أشاد سعادة السفير الكويتي السيد علي سلمان الهيفي بالعلاقات القطرية الكويتية، معتبرا أنها في أفضل حالاتها، لافتا إلى أن هناك تعاونا وطيدا داخل مجلس التعاون الخليجي، والبلدان يلعبان دورا رياديا عربيا وإقليميا في حل الكثير من القضايا التي تخص المواطن العربي بصورة عامة.
وقال سعادة السفير في مؤتمر صحافي عقد بمقر السفارة: إن الكويت تخلد الذكرى الـ52 للعيد الوطني، والذكرى الـ22 للتحرير، وهذه مناسبة تستحضر فيها المواقف المشرفة لكل أبناء المنطقة الخليجية ومن بينهم قطر، ووجه الدعوة إلى مشاركة أبناء الجالية الكويتية وأعضاء السفارة بالدوحة مناسبة الاحتفال بهذه الذكرى التي ستنظم مساء اليوم الأربعاء بفندق الريتز كارلتون.
وأشار سعادته إلى أن استضافة الكويت للقمة الاقتصادية الأولى التي دعا إليها سمو أمير دولة الكويت، وما نتج عنها من مشاريع في الدول العربية التي تعاني من انخفاض معدلات التنمية، وكانت بادرة إنسانية وافقت عليها جميع الدول العربية.
وقال: إن الكويت وبقية دول مجلس التعاون الخليجي سباقة في دعم الأشقاء العرب بما أفاض الله عليها من خير ونعمة، وإن هذا واجب بين الإخوة، وليس امتنانا من أحد، كما أن إسهامات دول مجلس التعاون لم تنقطع عن دول ما يسمى بالربيع العربي، وكان لها دور مبكر في محاولة الإصلاح وتشجيع الدول على تبني برامج للإصلاح وتحقيق التنمية للشعوب العربية، وأخذت جانب الحق واصطفت إلى جانب المواطن العربي.
وأعرب السفير الهيفي عن شكره لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين، ومعالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وجميع المسؤولين، مؤكداً أنه وجد منهم كل تعاون ومساعدة في تسهيل مهمته في كل جوانبها.
وقال: إن دولة قطر، كما عودتنا على الكرم والطيب والتعاون الراقي، فإن مسيرة العلاقات تتنامى وتزدهر، وليس أدل على ذلك من الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس مجلس الأمة الكويتي الجديد، ووفد مجلس الأمة ولقائهم بسمو نائب الأمير وسعادة رئيس مجلس الشورى وإخوانهم في المجلس وزيارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم والثقافة وتنمية المجتمع، حيث أعجبوا بهذه الفكرة الرائدة في التعليم، واستفاد الوفد للغاية مما طرحته سمو الشيخة موزا من أفكار ومن تصميم على المضي قدما في دعم التعليم، خاصة تأكيد سموها على أن هذه الجامعات التي تضمها مؤسسة قطر ليست فقط لأبناء قطر، ولكن لخدمة دول الخليج والدول العربية جميعها بما وفرته الجامعة من سهولة إيجاد جامعات بهذا المستوى في منطقتنا، وتسهل على أولادنا وبناتنا عناء ومشقة السفر إلى الخارج لقربها من بلدانهم، ووجودها في بلدهم الثاني، حيث لم تفكر مؤسسة قطر في قضية الربحية، بل في كثير من الأمور تتحمل المؤسسة مصاريف كثيرة في سبيل الارتقاء بالتعليم.
وقال إن الزيارة كانت فرصة لبحث أواصر التعاون البرلماني، حيث ستستضيف الكويت خلال الفترة المقبلة اجتماع رؤساء البرلمانات العربية، ويتم بحث اللجان التي ستشكل والنتائج المرجوة من ذلك الاجتماع، كما كانت الزيارة فرصة من أجل تنسيق المواقف تجاه المواضيع المطروحة على جدول أعمال المؤتمر البرلماني الدولي الذي سيعقد في الإكوادور الشهر المقبل، كما أنها بحثت إنشاء صندوق التمويل الخاص بقمة التعاون الآسيوي الذي اقترح سمو أمير الكويت إنشاءه خلال قمة منتدى التعاون الآسيوي التي عقدت في الكويت العام الماضي، وأشار إلى أن الأولية بالنسبة للكويت هي للدول العربية، ولكن هذا لا يمنع من مد يد العون للدول الصديقة، حيث بات العالم قرية صغيرة.
