزائر للمعالم الأثرية والتاريخية تترك في النفس الشيء الكثير” مشيرا الى الاجواء في هذه المناطق والتي تختلف عن أجواء المدن الصاخبة والبنايات الشاهقة.

واضاف الطالب علي ان أكثر ما لفت نظره في متحف (آيا صوفيا) صلابة العمران المبني من الأحجار الطبيعية الثقيلة والرخام الصلب اضافة الى النقوش والزخارف الدقيقة والتي يشير كل منها الى معان معينة.

ورأى ان مضي أكثر من 1470 عاما على المبنى أمر يجعل من عقل الانسان يتدبر وينطلق في الخيال وقال “ولك أن تتخيل على سبيل المثال الشعوب التي عاشت في هذه الأماكن على مختلف أشكالها وأجناسها وامتزاج الثقافات بعضها ببعض طوال هذه الأعوام”.

ومن جملة المعالم في اسطنبول زار وفد صندوق التنمية الطلابي قصر السلاطين العثمانيين والذي عاش فيه 24 سلطانا من أصل 36 وهو قصر (توب كابي) أو الباب العالي كما في اللغة التركية وهو مركز الحكم في الدولة العثمانية من عام 1465 الى عام 1853.

ويعود الفضل في بنائه الى السلطان محمد الفاتح وظل مركزا اداريا للدولة وقصرا للسلطان وحاشيته وأهله وزوجاته لنحو 380 عاما الى حين بناء قصر (دولمة باغجة) الذي بناه السلطان عبدالمجيد وأصبح مقر الاقامة الرسمية الجديد للسلاطين العثمانيين.

وفي العام 1924 افتتح القصر للزيارة العامة بأمر من أتاتورك حيث تحول القصر الذي تبلغ مساحته حوالي 80 ألف كيلومتر مربع الى متحف يضم مجموعة كبيرة من الخزف والأثواب والأسلحة وصور السلاطين العثمانيين والمخطوطات والمجوهرات والكنوز العثمانية اضافة الى عروش السلاطين.

وتوجد في القصر غرفة الأمانات المقدسة التي نقلت من مصر عندما انتقل حكم الدولة الاسلامية من المماليك الى العثمانيين على يد السلطان سليم الأول حيث توجد فيها آثار رسول الاسلام.
ومن تلك الآثار على سبيل المثال السيف والعصاة وجزء من شعره الشريف فضلا عن سيوف بعض الصحابة ومفاتيح الكعبة ومقتنيات بعض الأنبياء وأشهرها عصا سيدنا موسى على نبينا وآله وعليه السلام.

وقال الطالب عبدالله الرشيدي من مدرسة ثابت بن قيس ل(كونا) بعد هذه الزيارة “إنه ولأول مرة في حياتي أرى مقتنيات أثرية ذات قيمة لا تقدر بثمن” مبينا الأثر الذي خلفته الزيارة عند رؤيته المقتنيات من عصر الخلفاء الراشدين لاسيما مقتنيات النبي الأكرم.

واضاف الطالب الرشيدي “وجدت في هذه الزيارة الشيء الكثير بعدما زاد محصولي من المعلومات المهمة عن تاريخ الدولة الاسلامية وزادت فيني حب الاطلاع والمعرفة” واصفا الرحلة بأنها “خارجة عن المألوف”.

وأعرب عدد آخر من الطلاب عن الشكر والتقدير للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي أتاح لهم هذه الفرصة والتي من المتوقع ان تثمر عن اعطاء الطلبة المتفوقين دافعا أكبر لبذل المزيد من الجهد والمثابرة خلال فترة تحصيلهم العلمي.

يذكر ان الدولة العثمانية تأسست في عام 1299 على يد السلطان عثمان بن أرطغرل وجرى تقسيمها في عهد آخر سلاطين الدولة وهو وحيد الدين محمد السادس.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.