أسيل أمين: الحب ذاكرة المستقبل

بمناسبة اعيادنا الوطنية يجب ان نتطلع لمستقبل الذكرى وليس لماضيها، ونطلق مشروعاً تنمويا باسم المشروع الوطني للحب من اجل المستقبل.

يمر يوما 25 و26 فبراير من كل عام باعتبارهما «الذكرى» السنوية لأحداث نستذكر من خلالها يوم الاستقلال (الغاء معاهدة الحماية البريطانية) ويوم التحرير (طرد القوات العراقية من أرض الكويت) وبعدها تنتهي الذكرى لننتظرها في العام التالي، مكررين المشاهد والكلمات والموسيقى التصويرية والدموع نفسها، حتى أصبحت مجرد ذكرى روتينية خالية من الطموح والأحلام والآمال.. بل خالية من المستقبل!

والمعضلة، أن تتحول الذاكرة الى مجرد شريط «معد مسبقا» لتكرار الصور والبكائيات، ثم يقلب الشريط على الوجه الآخر لنسمع معزوفة مكررة للفرح الروتيني المفرغ من الروح.

كنا ومازلنا نتمتع بذاكرتنا القديمة، بل ونعيش فيها، لكن المطلوب ليس بناء ذاكرة قديمة وتشييد صروح البكائيات والحنين الى الماضي، بل بناء ذاكرة للمستقبل، ذاكرة تخاطب الغد بصيغة الأمس، ليكون المستقبل هدفا وغاية واضحين، ويصبح الحاضر هو الوسيلة والطريق ومشروع المستقبل.. وما هو المستقبل المنشود! هل هو مبانٍ شاهقة وشوارع وجسور وأحجار متراكمة يبنيها المقيمون على هذه الأرض أم ثروات وفوائض مالية عالية بسبب ارتفاع أسعار النفط، أم هو انسان ينظر الى الأمام ببصيرة شفافة متنبئة.. أم هو مشروع وطني شامل يجمع كل ذلك ويكون الانسان أهم ركائزه؟

من ينظر الى المستقبل على أنه في علم المجهول فهو فاشل، لأن الأقوياء هم من يصنعون التقدم بتحدٍ نحو المستقبل، وسر القوة كامن في الحب بمعناه الواقعي!

في هذين «العيدين»، (الاستقلال والتحرير)، فرصة كبرى لاطلاق أضخم مشروع وطني وتنموي، انه «المشروع الوطني للحب»، هو ليس من مشاريع الخطط التنموية التي تركز على بناء الحجر، وليس مشروعا تجاريا ينمي الأرباح الآنية والسريعة، لا.. وليس مشروعا للتنمية البشرية لتناسب متطلبات سوق العمل، بل هو مشروع يقوم على تنمية الحب في النفس والفكر والنظر الى المستقبل، يقوم على فكرة «أن نغير ما بأنفسنا الى الأفضل حتى يغير الله ما بنا الى الأحسن».

أسيل عبدالحميد أمين
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.