ونوه سعادة السفير الهيفي إلى زيارة سعادة رئيس مجلس الأمة الكويتي علي بن فهد الراشد إلى قطر، وقال لقد حرص أن تكون أولى جولاته العربية لدول مجلس التعاون لما يربط تلك الدول اهتمامات مشتركة في التحضير والتنسيق للمؤتمرات العالمية، وتشكيل اللجان والانتخابات، وأضاف سعادة السفير الكويتي أنها كانت زيارة ناجحة للغاية، ولقينا من الإخوة القطريين ما توقعناه دائما، وأكد أن ما يكتب بشكل فردي عن قطر هنا وهناك، لا يمثل الرأي العام والعلاقة بين البلدين، وقال: إن ما لمسته من المسؤولين ومن مواطني الكويت، يؤكد أن الجميع لا يعير اهتماما لما يكتب في الكويت عن قطر، وأكد سعادته على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة التي تحكم العلاقات.
وعن رؤيته للقمة العربية التي ستستضيفها الدوحة نهاية مارس المقبل قال السفير الهيفي: إن دور قطر القيادي والريادي ومبادراتها لتوحيد الصف العربي يؤهلها للعب دور إيجابي، وتصحيح الكثير من الأمور في الجامعة العربية، وأضاف أن الخلافات يجب ألا تسود، ويجب أن نتفق على ما يجمعنا، وألا نركز على ما يفرقنا كعرب، ويجب أن نستمر بما يجمعنا ويصب في مصلحة مواطنينا، وقطر عودتنا على المنهج السليم لإنجاح هذا النوع من المؤتمرات ليجتمع القادة ويصلحوا الأخطاء.
وحول مؤتمر المانحين لدعم الشعب السوري الذي استضافته دولة الكويت والدور الإنساني في الأزمة السورية، قال سعادة السفير الهيفي: لقد تشرفت بالمشاركة في هذا المؤتمر، وتلك القمة كانت ناجحة أكثر من المتوقع بشهادة الأمين العام للأمم المتحدة، وحضور المؤتمر، وأضاف أن المؤتمر رصد مبلغ مليار وستمائة مليون دولار لدعم الشعب السوري، وقد جاءت تلك المبادرة بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة لما تتمتع به دولة الكويت من مكانة وعلاقات متميزة مع كافة الأمم، وأكد الهيفي على أن جميع المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي حريصون على وقف معاناة الشعب السوري، وهم يدينون حرب الإبادة التي يتعرض لها، والتي تؤلم الضمائر والأفئدة، وقال: إن الشعب السوري الشقيق المسلم يستحق منا كل دعم.
وحول اهتمام الكويت الخاص بالملف الإيراني النووي قال السفير: إن الكويت بحكم قربها الجغرافي من إيران فإنها ستكون من إلى الدول المتضررة من أي نشاط نووي، وكل مسؤولي العالم حريصون على سلامة شعوبهم، ونحن نريد سلامة مواطنينا وسلامة بيئتنا وتجنب أية كوارث.
وأكد السفير أن الشعب الكويتي لحمة واحدة حتى ولو اختلفت الآراء، وأن الخلافات في الرأي لا تفسد للود قضية، وأن المختلفين في الرأي السياسي يلتقون في الديوانيات وفي المناسبات الاجتماعية، وحول دور مجلس الشعب الجديد قال السفير الهيفي: إن هناك استجوابات كثيرة قدمت في هذا المجلس أيضا، وهذا يعني أن هناك رؤى إصلاحية مختلفة بناء على وجهات نظر مختلفة وجميع وجهات النظر تحترم.
وحول ما يثار في المعارضة الكويتية والتحركات التي تقودها المعارضة لنزع الشرعية عن البرلمان الكويتي المنتخب قال سعادة السفير الهيفي: إن سمو الأمير أجاب بشكل واضح، وقال: إن الموضوع رفع للمحكمة الدستورية والجميع يحترم رأي القضاء، فإذا أكد سمو الأمير أنه موافق على نتيجة حكم المحكمة الدستورية، وهو قائد السفينة، فيجب أن نلتزم بالحكم، وفي النهاية فإن الثقة في القضاء هي الأهم، خاصة في الحالات الخلافية المتعلقة بالتعديلات التي تمت على القانون الانتخابي، وأضاف السفير الهيفي أن المعارضة والسلطة متفقتان على القضاء والحكم العادل له.
وأكد السفير أن الحالة الديمقراطية في الكويت مبشرة، وأن الكثير من المشاكل سوف تنتهي مع التقدم الديمقراطي فالخلافات موجودة في كل الديمقراطيات، وأن المسيرات التي شهدتها الكويت كانت سلمية ومسؤولة، ولم يحصل فيها ما يسيء لأمن الوطن.
العرب القطرية
قم بكتابة اول تعليق