انطلاق فعاليات ندوة مستجدات الفكر الاسلامي الـ 11

انطلقت اليوم فعاليات ندوة مستجدات الفكر الإسلامي التي تقيمها وزارة الأوقاف الكويتية برعاية وزير العدل ووزير الأوقاف شريدة المعوشرجي وتناقش عبر ثلاثة ايام أهم المستجدات على الساحة الاسلامية بمشاركة باحثين من مختلف المدارس الفقهية الاسلامية.

وقال وزير النفط هاني حسين في كلمته في الحفل نيابة عن الوزير المعوشرجي ان الامة الاسلامية وهي تنشد طريقها لاستعادة ذاتها وهويتها وتقدمها بين الامم بحاجة الى المواءمة بين دينها الذي تتمسك به وبين واقعها الذي تعيش فيه” مضيفا ان هذا لن يأتي الا من خلال مرتكزات عده ابرزها فقه الواقع وفقه الاولويات.

واضاف حسين ان مقتضى ذلك ان تكون الشريعة حاضرة في كل نازلة وحاكمة في واقعة و”قد اناط الله تعالى تلك المهمة الثقيلة للعلماء ورثة الانبياء ومصابيح الهدى فكان على العلماء ان يجمعوا بين فقه الحكم الشرعي في صورته المجردة ومحل الحادثة التي هي مناط الحكم وواقعية الفتوى فالواجب شيء والواقع شيء والفقيه من يوفق بين الواقع وينفذ الواجب حسب استطاعته”.

ودعا الى فقه “مبني على دراسة الواقع المعيشي دراسة دقيقة مستوعبة لكل الجوانب معتمدة على اصح المعلومات وادق البيانات والاحصاءات يتكامل فيه فقه الشرع مع فقه الواقع حتى يمكن الوصول الى الموازنة العلمية السليمة البعيدة عن الغلو والتفريط”.

وقال حسين ان غياب فقه الواقع “معناه التخبط في الحكم والخطأ في الفتوى والجمود في الفكر والاستعجال في الثمرة الامر الذي يؤدي الى تعثر الداعية في دعوته وعدم النجاح في رسالته”.

وذكر ان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت من فقه واقعها لامست قضايا الأمة ووجدت ان من مواطن الخلل هو غياب التأصيل المنهجي لمستجدات الواقع ونوازله موضحا ان أمتنا اليوم تمر بمرحلة حاسمة في تاريخها وهي بحاجة الى جهد العلماء لأن العلماء في أى مكان وزمان يجب عليهم مراعاة المصالح ودرء المفاسد وتقديم مصلحة الأمة واستقرارها ودفع أسباب الفرقة والنزاع.

من جانبه قال وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية الدكتور عادل الفلاح رئيس اللجنة العليا للمؤتمر في كلمته ان ما تعيشه أمتنا من أزمة حالية ملحة بل ومحيرة في كثير من مظاهرها جعلت الناس منشطرين فيها فرقا وأحزابا كل يدلي فيها برأيه على قدر ثقافته وحظه من العلم والمعرفة بعيدا عن الوعي الدقيق والفهم الرشيد والإجتهاد العميق الذي لا يقوم به سوى العلماء الراسخين.

واضاف ان هؤلاء العلماء “جعلهم الله تعالى ورثة الأنبياء وخلفاء المرسلين الأمر الذي استوجب عليهم أن يقوموا بدورهم بيانا للحق وإعذارا إلى الله تعالى واستفاضة للبلاغ وأداء لرسالتهم العظيمة التي سار عليها سلف الأمة رضوان الله عليهم بلا إفراط ولا تفريط”.

وأوضح الفلاح ان المؤتمر يأتي تحقيقا لمبدأ الشراكة مع المركز العالمي للتجديد والترشيد بلندن وليناقش قضية من أدق بل وأخطر قضايا الفكر الاسلامي المعاصر “ألا وهي قضية المواءمة بين كلي الزمان وكلي الشرائع والإيمان أو ما يعرف بفقه الواقع وتحقيق مناط الأحكام”.

وذكر أن غياب ملكة الفقه المعمق لهذا النوع من الاجتهاد تسبب في كوارث عظيمة ومضار شنيعة زادت من تعميق حالة التخبط والتناحر في الأمة ونتج عن ذلك تبلور اتجاهات في التنظير والحركة تنزع النصوص الشرعية من سياقاتها وتنزلها على غير مناطاتها في قضايا تمس استقرار المجتمعات الإسلامية وتماسكها.

وقال الفلاح ان همنا الاستراتيجي في وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية متوجه الى تعزيز الوسطية وتنفيذ ما يتطلبه تعميقها وتعزيزها من برامج وفعاليات محلية وعالمية فردية ومؤسسية “لاسيما بعد أن وفق الله الكويت في اخراج أعظم مؤلف فقهي في القرن العشرين وهو الموسوعة الفقهية”.

واضاف ان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية اولت “المرجعية الفقهية اهتماما خاصا تمثل في نشر وطباعة الموسوعة الفقهية ورقيا وإلكترونيا وترجمتها إلى لغات مختلفة وكذلك الإعتناء بالفتاوى الفقهية الصادرة عن لجنة الفتوى وتكشيفها ونشرها وتوفيرها وتيسيرها للباحثين”.

واشار الى سعي الوزارة لتصميم برنامج علماء المستقبل الذي يعنى بتخريج علماء متخصصين في علوم الشريعة يتصفون بالوسطية في الفكر والسلوك ويجمعون بين اصالة المنهج والوعي بمتطلبات العصر ويهدف إلى الإسهام في سد احتياجات البشرية إلى علماء ربانيين يتميزون برسوخ العلم واعتدال الفكر وتكوين فلسفة فكرية علمية تجمع بين مميزان التعليم الأصيل وامكانات ادوات التعليم الحديث”.

من جانبه اعرب وزير الأوقاف المغربي أحمد توفيق في كلمة ألقاها نيابة عن ضيوف المؤتمر الكويت على جهودها الفكرية والخيرية والثقافية التي تميزت بها منذ عقود طويلة خدمة للأمة الإسلامية وللشعوب العربية.

وقال ان الكويت كانت ولا تزال سباقة في التميز الفكري وبحث المعضلات الفقهية معربا عن الامل للمشاركين من العلماء والباحثين في اثراء هذه المعضلة الفقهية والنازلة الجديدة التي هي بحاجة الى اجتهادات المجتهدين واستنباط العلماء العاملين”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.